الجمعة، 21 يناير 2011

إختفاء قمة جبل الجليد لا يعني ذوبانه يا تونس

بسم الله الرحمن الرحيم


لم تبدِ أمريكا و أوروبا إنزعاجا كبيرا من سقوط زين العابدين بن علي الطاغية التونسي الذي كان ينفذ سياساتهم الإستعمارية و يطبق أجندتهم الثقافية و المجتمعية في تونس. الأمر ليس بمستهجن لأن الرمز في تونس هو الذي سقط و لكن النظام باق سليم لم يمسسه سوء و هذا هو مربط الفرس.

عندما قام بعض الناشطين المصريين بإغتيال أنور السادات لم نرَ أي تغيير جوهري في نظام الحكم، بل تم استبدال رمز برمز آخر و ربما أسوأ منه و استمرت مسيرة التغييب و التغريب و استمر النظام بتطبيق وصايا الغرب الإستعماري. و هنا علينا أن ندرك تماما أن نظام تونس لم و لن يتم إختزاله بشخص بن علي و أزلامه، بل النظام له مؤسسات و أجهزة أمنية و تشكيلات معقدة لا زالت سليمة البنيان رغم ما أصابها من زلزال إهتزازي. لم تنتصر تونس بعد! للأسف هذا هو الواقع، بل هذا هو أول الطريق نحو الإنعتاق، و مزيدا من الدماء لابد أن تضخ في ماكنة التغيير لكي تواصل تقدمها. و هنا لابد من عودة كل رموز المعارضة و زعماء الإحزاب في الخارج لكي يحدث تغيرا فعليا على الأرض. هذا هو الوقت المناسب و هذه هي الفرصة السانحة. زعماء المعارضة يجب أن يعودوا سوية لتونس و على رأسهم الشيخ راشد الغنوشي أيا كانت الأثمان التي من المحتمل دفعها.

الباطل يتشبث بالحكم مثلما يصمم الحق على المواصلة في التقدم نحو تحقيق أهداف، الشعب التونسي قام بواجبه على أكمل وجه .. حتى الآن.!! و الآن النظام القائم في تونس يحاول تجاوز الأزمة و لا زالت أركانه قائمة. لكي يحقق الشعب التونسي منجزاته المأمول بها عليهم الإستمرار بنفس الأداء الرائع. و لابد أن يفهموا أن المواصلة هي الحل، فإن نزل الرماة عن جبل تونس فلن يحقق الشعب ما يرنون إليه و إلا سيعيد النظام الكرَّة و يعود أسوأ مما كان و حينها سيصل الغرب لمبتغاه بتلقين تونس درساً لتأديب كل الشعوب العربية التي تفكر بالقيام بالمثل.

نرجوكم يا أهل تونس استمروا فهذاهو أول الطريق، نرجوكم يا قيادات تونس ارجعوا الآن فإن لم ترجعوا ستموت الثورة الشعبية و ستضيع منجزاتها علاوة على تدفيع الناس الثمن لاحقا.

النظام التونسي لا زال متشبثا، لا زال يمتلك عينا على الإنقضاض، و عينا على الهرب، فلنقتلع عين الهجوم إن لم نزحزحها نحو الهرب. يجب حماية المنجز الآن، و التقدم و التمدد نحو المزيد و كل يوم يمر دون إعطاء النظام متنفسا للإنقضاض يقرِّبه من نهايته. لابد من تأطير الإحتجاجات الآن بإطارات تنظيمية شعبية و نقابية و دينية و سياسية. لا للرجوع للوراء يا تونس! لا لوضع الإحتجاجات أوزارها حتى رحيل النظام و محاسبة أركانه على ما ارتكبوه، و محاسبة كل المتورطين بالقتل. هذه فرصتكم، رحم الله شهدائكم، المجد و الخلود للشهداء الأبرار، عاشت الحرية، عاش الإستقلال، لا للدكتاتورية، لا للتبعية، لا لإستعباد أبناء تونس الأحرار، عاشت تونس حرة أبية, العقبى لكل الأحرار.


بارك الله في تونس فقد علمونا درسا و ندعو الله أن يختم لهم بالنصر و التمكين و ندعو الله أن نتعلم درسهم و نصل لوعيهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق