الجمعة، 21 يناير 2011

الكلمة التي ألقاها المنشد الإسلامي محمد أبو راتب أمام القاضي في المحكمة


  ابو معـاذِA
بسم الله الرحمن الرحيم ...سيادة القاضي ...

أقف أمام سعادتكم اليوم لأقول كلمات أرجو أن تلامس ضميركم وعدالة محكمتكم.أنا رجل فن وفكر وأدب وتربية ، أتيت هذاالبلد منذ خمسة عشر عاماً ، وأنا أحلم بمشاركتم الحلم الأمريكي في الأمن والاستقرار ، والحرية في الرأي والتعبير و العبادة والتحصيل العلمي والعيش مع أسرتي في طمأنينة وسلام .عملت في هذا الوطن بإخلاص ، محترماً القوانين ودافعاً للضرائب ، وكنت مواطناً صالحاً بكل المقاييس ، أعلّم أبنائي الطلبة اللغة العربية والأدب والموسيقى ، وأزرع في نفوسهم الأخلاق الحميدة والخصال الطيبة .أحببت جيراني وزملائي وأصحابي وبادلوني نفس المحبة والاحترام . انتميت معهم لهذهالأرض التي هي مسقط رأس بناتي انتماء حقيقياً ، وكنت أشعر بهذا الانتماء ، كلما بعدت عنها في سفر خارجي ، أو زرعت وردة أو شجرة في حديقتي ، وكلما تعاونت مع جيراني لجعل حينا أجمل. انتميت إلى هذه الأرض بمشاعري وحركاتي وسكناتي ، فكانت محضن ذكرياتي لمدةخمسة عشر عاماً، سأتركها اليوم بعد أن كتب علي ذلك كما تركت مسقط رأسي ووطني سورية يوماً من الأيام مكرهاً، فقط لأني أملك ضميراً حياً ومبدأً ثابتاً وحباً للناس والخير ، وعشقاً للحق والعدل ، وكرهاً للظلم . لقد تأثرت كثيراً ونضجت أفكاري بشكل كبير خلال فترة وجودي في هذا البلد ،وتوجت ذلك بنظرية فكرية جمالية تكاد تكون جديدة في مسيرة الفكر الإسلامي ، متخصصة بمفهوم العلاقات الإنسانية، سطرتها في بحثي لنيل درجة الدكتوراه بالفكر الإسلامي ، وكان ذلك نتيجة تعايشي مع الناس هنا ، وخاصة جيراني وزملائي في العمل الذين أحببتهم وأحبوني ، لايفرق بيننا دين أو عرق أو لون . إنّ الخطأ الذي ارتكبته لم يكن نابعاً من طبيعتي أو حتى نيتي لارتكاب الخطأ ، إلا أنه كان نتيجة أسباب أهمها :1- قصر الفترة التي عملت فيها في مؤسسة الأرض المقدسة للإغاثة والتنمية ،وتقادم زمنها ، حيث كانت في منتصف عام 1997م ، وبداية عام 1998م أي مايقارب الخمس سنوات إلا قليل من تعبئتي لطلب الجنسية .2- اعتقادي الخاطئ بأن تصريحي لل FBI أثناء تحقيقهم معي أنني عملت في المؤسسة المذكورة ، وشرحي لهم طبيعة عملي الجزئي ، كان بظني كافياً أن الحكومة وجميع دوائرها علمت بهذا الأمر ، لأنهم يتبادلون المعلومات بشكل حتمي ولاداعي لذكره مرة أخرى في طلب الجنسية ، خاصة بعد الاتهام الذي أثير حول المؤسسة بعد الحادي عشر من سبتمبر . على كل حال أنا لا أبرئ نفسي من هذا الذنب ،ولكن أظن أن حبي لهذا البلد وأهله ، وتطلعي للانتماء إليه بشكل قانوني عن طريق امتلاك جنسيته ، أكبر سبب لارتكابي اياه. ورغم ما وقع لي من محنة أعيشها اليوم ، وربما قدر لها أن تسطر في كتاب أوبرنامج تلفزيوني في المستقبل ، إلا أنني أعدكم أني سأبقى أحمل في صدري وعقلي رصيداً كبيراً من الذكريات الجميلة ، والأفكار الناضجة ، والحب الكبير ، لأكمل مسيرتي في هذه الحياة ، على أرض جديدة ، فالأرض أرض الله ، وأنا مهاجر فيها مادام فيّ عرق ينبض .أخيراً أذكركم بقول الفيلسوف الأندلسي ابن خلدون :" العدل أساس الحكم والسلطان"وأرجو أن يكون عدلكم على قدرسلطانكم وعظمة بلدكم ، وشكراً.

الفرح يعم محبي أبو راتب وأهله وعائلته
عمت الفرحة الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية فور سماع خبر الإفراج عن المنشد الإسلامي محمد أبو راتب ، وغمرت السعادة جميع محبي أبوراتب ، إضافة لعائلته في ديترويت وعمان وحلب ووزعت الحلوى وأقيمت الولائم بهذه المناسبة السعيدة ، وكتبت الجرائد والمجلات العربية والإسلامية الكثير من المواضيع والتغطيات الصحفية وشرحت الظلم والحيف الذي تعرض له أبو راتب ، وكذلك كلمة أبو راتب العصماء أمام القاضي والتي كان لها أكبر الأثر في حكم القاضي بالإفراج عن منشدنا الحبيب.


http://www.aburatib.com/index.php?op...=220&Itemid=62

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق