الأحد، 27 فبراير 2011

العشرة المبشــــــــــــرون بـــــجــدة


العشرة المبشــــــــــــرون بـــــجــدة


منهم من مضى ومنهم من ينتظر!

متابعةًً لاستعدادات الزحف الملاييني تجاه فلسطين


أحمد أبو رتيمة


متابعةًً لاستعدادات الزحف الملاييني تجاه فلسطين
الفكرة بفضل الله لاقت إقبالاً فاق التوقعات، فقد باتت حلماً يداعب مخيلة الشباب قبل الشيوخ
هناك تفاعل على الانترنت مع الفكرة وحماس غير مسبوق لها وإيمان بالقدرة على تحقيقها 
نبشركم بأن قادة الاحتلال مرعوبون من رواج هذه الفكرة، فأسوأ سيناريو يمكن أن تتعرض له دولتهم هو أن تستيقظ ذات صباح فتجد ملايين اللاجئين يدخلون فلسطين عنوة..
في مايو من عام 2008 وفي الذكرى الستين للنكبة اتصلت امرأة إسرائيلية على التلفزيون الإسرائيلي وهي مرعوبة وتقول بأنها خائفة من اقتحام العرب للحدود، فما كان من المذيع إلا أن طمأنها بأنهم محاطون بأنظمة صديقة
الآن المشهد في طريقه إلى التحول
الإسرائيليون هم أكثر من يعرف نقاط ضعفهم ومدى هشاشة كيانهم، وأنهم لا يستطيعون مواجهة مثل هذا الكابوس..
إسرائيل منذ ثلاثة وستين عاماً تستعد لسيناريو حروب عسكرية، وتحتاط لذلك وقدراتها التكنولوجية الفائقة تؤهلها للتصدي لهذا السيناريو، لكن نقطة ضعفها القاتلة هي في سيناريو زحف ملاييني سلمي تجاه حدودها، فينبغي أن نأتيها من نقطة ضعفها، لا من نقطة قوتها..
نحن الآن نقوم بالتواصل مع شخصيات عالمية للمشاركة في هذا الزحف، وهناك إشارات إيجابية..

آخر من قمنا بالاتصال بهم هو الناشط البريطاني جورج غالوي
هناك رأي لبعض الإخوة بألا نتعجل في تحديد موعد الزحف، وهو رأي وجيه لذلك فإن موعد الخامس عشر من مايو قابل للتعديل
هناك فكرة أخرى بأن يكون هناك اعتصام على الحدود لثلاثة أيام لإرهاق أجهزة الأمن الإسرائيلية، وألا يتجمع اللاجئون والمتضامنون في نقطة واحدة، ولكن يتوزعوا على طول الحدود ما أمكنهم ذلك من أجل تصعيب مهمة التصدي لهم..
المعركة الأساسية في هذه المرحلة هي تشكيل تحالف إنساني عالمي يتبنى هذه الفكرة ويسخر كل الطاقات والإمكانيات لتنفيذها
نهيب بكل أحرار العالم فلسطينيين وغير فلسطينيين أن يبدأوا من هذه اللحظة بالترويج لهذه الفكرة من خلال التواصل معالشخصيات الفاعلة والمؤسسات الحقوقية ووسائل الإعلام والمواقع التفاعلية على الانترنت
كما نهيب بكم للتفاعل معنا عبر الفيس بوك وإثرائنا بالأفكار والمقترحات
نحن بحاجة إلى كل فكرة، ولعل أحدنا يطرح فكرةً بسيطةً لا يلقي لها بالاً تكون سبباً في حسم المعركة
لقد أثبت سلاح الأمواج البشرية فاعليته، وأنه أكثر فتكاً من الصواريخ والطائرات
هذه هي معركة كل الأحرار في هذا العالم فأعدوا العدة واستعدوا للزحف المقدس
"ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله توكلوا إن كنتم مؤمنين"

إعتقالات واسعة في صفوف المدونين السوريين



السلطات السورية تشن حملة إعتقالات واسعة في صفوف المدونين السوريين

(آيفكس \ مراسلون بلا حدود) - أدانت منظمة مراسلون بلا حدود اليوم الاعتقالات الأخيرة التي تمت بحق المدونين في سوريا. فيبدو جلياً أن النظام الذي يخشى الإنترنت لقدرته الهائلة على التعبئة وتبادل المعلومات والآراء يعامل المدوّنين ومستخدمي الإنترنت على أنهم أعداء.

في صباح 20 شباط/فبراير 2011، أقدم جهاز الأمن العسكري في بانياس على اعتقال المدوّن السوري الشاب أحمد محمد حديفة، المعروف باسم أحمد أبو الخير وصادر جهاز الكمبيوتر الخاص به في منزله في اليوم التالي. وهو يخضع حالياً للاستجواب لدى جهاز الاستخبارات العسكرية في دمشق.

كان هذا الشاب البالغ 28 سنة من العمر والطالب في مجال الصحافة في معهد فتح الإسلام في دمشق قد دعا على مدوّنته ahmadblogs.net إلى التضامن مع المدونين المعتقلين مؤخراً في سوريا والأسرى السياسيين المحتجزين في سجون الجولان (منطقة تحتلها إسرائيل منذ العام 1967 ومضمومة منذ العام 1981). كما أنه كان ينشر مطالب موجهة إلى النظام السوري وملاحظات عن الثورات التي شهدتها الأسابيع القليلة الماضية في تونس ومصر ويقدم المشورة للتحايل على الرقابة على الإنترنت.

أما المدون والناشط كمال حسين شيخو فقد باشر بإضراب عن الطعام احتجاجاً على ظروف اعتقاله في سجن عدرا. وهو مسجون منذ 23 حزيران/يونيو 2010 ومن المرتقب أن تبدأ محاكمته في 7 آذار/مارس، بما يلي ببضعة أسابيع محاكمة طل الملوحي المحكوم عليها بالسجن لمدة خمسة أعوام بتهمة التجسس علماً بأن هذه الشابة هي أصغر المدوّنين المسجونين في العالم بعمر لا يتجاوز 20 سنة. (http://arabia.reporters-sans-frontieres.org/article.php3?id_article=31959)

تطلب مراسلون بلا حدود معلومات دقيقة عن ثلاثة مدونين لا تزال تجهل مصيرهم منذ إلقاء القبض عليهم. وهم بالتحديد فراز أكرم محمود الذي اعتقل تعسفاً في مقهى إلكتروني في حمص في 5 شباط/فبراير 2011، وأحمد بن فرحان العلوي الذي اعتقل في 26 تشرين الأول/أكتوبر 2010، وأحمد بن عبد الحليم عبوش المحتجز منذ 20 تموز/يوليو 2010 وقد سجن لمدة ست سنوات حتى الإفراج عنه بموجب عفو رئاسي في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2005.

وبالإضافة إلى ذلك، علمت مراسلون بلا حدود باعتقال مستخدم إنترنت نشر على يوتيوب فيديو لتجمّع وقع في 17 شباط/فبراير في منطقة الحريقة في دمشق وقام عناصر من شرطة المرور بإبراح هذا الشاب ضرباً. ويظهر شريط الفيديو احتشاد مئات الأشخاص وهم يرددون شعارات ضد الشرطة. وقد تم تصوير وزير الداخلية سعيد سمور أيضاً بينما كان يتواصل مع الحشد.

على صعيد آخر، قررت المحكمة العسكرية الجنائية تأجيل إعلان الحكم في قضية علي العبدالله إلى 13 آذار/مارس. يذكر أن هذا الصحافي والكاتب محتجز منذ 17 كانون الأول/ديسمبر 2007 لتوقيعه إعلان دمشق وكان من المفترض أن يفرج عنه في 16 حزيران/يونيو 2010 إثر مضيه مدة عقوبته كاملة والبالغة عامين ونصف في السجن. ولكن السلطات قررت ملاحقته قضائياً بتهم نشر أنباء كاذبة من شأنها وهن نفسية الأمة سنداً للمادة 286 من قانون العقوبات وتعكير صلات سوريا بدولة أجنبية سنداً للمادة 278 من قانون العقوبات. وقد وجهت إليه هاتان التهمتان إثر نشره في 23 آب/أغسطس 2009 وبينما كان في السجن مقالة انتقد فيها عقيدة ولاية الفقيه في إيران (وهي عقيدة تمنح السلطة المطلقة للدين على السياسة). فما كان من المحكمة العسكرية الثالثة في دمشق إلا أن أصدرت اتهامات جديدة ضده قامت محكمة النقض بتأكيدها في 1 كانون الأول/ديسمبر 2010. وعلي العبد الله يواجه عقوبة جديدة بالسجن. وهذه القضية الجديدة مثيرة للقلق بشكل خاص لأنها تظهر أنه من الخطورة بالنسبة إلى الصحافيين انتقاد النظام وحلفائه.

ولا يزال الصحافي معن عاقل ممنوعاً عن السفر مع الإشارة إلى أنه يتعرّض لمضايقات أمنية مستمرة.

تنتمي سوريا إلى لائحة "أعداء الإنترنت" التي تعدّها مراسلون بلا حدود سنوياً. ومن المرتقب أن تصدر الطبعة الجديدة في 12 آذار/مارس المقبل بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الرقابة على الإنترنت.


إتحاد المدونين العرب - الوطن العربي

إتحاد المدونين العرب Arab Bloggers Union

مقالين لا سبيل للنهضة بدون تضحية ومقال رب همة احيت امة

لا سبيل للنهضة بدون تضحية

بقلم :خباب مروان الحمد

في كثير من أروقة الفنادق ذات الرفاهيَّة العالية، واللقاءات الإعلاميَّة التي تلتقي بها بعض الشخصيات الذين يقدِّمون محاضرات وندوات في قاعات كبرى تصلح لإقامة مؤتمرات عالميَّة، أو ندوات ضخمة ...

وبعد ذلك تكون وجبة العشاء الفاخر مِمَّا يُسمَّى (البوفيه المفتوح)، وتتفتَّح الشهيَّة مما لذَّ وطاب من الأكل المختلف بألوانه وأشكاله، ثمَّ يهرع الجميع إلى البيت، ويتحدثون عن أدبيات النهضة وسلوكياتها، ثمَّ يغطَّون في نوم عميق.
تلك حالة مُشاهدة في واقعنا النهضوي الذي يتحدث بعض رُوَّاده عن هموم النهضة وأدبياتها، ولكنَّ كثيراً منهم ما كانوا إلاَّ عبئاً على أمَّتهم، فصاروا يطلبون النهضة بالدورات التدريبيَّة، واللقاءات الشهريَّة بالأجور الفادحة لحضور محاضرة أو دورة حول هذه القضيَّة، وصارت النهضة المقصودة هي نهضة جلب الأموال إلى الجيوب.
بالتأكيد فإنَّ هذا المقال سيُسبِّب للكثيرين (صدمة) حينما يقرأه بعض أنصار هذه المجموعة النهضويَّة، والذين يظنون أنَّ النهضة مجرد نقاشات في غرف مغلقة و(ورش) عمل، سرعان ما تنتهي إلى أنَّ كلَّ ما دار (مجرَّد كلام)!
وبالطبع فليس كل من ناقش جوانب النهضة والتنمية والإصلاح، كان مع مثل هذه المجموعات (الأرائكيَّة)، والتي تجيد فنون الكلام والحديث عن النهضة على (الأرائك)، فلست من أصحاب سياسة حرق الأوراق، بل منهم من قدَّم لدينه ووطنه في شتَّى الجوانب فكرياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً، لكنّي على يقين أنَّ هنالك من منتسبي فكر النهضة من يشعرون أنَّ الحديث عنها بات ثروة كلاميَّة، ومتعة لفظيَّة، والسعي لتطبيقها من بعضهم صار شيئاًَ نادراً!!
ولكي لا أُفهم خطأً فإنَّني في هذه الأكتوبة المقتضبة لا أعني أنَّ كل قول نظري أو فكري مُدَانٌ؛ لأنَّ صاحبه لا يقف ليتظاهر في الشارع ـ مثلا ـ أو ليس مناضلاً، أو بطلاً مغواراً ! لكنَّها محاولة للنصح لمن مشى في هذا الدرب، والتذكير لمن سار على هذا الطريق، (إن أريد إلاَّ الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلاَّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب).

• لن تقوم النهضة إلاَّ من رحم المعاناة:
قد قيل في الشعر العربي الأصيل:

بصرت بالراحة الكبرى فلم أرها * تنال إلاَّ على جسر من التعبومن يقرأ تاريخ النهضة الإسلاميَّة، وكذا النهضة الأوربيَّة فلن يجدها تقوم إلاَّ من قلب المحنة التي تنقلب بإذن الله تعالى إلى منحة، ومن حضن الآلام التي تتضاءل بصبر أصحابها فتصير آمالاً، ولهذا قيل: من لم يُعانِ لم يدرك المعاني!
سأذكر بعض العبارات التي يرددها دعاة النهضة الكلاميَّة ويذكرونها في كتبهم ودوراتهم، وهي وإن كانت قد خرجت من غير مسلمين، إلاَّ أنَّ معانيها صحيحة، والحكمة ضالة المؤمن، فهذا هيلين كيلر يقول: "إننا لا نستطيع أن نتعلم الشجاعة والصبر إذا كان كل شيء من حولنا مرحاً" .
وهذا صحيح فمن يريد أن يتعلَّم الشجاعة والصبر، فعليه أن يواجه الحياة والواقع المعاصر الذي كان قدر المسلمين فيه أن يكونوا أذلاء بعد عزّ، وقد ذاقوا من السَّمُوم والحميم وظلٍّ من يحموم الاحتلال ما لاقوا، فكان عليهم أن يستنطقوا معلوماتهم التي حفظوها وكرَّروها في أوقات التعلم والتعليم، وهذا أرسطو يقول: "التعليم زينة في الرخاء ، وملاذ عند المحن"، فهو ملاذ عند المحن لكي يقوم المرء بخدمة أمَّته ودينه من خلال ما تعلَّمه في سنوات غابرة، وعقود منصرمة، لكي يُحقق الموقف الذي يتوازى مع المعرفة العمليَّة؛ فالموقف والمعرفة يرفعان أقدار الرجال، كما يقول أحد المفكرين الإسلاميين.
إنَّ اللهج بالألفاظ الرنَّانة والجميلة من قبيل (النهضة)، (التنمية)، (الإصلاح)،(التقدم) (التغيير) لا بد أن يتوازى ذلك مع شيء يُحققه المرء في حياته، ليكون ذائداً عن حياض أمَّته، ومن خير ما يقوم المرء بعد سنوات من التلقي والمعرفة، والتدريس والخبرة، أن يكون له نوع من وخز الضمير، ومحاسبة النفس، ومراقبة الذات، وسؤال المرء لنفسه:
ماذا أراد بعلمه في شئون النهضة والإصلاح؟
وهل أراد بذلك وجه الله تعالى والدار الآخرة؟
وهل حقَّق ما تعلَّمه؟
وهل هو قادر على تطبيق ما يقوله؟!
وهل دروب النهضة واضحة ظاهرة لديه؟
وهل خطَّط لها، وقام بدراسة مسبقة لها؟
أم أنَّها مجرد أمانٍ وأحلام يقظة فقط: كما قيل:

مُنًى تُعاودني في كل آونةٍ... إذا دفعتُ منًى عادتْ عليّ منى
وهل هدفي في الحقيقة هو القيام بنهضة حقيقيَّة في واقع الأمَّة المسلمة المؤلم، أم أنَّ النهضة المقصودة هي نهضتي بالأموال والفنادق والسيارات الفارهة التي تقلني يميناً وشمالاً.
وعلى المرء أن يراقب كل حركات الاحتجاج والمعارضة لمن يتدخل في شئون البلاد المسلمة، وجميع الثورات الإسلامية، والنضالات الجهادية، والحركات التي قامت ضدّ غزو المحتل، فلن يجدها مطلقاً إلاَّ في الصدارة من تقديم التضحيات والإدراك بأنَّ نهضتهم سبيل إلى حتميَّة المواجهة، مع من لا يريدهم أن يكونوا قائمين بها، ومدركين لأبعاد نهضتهم الرامية إلى رسوخ المنهج الإسلامي وتطبيقه في أرض الواقع ودنيا الناس.
والمشكل أنَّ الكثيرين مِمَّن يتحدّثون عن النهضة والتقدم، والتنمية والحضارة، يظنون أنَّ قصارى ما في الأمر مجرد فقاعات من الكلام البارد في الأبنية الشاهقة والمرموقة، وحينما يُطلب منهم أن يقوموا بشيء لخدمة بلدهم ونهضة أمَّتهم يضربون الأخماس بالأسداس ويقولون: إن فعلنا ذلك الشيء ذهب عن الأمَّة الخير الذي نسوقه لهم!!
وأي خير وأي دين فيمن يدرس جوانب النهضة وطرق التغيير والإصلاح، ولا يقوم بنهضة ولا بتغيير ولا إصلاح، وإنمَّا قصارى ما يفعله تدريس لمواد تتحدث عن ذلك، وبطريقة باهتة وفي قوالب جامدة، ولو كان معه ألف دورة في فنون الإلقاء والإقناع!
لقد قال الله تعالى : {والذين جاهدوا فينا لنهدينَّهم سبلنا وإنَّ الله لمع المحسنين}، فصلاح هذا الأمَّة التي اغتُصبت كامل حقوقها من طواغيت العجم، أو أمراء السوء من العرب، هي بالنهضة الجهادية في جميع شئون الحياة، ولا يُفهم من الجهاد فقط أنّه الجهاد العسكري، بل هو بجميع أنواع جهاد المبادئ، سواء أكان جهاداً إعلامياً أو اقتصادياً أو حقوقياً وقانونياً أو تنموياً وحضارياً، وأشرفه ولا شكَّ جهاد الحجَّة والبيان (فأفضل الجهاد: كلمة حق عند سلطان جائر) وجهاد السيف والسنان وهو كما جاء في الحديث (ذروة سنام الإسلام).
هكذا إذاً ... هو جهاد حضاري نهضوي؛ لكي تنال الأمَّة المسلمة حريَّتها ومجدها واستقلاليتها:

ذروة الدين جهاد في الصميم * فلنجاهد أو لتلفظنا الحياة
إنَّني أفهم أنَّ النهضة الحقيقية وليست من إرث ثقافة (الكلام لوجيا) هي ما يُحققه المرء في حياته لخدمة أمَّته ودينه، وبكل قوَّة وعزيمة وإصرار، (فالحقوق التي أُخذت اغتصاباً لا تُسترجع إلاَّ غلاباً) كما يقول الإمام محمد البشير الإبراهيمي في آثاره (1 / 35).
وحينما سُئل الإمام الشافعي أيمكّن للعبد أم يُبتلى؟
قال: لا يُمكَّن حتَّى يُبتلى!
والابتلاء لا بدَّ له من صبر على الأذى، ويقين بوعد الله ونصره للمسلم، وحينها فسينال الإمامة والتمكين، وقد قال الإمام سفيان الثوري: بالصبر واليقين تُنَال الإمامة في الدين، واحتجَّ على حديثه بقوله تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لمَّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}، ومثل هذا قال الإمام الغزالي: (جاهِد تُشاهِد) وصدق! فمن ذاق عرف، ومن عرف اغترف.

من رام نيل العز فليصطبر على * لقاء المنايا واقتحام المضايقِ
فإن تكن الأيام رنقن مشربي * وثلمن حدي بالخطوب الطوارقِ
فما غيرتني محنةٌ عن خليقتي * ولا حولتني خدعةٌ عن طرائقي
لكنني باقٍ على ما يسرني * ويغضب أعدائي ويرضي أصادقي
إنَّ أكبر مشكلة يواجهها إنسان النهضة أو من يسعى إلى النهضة أن يكون لديه من المعرفة الكثير، ولكنَّه لا يستطيع أن يصبَّها في واقع الحياة، بل لو جاء أحد الناس ليصنع النهضة تلك، وذهب ليستشير خبير النهضة لربما انتفض وخاف وتلجلج في مكانه، فما أبأسها من حالة يجمع المرء فيها معلومات طوال سني عمره، وحينما يحتاجها الناس: يجبن ويخاف، ولقد قال الفيلسوف (هيرودوت) : (إنَّ أكثر أنواع الألم مرارة عند المرء هو أن يملك الكثير من المعرفة، لكنَّه لا يملك شيئاً من القوَّة).
إنَّها حقيقة سبقه بها النص القرآني الكريم حينما أثنى الله على رسله الكرام بأنَّهم أهل بصيرة (علم) وقوَّة، فقال: {واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار* إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار* وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار}.
لقد كانوا يجمعون القوَّة والمعرفة، ولهذا أثنى تعالى عليهم، فلقد كانوا أولي الأيدي والأبصار.
وكذلك نجد في كتاب الله تعالى ثناء أحد الأنبياء على طالوت، وأنَّ لديه القوة العلمية والقوة العملية؛ حيث يقول تعالى في محكم التنزيل: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة247]، والعِلْمُ من الصّفات المكتسبة، والجسم من الصِّفات الذاتيَّة، وهذا يعني القدرة على القيام بهذه المهمة من الناحية الفنيَّة، ومن ناحية الأمانة والخلق فيكفي اختيار الله له.
فعندما يكون المرء قوياً دون معرفة؛ فإَّن قوَّته تسبّب له الطيش والتهور، وإن كان معه علم ومعرفة بدون قوَّة وجرأة، فهو أشبه بإنسان الشلل؛ لأنَّ لديه طباعًا نفسيَّة سيئة من قبيل الضعف النفسي والجبن، وما كان الرسل إلاَّ أهل معرفة وقوة، صلى الله عليهم وسلم.
إنّ من يريد النهضة فعليه أن يكون: (مؤمنا ، تقياً، شجاعاً، صامداً، قوياًً).
وسيكون لهذه النهضة ثمن، وهو (الابتلاء والإيذاء، التضيحة، الصبر) وبعدها إمَّا نصر يسُرّ الصديق، وإمَّا ممات يغيظ العدى.
إنَّ في قصَّة الغلام المؤمن خيرَ مثال على أنَّ من أكبر عوامل النهضة: التضحية بالنفس على أن يحيا الناس، فلقد قال الملك الطاغية: (إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، وَتَصْلُبُنِي عَلَى جِذْعٍ، ثُمَّ خُذْ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي ثُمَّ ضَعِ السَّهْمَ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ، ثُمَّ قُلْ: بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلاَمِ. ثُمَّ ارْمِنِي؛ فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِي. فَجَمَعَ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ وَصَلَبَهُ عَلَى جِذْعٍ، ثُمَّ أَخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ ثُمَّ وَضَعَ السَّهْمَ في كَبِدِ الْقَوْسِ، ثُمَّ قَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلاَمِ. ثُمَّ رَمَاهُ فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صُدْغِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي صُدْغِهِ فِي مَوْضِعِ السَّهْمِ فَمَاتَ، فَقَالَ النَّاسُ: آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلاَمِ!). [أخرجه مسلم في صحيحه حديث 7703).
إنَّ النهضة تحتاج لعرق جبين، وتشمير عن سواعد الجد، وخفقان القلوب واضطراب النفوس أحياناً، ومواجهة العدو المتربص، إنّها ستكون، ولكن بثمنها المعروف ثمن التضحية والصمود، وليس هدوء الجبناء ونهضة الركود!!

وما نيل المطالب بالتمنِّي * ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وقد صدق الرئيس البوسني الأسبق علي عزت بيغوفيتش إذ كتب في كتابه "هروبي إلى الحرية" يقول: "لم يُغنِّ الشعب للذكاء، وإنما غنَّى للشجاعة... لأنها الأكثر ندرة"!!!

النار يا أمي

· لبنى ياسين



إهداء ألى روح البوعزيزي رحمه الله

عربة للخضار بأربع عجلات تدوس قلبي كل يوم ألف مرة،أجرجر وراءها خيبة يوم سابق، وعمر لاحق، أجمع فوقها أمنيات ضحلة بغد أفضل، وشمس تشرق على الجميع بالقدر نفسه من الدفء، دون أن تحرق أحدا منا وتدفئ الآخر، أجر خطواتي وعربتي بالقدر نفسه من الخيبة، و القدر ذاته من الاستسلام، ما الذي يمكن أن تأتي به عربة متواضعة للخضار، فواتير الكهرباء، دواء أمي، طعام العائلة المؤلفة من سبعة أشخاص؟؟.. هل بوسعها أن تشتري لي بعض الصبر، بعض الفرح، موتا مؤقتا أغلق خلاله عينيّ وعقلي عن كل ترهات زمن لا أجد نفسي محسوبا ضمن كائناته الحية.

دورية الشرطة تلاحقني، العربة غير مرخصة، والشارع الراقي يفقأ عين جماله مرور قباحة عربتي وصاحبها..ساكنو الشارع تؤذي ذائقتهم رائحة الفقر التي تفوح من كم وجعي، تتوجه الدورية إليّ بكل عناصرها، كأنما في جعبتي أموال الوطن، وخزي الرشاوى المقبوضة لاختلاس حقوق مواطن آخر، جريمته الوحيدة أنه لا يستطيع أن يدفع رشوة، إما لبقايا ضمير يرفض أن يموت ولو باغتيال من أصابع حامله، أو لجيب مثقوب لا يحوي قرشاً إضافياً يقدمه هدية حاجة مزمنة لجيب متنفذ آخر، قاطع طريق عصري، يقف في وجهك لا يشهر سلاحاً مرئيا لكنك تعرف جيداً أن طلقاته لا تأتيك إلا في مقتل، ويهدد حياتك دون أن ينطق بكلمة مسموعة.

لا شأن للشرطة بقطاع الطرق الذين ينهبون خزائن الوطن، ويتاجرون بأحلام شبابه، ويهربون الأماني في طائرة ورقية ليودعوها حسابات سرية، فالأمور تحسب بدرجة أهميتها، ولا شك أن عربة الخضار هذه أكثر خطراً على أمن البلد من جميع السرقات المفضوحة والمخفية، فوحدي حظيت بدورية كاملة، ولم يحظَ أصحاب السعادة اللصوص الكبار إلا بالتبجيل والتطبيل.

لا تنفع توسلاتي لأكبرهم رتبة، والشرح الذليل الذي أتكبده في أن ورائي عائلة، أفواها مفتوحة على آخرها بانتظار رغيف خبز نتقاسمه دون شبع، وبأدنى مراتب الشهية لقوت ليس في وسعنا أن نحظى برفاهية تبديله، وأنني لست رجلاً بلا مؤهلات، فقد صادف أن حصلت على إجازة جامعية منحتني إياها جامعة الوطن بعد أن دفعت ثمنها سنوات أربع، ليضاف اسمي في نهاية المطاف إلى قائمة العاطلين عن الحياة، اليائسين من الموت، المرتمين على قارعة الوجع، لا يهم المسمى، المهم أننا جميعاً نشترك بصفات تصنفنا في القائمة ذاتها، ليس عليك أن تحصي تلك الصفات، يكفي أن تنظر في عيون أحدنا لتدرك أنه في تلك القائمة التي يطويها الوطن كل يوم، وقد أضيفت إليها دفعة أخرى، لتنبت نخيل همٍّ ووهم على ترابه، همّ لا يقوى على اجتثاثه، فالأرض لا تنكر أبناءها، حتى وهم جائعون، عراة..يطلبون الموت ولا يطلبهم.

العربة في جعبة رجال الشرطة، يصادرونها وعلى وجوههم الكالحة يورق شيء أفهم بأنه عدم اكتراث، هم لا يسمعون صرخة قلبي وأنا أفقد مصدر رزقي الوحيد.. لو أنني كنت من قطاع الوطن،أولئك الذين ينامون كل يوم بعد أن يبتلعوا دواء للتخمة كتبه لهم مستشار الهضمية الذي يعمل في أفخم منتجع طبي تم تصميمه خصيصاً لأوجاع الكروش المنتفخة، والرؤوس التي استؤصلت ضمائرها، وزرعت بدلا عنه ذواكر إلكترونية لحفظ أرقام سرية لحسابات تفوق عدد أصفار أرصدتها قدرتي المتواضعة على المعرفة، تلك التي لا تتجاوز حدود الدراهم التي تفقأ عين حاجتي وأنا أدور بعربتي متوسلاً بيع البضاعة بربح بخس، بينما أتجرع كل يوم جوعي وقرفي وبؤسي..وبقية كرامة تأبى ألا أن تنخز خاصرتي قبيل النوم، تذكرني أنني أفقد كل يوم شيئاً من إنسانيتي، ويضاف إلى رصيد خسائري كوم من أشلاء أحلام كنت أرتكبتها قبل أن أدرك أن للأحلام لصوصاً، بمقدورهم أن يسرقوا الضوء من بين جفنيك..قبل أن تعرف أنه بإمكانك أن تراه جيداً.

أجرجر ذيول تعبي متجهاً نحو لا شيء، ولا يبدو عصياً على الفهم أن يكون الثقل الذي أجره الآن تحديداً -وقد نقص منه وزن العربة- قد زاد، وبدت خطواتي كمن يحمل في أقدامه قيوداً حديدية مربوطة إلى صخرة كبيرة عليَّ أن أحركها مع كل خطوة أخطوها.

أمرُّ إلى مكتب البلدية مراجعاً من أجل إعادة المتجر الضخم المتحرك الذي صودر مني دون حق، تتلقفني الموظفة كما لو كنت ذبابة سقطت على وجهها، فاندفعت تبعدها عن ملامح كبريائها بكل قوة.

"عُـدْ غداً"، وما أدراها كيف أعود غداً، وأنا لا أملك عشاء اليوم، سبعة كائنات حية ستنام اليوم دون عشاء، قد يسكت كبيرهم محتسباً، لكن ماذا عن صغيرهم؟ قد تبتلع أمي صوت تأوهها ألماً جراء نقص الدواء، لكن ما الذي يمكن أن يبتلعه الصغار لكي يسكتوا ولا يعذبون قلقي بجوعهم؟

أعود غداً، ذبابة نجسة لا تلبث أن تثير حمق الموظفة، فتطردها بالجملة نفسها، وأرجع بخيبة أكبر، وأعلم أن صوت الجوع اليوم سيغدو صاخباً، فلا أعود إلى البيت إلا في وقت متأخر، لكي أصافح أحلامهم الصغيرة برغيف لا أملكه..بدلاً من أصواتهم.

أعود غداً آخر..وآخر ..وآخر، قلا تقابلني إلا بالجفاء نفسه، يكبر الغل في كبدي، أصوات أخوتي الجوعى تتكدس في قلبي، وصوتها يستفز أكداس الهم الغافية فوق صدري، أخبرها بأنني أريد عربتي حالاً، فتمعن في بشاعة ردها البارد، لا أرجع هذه المرة كما تخبرني كل يوم، بل أبقى ملتصقاً بمكتبها، أخبرها أن ورائي جياعاً يريدون طعامهم، تأبى أن تستمع لكلمة واحدة، كأنما تحولتُ فعلاً لذبابة تزعجها دون أن تفهم شيئاً من أزيزها، فتبعدني بصفعة من كفها، أستشيط غضباً، يرتفع صوتي، فتسب أبي، أستشيط أكثر، يقترب مني حراس الأمن، بإمكانهم دائماً أن يحملوني خارجاً بحجة الأمن، ومن يخرجهم خارج حدود جوع أخوتي؟ من يخرجهم خارج حدود أحلامي الصغيرة؟ من يرفع آثار أقدامهم عن جثة آخر حلم دفنته في صدري؟ من يمنح أخوتي رغيفاً دون أن يكون مغموساً بدبق الحاجة ووجع الكرامة؟

لن أتحرك من هنا إلا بصحبة عربتي..

أصرخ ملء صوتي، فيقتربون مني بزيهم الرسمي، ووجوههم الجافة، يجـرُّوني خارج المبنى الحكومي، ويلقون بي إلى الخارج، أتحول إلى فأر قميء لا يروق لأصحاب البيت تطفله على بيتهم.

أقف خارج المبنى أمام الباب، مدفوعاً بكل أوجاعي وخيباتي وخسائري تنفجر دموعي غصباً عني لتغسل عار خدودي، أخجل من دمعي، من عجزي، من فقري، من جوع أخوتي، ووجع أمي، ألملم دموعي بطرف كمي، لكنها لا تتوقف، تشتعل النار في صدري، أشعر باللهيب يحرق كبدي، أصرخ بهم أعيدوا العربة أيها الكلاب، الصغار يريدون خبزاً... خبزاً فقط أيها الكلاب.

يجتمع عليّ بعض الأشخاص محاولين تهدئتي، بينما تصب علي نظرات حراس الأمن الساخرة وقوداً كافياً ليزداد حريقي، أعيدوا عربتي، فقد تستطيع شوارع الوطن أن تغضَّ النظر عن قباحتي، وقد تعتبرني ذبابة على خدها لكنها لن تقوم بطردي..إنه وطني أيها الكلاب..وطني.

النار في داخلي تستعر، نظراتهم الساخرة تزداد حدة، ترتفع قهقهاتهم لتملأ السماء صخباً، كل ما فيَّ يحترق، وأصوات جوع أخوتي يمخر عباب السماء، قلبي يتفتت، وقهقهاتهم ترتفع أكثر، لم يعدْ هناك معنى لوجودي، أي شيءٍ أستطيع أن أفعله يا أمي؟ عاجزٌ أنا عن ملء أفواه الصغار بقضمة خبز، عاجزٌ عن جلبِ دوائك، عاجزٌ عن حماية عربة الخضار..رفيقة خيبتي وفقري...عاجزٌ أنا عن الحياة يا أمي..عاجزٌ عن الحياة ...أشعلُ عود كبريت وأمنح ملابسي قبساً من النار، النار تستعر في داخلي، وفي ملابسي، وفي محاجر عيني، نظراتهم تصب علي وقوداً حامياً يرفع من وتيرة وجعي..النار يا أمي..النار تبتلعني ...فليموتوا يوماً واحداً كما أموت كل يوم، النار يا أمي...تلسعني، لكن نارهم أمضى وأكثر اشتعالاً..سيحترقون يا أمي فلا تحزني..هذه النار يا أمي..النار التي تشويني ستشويهم جميعاً..ستقتلع عيونهم وأظافرهم فلا تحزني، غطيني يا أمي..فأنا الآن أرتعش برداً، النار غادرتني إليهم..اطمئني يا أمي..ستثأر النار لي ولكم..ستثأر جيداً لجوعكم ولكرامتي، لخزائن الذهب المختبئة تحت جلودهم، وستستنشقين دخان احتراق كفوفهم التي امتدت إلى قوت أولادك، وسيبرد قلبك...غطيني يا أمي جيداً..فأنا أموت بـــ....رداً.

---

  لبنى ياسين
كاتبة وصحفية سورية
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو فخري في جمعية الكاتبات المصريات


السبت، 26 فبراير 2011

"ضد الرئيس" .. مقالات عبدالحليم قنديل الممنوعة



اخبار شباب التحرير: عٌرف د. عبدالحليم قنديل بأنه أحد الكتاب المجاهرين بالعداء لعائلة الرئيس السابق محمد حسني مبارك واستطاع بمقالاته الجريئة أن يفضح سياسات التوريث والفساد الذي ضرب بأنحاء النظام والحزب الوطني الحاكم. ونتيجة لذلك تعرض قنديل للبطش الأمني من ذلك اختطافه وضربه وتهديده والملاحقات التي تطال أي جريدة يكتب فيها والمحاكمات التي يخرج منها بأعجوبة، خاصة وأنه الرئيس الأسبق لأشهر حركات الإحتجاج "كفاية" وأحد مؤسسي الجمعية الوطنية للتغيير. قدم قنديل عددا من أجرأ كتب السياسة المصرية وانصبت جميعها على مهاجمة الرئيس والدعوة لإزاحته عن كرسي الحكم ، ولكن الكتاب الذي بين أيدينا "ضد الرئيس" لم يتمكن مؤلفه من إخراجه للنور رغم أن مقالاته منشورة بصحيفة "العربي الناصري". في الممنوع يقول قنديل في الكتاب أنه ليست مصادفة أن نكون الأشد قلقاً من مخاطر توريث الحكم الجمهوري، أو تحويل الجمهوريات إلى ملكيات واختلاط النسب العائلي بأنساب السياسة. لا جدال في أولوية الفكرة الجمهورية، ولا جدال أيضاً في مخاطر تهدد باغتيال الجمهوريات تواترت مع انقلابات السادات، فقد نصب السادات نفسه رباً للعائلة منذ انفتاح "السداح مداح"، أصبح الحكم حكراً لـ"الرئيس الرب" مع غلمانه وندمائه، وبدا مواليد المعونة الأمريكية – بعد كامب ديفيد – كأنهم صناع القرار. تركزت الثروة الحرام في يد حفنة تحولت بسرعة البرق من خانة المليونيرات إلى خانة المليارديرات، والإتاوات للمماليك من حول مركز السلطة المنفرد تقريباً، وأصبح الحكم والثروة معاً لعائلات معدودة، وهي ظاهرة تفاقمت إلى الأسوأ بعد مقتل السادات، وحولت الحكم الجمهوري إلى حكم عائلي يفرض مقاييسه، ويميل على نحو متزايد إلى إطفاء الأنوار وحصار الحد الأدنى من حريات التعبير، ويضع الدستور على الرف، ويخلق أجواء مريبة توحي بالتمهيد لاقتراف جريمة. ويعلن في ختام مقاله رفضه لتوريث الحكم الجمهوري، مؤكداً أنه لا سبيل للدفاع عن المبدأ الجمهوري بغير ديمقراطية كاملة الأوصاف، ديمقراطية لا توزع فيها الأدوار الهزلية على نحو مثير للضيق والقرف، ولذلك فهو يكتب ضد التوريث لأنه مع الحرية، فلم يخلقنا الله عقاراً يورث ولا متاعاً لرئيس ولا لابنه. بلد في الحرام يكتب قنديل في مقال بهذا العنوان : إلى متى تظل السياسة في بلدنا من اختصاص عمال المطافئ؟، فقد صدر حكم تاريخي للمحكمة الدستورية، ومنطوق الحكم صريح وقاطع، فكل قوانين الانتخابات المطعون عليها مخالفة للدستور، والمعنى: بطلان كل المؤسسات التي يقال لها "دستورية" في هذا البلد، بطلان كل مجالس الشعب، بطلان كل المجالس المحلية، بطلان الحكومة المنسوبة لحزب "أغلبية" لا محل لها من الإعراب، بطلان إجراءات ترشيح واستفتاءات الرئيس مبارك، فكل ما بني على باطل فهو باطل. يواصل: البلد كله يعيش في "الحرام الدستوري" لو صح التعبير، و"انكشاف الشرعية" شامل للجميع، حكم الدستورية أزال رتوش المكياج السياسي، وزلزل النظام السياسي من أصوله لا في فروعه وامتداداته وقوانينه، حكم الدستورية يوجب حل النظام لا حل "مجلس شعب" لا علاقة له بالشعب ولا بصحيح الدستور. وبعبارة لا غموض فيها يصرخ الكاتب في نهاية ما كتب: ارحمونا من فضلكم، وفضوها سيرة، وقولوا إنكم تحكموننا بالقوة والأمر الواقع، أو ارحلوا عنا بحكم الدستور، وربما يغفر الله لكم، لكن الشعوب لا تغفر لأحد. عبدالحليم قنديل الهروب بمصر رجال الأعمال لا يهربون من مصر، إنهم يهربون "بمصر"!، هكذا كشف قنديل في مجموعة من مقالاته التي كتبها منذ سنوات، ما يكشفه النائب العام الآن في تحقيقاته مع رجال الأعمال الفاسدين. فقد كتب في مقاله: ثروة بلد في حقائب السمسونايت، ومصائر شعب في دفاتر الشيكات، وحكومة تحترق كسيجار بين أصابع رجال الأعمال، بينما لا رجال ولا أعمال، أغلبهم من النصابين المحترفين، والزمن هو العصر الذهبي للنصب. ثرثرات عن التنمية والاستثمار، ومشاريع على الورق وفي الإعلانات المليونية، تسهيلات وأراض مجانية، وقروض منهوبة من البنوك العامة، ومضاربات جنونية في البورصة، ومليارات تتكدس بلا عائد على الناس وبلا تكلفة على أصحابها، يبدأون بالنصب وينتهون إليه. والنتيجة كما يقررها الكاتب: قوة متزايدة للمال الحرام، وانهيار في المشروعية وهدر لقوانين، وحروب عصابات، وحكومة تتحول من مسئول إلى سائل، تتسول الرحمة من رجال الأعمال أو رجال النصب، فلا فرق وهو يسوقون الدلال، يهددون بالهرب، وبعضهم يفعلها أكثر من مرة على طريقة رامي لكح، فهو هارب احياناً، وضاغط في كل الأحوال، هو المدين الأقوى من الحكومة الدائنة، لا يهرب خوفاً من قانون، بل لكي يصنع قانونه الخاص، ليس مذعوراً في منفاه الاختياري، بل الجكومة هي المذعورة في وطنها الذي كان لنا، لم يهرب من مصر، بل مصر هي التي تهرب إليه، ومسئولوها يستدرون عطفه، فهم لا يطيقون الهجر، ويتخوفون من الفضائح، لا يعنيهم أن تعود الأموال المنهوبة. إن مصر كما ينبه قنديل نهبت مرات، ومع ذلك لا زالت عمليات الخصخصة واغتيال القطاع العام متصلة، قلاع إنتاجية جرى تفكيكها، وعمليات بيع أقرب للصورية، وتبادل منافع خفية وظاهرة، وأحلاف لأجانب وصهاينة مع نصابين مصريين يسمون أنفسهم "رجال أعمال"، وتبدو مصر كما لو كانت مصائرها معلقة برغبات النصابين المحترفين. أحزاب ورقية أكد عبد الحليم قنديل في أكثر من مقال بكتابه، حقيقة الأحزاب في مصر وكيف أنها بلا دور حقيقي، وكتب قائلا ببساطة: الأحزاب الحقة ضمائر العصر، وتشكيلات سياسية لا تشكيلات عصابية، ومنصة مبادئ لا أسهم في البورصة، وكائنات حية لا مومياوات في متاحف، وقطاع عام لا تركة للخصخصة. الأحزاب الحقة حقوق لا تقبل التصرف لا أسلاب تجوز عليها المساومة، ووضوح جذاب لا أسرار ولا كهنوت، ورأي عام لا مستويات تنظيمية، وأن يغلق حزب أفضل من أن يلوث رداؤه، وأن تتوقف جريدة أفضل من أن يلتوي لسانها، فالموت بكرامة أفضل من أن تعيش ضحية. تظاهروا تصحوا كتابات قنديل كان لها أكبر الأثر في وجدان كثير ممن قاموا بثورة 25 يناير، كيف لا وهو القائل: الفعل أصدق إنباء من الكتب، فالأهم برأيه أن يصل صوت الشعب المصري للعالم، ولا يهم أن تكون المظاهرة كبيرة أو صغيرة، لا يهم من يتخلف الآن، فسوف يلتحق بها غداً. فالتظاهر هو خروج من سجن العجز، التظاهر يحول دعم الانتفاضة إلى مقاومة للقهر في مصر، وحين يتحرك المصريون فسوف يقوم العرب . فليس خافياً كما يقول قنديل ما نحن فيه، أزمة شاملة وعجز متزايد عن إنقاذ وطن يسير إلى الهاوية باندفاع وهي دائرة لعينة مفرغة لن يكسرها سوى الفعل، وليس البيانات الهزيلة واللعب من داخل النظام. جمال مبارك نريد رئيساً منتخباً تحت هذا العنوان كتب قنديل: نعم، نريد رئيساً منتخباً لمصر، فلا يليق بمصر أن تحكم بسلطة الأمر الواقع، الدستور يحتاج إلى تعديل وتغيير، وبالخصوص طريقة اختيار الرئيس وصلاحياته، وإجراء تعدييل دون ضمان احترام الدستور يزيد الطين بلة، وليكن شعارنا: الدستور أولاً. وليس الحل في إصلاحات جزئية تطمح للوصول للديمقراطية الكاملة، أي انتخاب المحليات وصولا لإنتخاب رئيس، لكن المسألة تكون بإعلان شامل برفض سيناريو التوريث لنجل الرئيس جمال مبارك وخاصة في ظل حكومة ظل ( الحزب الوطني) صارت فيها لجنة السياسات التي يترأسها جمال مبارك أقرب للحكومة الأصل. أين هو الرئيس؟ في هذا المقال يكتب قنديل: يسألونك عن البديل للرئيس مبارك، ولا يخطر على بالهم السؤال الأكثر منطقية بإيحاءات وتداعيات ما يجري في مصر هذه الأيام، أين هو الرئيس مبارك؟، فلا أحد يعرف من يحكم مصر الآن بالضبط؟، هل هو الرئيس مبارك، أم أنها حرم الرئيس سوزان مبارك سيدة السلالة نصف الويلزية بحسب تعليق نشرته مؤخراً صحيفة "الصنداي تايمز" البريطانية، أم أنه النجل جمال مبارك الرئيس الفعلي الحاكم من وراء قناع حركي يحمل اسم لجنة السياسات؟، وهل مصر الكبيرة جرى اختصارها في حزب واحد متحكم أدى بها إلى حكم العائلة الواحدة؟. لم يستمع الرئيس السابق حسني مبارك لنصيحة قنديل حين كتب مخاطباً إياه قائلاً: يملك الرئيس مبارك أن يدخل تاريخ مصر من أوسع أبوابه لو أنه قرر عدم ترشيح نفسه لولاية خامسة، واستعاد على نحو سياسي هذه المرة دوره المقدر في ضربة الطيران المفتتحة لدراما أكتوبر 1973، وأتاح لمصر فرصة الإقلاع من انحطاط لا يليق بتاريخها.

ثورة اليمن

طلال البعداني

ما زالت ثورتي مصر وتونس تطلان براسيهما هنا وهناك واثبتت ثورة مصر ان باب التوقعات مفتوح على مصراعيه دون اعتراف بخصوصية الانظمة المستبده فمصر لم تكن تونس وزين لم يكن مبارك وكلاهما كان قاسمهما المشترك هو الاستبداد والظلم والقمع واحتكار ثروات البلدان وهتك الحريات وكبت طاقة الشباب
ولعل الاخيره المتصلة بالشباب على وجه الخصوص هي الفتيل الاكثر قابلية للاشتعال وحين يشتعل فتيل الشباب فلا مجال للدوس عليه باقدام بوليسيه بغية اطفائه فسرعان ما ستنفجر براميل البارود الفقر والبطاله والتهميش والاستغلال لمقدرات الشعوب على اساس من الطغيان الاعمى الذي لا يدرك فسيولوجية المجتمعات ولا ديموجرافية الازمات التي تصاغ على اساس تراكمات قد تستمر لعقود لكنها قد تنفجر في لحظات
المعادله ليست صعبه هي تماما كابجدية العمليه الحسابيه المتعارف عليها وفق قوانين صارمه وليس مجرد نظريات انشائيه قد تحتمل النجاح والفشل
فعوامل النمو المعرفي ونوافذ التواصل الاجتماعي الرابط بين مكونات المجتمع الشابه واحترافية التعبئه العامه تكون اليوم ما بات يعرف بالقوه الثالثه المتحلله من عتيق السياسات وعفونة الاحزاب وشكلية التحالفات وعبثية الدمقرطه القائمه على اساس من الحد الادنى لما يمكن تسميته حراك النخب السياسيه ناهيك ان لفظ النخب لا يوائم هذه الكنتونات القائمة على اسس من المصالح الضيقه المتكسبة من قضايا الشعوب للحصول على مناصب معدوده في مشاهد باهته تكرر نفس المقاطع التمثيليه الممله
على ان استيعاب الدرس المصري ومن قبله التونسي من السهولة بمكان ان يحد من زحف المد الثوري غير ان البله المنغولي يكاد يكون هو القاسم المشترك الاكثر انتشارا بين زعامات الانظمه المستبده مما يجعلهم يتساقطون بنفس الطريقه وعلى نفس الطريقه
وفي المقابل اثبتت الشعوب وفي مقدمتها الشباب انهم الاكثر استيعابا للدروس والاكثر مقدرة على ترجمة الدرس الى تطبيق عملي واكاد اجزم ان عمر الرؤساء العرب المتهالك هو ما يجعل من فهمهم بطيئا وسقوطهم رتيبا على هذا النحو المضحك الذي يشفي الله به غليل الشعوب المقهوره فكل الانظمة العربيه يبدو انها باتت تعاني من امراض الشيخوخه والتبول اللارادي عبر وسائلهم الاعلاميه التي تجلب على الغثيان وتجعل من الشعوب اكثر توقا للتخلص من تلك الروائح الكريهه التي تبثها وسائل الاعلام الحكوميه مترجمة لعقلية تلك الانظمه ومدا ترهلها رغم انها تحاول ان تثبت بالعصى الغليظه انها ما زالت تملك من اسباب البقاء ما يمكنها من الترديد دائما ان كل شيئ ما زال تحت السيطره

حين ثارت تونس واقتلعت نظامها الاستبدادي والتسلطي بطريقة قتل الافاعي بضرورة بتر الراس لانجاز ثوره تغيرييه حقيقيه
كنت من المرددين ان اليمن ليست تونس واذكر انني استخدمت نفس العباره حين توقع احد اصدقائي ان يكون النظام المصري هو التالي قلت له حينها مصر ليست تونس متحججا بمساحة الحريه المفتوحه نوعا ما ومكانة مصر الاقليميه ورعايتها للمصالح والسياسات الغربيه وضمانها للامن القومي الاسرائيلي اكثر من ضمانها للامن القومي المصري نفسه مما جعلني اجزم ان نظام مبارك له من عوامل القوه المستمده من الدعم الخارجي الغربي اللامحدود للنظام السياسي المصري وان ما حدث في تونس لا يمكن اسقاطه على مصر كون تونس لم تكن تمثل ذاك القدر من الاهميه لصناع السياسات العالميه في امريكا ومن خلفها اوروبا كون احدا لن يسمح بسقوط النظام المصري على هذه الطريقه وتهديد المصالح الاستراتيجيه الغربيه وتعريضها للخطر على ان يتم دفع النظام المصري الى القيام بمزيد من الاصلاحات التي من الممكن ان تنزع فتيل الثوره والابقاء على مصالح الغرب الاستراتيجيه المتمثله قبل كل شيئ في حماية امن اسرائيل والعمل على تقوية محور الاعتدال العربي التي كانت مصر بنظامها المستبد داخليا المنفتح خارجيا ركيزه اساسيه بل وراس حربه في هذا المحور

واسرع مما كان متوقعا اذا بعدوى الثوره تنتقل الى مصر ويتم استنساخ نفس مشهد السقوط لكن هذه المره باخراج اكثر حرفيه وبسيناريو اكثر اثاره بحجم مصر وموقعها التاريخي والجغرافي والسياسي وانسحبت كل المشاهد السياسيه وكل الازمات العالميه الى الظل لتكن مصر هي شغل العالم الشاغل على مدا 18 يوما كانت كفيلة بان تلقي درسا للعالم جعلت زعيم اقوى دوله في العالم يقول انه يحرص على ان يتعلم شباب امريكا من شباب مصر وان مصر قد غيرت وجه العالم
وزعيم دولة عظمى ثانيه يصرح بالقول ان ما حدث في مصر ليس غريبا فمصر دائما هي من تكتب التاريخ
واكثر ما جعلني اعيد النظر في قراءاتي السابقه لثقافة الثوره ومدا امكانية نشوبها في اي دوله عربيه اخرى تلي تونس ومصر والتي قد تكون اليمن هما مشهدان يبعثان على الضحك من باب شر البلية ما يضحك
المشهد الاول للفنان الجماهيري تامر حسني الذي بكا امام عدسات التصوير بعد طرده من ميدان التحرير من قبل الجماهير الغاضبه الذي اعتاد ان تصفق له اثر تصريحات اعلنها امام وسائل الاعلام تهجم فيها على الشباب وعلى الثوره وحين ادرك مثلي الان ان الشعوب اذا ثارت فلا مجال للاستخفاف بها غير اني ادركت قبل فوات الاوان اما هو فقد اضطر للبكاء امام عدسات التصوير بشكل هيستيري وهو يردد انا مكنتش عارف هم اللي ضحكوا عليا وكانه يمثل دور بنت مضحوك عليها واعذروني على الاستعاره التي لا تليق بالقارئ لكنها تليق بتامر حسني في ذاك المشهد
المشهد الثاني كان للاعلامي ونجم برامج التوك شو على الطريقه المصريه عمرو اديب الذي لطالما سبح بحمد مبارك وحمده
والذي كان في بداية الثوره غير قادرا الا على التقليل من حجمها ورمي الاتهامات عليها ولو من باب التناول الاعلامي والذي طرد هو الاخر من ميدان التحرير مما دفعه على تمثيل نفس المشهد لكن بطريقه اكثر ابتذالا وهو يبكي ويقول انه كان مجبرا على التطبيل لمبارك ولم يجد في نفسه حرجا وهو يقول انهم رموه زي الكلب والاكثر من ذلك ان يقول عن اخيه عماد الدين اديب ان اباطرة النظام المصري بهذلوا امه الى درجة القول ان اصحابه من رجال الاعمال والشخصيات المهمه كانوا ينصحونه ويقولون له ان نظام مبارك اجمد من ربنا وصدقهم حينها لكنه ادرك بعد فوات الاوان ان الله هو القوي يعز من يشاء ويذل من يشاء

مشهدان وغيرهما كثير قد تكون امتلات بها شوارع مصر وازقتها ومجالسها الشبابيه وكل من هاجم الشباب في بداية ثورتهم عمد الى البكاء امام من كان يستهزئ بهم ويقول مكنتش عارف ضحكوا عليا او ضغطوا عليا
ناهيك عن قائمة العار التي دشن لها موقعا خاصا في عملية تنظيف للمشهد المصري باكمله من ازلام النظام المعاديين للثوره في بدايتها المتباكين امام شبابها تحت ظلال سيوفها
لذا انا اعلن من هنا تاييدي للثوره اليمنيه قبل بدايتها او في بداية شرارتها فمتى زرعت روح الثوره في نفوس الشباب فلا سبيل لصدها ولا مجال للاستخفاف بها او التقليل من شانها وان كان هناك من تخوفات لما يمكن ان تجره الثوره لليمن من تسريع لعملية انفصال في الجنوب او تقويه لحركات التمرد في الشمال وربما الوصول بها الى قمة المشهد السياسي في اليمن وهذا ما كان يجعلني من المتخوفين لاي بوادر ثوره ضد النظام في اليمن ولخشيتي ان النظام اليمني سيكرر المشهد ولن يكن بمقدوره الشذوذ عن رتابة السقوط السريع فانا سادرء المخاوف عن نفسي بان الشباب حين يشعلون ثورتهم فانهم سيشكلوا مجلس امناء الثوره وسيقطعوا الطريق على كل من يعتقد ان بامكانه استغلال الثوره لصالحه تماما كما فعل شباب مصر واثبتوا انهم حين يثورون فان ثورتهم لن تكون على النظام لوحه بل على كل ما من شانه ان يسرق منهم ثورتهم
حين يستيقظ الشباب فسيكون بمقدورهم على اقتلاع كل المؤامرات التي من الممكن ان تقود الى مستقبل اكثر ظلاميه مما يعيشه اليمن حاليا وحين يسقط النظام فحتما ستسقط معها المعادله بكل مجاهيلها وسيكون كل شيئ خاضعا لارادة الثوره دائرا في فلكها
ستسقط كل المحاذير وستبدد كل المخاوف وستسقط كل الاصنام وسيكفر بها كل معبوديها وسيكون الشباب هم الاقدر على تاطير جديد للمشهد كاملا
فليذكرني التاريخ انني ممن ايدوا الثوره منذ بداياتها طالما والثوره آتية لا محاله في ظل نبوءات بتكرر الغباء السياسي للنظام اليمني كما يبدو بما سيجعل من الخطا الركون الى ان الحكمه اليمانيه ستؤتي اكلها لدا صناع القرار السياسي في اليمن حيث يخشى ان تكون الثقه بقدرة النظام اليمني على استيعاب الدرس ستكون مجازفه تنتهي بالبكاء على انغام ضحكوا عليا ومكنتش عارف او حتى كنت خايف
ساضع ثقتي في الشباب ومدا قدرتهم على فرض اطروحاتهم على كافة المشهد مسقطين بذلك كل المخاوف وما استمرار شباب مصر في الاعتصام والتظاهر والضغط بعد نجاح الثوره الا دليل على قدرتهم على حماية ثورتهم بعد ان كتب لها النور
وليت الرئيس اليمني امنية قد لا يكون لها ما يؤيدها ليته يقنعني في القادم من الامل ان اليمن فعلا ليست مصر ولا تونس ساكون ممتنا ولن اجد حرجا حينها ان ابكي فرحا انه كان فوق كل التوقعات عوضا عن ان ابكي خجلا انني كنت من المناهضين للثوره في بدايتها

بيان مشترك لفصائل من المقاومة العراقية بخصوص المظاهرات في العراق

{ كلنا شعب ليبيا }

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال الله تعالى: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾ الشعراء: من الآية 227.

تأييدا منا ووقوفاً مع ثورة الشعب العراقي المظلوم في المطالبة بحقوقه المشروعة وانتفاضته على الاحتلال والظلم والاضطهاد والفساد والقمع ومصادرة الحريات، فقد قرر الموقعون على هذا البيان من فصائل المقاومة تعليق كل أنواع العمل المسلح خلال فترة المظاهرات التي أعلن الشعب أنه سيبدؤها يوم الجمعة بتاريخ 22 ربيع الأول 1432هـ، الموافق 25 شباط 2011م إلى 27 ربيع الأول 1432 هـ، الموافق 2 آذار 2011م، وسيكون لنا بعد ذلك شأن أخر بحسب الموقف لأجل توفير أفضل جو آمن لهذه الجماهير للتعبير عن مطالبها المشروعة التي صادرتها حكومة المحتل والتي ستقوم حتماً باختراق هذه المظاهرات لإفسادها بل ستستهدف المتظاهرين بأعمال عنف تنسبها إلى فصائل المقاومة التي من أهم ثوابتها عدم استهداف الأبرياء ونصرة المظلومين المستضعفين والذب عنهم, ونوصي جماهير شعبنا الثائرة بالمحافظة على الصفة السلمية للتظاهر وعدم الانجرار إلى أي شكل من أشكال العنف والحفاظ على الممتلكات العامة لعل الله يكتب الفرج القريب لشعبنا الجريح المستباح.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

جبهة الجهاد والتغيير

جماعة أنصار السنة

الجماعة الإسلامية في العراق

حركة التصحيح والتجديد للجيش الإسلامي في العراق

جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني

حركة المقاومة الإسلامية (حماس – العراق)

الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية (جامع)

جيش الفاتحين

-- 
إتحاد المدونين العرب - Arab Bloggers Union

يا شعب تونس • شعر : طلعت سقيرق


يا شعبَ تونسَ تنتشي الأشعارُ
-------------------------- وتهيمُ من شغفٍٍ بك الأقمارُ
أعطيتَ للزمنِ الضياءَ كرامة ً
----------------------------- فأتاكَ نصراً تاجهُ الأنوارُ
وأتاكَ عشقاً حافلاً بزهوره ِ
-------------------------- وأتاك في حبّ الشموخِ فخارُ
هيَ تونسُ المجد الذي لا ينتهي
------------------------------- بحرٌ وفي عليائها الإبحارُ
هي تونسُ العشـّاق يكتبها الندى
------------------------------- وقصيدةٌ أبياتها الثوارُ
يا شعبَ تونس والبلادُ تلاحمٌ
------------------------------ نحو العلا يتسابقُ الأحرارُ
يا قبلة الروح النديـّة والمنى
------------------------------ فيكَ الهوى وقلوبنا الزوارُ
هي تونسُ الروح الحياةُ نشيدها
------------------------------ فاشمخْ بها حتى الشموخُ يغارُ
قبلتُ يا أحلى البلاد قصيدتي
------------------------------ حين ارتوتْ من حبك الأفكارُ

--
إتحاد المدونين العرب - Arab Bloggers Union

بيان رقم2 صادر عن اللجنة التحضيرية لثورة عودة اللاجئين الفلسطينيين‏

أيها الأهلُ في ليبيا ... يا أحفادَ عمرَ المختار

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الأهلُ في ليبيا ... يا أحفادَ عمرَ المختار

بعد أن أوشك طاغيةُ ليبيا على الهلاك, فإن الغرب بشقَّيه, أوروبا وأمريكا, يُطلُّ برأسه للتدخل العسكري، حاملاً في طياته العملَ السياسي، لصنع البديل للطاغية, تارةً بحجةِ إجلاء مواطنيهم عسكرياً من ليبيا، وتارةً أخرى بحَّجة الحماية الإنسانية، وإنشاء منطقة حظرٍ جوية، كما جاء في تصريحات المسئولين في أوروبا وأمريكا أمس واليوم 25/2/2011م.



إن أوربا تحاول ترميمَ نفوذها، بعد أن استنفذ طاغيةُ ليبيا القذافي دورَهُ في حفظ هذا النفوذ طوال40 سنة، فتحاول صنعَ بديلٍ له على شاكلته بوجهٍ أقلَّ قبحاً تخدعُ الناسَ به، وأمريكا تُنافِسُها في صنع البديل محاوِلةً إظهارَهُ بوجهٍ جميل! وكلاهما شرٌ مستطير، تأباه الدماءُ الزكيَّةُ، ويأباهُ المؤمنون...



أيها الأهلُ في ليبيا، يا أحفادَ عمر المختار: إن دماءَكم الزكيَّةَ التي بُذلت لتُهلِك الطاغية، هي وحدها التي تُقيم البديلَ التقيَّ النقيَّ الذي يعيدُ ليبيا سيرَتهَا الأولى: بلداً إسلامياً، حراً كريماً، يحتكم إلى شرع الله... فلا تخدعنَّكم كلمات الغرب المعسولة بالأغراض الإنسانية، فَتَدَعوهم يوجِدون لهم بينكم موطئَ قدم، فتندموا ولاتَ حين منْدَم!

إنكم بدأتم حركتَكم على الظلم والطغيان، صادقةً نقية، فاستمروا بها صادقةً نقية، ولقد أصبحتُم قاب قوسين أو أدنى للخلاص من طاغية ليبيا وزبانيته، فاصبروا، واثبتوا على الحق الذي أنتم عليه، ولا تجعلوا للغرب المستعمر طريقاً مُفسِداً إليه، وكما كنتم أقوياءَ في وجه الطاغية، فكونوا كذلك أقوياءَ في وجه أيِّ تدخلٍ للغرب في بلدكم الطاهر، فلا يفسد عليكم انتفاضتَكُم المباركة، ولا يلوث دماءَكم الطاهرة...



يا أحفاد عمر المختار، أيها الأهلُ في ليبيا: لقد ابتُليتم بمصيبةٍ اسمها القذَّافي، أنكر السُّنةَ ونشر الفتنةَ، وإن أشدَّ الناس بلاءاً هو الأمثلُ فالأمثل كما قال صلى الله عليه وآله وسلم عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً قَالَ: «الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ» أخرجه الترمذي وقال هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وفي هذا شهادة لكم بالفضل، وقد أنقذكم الله من هذا البلاء بتضحياتكم وقوة بأسِكم، وغزارة دمائِكم التي ولغ فيها ذلك الطاغية، ناسياً أو متناسياً أنَّ للظالمِ يوماً أسودَ لابد آتيه، فيذوقُ وبالَ أمره فيه، وإنَّه ليوشك أن يواقعه، ولن يفلتَ منه بإذن الله... أخرج البخاري عن أبي موسى قال قالَ صلى الله عليه وآله وسلم «إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ».

يا أحفادَ عمرَ المختار، يا جيشَ ليبيا الحرَّ الأبي: إنكم أهلُ القوة، وبكم يبقى الطاغيةُ أو يسقط، فإن وقفتم مع الحق، وهو الأصلُ والفصل، فساندتُم إخوانَكم المنتفضين، سقط الطاغيةُ وداستهُ الأقدام، وبذلك تكونون من المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وذلك هو الفوز العظيم.

وأما إن ساندتمُ الطاغيةَ، فإنكم تحملون وزرَهُ على ظهوركم، ووِزرَ الدماء التي سفكها ظلماً وعدواناً، ومع ذلك فلن تمنعوا عنه غضبَ الأمة، وإزهاقَ روحِهِ بيديها، ولكنكم تُطيلون عمره في سفك الدماء، وقتل الأبرياء، مع أن حرمةَ دمِ المسلم أعظمُ عند الله من الكعبة، أخرج ابن ماجه عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ وَيَقُولُ: «مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ مَالِهِ وَدَمِهِ... »، فإن ساندتم الطاغيةَ كنتم من أعوان الظالمين الذين يبوءون بالخزي في الدنيا وعذاب الهون في الآخرة، وذلك هو الخسران المبين.

يا أحفادَ عمرَ المختار، يا جيشَ ليبيا الأبي: لقد حملتم السلاحَ لحماية الأرض والعِرض، فلا تُلوِّثوه بحماية الظلم والطغيان، وتذكَّروا أنكم أحفادُ الفاتحين المجاهدين الذين انطلقوا بسنابِكِ خيلِهم من أرضكُم الطَّهور، فعَمَروها ثم عَبَروها، وهم يرفعون شهادةَ الحق حيث حلُّوا، على شواطئ البحار وقمم الجبال، وفي السهول وتخوم الصحراء... قاتلوا في سبيل الله الظلمَ وأهلَه، والاستعمار وأعوانَه، وأرغموا إيطاليا على أن تفرَّ مذعورةً مدحورة... فكونوا الشِّبلَ من ذاك الأسد، وانزعوا نفسَ الطاغيةِ من بين جنبيه، فإنَّ من الأعمالِ ما يُكتَبُ عند الله وعند عباد الله في صحائِفَ نقيةٍ بيضاء، فلتكن تلك الأعمالُ أعمالَكم، وتلك الصحائِفُ صحائِفَكم، والله معكم، ولن يتِرَكُم أعمالَكُم.

يا أحفاد عمر المختار، يا جيش ليبيا الأبي: إنكم لقادرون على حسمِ هذا الأمر بإهلاك هذا الطاغية الدموي، وإنْقِاذ الأرضِ والعِرض من جنونه وهلوساته... وفي الوقت نفسه، فإنكم لقادرون كذلك على منع أي تدخُّلٍ غربيٍ بشقيه الأوروبي والأمريكي في بلدكم، فلا تضيع تلك الدماء الزكيةُ سدىً، ولا تذهب تلك التضحياتُ دون جدوى...

وإن حزب التحرير الذي كان أوَّلَ المُضحِّين بالدماءِ النقيَّةِ التقيَّةِ في عهد هذا الطاغية منذ ثلاثين سنة، حيث استشهد على يديه من رجال الحزب ثلاثة عشر من الأخيار الأبرار... هذا الحزب يستنهض هممكم لاقتلاع طاغية ليبيا من وجه الأرض إلى بطنها، هذا إذا لم تلفظ الأرضُ الطيبةُ جيفتَهُ العَفِنَةَ من جوفها!

يا أحفاد عمرَ المختار، أيها الأهلُ في ليبيا، يا جيشَ ليبيا الحرَّ الأبي:

إن دماءكم الزكيةَ التي سُفكت على تراب ليبيا الطَّهور لتستصرخكم أن توفوا حقَّها، فتجعلوا ثمنها ثمناً طيباً طاهراً مباركاً، فتُتَوِّجوا انتفاضتَكُم بنُصرةِ حزب التحرير لإقامة خلافةٍ راشدةٍ، تُقيمُ العدلَ بين ظهرانيكم، فيسعد بها ساكنو الأرض، ويغبطكم عليها ساكنو السماء، وتذكركم بخيرٍ تلك الدماء، {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.

22 من ربيع الاول 1432
الموافق 2011/02/25م

حزب التحرير

http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_11834

الجمعة، 25 فبراير 2011

لنحشد كل الطاقات استعداداً للزحف الملاييني تجاه فلسطين‏


الأحد الخامس عشر من مايو 2011 
سيزحف ملايين اللاجئين الفلسطينيين والمتضامنين العرب والأجانب في ساعة واحدة ومن جميع الاتجاهات نحو فلسطين
سيزحفون في مسيرات سلمية لا يطلبون أكثر من حقهم العادل الذي أقرته كل الشرائع والقوانين بالعودة إلى بلادهم التي هجروا منها ظلماً وعدواناً
آن للعالم أن يعترف بالحقيقة..
 هناك عشرة ملايين فلسطيني مهجرين عن ديارهم لم تنسهم الأيام ذكرى وطنهم، وهم مصرون على انتزاع حقهم المشروع، ولن يكون بإمكان أي قوة في الأرض أن تمنعهم من ذلك..
إن العالم مطالب بأن يتعايش مع حقيقة في غاية البساطة وهي أن فلسطين لأهلها..
لا يزال الآلاف من أبائنا وأجدادنا يحتفظون بمفتاح دارهم على أمل العودة رغم مرور ثلاثة وستين عاماً على تهجيرهم..
أيها العالم..إن إرادة الشعوب لا تقهر..وإن إحلال الأمن والسلام العالميين لن يتحققا إلا برفع الظلم عن فلسطين..
 سيكون العالم أجمل حين يرجع الحق إلى أهله..وكما كان العالم أجمل بعد انهيار نظام الأبارتهايد العنصري في جنوب أفريقيا فإنه سيصير أكثر جمالاً بعد سقوط مشروع التمييز العنصري في فلسطين..
إن فلسطين الأرض المباركة أرض الحضارة والرسالة وملتقى أتباع الديانات في العالم قاب قوسين أو أدنى من شروق شمس الحرية..
كل الأحرار في هذا العالم مدعوون إلى المشاركة في المسيرة التاريخية يوم الخامس عشر من مايو القادم لنعلن ميلاد تاريخ جديد تسود فيه قيم الحق والعدالة..

تم إنشاء هذه الصفحة على موقع الفيس بوك قبل قليل

وللحرية النخيل باب بكل يد مضرجة يدق




ناجي حسين

شاعر وكاتب سياسي
العراق

غدا هو يوم العراق، ويوم العيد الوطني لبلدنا،  يوم للمنازلة الكبرى الذي يخوضها أبناء شعبنا العراقي الأبي ، في حضن بغداد وتحت نصب الحرية، تدوي إرادة الشعب الجريح حناجرها المدوية بكلمته "لا" التي سيكبرّون بها في ساحة التحرير يوم 25 شباط يوم الجمعة المقدسة التي تتجمع أيادي شعبنا لتكون يد واحدة من زاخو حتى الفاو وأن تكون صيحة مدوية واحدة لأسقاط هذه الحكومة المخابراتية الأحتلالية التي عاثت في أرض ما بين القهرين فسادا وتدميرا وقتلا من خلال الجرائم التي ارتكبتها الأجهزة الأمنية والجيش والشرطة الموالية للغزاة ولإيران الشر التي تريد أحكام سيطرتها على العراق ودول المنطقة . ايها الشعب العراقي الثائر.. لتكون ثورتنا ثورة التحرير والأستقلال ثورة الخلاص من الطبقة العميلة ومن الفساد والمفسدين في العراق لتكون ثورتنا بيضاء نظيفة.. لا تحرقوا بناية او دائرة او مؤسسة فانها ملككم لا تعبثوا بالحدائق والشوارع.. اجعلوا من العدل يأخذوا مجراه بعد النصر والتحرير ليكونوا عبرة للآخرين،  انتبوا من المندسين بينكم قد يقودون الثورة نحو الهلاك..انتبهوا من المندسين من الأحزاب والتيارات الطائفية والعرقية التي تحاول اشعال حرب الفتنة الطائفية والعرقية ..تذكروا أننا عراقيون من ارض الرافدين ارض الأنبياء والأولياء والائمة ولم يفرقنا يوما احد ولم يظهر علينا شيئا اسمه تفرقة وتقسيم الا بعد الأحتلال وعملائه الذين كانوا طيلة وجودهم في الخارج وفي الداخل يغذون ظاهرة الطائفية أي واقعة (الطف) الذي مضى عليها أكثر من 1000 عاما، فما ذنب شعبنا بذلك وهم غدروا  ب(الحسين) . لا تخافوا أحدا بعد الآن أنكم ولدتم أحرارا..العراق والنفط ملك للشعب العراق بكل أطيافه .. وليس عراق الخونة والجواسيس والمرتزقة واللصوص والدخلاء. ستكون هذه المنازلة الكبرى من أجل نيل الحرية والإستقلال والمحافظة على تاريخنا المجيد كأقدم حضارات العالم علمت الإنسانية الكتابة وحمل رجالها أعباء مراحل تاريخية كانوا ولازالوا رماح في وجه الحملات التي أحتلت العراق وعملت على تدميره ومحاولة تحطيمه كدولة لها ثقلها في التاريخ القديم والمعاصر وكان أخرها أحتلال العراق في 9/4/2003 بقيادة  أمريكا عدوة الشعوب ومن ورائها الصهيونية العالمية وإيران عدوة الشعب العربي ، جاثمين على صدورنا منذ ثمان سنوات وحتى الآن ..هذا يومنا أيها الأبطال فأنكم قادرون على التغيير وتحطيم حصن العملاء والأنقضاض عليهم في كل بؤر التجسس والعمالة التي يقودها العميل المزدوج الطلي باني والعميل المزدوج مسعود البر-زاني  قطاعين الطرق والخارجين على القانون وبندقية لأيجار ضد وحدة العراق وتطلعاته النهضوية والعلمية ، والهالكي العميل المزدوج لأمريكا وإيران والعميل متعددة العمالة للأجهزة الأجنبية والتي أعترف بها أمام وسائل الإعلام  أياد علاوي والعميل متعددة العمالة للأجهزة الأجنبية ولص سارق البنك الأردني أحمد الجلبي وزمر عزيز محمد –فخري كريم زنكنة – حميد مجيد موسى البياتي العميلة التي خطفت أسم الحزب الشيوعي ،  وجميع العملاء والخونة والجواسيس يعرفهم شعبنا والأمة العربية وهي قائمة طويلة بأسمائهم وكل الخزي والعار  لكل من تآمر على العراق وتعتبر ضمن قوانين السماوية والدولية خيانة عظمى ، هؤلاء هم من يقود العراق اليوم والذين يريدون تقسيمه وتفتيته الى كانتونات وقد ذبحوا من الوريد الى الوريد ، هذا يومنا العظيم وهذا يوم ثأر من المجرمين العملاء والجواسيس ومن يقف في خندقهم . وهذا ما ابتدأته الشعوب الحرة في تونس ومصر، وأمتد لهيب الثورتين العظيمتين إلى كل أرجاء أرض الأمة. فانتفضت الشعوب، وشعرت بأن مارد الكرامة الغافي في حناياها، قد أستيقظ، بعد أن دفع ثمن الحرية منذ البداية الشهيد محمد البوعزيزي وغيره. لكن الطغاة يتمسكون بكراسيهم حتى آخر رمق فيهم، ويتهمون شعوبهم بالخيانة، ولا يدركون أن حركة التاريخ في تغير دائم، قد تبطئ أحيانا وقد تسرع أحيانا أخرى، لمصلحة الشعوب التي تقرر أن تحيا، وتحيا بكرامة. فتستعين بموروثها الثوري، وثقافتها، وما تملك من وسائل اتصال. ولكن يطل علينا النموذج القاسي لقهر الشعوب، هو ما يحدث في ليبيا (حاملة راية القومية العربية!)، وفي العراق (الديمقراطي!) المستورد بمخالب دمودية . حيث تطلق على الثوار في ليبيا قذائف الآر بي جي، والقصف بالطائرات الحربية والدبابات ، والقتل بالرصاص الحي، واستحضار المرتزقة حماة العقيد، محدثا مجازر دموية بحق المواطنين المسالمين، وموقعا مئات الشهداء وآلاف الجرحى،على طريق الحرية والأنعتاق، من النظام الذي أستبد لطيلة أكثر من أربعين عاما. وذلك ضد الشعب الذي صبر على الظلم سنين طويلة في بلد ثري نفطي، وبقي الشعب فيه يعيش في القاع. ساعة التغيير قد دقت في ليبيا، كما دقت قبلها في الغرب منها في تونس الخضراء، وكما دقت في الشرق منها في مصر أم الدنيا، والقذافي قد أنتهى دوره، وسيغيب عن مشهد السياسة العربية الفاسدة، بفعل أنظمتها الرخيصة والدنيئة والعميلة، التي لم تفكر بساعة كهذه، تتحين لها الجماهير بعد طول معاناة. فها هي العروش المتهاوية تسقط كما تسقط أوراق الصفراء في فصل الخريف، فكرت بأدوات التغيير، لتشمل كل مفردات النظام العربي الرسمي التابع، ليبزغ فجر شمس عربي جديد، ولتصنع الجماهير حياة الحرية والكرامة والديمقراطية، ولتعيد لهذه الأمة مجدها وتاريخها وتجدد شبابها، فحيا الله شعب ليبيا البطل، ونحيي أبنائه بروح النصر المؤزر، ورحم الله الشهداء، وأسكنهم فسيح جنانه، وشفاء للجرحى ليعيشوا فرحة النصر الخالد . غدا هو يوم العراق، ويوم العيد الوطني لبلدنا، يوم للمنازلة الكبرى ، فأنكم قادرون يا شباب الثائر وطلعيته الثورية للتغير نحو أشراق صفحة جديدة في تأريخ العراق ونناشد كل أبناء القبائل الأصيلة رجال العراق بشيوخها وشبابها ورجالها ونسائها وأطفالها ان يخرجوا عن بكرة أبيهم في هذه التظاهرة المليونية للدفاع عن كرامة العراقيين واعادة حقوقهم المسلوبة من الثروات التي أصبحت بايدي هؤلاء السراق  والمجرمين ممن يدعون أنفسهم بحكومة العراق وما هم ألا دمى بأيدي المحتل الغاصب الصهيو أمريكي إيراني ، في يوم 21-2-2011 قام قطيع من تلك الكلاب المسعودة بقيادة أحد محترفي الجريمة والقتل بالأجر المدفوع وبإيعاز مباشر من المجرم المرتزق نوري المالكي، بالهجوم على أبناء شعبنا المعتصمين في ساحة التحرير في بغداد وإرتكبت جريمة ضد الإنسانية وبحق شعبنا، مما أدي لإستشهاد مواطن وجرح عشرات آخرين بجروح مختلفة بأسلحة الإشتباك القريب كالحراب والسيوف، وفي الوقت الذي نحمل قوات الإحتلال الأمريكي التي لا تزال تحكم العراق كقوة إحتلال قانونا، نثبت هذه الجريمة لتضاف لجرائم المجرمين واللصوص الغرباء ومافيا الجريمة التي أستقدمتها أمريكا للعراق مع قواتها المحتلة وأسمتهم معارضة عراقية ثم نصبتهم حكومة وكتبت لهم دستور يخدم مخططات الإحتلال ويهيء للفتنة والتدمير، ويؤسس لتمزيق لحمة الشعب وتقسيم الوطن عبر ما أعتمده الإحتلال من منهج شرير عبر المحاصصة الطائفية والإثنية. ثوروا أيها الأبطال ولتكن ثورتنا كثوراة أبائنا وجدادنا الأبطال في ثورة العشرين ، نعم أيها الثوار يوم 25 شباط سنكون فيه على مفترق طرق.. نكون أو لا نكون، نتحرر كي نستقل.. أيها الشرفاء لتراب الفراتين  لكل شيء ثمن مهما كان صغير أم كبير، لكن ثمن الحرية والتحرير من أجل الإستقلال سيكون باهض الثمن نعم باهض الثمن..! إنها الدماء الزكية التي ستسيل رخيصة من أجل عراق واحد موحد عربيا من شماله حتى جنوبه ..  لقد حان وقت الحساب وسنقول كلمتنا واحدة لا لتقسيم العراق ولا للطائفية ولا للحرامية ولا للاحتلال ولا للعمالة ولا لحكومة المالكي عبيد الأجنبي والإيراني وسراق العراق ومجرم للإبادة الجماعية وضد الإنسانية.
----------
 
إتحاد المدونين العرب - Arab Bloggers Union