الأحد، 23 يناير 2011

الفلسطيني ليس "فزّاعة" يا "مبارك


حاتم المحتسب 


طالع أبناء الشعب الفلسطيني التصريح المسموم لوزير الداخلية المصري حبيب العادلي الذي يتهم فيه "جيش الإسلام" بالوقوف وراء عملية تفجير كنسية القديسين الإرهابية ، استقبلنا هذا الخبر بالصدمة ، فقطاع غزة و"الفلسطينيون" كانوا الغائب "الطبيعي" عن جميع التحليلات والاتهامات التي تناقلتها وسائل الإعلام المصرية وقت الحادث ، حتى أن صحيفتي "الجمهورية" و "الأخبار" المصريتين وجهتا أصابع الاتهام صراحةً للموساد الصهيوني ، لكن على ما يبدو فإن الساسة في القاهرة ، أرادوا توصيل رسائل سياسية للداخل والخارج عن طريق هذا الاتهام الذي لا يصدقه مصري عاقل ! .


وقبل أن ندخل في خبايا هذا الاتهام "الظني" ، يجب علينا أن نحدد من يقف وراء هذا العمل بنظر الفلسطينين وكثير من العرب والمسلمين ، ببساطة وبدون مقدمات وأخذ نفس عميق ... : "إسرائيل" ، فلا مصلحة مرجوة من هذا العمل إلا للعدو الصهيوني ، يجد الفلسطينيون هذا الاتهام مستساغاً بعد حشوه بالأدلة التالية ، أولها : الإفلاس الاستخباراتي الإسرائيلي في مصر ، وذلك بعد كشف خلية متورطة بالتخابر مع الموساد الصهيوني ، فهذا العمل جاء لإشغال المصريين في همومهم والكف عن ملاحقة العملاء ، ورسالة تطمين للخلايا الأخرى العاملة على الساحة المصرية . ثانيها : في الوقت الذي تتحدث فيه جمعيات الأقباط المهاجرة و وثائق سرية عن "فكرة" غربية لتقسيم مصر ، وتخصيص دويلة للأقباط فيها ، فإن هذا التفجير جاء في محله ، لخلط الأوراق المصرية ، ولإشعال فتيل أزمة طائفية كان من الممكن أن تشعل الأخضر واليابس لولا وعي الشارع المصري لما يحيط به .

لا أدري لمَ تريد الحكومة "الصرمية" فاقدة الـتأييد الشعبي أن تحشر "الفلسطيني" في كل "مصائبها" ، وما مصلحة النظام المصري أن ينشر إدعاءات باطلة على شاكله "غزة مُصدّرة الإرهاب" في الشرق الأوسط ، وبأن "حكام قطاع غزة" هم إيّاهم الذين جعلوا من قطاع غزة حديقة خلفية لـ"تنظيم القاعدة" !!! ، وعلى افتراض وجود "تنظيم" للقاعدة في غزة وهذا ما تكذبه الوقائع ويتأباه المجتمع الفلسطيني والوعي الديني هنا ، أفليس من الأجدر لهذا "التنظيم" أن يواجه حكومة "حماس" التي يصرح بارتدادها ؟ ، أليس من الأسهل لتنظيم القاعدة أن يواجه حركة محاصرة على أن يواجه بلداً بأكمله ؟ ، ثم ألم يفكر وزير الداخلية المصري عند تصريحه أن اتهامه غير وارد من الناحية التاريخية ولا حتى الجغرافية ، لكن وللأسف الشديد فإن الجبهة الشرقية لمصر كانت الحلقة الأشد "كرهاً" ، وكانت كبش الفداء الأرخص ! ، إننا كفلسطينين بتلك الجراءة لنتهم الحكومة المصرية بالانسياق الكامل للدعاية الصهيونية التي تسوّق لوجود تنظيم قاعدي في غزة استعداداً لضربها ، نقول بأن الفلسطيني "ليس قدّيس" و لكنه لا يقف خلف تفجير "القديسين" ! .

إن مصلحة الحكومة المصرية في إعلانها هذا الاتهام المسموم في هذا الوقت بالذات ، إنما جاء لتفريغ احتجاجت 25 يناير من مضمونها ، وإسكات الشارع "القبطي" الذي سئم من الحكومة المصرية وكذبها . وتنبيه المصريين إلى الخطر الأبرز وهنا ليس المقصود بالعدو الصهيوني !! ، وتصوير الخليفة الأبرز للنظام المصري في حال انهياره "أي الإسلاميين" في موقف نبذ الآخر ، ومحاربته . نقول -إن كانت القاعدة هي من فعلت فعلتها - كما صرح الصحفي المصري حسنين كروم : " [إن] تنظيم القاعدة الحالي الذي يوجه رسائله ضد مصر من العراق، هو إحدى الواجهات الإسرائيلية التي أنشأها الموساد هناك ليتخفى وراء جريمة الإسيكندرية، ولا أستبعد العثور على بصماته فيها' ، وقبل أن أنهي مقالي هذا أحب أن أذكركم بضرورة عدم مطالعة الصحف الرسمية المصرية في الأيام المقبلة والتي ستكون محشوة بأقذع الشتائم والسباب ضد غزة وحكومتها ... كفانا الله وإياكم شر "المتصددين" !.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق