الأحد، 16 يناير 2011

سقوط بن علي وسنن الكون


لنعد للوراء قليلا وقبل ما يقارب العشرون عاما انهارت الشيوعية البغيضة التي تسلطت على رقاب امم من العالم ما يقارب السبعين عاما وليست هذه هي المفاجأة بل المفاجأة ان الناس لم تنسلخ من معتقداتها ولا من قيمها ولا نسيت ثقافتها رغم ما بذلته الشيوعية من طمس لكل شيء وضربت على كل ذلك بيد من حديد وكان الموت بطريقته القاسية جزاء من يطرف بعينه ومع ذلك هي تاريخ بذيء يقرأ الآن وكأنها لم تكن واقعا يدمي قلوب الخلق

وهنا نقول لبن علي ولكل طاغية ومستبد إن سبعين عاما لا تقارن بعشرين سنة

قبل شهرين من كتابة هذا المقال لم يدر بخلد أحد ان يفر طاغية بحجم بن علي ذليلا يتلمس من يؤيه غضب العزل من ابطال تونس الخضراء الذين خاضوا وشكلوا اروع الامثلة في طلب الحرية ومواجهة الظلم مع طول زمنه وشدة وطأته عليهم بل خرج الالاف يهتفون بلا خوف ولا وجل ضد بن علي وعصاباته من عائلة واصهار ومافيا نهبت خير البلاد على مدى ثلاثة وعشرون عاما فلكم التحية يا شعب الابطال و هواة الحرية والكرامة مع قبلة في جبين كل فرد فيكم
ومن هذا الحدث التأريخي العظيم هناك عدة اشارات لا بد لكل عاقل من الوقوف والتأمل فيه
ا
أن من يظن ان له الغلبة المطلقة فهو واهم ولو كان بين يديه وتحت سطوته القوة والعتاد فابن علي يمتلك كل ذلك مع جيش مدرب على البطش بكل البشر ومع ذلك خسر المعركة امام الناس الشرفاء العزل الا من قوة الارادة

من هذه الحادثة تنطلق في الذهن عدة احداث وصور للكثير من الطغاة الذين تجبروا في الارض ثم خاروا مع اول تهديد امام الامم وذلك إن دل على شيء فإنما يدل على ان صاحب البضاعة الفاسدة ليس لديه خوف الا من محاكمة الجمهور بل قد لا يكرم نفسه من الخضوع لتقبيل احذيتهم من بعد هدير صوته المستقوي بالمال ورجال الدرك

الناس في كل عصر ومصر لديهم قوة تحمل وتصبر على من يتجبر ويطغى عليهم وقد يهلك فيهم الحرث والنسل وهم سكوت صابرون ينتظرون فرجا قادما ولكن مع كثرة الضربات الموجعة فإن صبر القوم ينفذ واستكانتهم تتحول الى نقمة هادرة تمحوا من الوجود الطغاة وعصاباتهم بل تتحرك كسيل هادر حتى جيوش الطغاة لا تستطيع ايقافه فضلا عن مجابهته

الكثير من الطغاة المتجبرين اصحاب انفس حقيرة وضعيفة فاذا احسوا بحفيف الهواء سلكوا كل السبل لتبرير الظلم والفساد ولإخراج انفسهم من مغبة ذلك ظانين أن البشر أغبياء مثلهم وتراهم ينزعجون من كل شيء حتى من مواقع الانترنت ووسائل الاعلام فضلا عن اهل الاصلاح ومن يريد الخير للبلاد والعباد وذلك من حقارتهم وقلة حيلتهم وهوانهم

الغبي دائما يتصور الخلق أغبياء كشخصه والبليد لا ينظر للناس الا بصورة البلداء والحقير والخائن يظنان أن الناس كلهم بهاتين الصفتين وهذا هو حال حكام العرب لذا فابن علي هو اول رسالة وعلى الجميع أخذ الحذر مع يقيني أنهم أغبياء مغفلون لن يستفيقوا الا على وقع انتفاضات الشعوب المغلوبة وعندها جزيرة مالطا ستكتب في التاريخ أن الخونة هربوا إليها فرارا من بطش الشعوب الحرة الابية

على كل طاغية متجبر خان الامة ونهب خيراتها وعمل بأجندة الغرب في شعبه ليرضي أسياده أن يعلم أن دول الغرب أول من يتخلى عنه بل وينتقده بل حتى لا يستقبله فهاهو ابن علي عميل الغرب المحبوب الذي ما ترك شيئا من تعليمات القوم تؤدي الى ضعف وذل واسكانة الشعب الا وطبقها وزيادة مع سكوت الدول الغربية ودعمها لسياسته لأنهم لا يرضون ولا يردون لأمة الاسلام الحرية والتحرر والخير ومع كل ذلك ركله القوم بأحذيتهم عندما علموا ان لا فائدة مرجوة منه وذلك هو القدر الذي يستحق

واهم من يظن أنه في مأمن إن وضع يده بيد الطغاة والمتجبرين وسار في ركبهم نعم قد يكون لهم بعض الغنم وعلى الطاغية كل الغرم ولكن الناس لن تنسى الاسماء ولا العوائل التي امتدت نفوذها من نفوذ كبيرها فهاهم اصهار وبعضا من عائلة ابن علي وكل من كان سارقا لتونس يحتجز على الحدود وفي المطارات من الناس وكذلك من العسكر وما أسرع ما ينقلب السحر على الساحر

أخيرا على مر التأريخ استطاع كل الطغاة تقريبا أن يتحكموا بكل شيء وأن يستعبدوا الخلق وأن يذللوا الشعوب وأن يجعلوا من أنفسهم اساطير بل وأحكموا الاغلاق على الناس وسدوا عليهم كل منفذ وكمموا الافواه وتحكموا بالارزاق وسفكوا الدماء واستحلوا ما حرم ولكن مع كل ذلك لا يستطيع طاغية مهما تجبر ومهما فعل أن يتحكم في عقول الناس وأفهامهم بل لن يستطيع كائنا من كان أن يطوع العقول ولا أن يحجب الحق عن العقلاء


همسة في أذن الحرية : ليفعل كل طاغية ومتجبر ما بدى له أن يعفل فلا شيء يدوم على حاله بل ستعود كل الامور الى طبيعتها والحق يبقى هو الحق والباطل الى مزبلة التاريخ

ودمتم بخير
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق