الأربعاء، 26 يناير 2011

كشف المستور" والهذيان الفتحاوي! لمى خاطر كاتب



لمى خاطر 
كاتب




بتذاكٍ مصطنع، وصراخ أبله، تخرج علينا الأبواق التي ساءها أن تكشف الجزيرة شيئاً من الوثائق المعلومة بالضرورة وغير المفاجئة المتعلقة بفضائح قيادة سلطة رام الله على المستويات الأربعة الأكثر فضائحية، والمتمثلة في: تنازلاتها فيما يخص القدس واللاجئين، وجريمتي التنسيق الأمني والتواطؤ في الحرب على غزة!


مشكلة فتح القديمة الجديدة والمطبلين لها أنها تريد أن تكون مطلقة اليد في عبثها السياسي، وفي انحدارها الوطني، بل وتحولها عن نهج التحرر بالكامل، وفي الوقت ذاته أن تفرض على أنصارها وخصومها على حد سواء التسليم بأهليتها لقيادة النظام السياسي والافتراض أنها ما زالت متمسكة بثوابت الشعب الفلسطيني، وأن كل سياساتها إنما تؤسس لحلم الدولة المسخ التي صار تحقيقها يسوّغ التواطؤ مع المحتل في أخسّ صوره، وليس فقط تقديم تنازلات من جيب (كبير)المفاوضين على مائدة ليفني وأولمرت!


ولذلك انبرى فريق الردح إياه ليثير جملة من التساؤلات الساذجة حول الهدف من توقيت نشر الجزيرة لوثائق السلطة، وكيف أن ذلك يصب فقط في خدمة حكومة نتنياهو، ويحرض على الفتنة الداخلية والسلم الأهلي، على حد تعبير طائفة من الإعلاميين الموالين لفتح والذين لا يقرؤون بوادر تهديد السلم الأهلي إلا عند الكشف عن التفاصيل الخيانية وليس عند مقارفتها في وضح النهار، كاغتيال المجاهدين إما مباشرة كما حدث في قلقيلية، وإما بتواطؤ مع الاحتلال كما حدث في غيرها! 


كم هو بهلواني ذلك المشهد الذي تبدو فيه قيادات السلطة بمظهر المناوئ لنتنياهو وحكومته، وفي موضع التحدي لهم، أو حين تصور نفسها كمن يدير معركة دبلوماسية ضد إسرائيل! ولنفرض جدلاً أن السلطة تخوض بالفعل حرباً دبلوماسية في المحافل الدولية ضد حكومة نتنياهو ومواقفها المنكرة للحق الفلسطيني، فما هو سقف حراكها في هذه المعركة يا ترى؟! وإلى أي حد يمكنها أن تمضي في طرح بدائل انسداد الأفق التفاوضي؟ وكلنا يعلم أنه يكفي أن تلوّح أمريكا والمانحون بسيف أموال المساعدات لكي تتراجع قيادات فتح عن كل لاءاتها السابقة، وتعود إلى النقطة ذاتها وتبدي استعدادها إلى إكمال المفاوضات استناداً إلى وعود وهمية تصنعها هذه القيادة وتنسبها للإدارة الأمريكية. إلا إن كانت قيادة السلطة مستعدة للتمنع إلى حد التضحية بوجودها وقوامها السياسي والأمني في الضفة، وهو ما يبدو من سابع المستحيلات!


من جهة أخرى فثمة حقيقة لم يعد يختلف عليها عاقلان وهي أن كل سياسات السلطة وفتح باتت تصب بشكل مباشر في خدمة المشروع الصهيوني بغض النظر عن يمينية أو يسارية حكوماته، ولست أدري علامَ هذا العداء المفتعل الذي تبديه قيادة فتح نحو حكومة نتنياهو، فليس ثمة فروق تذكر بين المواقف الحالية لهذه الحكومة ومواقف سابقتها التي عقدت معها فتح سلسلة جلسات تفاوضية، وكانت علاقاتهما الثنائية (سمناً على عسل)، وفي ظل ازدهار الاستيطان وعدم الاستعداد للتخلي قيد أنملة عن محددات التفاوض بصيغها الإسرائيلية الأكثر تطرفا.


ثم ما معنى الحديث عن ممانعة سياسية مزعومة في الوقت الذي تتواصل فيه الخدمات الأمنية المجانية التي تقدمها أجهزة فتح للكيان الصهيوني، والتي تسير بخط مستقل لا علاقة له بالاعتبارات السياسية، وهو أمر يبدو مناسباً جداً لسياسات أية حكومة صهيونية، متطرفة كانت أم معتدلة!


إن مرحلة ما بعد تشكيل الفلسطيني الجديد على يد جنرالات أمريكا تختلف حتما عنها قبل ذلك، وإنّ تعلّق الخطاب السياسي الباهت لقيادات فتح بأحاديث الممانعة والتحدي غدا فاقداً للصلاحية وللقدرة على الاستيعاب فلسطينيا، ومثلها تلك الاتهامات الشاذة للجزيرة بأن حملتها تصبّ في صالح نتنياهو وليبرمان، فمن ناحية منطقية مجردة فإن اطلاع الساسة في إسرائيل على هذا القدر من التنازلات – على افتراض أن أركان الحكومة الحالية لا تعرف عنه شيئا – سيرفع من أسهم ثقتها بقيادة السلطة وتعويلها على مرونتها التفاوضية.


ما تخشاه سلطة فتح حقاً هو ما عبّر عنه ياسر عبد ربه في مؤتمره الصحفي الحافل بالمغالطات المكشوفة، وهو ما سماه تشويش عقول الناس، وخصوصاً المواطن البسيط الذي يعتقد عبد ربه أنه الأكثر تأثراً بـ (مسرحيات) الجزيرة، فقيادة السلطة تريد أن تفرض الوصاية على عقول العامة وجعلها حكراً على دعاياتها المكذوبة، وهي تعلم جيداً حجم التأثير الإقناعي لقناة بوزن الجزيرة، وقدراتها الفذّة على صناعة الحدث وتوجيه الرأي العام، لكن ما لا تعلمه أو ما تتجاهله هذه القيادة هو أنها لن تفلح أبداً في حمل بطيختي التنازل والثوابت في اليد ذاتها، ولا الترويج لأكذوبة معاركها السياسية والدبلوماسية بعد أن زرعت شوك التخاذل، وأشاعت ثقافة الانبطاح والوصولية، وأفسدت الحسّ الوطني لدى أفرادها والمسبحين بحمدها، ولم تُبق لنفسها خطّ رجعة عن نهجها التصفوي الفاسد

هناك تعليقان (2):

  1. لن تقوم لفلسطين دوله

    --------------------------------------------------------------------------------


    عريقات يتهجم على الجزيره ----- ويقول بهذا الشكل لا تقوم لفلسطين دوله

    استغرب منك عريقات كيف تريد لنا ان تؤسس الدوله
    يعني على اي نهج تريد قيامها دوله ذليله لاسرلئيل كما هو الحال بكم الآن ؟

    انت وعباس --- غريب انت عريقات --- ارهقت من اليهود -- ولم تزل قائم على الخطأ وباصرار -- وتقول انك ابن الشعب الفلسطيني --- الله اعلم انك هسترت -- الشعب الفلسطيني بريء منك ومن اتجاهاتك الخيانيه -- وانتم شلة زعران انتمائكم صهيوني -- رأيناك امام احمد منصور كيف تمثل تحمر وتصفر -

    يعني عباس كان اصدق منك عندما اعترف ان فلسطين يهوديه وقالها على الفضائيات دزنما خجل ولا حياء

    انا اعرف كل حزب او حركه او حتى جمعيه تتفاخر بمدئها لانها تنطلق بقناعه الا عريقات مبدأه خياني ويتنكر له
    والله عباس اجرأ منك بالخيانه ويعترف

    الله اكبر عليكم زمرة خون مرخصين من الامريكان

    ردحذف
  2. عصبة الأوغاد ... وعصبة الشهيد .. حسبنا الله ونعم الوكيل

    --------------------------------------------------------------------------------

    حازم ارحيم

    لأن القتل لنا عادة . . وكرامتنا من الله الشهادة

    من حق الصهاينة أن يفرحوا قليلاً ومن حقنا أن نحزن كثيراً لأن القتلة قد نجحوا مرة أخرى في اختطاف فارس جميل أهدته فلسطين للأمة . .
    فارس جواد يشهد على جمال عطائه هواء جنين ونابلس واليامون وبرقين ويشير له بالبنان كل من عايشه في لحظات التضحية والبذل والاستئساد الذي لم يتوقف إلا عندما باغتته رصاصاتهم الحاقدة في يوم زفافه .
    سالم السمودي. . المجاهد الكيس ، الذي تربى في حضن القرآن وانضم لحركة الجهاد الإسلامي .
    سار سالم على طريق ذات الشوكة بعد استشهاد كل القادة العظام من إياد حردان الى محمود طوالبة الى الصوالجة والسعدي وجرادات ومحمد عتيق وكل الرجال الذين ضمتهم الارض المباركة .
    عرفناهم جنوداً مجهولين دائماً . . التواضع كان تاج رؤوسهم يتحركون من حولنا ولا نكاد نشعر بهم . .
    وحينما كنا نتألم ونثور لسقوط المزيد من الشهداء ، كانوا هم الذين يسمعون صرخاتنا إلى قاتلنا دوياً ورصاصاً وقنابل ؛ كانوا هم الذين يعيدون البسمة إلى شفاهنا المتشققة ؛ هم الذين يردون الروح إلى أرواحنا المتعبة يضخون الدم من جديد في شرايين القلب الذي تصلب وأوجعته أيام الاحتلال .
    سالم السمودي اختطفه الموت " الجميل " . . من بين أحضاننا في لحظات خارج الزمن . .
    كل من عرفه قال أنه كان يحرص عليه كحرص القتلة على حياة أي حياة لكنه كان يتصيد فرصة هنا وهنيهة هناك . . ليعيش أكثر كي يجعل أكبر عدد من أمهات القتلة يبكون . .
    (( القتل لنا عادة وكرامتنا من الله عز وجل الشهادة )) . . .
    هذا هو عزاؤنا الوحيد في سالم . .
    نعم خسرناه . . خسرته حركة الجهاد الإسلامي خسرته فلسطين لأن الأبرار هم دائماً ندى الأرض ورحيق العمر ونوار الانتصار . .
    بهم تسترد الأمة عافيتها . . وبدمهم ينبث أقحوان الوطن . .
    الأبرار لا يتكررون كثيراً . . رغم انبعاثهم المستمر الذي لا ينقطع من رحم أرضنا المبروكة . .
    هم مثلنا وقدوتنا بخلقهم القرآني وأدبهم السامي الرفيع وتواضعهم الجم وإخلاصهم الذي لا ينتهي وصلابتهم التي لا تنكسر . . ومع ذلك فإن فلسطين التي أنجبت سالم السمودي على موعد جديد مع ألف سالم . .
    طوبا لك يا سالم في جنات الخلد . . عند مليك مقتدر سيوفيك حقك . .
    طوبا للأم المجاهدة التي أرضعتك حليب الزهد والأدب والثورة والانتفاضة . .
    طوبا لآل السمودي الذين يحق لهم أن يفاخروا بنجم من نجومهم فوق جبين الوطن ومحياه . .
    ولنا ولكل محبيك من بعدك العزاء والسلوان . أما أجمل الرصاص فهو الذي لم يأت بعد يا نتنياهو وستشهد عليه الأيام والأسابيع القادمة . . حتماً وعلى الخونة الذين وقفوا في عصبة الأشرار وأرسلوا أذنابهم ليرفعوا عن رأس الشهيد تاج عز الأمة جمعاء . . .
    عندها ستأتي الإجابة قبل أن يطرح السؤال نفسه . . على المـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلأ . الموت لأمريكا ... الموت لاسرائيل . . . . الموت للخونة

    ردحذف