السبت، 8 يناير 2011

"فتح" تضرب "كف" وتعدل "طاقية


كاتب الموضوع : حاتم المحتسب



[مهند نيروخ ... تكسرت أعصاب سجانيك ، وما زلت ثابتاً ، مجدداً البيعة ... "علّي السبابة" يا مهند ، فرج الله كرب إخوانك ]

حاتم المحتسب - الضفة المحتلة

وأخيراً ، وبعد كثيرِ وساطات ومناشدات ، تم تطبيق الحكم القضائي الآمر بالإفراج عن ستة من معتقلي "حماس" في سجون الأجهزة الأمنية في الضفة المحتلة ، وذلك بعد أن رضخ رئيس السلطة الفلسطينية لواقع أن هؤلاء "الحمساويين" إن لم يخرجوا اليوم إلى بيوتهم أحياء ، سيخرجون غداً محمولين على أكتاف ذويهم وأحبائهم لا محالة ، إذن قرار الإفراج ليس منّة من أحد ، بل هو حقيقة فرضها الثبات الأسطوري لستة من أبناء حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ولمدة تزيد عن الأربعين يوماً متواصلاً من الإضراب المتواصل عن الطعام .

استقبل المراقبون والمتابعون لشأن المصالحة الفلسطينية هذا الخبر ، بكثير من الارتياح ، لكن الواقع يفرض علينا أن نتمهل في تفسير هذا الخبر ، فسلطة "فتح" التي "أفرجت عن معتقلين صدر بحقهم قرار إفراج منذ عدة أشهر ولم يطبق إلا اليوم! " ، "فتح" وإن كانت أفرجت عن "ستة" فما زالت تعتقل "المئات"! ، وإن كانت طمأنت ستة عوائل مجاهدة ، فما زالت آلاف قلوب تنتظر "رائحة" خبر عن أبناءها في سجون "فتح" ! ، أضف إلى جعبتك أن جدول المقابلات والمطاردات ضد أبناء الحركة الإسلامية ما زال مستمراً ، حتى أنه وصل إلى معتقلين في سجون العدو الإسرائيلي ، المضحك المبكي أن المجاهد الذي يقضي زهرة شبابه في سجون "إسرائيل" يحكم عليه "وهو معتقل عند اليهود" بالسجن عند الأجهزة الأمنية الفلسطينية لمدة تزيد عن أختها الإسرائيلية وذلك أمام محكمة "عسكرية" فلسطينية ، رغم أن كريات الدم البيضاء للمجاهد تشهد على "مدنيته" !!! ، الكلمات القليلة السابقة تعبت وأنا أكتبها في شكل يريح القارئ من الناحية "الفلسفية" ، لكن اعذرونا فما يحدث في الضفة اليوم مملوء بالحيرة والمنطق المعكوس !!.

لأبناء الحركة الإسلامية الذين أفرج عنهم كل التحية ، صحيح أن صورهم مختلفة كثيرة عما هي قبل ، فمهند نيروخ ذا الجسم الممتلئ والوجه المنير ، خرج اليوم هكيلاً عظمياً مغطىً بجلدة رقيقة تسمى في عُرف العوام : " الجلد" ، خرج اليوم و أول ما خرج رفع شارة النصر "الحمساوية" بإصبعه الشاهد بالسبابة وحوله أمه الحنونة ، التي سمعناها قبل عدة أيام تشكو إلى الله ظلم المدعو "طارق الشرباتي" الذي قام بعملية تعذيب شنيعة في أول أيام إضراب أبطالنا لثنيهم عن حقهم في التعبير عن رفضهم للظلم الواقع عليهم من قبل الأجهزة الفتحاوية . نجد أنفسنا اليوم مضطرين لأن نقول أن "حماس" قد أحسنت صياغة وبناء جيل الثبات الذي أصر على انتزاع حقوقه من فم السلطة الفتحاوية البوليسية ، ويجب على باقي معتقلي "حماس" في سجون الأجهزة الأمنية أن ينتهجوا معركة "الأمعاء الخاوية" لإجبار السلطة على إطلاق سراحهم ! .

الكل منا اليوم يجزم أن فترة "نقاهة" معتقلينا الأبطال من إضرابهم ستكون في سجون الاحتلال الصهيوني ، فتبادلية الأدوار بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية الإسرائيلية بات واقعاً تفرضه اتفاقيات التنسيق الأمني ، واتفاقية خارطة الطريق ، والتي صرح وزير داخلية فياض أنه يطبقها "حرفياً" ، رغم أن شعبنا لم يستفد منها شيئاً في تعزيز صموده وجبهته الداخلية ، على كل حال أن يعتقل الأبطال الستة في سجون "العدو" أهون ألف مرة من اعتقالهم وتعذيبهم في سجون "ابن الوطن" !.

أحسنت حماس ، باستغلالها حدث وفاة شقيق "أبي مازن" في مد حبال المصالحة من جديد ، فعباس يعيش أسوء حالاته السياسبة اليوم ، بعدما قاءت أمريكا وعودها ، وطعنت جماعة "المفاوضات حتى يوم القيامة" في الظَهر وفي عز الظُهر وعلى مرأى من العالم أجمع ، فعلينا أن نحضن الآخر وأن نبين له الطريق الصحيح ، وليس علينا أن نجتاز هذا الطريق عنه ، فحركة "حماس" قبل أن تكون حركة "سياسية" هي حركة "إسلامية" تعيش الإسلام في سلوكها وتعاملاتها مع الآخر أياً كان انتماؤه أو الجهة التي يمثلها .

"فتح" تريد المصالحة ، ولكن ليست مستعدة لتحمل تكلفتها ، على الأقل الشق الأمني فيها ، فـ"مناديب" الأجهزة الأمنية ما زالون يعملون في الساحة الضفاوية ، حتى أن آخر النكت "الواقعية" المتداولة تفيد بأنه تم مقابلة "شاب" في أحد مدن الضفة على خلفية شراءه كراسِ - "جمع كرسي وهو يستخدم للجلوس ومصنوع من البلاستيك!" - للمسجد ، يا للفضيحة ، والجريمة ولا تستغربوا ولا تندهشوا ، لأن التهمة التي اقتيد لأجلها الشاب المسكين ، أنه شرى كراسِ "خضراء" للمسجد ، على كل فإن الشاب قد تعلم درساً في فن التلوين والألوان لن ينساه أبداً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق