الجمعة، 21 يناير 2011

هل ستشرق الشمس من المغرب ؟؟؟


هل ستشرق الشمس من المغرب ؟؟؟
بقلم : عاهد ناصرالدين
    حكمة الله العليم الخبير اقتضت أن تشرق الشمس من المشرق، وتغرب في المغرب ،{ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }البقرة258، ومعلوم أن الشمس إن أشرقت من المغرب فهذا يعني علامة من علامات الساعة ، وغلق باب التوبة ،لما رواه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لم أنسه بعد، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريباً". ولما رواه البخاري أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم قال "لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا رآها الناس آمن مَنْ عليها، فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل" .
   ولكن أعود وأتساءل ،هل ستشرق الشمس من المغرب ؟؟
   هل ستشرق شمس الإسلام من المغرب من تونس ،من الجزائر، من مصر ..... ؟؟
   مقاييس بعضهم أن الأمة الإسلامية لن تعود كما كانت ، وأن الخلافة ضرب من الخيال والخرافة والجنون، ومن المستحيلات .
   إن الذي يسير في حياته بلا تفكر وتأمل وتدبر سيجد نفسه في نهاية المطاف في أوهام وخيال ، ما أن يسمع نداءا أو بوقا فيسير خلفه دون تأمل وتدبر ولا يفكر من الذي قام بمناداته ولماذا ولأي اتجاه يريد فقد يكون عدوا له ناصبا له الفخاخ .
   وإن من لا يوجد له مبدأ وفكر أساسي ينبثق عنه كل فكر فرعي تجده متلونا مضطربا يسير هنا وهناك مذبذبا لا تعرف له اتجاها ولا وجهة ولا هدف يعمل على تحقيقه .
   والمسلمون وبعد أن فقدوا دولتهم أراد لهم أعداؤهم أن لا يسيروا على إسلامهم ولا تكون لهم وجهة واضحة فتم إدخال ونقل  مفاهيم الحضارة الغربية  إلى بلاد المسلمين ليحملها المسلمون بدلا عن دينهم  
   وها هي الرأسمالية القائمة على المنفعة والجشع والاقتصاد الوهمي  في طريقها إلى الإنهيار ؛ تعيش أزمات  مالية  واجتماعية وأوبئة فتاكة .  
    إن الأمة الإسلامية  قامت على أساس مبدأ أو فكرة كلية وهي (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وقد انبثق منها النظام المعالج لجميع المشاكل والمنظم لعلاقات الإنسان مع نفسه ومع غيره ومع ربه. فهو نظام شامل للحكم من شورى واختيار و شامل للاقتصاد من توزيع الثروة وعدم الاحتكار وشامل في الاجتماع من علاقات الرجل بالمرأة واحترام الجار... وغير ذلك على شتى الأصعدة.
    إن الخلافة قائمة لا محالة والغرب يدرك ذلك تماما ولا يستطيع أن يمنع وجودها لكنه يحاول تأخير قيامها فقط ، ويضع العقبات أمام قيامها ، بتنصيب حكام عملاء  له ينفذون مخططاته ،حاول ومنذ زمن طويل أن ينشر فكره و يروج له،  و سقط فيه من سقط ثم حاول طمس حضارة الإسلام و تشويه صورتها وهاجم بعض أحكام الإسلام  كالجهاد والخلافة وغيرها.
 ولكن من طبيعة الصراع بين الحق والباطل لا شك أن الباطل زاهق وها هو يزهق أمام أعينهم ولا يستطيعون أن يحركوا ساكنا فقد بان عوار حضارتهم وأصبحوا هم يأكلون آلهتهم التي ظلوا عليها عاكفين.
   فقد سقطت كل المبادئ و لم يبق إلا الإسلام ، لذلك يريدون الآن أن يلبسوا الحق بالباطل بعد أن تلمست الأمة  طريق النهضة  .
    ونعتقد اعتقادا جازما لا يتطرق إليه شك أن شمس الإسلام ستشرق من جديد وأن دولة الإسلام قادمة بإذن الله-عزوجل- .
  وأحداث تونس تدلِّل بشكل قاطع أن الأمة حية ؛ذلك أن بلاد المسلمين كفلسطين والعراق والسودان وتونس والجزائر وباكستان تعاني ما تعانيه من أعداء الله ، وأن المسلمين ينحدر شأنهم من سيئ إلى أسوأ  يعانون من الفرقة والضعف والذل والهوان بسبب غياب الإسلام في عقيدته ونظامه عن الحكم ،فكانت المصيبة، بل الطامة التي حلت بالمسلمين عندما سقطت الخلافة , فضاعت معها السيادة المطلقة للشرع وتاه السلطان من يد المسلمين فأضحوا لقمة سائغة في أفواه أعدائهم . 
 الأمة الإسلامية اليوم أكثر من أي وقت مضى تطلب الإسلام ليكون حياة لها في خلافة على منهاج النبوة وذلك بعد أن خبرت وعلمت وأدركت حقيقة هؤلاء الرويبضات المتسلطين على رقابهم بأنهم عبيد، وأمرهم في يد أعداء الله ورسوله؛ فأسلموا البلاد والعباد لقمة سائغة في يد الكافر المستعمر.
 ولما كان الأمر كذلك كان لا بد أن يسير أهل تونس وأهل مصر وباقي الأمة الإسلامية على منهج الله وحده، ولا ينخدعوا بتغير حاكم أو وزير مع بقاء النظام الفاسد، وأن تكون الرسالة التي تحملها الأمة للناس مبنية على أسس متينة واضحة متأصلة راسخة في نفوس حملتها والدعاة إليها، فكانت ولا زالت سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام وأصحابه الكرام شمسا بددت أوهام الظلام وأنارت طريق الأنام نحو الاستقرار والاطمئنان , فالسير في طريق الدعوة واضح جلي لكل ذي لب عاقل .
   قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( أمتي أمة مباركة لا تدري أولها خير أم آخرها ) رواه ابن عساكر عن عمرو بن عثمان وأشار السيوطي إلى حُسنه 0
  وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم - (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله)) [رواه البخاري ومسلم].
   وكأن رسول الله ينطق بيننا ويعيش بين أظهرنا، حين أخبرنا عن زماننا هذا؛فقال كما في الحديث الذي رواه مسلم من حديث أبي هريرة : ((بدأ الإسلام غريباً، وسيعود كما بدأ، فطوبى للغرباء)).
    إن خليفة المسلمين هو الذي سيقود جحافل الفتح والتحرير قريباً بإذن الله تعالى فهذه أمة عظيمة كريمة وهي خير أمة أُخرجت للناس، وهي أمة لا زالت حية وهي قادرة على النهوض والإرتقاء والتحرير وعلى ما فوق التحرير، ألا وهو تحقيق السعادة للبشرية جمعاء من خلال مبدأ الإسلام العظيم.
   إن طوفان الخلافة قادم ، وهذا ما تدركه الدول المحاربة لها، تدرك أنها فشلت في كل ما تخطط وتدبر وتمكر، تدرك أنها كلما حاربت الخلافة والعاملين لها أيقظت المسلمين نحو المشروع الصحيح الذي يجب أن يعملوا لإيجاده .
  ويجب أن يفهم أهل تونس بل المسلمون جميعا أن كل من يمد يده ويركن إلى الكفار ويواليهم فهو هالك خاسر في الدنيا والآخرة، خائن لله ولرسوله وللمؤمنين.
  إن الخلافة قادمة قائمة بإذن الله وعونه وقوته وإمداده لأنها وعد الله ورسوله، فكونوا من العاملين لها ، لا من المنتظرين لها ولا من المحاربين لإقامتها .     
  {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} يوسف108.
 =======================
إنَّ الأفكارفي أية أمة من الأمم
هي أعظم ثروة تنالها الأمة في حياتها
إن كانت ناشئة
وأعظم هبة يتسلمها الجيل من سلفه إذا كانت الأمة عريقة في الفكر المستنير
المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق