الأحد، 23 يناير 2011

من الانتفاضات الفلسطينية إلى الثورة التونسية


محمد فايز الافرنجى

انتفاضة الحجارة التي خرجت من رحم مخيم جباليا بقطاع غزة وامتدت كنار الهشيم لتعم كافة أرجاء فلسطين المحتلة عام 1967م فأذهلت العالم وحركت الوجدان في قلوب الثائرين.

أذهلت المحتل الغاشم كما أذهلت المحيط العربي والبعيد الغربي مما أنتجه هذا الشعب العظيم من وقود جديد ليستمر بالحياة رافضًا الذل والمهانة و رافضًا الاحتلال بكل مسمياته وأشكاله .

استمرت انتفاضة الحجارة ثمان سنوات عاش الاحتلال خلالها أسوء سنوات احتلاله لفلسطين أدرك هو والعالم أجمع أن لا عودة لما قبل الانتفاضة وهناك ثمن يجب على الاحتلال أن يدفعه.

وكما نعرف فالاحتلال دائمًا رابح من مواقف التخاذل العربي فكانت أوسلو هي الثمن الذي سيُدفع للاحتلال وليس للشعب حتى يتم القضاء على الانتفاضة المباركة خوفًا من زلزلة الكيان المحتل أكثر مما هو به بعد أن فشل في إيقاف أو إضعاف الانتفاضة بكل وسائله و بعد أن وضُحت صورة الاحتلال القبيحة لدى أحرار العالم وحينما بدأت صورة البغيضة تظهر ارتعد خوفًا.

فما كان لديه بديلًا سوى أوسلو لوقف انتفاضة الحجارة وحصد ثمار نجاحها حصرمًا حامض المذاق مرارة الشهداء تستطعمها لكل من ذاق من ثمارها قبل أن يترحم على الشهداء قبل أن يُذكر في اتفاقياته الهزيلة و أسرى الحرية والإباء دفعوا الثمن فهو لا يعرف حجم التضحيات ولا أعداد الشهداء والأسرى والمعاقين سوى في كشوف الأرقام .

فصبَر الشعب إلى أن التقط الأنفاس فكانت انتفاضة الأقصى جاءت بكل قوة ولكن هيهات فهناك من يمنعها من المضللين وسيقمعها ويقضي عليها وعلى ثمارها ولو بكل وسيلة أو أداء لابد لهذه الانتفاضة ألا تكون داء يصل بعدواه إلى كل الأرجاء .

مرورًا بانتفاضة الشعب الفلسطيني سندخل إلى غور ثورة الشعوب في هذا العصر انتفاضة الشعب التونسي على طاغية العصر وما أكثر الطغاة لدينا في كل عصر لقد مرغً الشعب التونسي بخمسة من الأسابيع أنوف الطغاة في كل مكان فكان بن علي أول الهاربين فخاف من ذلك كل الفاسدين. ما يقلقني على شعبنا التونسي الكريم هو الالتفاف على ثورته في أوسلو داخلية أو سمها ما شئت من الأسماء تبُقي الحال على ما هو عليه ويسموا ذلك في عيونهم تغيرًا وتحريرًا بينما هو في باطن الأمر تبديل الوجوه وتغير الجلود ليصحوا الشعب التونسي من غفلة فيجدوا في كل وزير هو بن علي جديد وطاغية من طواغيته وبدل أن نكون بواحد بن علي نصبح بعشرات فهل يعقل يا شعب الثورات؟؟ .

هل يعقل يا شعب تونس الخضراء أن تنقض ا لكلاب على ثورة الأسود فتحجمها في تبديل اسم طاغية وبقاء الحال على ما هو عليه من ظلم واستبداد وفساد إلى قهر وقمع وثبات على منهج السالفين من زمن زين العابدين اقصد زين الفاسدين أو الهاربين؟

يا شعب تونس الكريم لا تقبل بالبديل إنها لعبة تبديل الأسماء وتغيير الأصوات في نهاية الأمر لا نريد لثورة كانت حبلى لعقود فتلد تونس الخضراء فتكون المولودة قرده فهل تقبل يا تونس يا شعب الثورات !!!!!
يا شعب تونس الثورة والثوار في زمن ما عاد به الكثير من الأحرار لا تجعلوا من تغيير الأقنعة نهاية لثورتكم المجيدة فاليوم انتم أمل العروبة المسلوبة اليوم انتم رمزاً لقطع دابر الطواغيت شعوب بأكملها تنظر وترتقب نجاحكم فلا تخذلونا وتخذلوهم يا من أضئتم بثورتكم نور الحرية والاستقلال يا من خرجتم هاتفين لا للظلم ولا للطغيان كونوا اليوم كالأمس على حقوقكم ثابتين مناضلين ثائرين ولا تجعلوا للمفسدين مكانا بين الحاكمين تونس لا تقبل أن يسقط قناع فيأتي أخر لنرفع القناع فإذا بن علي زين الهاربين يتستر خلفه ولو بعد حين
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق