الأحد، 23 يناير 2011

السيدة اليو ماري ، وزيرة خارجية فرنسا

الى اليو ماري ، حتى لا تضيع الحقيقة بين البيض والأحذية


نواف العامر

السيدة اليو ماري ، وزيرة خارجية فرنسا

عندما سمعت تصريحاتك عقب مقابلة والدي الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط الذي يحمل جنسية بلادك فرنسا ،بأن إستمرار ما تسميه " احتجاز شاليط" جريمة حرب، فؤجئت ولم افاجأ في ذات اللحظة.
أما مفاجأتي فكانت أنها صدرت عن دبلوماسية يفترض أنها عارفة بأصول الأدب واللياقة عندما تهيء نفسها لزيارة قطاع غزة الذي تركت فيه سلطات الاحتلال بصمات ديمقراطيتها ، وكتبت بخط حقوق الإنسان وموالثيقه الدولية " الجيش الاسرائيلي مر من هنا" .
ومفاجأتي انك قادمة من بلد طالما تغنى ورفع شعارات حقوق الانسان والعدالة والمساواة ورفض العنصرية ، ونادى بإعطاء الشعوب المظلومة حقها في الحرية والاستقلال والانعتاق من الاحتلال.
مفاجأتي ان من يتبوأ منصبا مثل ما تبوأت وجب عليه ان يلتقي ممثلي زهاء سبعة آلاف ويزيد من ألأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال ، تماما كما إلتقيت عائلة شاليط ، فهل شاليط حملت به أمه عاما كاملا ، وأسرانا حملتهم أمهاتهم شهورا سبعة فجاءوا على عجل " سباعية " .
وكوني لم أفاجأ ، فلأن الجندي الاحتلالي شاليط الذي أخذته حماس ومن معها من على ظهر دباته إنما كان فرنسيا يحمل جنسية بلادك ، وعليه فهو ممثلا لبادك في مسلسل جرائم الاحتلال ضد شعبنا ، وقهر إرادته ، وتنغيص حياته، وقتل أطفاله بدم بارد ، من فوهة بندقيته ، أو بطلقات رشاشة تنطلق من دبابته التي لا تبعد سوى عشرات لأمتار عن غزة المحاصرة والمجوعة بصمتكم وسكوتكم ، وتعلمنا ان السكوت علامة الرضا.
لم تفاجئني تصريحاتك سيدي ماري ، فبلادك فرنسا هي التي زودت الاحتلال بطائرات الميغ ، وما تحتاجه من ذخائر الموت !.
لم تفاجئني تصريحاتك سيدة ماري لإن بلادك فرنسا هي التي ساهمت بإنجاز أول نواة للمفاعل النووي الاسرائيلي في ديمونة الصحراوية بجنوب وطني المحتل فلسطين في خمسينيات القرن المنصرم!.
لم تفاجئني تصريحاتك سيدة ماري لأن بلادك فرنسا زودت احتلال بالمال والرجال في سني عهده الأول ، ومدته بأشكال القوة !.
لم تفاجئني لأن الكيان إعتبر فوز ساركوزي نصرا له, حيث عبر قادتهم عن فرحتهم بهذا الفوز فقد وصفه ايهود اولمرت بانه( صديق لاسرائيل) وتوقع ان تزداد العلاقات الفرنسية-الاسرائيلية قوة في عهده, وعبر عن المعنى نفسه شمعون بيريز, اما بنيامين نتنياهو فنشر مقالا في صحيفة "يديعوت احرونوت" بعنوان: "ساركوزي صديقي" .
لم تفاجأني لأن رئيسك ساركوزي الذي لا يخفي اصوله اليهودية في انتخابات الرئاسة الفرنسية, له من العلاقات المتينة التي تربطه باغلب قادة الاحتلال الذين علقوا عليه آمالاً ببدء حقبة جديدة في العلاقات الثنائية, حيث قوبل خبر فوزه بالانتخابات في الاوساط السياسية والعسكرية والاعلامية الاسرائيلية بفرح شديد.
لم تفاجأني لأن رئيسك وفي خطاب له حول سياسة فرنسا الخارجية, أكد رفض بلاده لقيام حماس في غزة كمرحلة اولى لما أسماه سيطرة الاسلاميين على كل الاراضي الفلسطينية " وفق قوله" وكأن غزة والضفة جزء من مستعمرات بلاده .
سيدة ماري ، إن من لا توقظه الحقائق ومعاناة شعب وأسراه ، لا يمكن ان توقظه رشقات البيض الفاسد وأحذية الغاضبين في غزة ، والسعيد من إتعظ ببوش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق