الثلاثاء، 25 يناير 2011

الديمقراطية الأسترالية في قبضة اللوبي "الإسرائيلي"


إعداد: عمر عدس
جوليا غيلارد (رئيسة وزراء استراليا الحالية)


يبين الكاتب فرانسيس اندين، في مقالة نشرها في موقع “ديسيدنت فويس”، (29/11/2010)، مدى تغلغل اللوبي “الإسرائيلي” الاسترالي، في الحكومة الاسترالية، وفي مراكز صنع القرار . ويوضح كيف أن هذا اللوبي، قادر على تغيير الحكومة التي لا تسير في ركابه، وتعطي الأولوية للمصالح “الإسرائيلية” . .

يصف الكاتب كيف تتم صناعة رئيس الوزراء في استراليا . . ويقول، إن البرت دادون (وهو يهودي مغربي، فرنسي المولد، مُوالٍ ل “إسرائيل”، والرئيس التنفيذي لمجموعة يوبرتاس الاسترالية، وهي شركة لتنمية الممتلكات الخاصة)، كان قبل أن يبدأ الترويج لجوليا غيلارد (رئيسة وزراء استراليا الحالية)، من أخلص مستشاري رئيس الوزراء السابق، كيفن رود . .

ويقول إن “رود” كان من صناعة دادون، الذي أنشأ منظمة التبادل الثقافي بين استراليا و”إسرائيل”، ونظم لرود زيارتين لدولة الكيان الصهيوني .

وقد أسهم دادون في الترويج لرود سنة ،2006 حين ساعده في نشر مقالة بعنوان “الايمان بالسياسة” كان لها أثر في الشهرة التي أفضت به الى سدة رئاسة الوزراء .

ويقول الكاتب، إن رود، أسبغ في مقالته المديح على القس ديتريتش بونهوفر (الذي اشتُهر بمقاومته للنازية في اربعينيات القرن الماضي)، والذي كان مدافعاً مفوها عن “المهمشين والمقهورين والمعرضين لخطر الإيذاء” أثناء الحكم النازي . .

ولكن رود، حين صار رئيساً للوزراء، لم يُبْد أي اكتراث ب “المهمشين والمقهورين” الفلسطينيين، أثناء عملية الرصاص المصهور . وبدلأ من أن يصادق على تقرير مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن فظائع عملية الرصاص المصهور (تقرير غولدستون)، الى جانب الأغلبية العظمى من أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني ،2009 صوّت ضدّ التقرير، مذعناً لأصدقائه الأثرياء أنصار “إسرائيل”، الذين يعتمد عليهم لكسب الأصدقاء والحصول على الأموال .

وعندما اغتال عملاء جهاز المخابرات “الإسرائيلي”، الموساد، مسؤول حماس، محمود المبحوح في دبي في يناير/ كانون الثاني الماضي، لم تصدُر بطبيعة الحال، أي صرخة احتجاج عالية من كانبيرا . ولكنه كُشِف عندئذٍ أن المغتالين انتحلوا هويات أربعة مواطنين استراليين، بعد أن زوّروا أربعة جوازات سفر استرالية .

ويبدو أن رئيس الوزراء رود، استشعر بعض المسؤولية نحو الشعب الاسترالي الذي انتخبه، ولم يعد يصغي الى مستشاريه في الشؤون “الإسرائيلية”، فأعلن أن الدولة التي تفعل ما فعلت “إسرائيل” بجوازات السفر الاسترالية، تستهين بالشعب الاسترالي والحكومة الاسترالية بصورة سافرة . .

وبعد ذلك، طردت استراليا رئيس الموساد في كانبيرا، مثلما تم طرد كبار عملاء الموساد من المملكة المتحدة وايرلندا .

وعند ذلك، تصدى الصهيوني البارز في حكومة رود، عضو حزب العمال، مايكل دانبي، للدفاع عن مصالح “إسرائيل”، بدلاً من مصالح استراليا، واعترض على طرد الجاسوس “الإسرائيلي”، واعتبر أن ذلك يُسهم في ما أسماه “حملة نزع الشرعية عن “إسرائيل”” .

ودانبي، كما يقول الصحافي الموالي ل “إسرائيل”، غريغ شريدان، ليس شخصية هامشية في حزب العمال . فهو أمين عام سابق للجنة الأمن القومي في حزب العمال، ومنسق سابق لشؤون الحزب، ورئيس اللجنة البرلمانية الفرعية للشؤون الخارجية، أي إنه أعلى برلماني، من خارج الوزارة، في الشؤون الخارجية . .

ويقول الكاتب نقلاً عن شاريدان، إن طرد رئيس الموساد هزّ العلاقات بين دولة الكيان الصهيوني وحكومة كيفن رود . .

ويتابع الكاتب قائلاً، إن اللوبي “الإسرائيلي”، نظم اجتماعاً مع رود في الثالث من يونيو/ حزيران ،2010 وكان رجال الكوماندو “الإسرائيليون” في تلك الأثناء قد هاجموا سفينة مرمرة في المياه الدولية، وقتلوا تسعة أشخاص، وجرحوا أكثر من 50 آخرين، وأهانوا أكثر من 700 من أنصار السلام . وكان من بين المصابين استراليون عزل- ولم يكن ذلك فاتحة طيبة لإصلاح العلاقة مع “إسرائيل” . . .

وكان موجوداً في اجتماع رود مع اللوبي “الإسرائيلي” في الثالث من يونيو، مايكل دانبي والبرت دادون . ودادون وثيق الصلة مع دانبي، ولكنه يحب أن يعمل من وراء الكواليس . كما كان موجوداً: مارك درايفوس، وهو يهودي صهيوني آخر من حزب العمال، ومارك ليبلر (رئيس مجلس الشؤون الاسترالية “الإسرائيلية” اليهودية، وروبرت غوت (الرئيس التنفيذي لمجلس يهود استراليا)، وفيليب تشيستر (رئيس الاتحاد الصهيوني في أستراليا) .

وانفض الاجتماع من دون أن يحل اللوبي “خلافه في الرأي” مع رود بشأن طرد استراليا لرئيس الموساد .

وكان رود يتوقع زواله عن سدة رئاسة الوزراء، بعد لقائه مع أعضاء اللوبي المذكورين . .

ويقول الكاتب، إن لسان حال اللوبي “الإسرائيلي”، كان يقول لرود “أنت تطرد رئيس موسادنا، ونحن نطردك” .

وبعد اسبوع، طُلب من جوليا غيلارد أن تتحدى رود، فرفضت . ولكن، بعد اسبوعين، (في 24/6/2010)، تمكن أنصار اللوبي “الإسرائيلي” من إقناعها بالتحدي . . وكان دادون قد جند جوليا غيلارد وزوجها مصفف الشعر، أثناء رحلة الى الكيان الصهيوني السنة الماضية لحضور أول منتدى للقيادات الاسترالية “الإسرائيلية”، وكان نشيطاً في دعمها، بالإضافة الى توظيف زوجها في وظيفة مربحة، لدى أحد أهم أعضاء اللوبي “الإسرائيلي” .

وهكذا كان ما فعله اللوبي بمثابة انقلاب ضدّ كيفن رود، جاء برئيسة للوزراء، وحكومة، أشد موالاة ل “إسرائيل” . .

ويقول الكاتب، إن اللوبي “الإسرائيلي” بعث بإشارة، مفادها أن الحكومات التي تتردد في التزامها بمصالح “إسرائيل”، تتحمل تبعات ذلك .

ويشير الى ما نشرته صحيفة “ناشيونال تايمز”، نقلاً عن مسؤول استرالي، حين انكشف انتحال الهويات الاسترالية من قبل “إسرائيل” للمرة الأولى في فبراير/ شباط من هذا العام، حيث قال: لا يهم مَن يكون على كرسي رئاسة الوزراء، جون هوارد، أو كيفن رود أو توني أبوت، لأن “الإسرائيليين” يعرفون أنهم يمسكون بخناقنا، بفعل قوة اللوبي “الإسرائيلي” . .

ويذكر الكاتب أن 17 عضواً في البرلمان الاتحادي الاسترالي، سوف يقومون في ديسمبر/ كانون الأول 2010 بزيارة “إسرائيل” لحضور المنتدى الثاني للقيادات الاسترالية “الإسرائيلية”، ويتساءل عن الجهة التي يخدمها هؤلاء، أهي استراليا، ام “إسرائيل” . . ويعيد الى الأذهان ما قاله، الحاخام “الإسرائيلي”، عوفاديا يوسف، مؤسس حزب شاس، وزعيمه الروحي، وهو من الأحزاب الرئيسة المشاركة في ائتلاف الحكومة “الإسرائيلية” الحالية، ضمن كلمة ألقاها الشهر الماضي، حيث قال: إنّ الغوييم (غير اليهود)، وُلدوا لكي يخدمونا . ومن دون ذلك لن يكون لهم مكان في العالم .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق