الأربعاء، 26 يناير 2011

فيسك: ألعن من وعد بلفور... انتهى عصر الاكاذيب والعالم العربي في لحظة نادرة



.. مبارك يتساءل الان اين الهروب 

حمدان: مشاورات حماس لأخذ زمام المبادرة وعزل من ارادوا التفريط بالحقوق التاريخية
2011-01-26




لندن ـ 'القدس العربي':'الاوراق الفلسطينية دليل ملعون العن من وعد بلفور' هذه العبارة التي بدأ فيها مقال - تقرير كتبه الصحافي البريطاني المقيم في بيروت ونشرته صحيفة 'اندبندنت' الصادرة في لندن وجاء فيه ان الانظمة الغربية علمت حكام العرب الكذب على شعوبهم ولم يعد الكذب يجدي، فقد انتهى عهد الكذب في العالم العربي لان الشعوب العربية لم تعد تصدق الحكام، من تونس، الى مصر ولبنان، تخرج الجماهير تتظاهر ضد كذبة الديمقراطية.

وعلق فيسك ان عبارته الاولى عن لعنة الاوراق يجب ان توضع بين معقفوتين للتأكيد على خطورتها لان السلطة الوطنية الفلسطينية عبرت عن استعدادها للتنازل عن حق العودة، ربما حق 7 ملايين لاجئ.
واشار الى تزامن الكشف عن هذه الاوراق مع التظاهرات التي خرجت في شوارع مصر وتدعو الى سقوط الرئيس حسني مبارك، وكذلك جاءت مع اعلان تكليف نجيب ميقاتي، لتشكيل الحكومة اللبنانية والذي سيقدم لحزب الله الدعم الذي يريده. ويقول ان العالم العربي نادرا ما شاهد مثل هذه الاحداث من قبل. ومع ان الفلسطينيين لن يصدقوا اعينهم عندما يكتشفون حجم التنازلات الا ان ما يحدث في العالم العربي بدأ يكشف الحقيقة، فلم يعد بالامكان في هذا العالم ان يكذب الواحد على الاخر- الحاكم على الشعب - فالاكاذيب انتهت. ومعها كلمات حكامهم ـ التي هي وللاسف - انتهت. وقال ان مصدر الاكاذيب هو 'نحن' الغرب، فنحن من قدناهم الى هذا المصير كما 'اننا نحن من صدرنا لهم كل هذه الاكاذيب ولم نعد قادرين على اعادة اختراعها'. وخدعة الشعوب الغربية للعرب بدأت من فكرة الديمقراطية التي احبتها بريطانيا في مصر 'وشجعنا الديمقراطية في مصر، حتى قرر المصريون انهاء الديمقراطية فوضعناهم في السجون، ولكننا اصررنا على ديمقراطية اكثر' ويضيف ان الغرب هو الذي طلب من الفلسطينيين 'التمتع بثمار الديمقراطية طالما انتخبوا الجانب الصحيح، ولقد طلبنا من المصريين ان يحبوا الحياة الديمقراطية والآن نطالب ان تأخذ الديمقراطية اللبنانية' مكانها في الحياة هناك.
واشار الى ان الغرب يريد من اللبنانيين دعم الناس الذين نحبهم 'السنة من داعمي رفيق الحريري' والذين خرجوا للشوارع. وتساءل عن المسار الذي يتجه اليه العالم العربي، هل يسير نحو انتخاب قادته بنفسه؟ اي الذين لا يسيطر عليهم الغرب. 

مبارك في كرب

وعلق على صمت هيلاري كلينتون عندما اعلنت تونس حريتها مع ان الرئيس الايراني اعرب عن سعادته بحرية التونسيين. وقال ان مستقبل حسني مبارك يبدو قابضا للنفس، وقد يكون نجله جمال هو خليفته المختار لكن لا توجد 'سوى خلافة اسلامية واحدة وهي تلك التي في سورية' لان جمال ليس الرجل الذي يريده المصريون. فهو رجل اعمال غير مؤثر وقد لا يملك القدرة على تخليص مصر من الفساد. وبالمقابل فعمر سليمان (مديرالمخابرات) مريض وقد لا يكون قادرا على الخلافة. وعليه ففي كل انحاء الشرق الاوسط فنحن نشاهد وننتظر سقوط حلفاء امريكا، 'فهذه نهاية الديمقراطيين في كل انحاء الشرق الاوسط العربي ولا نعرف ماذا سيحدث بعد، ربما التاريخ وحده هو من يملك الاجابة' يختم فيسك مقالته.

الكشف مستمر

ومع مواصلة 'الجزيرة' و'الغارديان' و'القدس العربي' نشر تفاصيل الاوراق الفلسطينية حيث ركز عدد امس كما هو معروف على التعاون الامني في مجال قتل الناشطين والخطة البريطانية (ام اي ـ 6) لمواجهة حماس وائمة المساجد، وقلق السلطة الفلسطينية حول جهود مصر الضعيفة في اغلاق الانفاق بين غزة ومصر. وقالت 'الغارديان' ان الخطة الامنية البريطانية قدمت الخطوط العريضة للسلطة الوطنية لاعادة تأهيل القوات الامنية من ضمن الخطوط العامة التي اقترحتها اغلاق محطات الاذاعة وتغيير الائمة وهو ما تقوم به وزارة الاوقاف الحالية واعتقال قادة الحركة، كما ان الخطة طبقت بشكل واضح في الضفة الغربية وسط انتقادات منظمات حقوق الانسان للممارسات في سجون السلطة.
وتقول الصحيفة ان الوثيقة الامنية تم تحديد خطوطها في مكاتب الحكومة في لندن عام 2004 وتم ارسالها لضابط ام اي- 6 في القدس والذي نقلها للمسؤول الامني في حينه جبريل الرجوب. وتظهر الوثيقة ان الجهات الامنية البريطانية وثقت برجالها خارج الدائرة الامنية التقليدية الفلسطينية وممن لهم خطوط مباشرة مع اسرائيل. 
عريقات: قتلنا 
فلسطينيين من اجل الامن

وجاءت الوثيقة البريطانية في وقت تصاعد الجدل المتبادل بين السلطة وممثليها ومحللين وناطقين باسم حماس خاصة حول الوثيقة التي تشير الى الاتصالات بين نصر حسن يوسف وزير الداخلية في حينه وشاؤول موفاز وزير الدفاع الاسرائيلي وتعود الى عام 2005. وطلب فيها موفاز من يوسف قتل حسن المدهون احد ناشطي كتائب الاقصى حيث قتلته اسرائيل بعد الحديث بأشهر. ومن المعلومات الاخرى هو قول صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات الذي قال لديفيد هيل المسؤول الامريكي البارز عام 2009 'كان علينا ان نقتل الفلسطينيين من اجل احلال الامن: سلطة واحدة وبندقية واحدة وحكم القانون.. وقتلنا حتى رجالنا من اجل احلال القانون والنظام'. وتفاخر عريقات بقوله ان فلسطين ليست دولة بعد لكننا الدولة الوحيدة في العالم العربي والتي تسيطر على لجان الزكاة وخطب الجمعة. 

قرار بلير وثناء دايتون على الرجال 

ونقلت 'الغارديان' عن اليستر كروك عميل ام اي-6 السابق والذي عمل مع الاتحاد الاوروبي في اسرائيل والمناطق الفلسطينية ان الدور البريطاني الكبير في اعادة تأهيل القوى الامنية الفلسطينية هو نتاج قرار اتخذه توني بلير عام 2003 لربط جهود الاتحاد الاوروبي وبريطانيا الامنية في الضفة والقطاع مع الجهود التي تقودها الولايات المتحدة او ما عرف بسياسة الدفع لمكافحة الارهاب ضد حماس والتي لم تنجح وأدت عوضا عن ذلك لفوز الاسلاميين عام 2006. واشارت الصحيفة الى ان اجراءات القمع والملاحقة الامنية زادت في الضفة الغربية بعد سيطرة حماس على غزة. ويلحظ هذا من لقاء عقده كيث دايتون مسؤول الجهود الامنية الامريكي مع مسؤولين فلسطينيين منهم صائب عريقات (2009) حيث اشتكى من تصرفات بعض رجال الامن ولكنه اثنى على القوات قائلا ان 'رجال المخابرات جيدون، يحبهم الاسرائيليون ولكنهم تسببوا ببعض المشاكل للمانحين لانهم يضايقون على الناس'. ويعكس الانخراط البريطاني في بناء القوى الامنية الفلسطينية التطورات التي حدثت على الصعيد الامني عندما تراجع دور المخابرات الامريكية ـ سي اي ايه - والتي قامت مع القوات الامنية الاسرائيلية في تسعينات القرن الماضي بتأهيل القوى الامنية الفلسطينية لكن مقتل ثلاثة من المسؤولين الامريكيين عام 2003، ادى لدخول البريطانيين على الخط، حسب مصادر دبلوماسية البريطانيون ظلوا ينسقون بشكل لصيق مع الامريكيين.

قادة حماس المدنيون خطرون

وتقول الصحيفة ان معظم الذين اعتقلتهم القوات الامنية الفلسطينية بعد سيطرة حماس على غزة لا علاقة لهم بالجماعات المسلحة، كما تشير وثيقة عن لقاء حازم عطا الله مع عاموس غلعاد واخر اسمه بولي الذي قال 'ما هي جهودكم لمكافحة المدنيين من حماس: المكاتب والبلديات؟ هؤلاء يمثلون تهديدا خطيرا' ورد عطا الله قائلا انه لا يعمل على المستوى السياسي 'وانا متفق اننا بحاجة الى اتفاق حول هذا'. وتقول وثيقة كتبت عام 2005، ان الدور البريطاني كان قويا خاصة في مجال 'توحيد القوى الامنية وتحديد ان احد مسؤولي الامن الكبار في السلطة (بشير نافع) 'لديه صلات قوية مع البريطانيين'. وكان نافع وعبد علون نائبين للرجوب حيث قتلا في انفجار عام 2005 في عمان. وكان علون مشجعا لفريق ليفربول قد قال لـ 'الغارديان' عام 2003 انه سافر على حساب ام اي -6 واخذه المسؤولون لمشاهدة مباراة لليفربول في ستاد انفيلد واعطي هدية 'كرة وقعها لاعب الفريق مايكل اوين'. ومن اهم ما تكشفه الوثائق هو ان السلطة كانت تخشى من محادثات تقوم بها المخابرات الامريكية واسرائيل من وراء ظهرها مع حماس. فيما عارض سلام فياض فتح المعابر في لقاء مع توني بلير مبعوث الرباعية (2008) حتى لا تظهر كانتصار لحماس. فيما قال عريقات امام مجموعة من الزملاء في ايار(مايو) 2009 ان 'حماس اداة لنتنياهو ويبني حساباته عليهم ليتمسكوا بمواقفهم، وكذا حماس فانها تبني حساباتها على نتنياهو ليلتزم بسياسته، نتنياهو ما هو الا اداة للفرقة الفلسطينية'. وعلى الرغم من موقف السلطة المتشدد من غزة خاصة بعد 2007 الا انها لم تستبعد حوارا مع حماس من نوع ما حتى لا تخسر غزة. واهم من هذا ان التعاون الامني بين السلطة واسرائيل يركز في معظمه حول مقاومة حماس لدرجة ان قريع قال لمحاوريه في عام 2008 انه يشعر ان الجانب الاسرائيلي يبالغ في الامر وانه جزء من سياسة مؤامرة لاقامة حقائق على الارض والاستيلاء على الاراضي الفلسطينية. وفي اتجاه اخر قدمت الصحيفة تحليلا لمواقف محمد دحلان مسؤول الامن الفلسطيني الذي قالت انه اقام علاقات مع 'سي اي ايه' و'شين بيت' وبنى ثروة له. وتظهر اراء الدبلوماسيين الامريكيين تقييما لشخصيته حسبما ورد في وثائق ويكيليكس انه شخصية انفعالية. وعلق مسؤول اسرائيلي زاره وهو مريض انه ' تصرف بشرانية مما يعني ان تعافى'. وقال يوفال ديكسين مسؤول شين بيت ان دحلان 'لو عرف ان هناك مصلحة من مساعدة عباس فانه يساعده لانه يعرف كيف يلعب بالخيوط'. وكتب معلق اسرائيلي على خسارة غزة التي نفى دحلان مسؤوليته عنها ان عملية حماس لم تكن فشلا عسكريا لكنها ترمز الى عجرفة وثقة دحلان الزائدة بالنفس'.

خانوا الفلسطينيين

وفي مقال كتبه مدير دائرة الشؤون الدولية في حماس اسامة حمدان بـ'الغارديان' قال فيه ان محادثات السلام التي قادها الفريق الفلسطيني في السلطة الوطنية اثبت انها ومنذ البداية - اي اوسلوـ قامت على اساس غير متساو بين طرف قوي واخر ضعيف، حيث كان فريق منظمة التحرير الحلقة الاضعف منذ البداية، اضافة الى ان الاوراق الفلسطينية تؤكد عبثية المسار السلمي الذي انتهجته المنظمة، لانها لم تكن لديها اوراق رابحة ادت بها للتفريط بالثوابت الوطنية. وقال ان فريق التفاوض ومعه المنظمة كانوا يهدفون للبقاء في كراسيهم واثراء انفسهم والتمتع بالمزايا مقابل التعاون مع اسرائيل مما اعطى الاخيرة فرصة لاستخدامهم كلعب او اداة لقمع الشعب الفلسطيني. واكد حمدان ان الوثائق صحيحة وان عددا من مسؤولي المنظمة سلموا بصحة محتوياتها. وقال ان اسماء المفاوضين ومن ذكروا فيها قاموا بخيانة شعبهم وقضيتهم وبدون شك خسروا مصداقيتهم بسبب ما كشفته هذه الاوراق. واضاف انه من غير المتخيل ان يقوم الشعب الفلسطيني بالمصادقة على اي صفقة يعقدها هذا الطرف مع الاسرائيليين لان ما ورد في الوثائق يؤكد ازدواجية المعايير.

لحظة مشينة من تاريخنا

واضاف ان ما يمكن استنتاجه من الوثائق الفلسطينية ان هذه اللحظة المشينة من تاريخنا ان الفريق المفاوض كان يفتقد الموقع الاصيل مما ادى الى التفكير فيما لا يمكن ان يفكر به وهو تقديم التنازلات. ولاحظ حمدان ان الموقف الامريكي لم يكن حياديا ومخلصا لدعم الطرفينـ فالاوراق تظهر ان كوندوليزا رايس تصرفت وكأنها عضو في الطاقم الاسرائيلي، مشيرا ان التفويض الوحيد الذي كان يمتلكه المفاوض الفلسطيني هو ذلك الصادر عن النظام العالمي الامريكي والذي ظل يتآمر ضد الشعب الفلسطيني. وانتقد حمدان الموقف البريطاني المتعاون مع السلطة لتقوية القوى الامنية التي قامت بقمع كل القوى التي رفضت العملية السلمية.
واتهم حمدان المفاوضين الفلسطينيين بانهم كانوا يقدمون عروضا لو قبلتها اسرائيل لاعتبرت واحدة من اكبر الخيانات للشعب الفلسطيني خاصة فيما يتعلق بالقدس والحرم الشريف.
وقال ان تصرفات الوفد المفاوض خرقت الاجماع الفلسطيني الذي تم التوصل اليه عام 2006. وهو الاجماع القائم على انسحاب اسرائيل لحدود ما قبل 1967 وتفكيك المستوطنات وحق العودة للاجئين. واكد حمدان ان شكوك حركته حول معرفة السلطة بموعد الضربة على غزة تأكد من خلال هذه الوثائق التي تنقل مواقف الفلسطينيين والاسرائيليين.
ما هو رد حماس المباشر على كشوف الجزيرة ومعها 'الغارديان' يقول ان الحركة بدأت عملية مشاورات ولقاءات مع الفصائل الفلسطينية وشخصيات فلسطينية بارزة لمناقشة الاجراءات السياسية الواجب اتخاذها. وختم قائلا 'من واجبنا اخذ زمام المبادرة لحماية قضيتنا وعزل من خانها'.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق