الثلاثاء، 25 يناير 2011

الزلزال القادم ودور عباس ونظم الاعتلال العربي


المُـــكــبِّر
 
منذ ان جاء نتنياهو الى رئاسة وزراء العدو ظن البعض ان عباس على خلاف معه...وخاصة بعد الحملة التضليلية الكبرى تحت عنوان " لا مفاوضات في ظل الاستيطان" ولكن وفي المقابل كانت هناك عيون ترقب، وعقول لا يراودها شك أن هناك مخطط كبير...كيف لا وتحت ظل نتنياهو عقد ما يسمى مؤتمر "فتح"، والذي أسميه باسمه الحقيقي أي "مؤتمر نتنياهو – بيريز – بيت لحم" ثم ايضا امتد ظل نتنياهو ليعقد تحت ظله جلسة مختلسة لمومياء ما يسمى " المجلس الوطني" لاكمال اختيار اللجنة التنفيذية وأجهزتها الاخرى لما يسمى مومياء منظمة التحرير والذي أيضا أحب ان اسميه باسمه الحقيقي " مؤتمر نتنياهو – بيريز – رام الله" وقلت بعدها بان هناك قرارات مصيرية تصفوية للقضية يجب ان تمرر بشرعية ما وان كانت مزيفة. يساندها وبالتزامن "لجنة المتابعة العربية" والمنبثقة عن الجامعة العربية وطبعا بقيادة مصر والسعودية لتكتسب شرعنة التفريط وتصفية القضية بعدا عربيا.

ثم لم كنت على يقين كما الكثيرين بان هذا العباس المتصهين سوف يذهب الى كل ما يطلب منه وأخر ذلك المفاوضات المباشرة...وقلت أيضا أن أي خلاف مع نتنياهو ليس أكثر من خلاف على الاسلوب والسرعة والتسارع في ابتلاع ما تبقى من الارض وتهود القدس، وخوفا على نتنياهو من ان تنحشر الامور في حلقومه فيختنق، ويفتضح أمر عباس وزمرته...فالاستيطان والقدس الجميع يعرف انها من القضايا المؤجلة لما يسمى بقضايا "الحل النهائي" للعنة التاريخية على قضيتنا والمسماه "اتفاقية أوسلو" والحقيقة وفي ظل تلك اللعنه ان الاستيطان وابتلاع الاراضي تضاعف عشرات المرات، واعداد السارقين المارقين والمتعارف عليهم مستوطنين تضاعف عشرات المرات وكل ذلك في ظل اوسلو... وتهويد القدس يجب أن يتسارع الان ...كيف لا وهي أقدس مقدسات بني قردة وخنازير وحكومتهم اليمينية. اذن فلنصرخ على الاستيطان، في حين يجري التهويد على قد وساق والكل يعلم ماذا يجري في القدس من هدم للمنازل بل ولاحياء كاملة، وسرقة لمنازل وخلق بؤر اغتصاب، وبناء معابد...الخ
ثم لقد وصل الحال بالمستوطنين الى الانتقال من حالة التقوقع داخل المغتصبة...والتنقل بحراسة الجيش وعبر سلسلة طويلة جدا من الطرق الالتفافية الى الخروج والهجوم... واستيراد الخنازير والافاعي والقوراض ونشرها في حقول الفلاحين، وحرقوا المحاصيل واقتلعوا اشجار الزيتون وعاثوا فسادا وارهابا وترويعا للفلاحين... وبدون جيش... فقد أراحه أمن عباس وفياض وتكفل بهذا...حيث زج بالمقاومين في السجون ومارس كل انواع القمع التي لا يتخيلها عقل بشر ضد الفكر المقاوم وانصاره بل وحتى الواجب الاجتماعي نحوه في محاولة لعزلة كعنز جرباء يمنع الاقتراب منها. كيف لا وقد بأ ذلك مع ما يسمونه القائد الرمز...وشجبه واستنكاره للعمل المقاوم بل والكل يعلم ويشهد كيف زج بكل شريف في سجون الوقائي الى ان وصلنا ان العالم كله اضاف كل فصائل العمل المقاوم تحت قائمة الارهاب. اذن كل هذا يجري بحاية كاملة مباشرة وغير مباشره عبر اقتلاع المقاومة والتضييق على الناس في لقمة عيشهم ومسخ فكرهم بكل الاساليب وعلى طريق تعبيد وتحمير الشعب وحسب المفهوم التلموذي لابناء القردة والخنازير. فماذا وراء كل هذا؟ لقد كانت هناك اشارات زلزال كبير قادم عبر سلسلة من الهزات بداية من انتصار حماس في الانتخابات، ثم الهزيمة النكراء للعدو في حربين...تموز حنوب لبنان، ثم الفرقان غزة...وبدأ كيان العدو في الاهتزاز العنيف، وبدأت أنظمة طحلبية تتغذى على وجوده بالهلع، فهل حقا هناك زالزال كبير قادم؟ وهل هو حتمي؟ اقول ومما علمني الله وخبرة هذا السنين... نعم والله أعلم. وهل ما جرى منذ مجئ منتياهو الى الان هو بداية أو محاولة لتخدير الجبهة الفلسطينية؟ والتي هي لب الصراع. أيضا نعم.
لماذا ؟ وكيف؟
منذ نشأة كيان العدو كقاعدة متقدمة للقوى الغربية، وجيش اقيمت له دولة وتم استيراد شعب، وانشاء نظم طحلبية تتغذى على وجوده مثل الغوغاء القبلية في جزيرة العرب وزرع أنظمة متصهينة تماما عبر افسادها وفسادها مثل النظام المصري وانظمة البعث في العراق وسوريا، لم يتعرض الكيان اللقيط في أصل وجوده لخطر حقيقي، فكل العداوات كانت حول الاسلوب والمصالح لا على اصل الوجدود، حتى ظهرت قوى عقدية مأدلجه ترفض وجود الكيان برمته مثل حركة الاخوان المسلمين وما انشق عنها أو توالد منها، بل وترفض هذا النظام العربي المهترئ والمتخلف، ثم كانت عجلة التاريخ في صف القوى المؤمنة رغم القمع للتيار الاسلامي على امتداد الوطن الاسلامي، ومحاولة انشاء احزاب وقوى كلامية فقط لامتصاص الزخم العقدي الايماني لدى الجماهير، الا ان المقاومة الاسلامية قالت كلمتها في النهايه، بقيادة حماس في فلسطين، وبقيادة حزب الله في لبنان ( لان هناك قوى اسلامية أخرى في لبنان غير حزب الله والمتعارف عليها الان بقوى المعارضة الاسلامية الحليفة لحزب الله) وهذه القوى والتي اثبتت قدرة فائقة في القتال وفي أرض المعارك رغم قلة العدد والعده، وجدت لها نصيرا قويا أيضا عقدي مأدلج الا وهو ايران وثورتها والتي واجهت وفورا حربا ابادية تحت شعار منع تصدير الثورة ولمدة ثمانية سنوات والتي اكتشف المرحوم صدام حسين اهدافها الحقيقة لاحقا...ولكن بعد فوات الاوان,,,فقد اعمى بصيرته حزب البعث. فهل ايران النووية هي الرعب الحقيقي أم ان المسألة النوويه الايرانية الذريعة؟

لقد عاش الكيان اللقيط وسط أنظمة طحلبية تقتات على وجوده، ليس على جدول اعمالها أي تطوير علمي أو تكنولوجي أو اقتصادي، فلا قلق من الغرب على هذا السوق الكبير، في ظل انظمة فاسدة مفسده، وهي عبارة عن عصابات نهب وسلب، تجهيل للناس وقادرة على القمع تارة والخداع والتضليل طوال الوقت، الى ان توقفت الحرب العراقية الايرانية، ثم بدأت بعد فترة تظهر قدرات ايران وفي شتى المجالات، "فتخصيب اليورانيوم" كلمتان يندرج في اطارها مئات الصناعات الرديفة، والحراك العلمي


الخلاصة:

فالحقيقة أن العدو منهك تماما، فهو مستنزف داخليا وعلى كافة الصعد، وأول ذلك نسيجه الاجتماعي، فرغم أن العدو يقود الاقتصاد العالمي إلى الهلاك، إلا انه اجتماعيا متأثر الجميع، فالعقلية المادية مسيطرة على أفراده، والحروب والعسكرة والتي هي أساس بناء الكيان اللقيط يتعارض مع عصر أسواق المال ورفاهية يبثها الفضاء، فمثلا طموح شبابهم أصبحت مأثرة بالفنون الهابطة والرياضة والمودة والنساء، ويرون من الفضائيات ما يؤثر بهم وبالتالي المال ضرورة ملحة للمحاكاة، والعسكرة شئ قاتل وضد كل ذلك، وأيضا إفراد الجيش وحقيقة يتكلمون إمام الإعلام اقل بكثير مما يتكلمون مع أسرهم وأصدقائهم، فالإجازة من الجيش أصبحت متنفس ليغرق هؤلاء مع زملائهم خارجه في مجونهم ويبثون أثناء هذا المجنون رعب جنوب لبنان وغزة وحتى الضفة فالمقاتل هناك أصبح غير عادي، وقادر على أن يتحول من إنسان إلى شبح وبالعكس، فزاد الوهم الحسي لديهم حيث التبرير للهزيمة النفسية هو سيد الموقف. إذن فالهزيمة تسللت إلى نفوس شبابهم وبصفة عامه، وبالتالي فالحرب عندهم لم تعد نزهة كما تعودوا عليها أمام الجيوش العربية.
وأيضا لن يقبلوا بنجاح إستراتيجية المقاومة بزيادة هذا الوهن والإنهاك عبر الاستنزاف العسكري والإعلامي والنفسي.

أيضا التهديد الإيراني حيث خلق بعدا داعما للمقاومة حقيقي ليس لهزيمة جيش بل لإزالة وجود، وطال الإعلام حقيقة وجود الكيان ككيان مغتصب سارق لئيم وعنصري من الدرجة الأولى،ساعد على ذلك حروب العدو الاجرامية في لبنان وغزة، فرغم أن أوسلو بقيادة الرمز قادت إلى رفع صفة العنصرية عن الصهيونية ولقيطتها أمام الأمم المتحدة إلا آن ذلك عاد إلى الصدارة الآن (فقط يحتاج إلى التغذية الإعلامية والحراك الجماهيري ليكبر وتتضح معالمه أمام الأجيال العالمية الجديدة)

ثم عجز التحالف الصهيوامريكي أمام المعضلة الايرانيه، المصدرة للثورة، متزامنا مع النهوض التركي وتحالفه أو على الاقل تعاطفه مع ايران، اذن هناك حراك ونتاج، فهم يعرفون الايدولوجية الفكرية التي تحكم إيران، وهي أيدلوجية إسلاميه وبغض النظر عن مذهبها فهي ضد اليهودية القذرة وضد تدنيس المقدس، وضد النظام الغربي الليبرالي الراسمالي ...اذن هي حرب ايدولجيات ونظريات...إذن فهم مثل بالع السكين ولم يبقى أمامهم سوى خيار من اثنين (لان الحصار على إيران سوف يزيدها قوة، وعندما تتوفر النيات الصادقة فسوف يخترق كل ذلك وبسهولة أيضا لتكون القوة مهلكة للآخر، بل هذه معادلة الشعوب الحرة مهما كانت ايدولوجيتها أي منهجها الفكري)

الأول: التفاهم مع إيران، وهذا يعني الإقرار بمصالح إيران وتقاسم النفوذ أو على الأقل الاتفاق بشكل ما. وهذا أيضا به ضربة قاضيه للدولة اللقيطة، فضمن عقيدة إيران أن هذا الكيان اللقيط يجب إزالته لأنه حجر العثرة الوحيد أمام قيام تحالف عربي إسلامي يعتبر هو الرؤية الإستراتيجية لأي إسلامي وأيضا بغض النظر عن مذهبه. والقيادة في الكيان اللقيط يفهمون ذلك تماما.

الثاني : توجيه ضربة عسكرية لإيران ولكنهم بدأوا يجبنون عن ذلك بسبب عدم القدرة على تقدير ردة الفعل وربما يستطيعون فرض بداية لحرب ولكنهم لا يعرفون متى وكيف يمكن لهم وقفها ومدى تأثير ذلك على وجدود الدولة اللقيطة. فالحقيقة أن وجودها مهدد في جذوره. ولكن قيادة العدو (وحلفائها من الأنظمة الطحلبية) تحض وتمارس كل أنواع الترهيب وكل أشكال الضغط حتى يقوم التحالف الصهيوامريكي للذهاب إلى الخيار الثاني أي الضربة العسكرية لإيران لان الخيار الأول يعني الاستسلام وطريق إلى الزوال، في حين الخيار الثاني يبقى فيه نسبة عالية للمراهنة على امتصاص الضربات وانتهاء الآخر أي إيران وحلفائها أي المقاومة الفلسطينية واللبنانية ورما سوريا أيضا (لتكتمل نظرية الدومينو).

وهنا ومن منظوري الخاص ومما علمني الله من القراءة لمجريات أحداث التاريخ أن الحرب قادمة لا محاله وسيكون الشتاء الاقدم حار جدا والله أعلم، وما يجري من تخدير هنا أو هناك ما هو الا من ضمن خطة الحرب، إلا أن يطفئها الله عز وجل بإرادته، فالثورة التي منع تصديرها (ومن وجهة نظرهم القاصرة صدرت، نسوا أن الحق له أصحاب ولا يمكن أن يسقط بالتقادم) وهذه جريمة كان لا بد من وقفها سابقا، وأيضا النظم الطحلبية والقادمة من قطاع الطرق والغوغاء وأبناء قاع الشارع زعماء عصابات سلب ونهب، هؤلاء أيضا مهددون في أصل وجودهم ولن يستسلموا بسهولة. وأوباما على ابواب انتخابات تجديديه في تشرين الاول وهذا ربما يساعد قليلا الى تأجيل الحرب الى ما بعد ذلك ، وهو جزء من الغرب القارئ جيدا للتاريخ، والذي لا يقبل بزوال الكيان اللقيط والذي على انقاضه ستكون هناك نهضة امة بل لعلنا نستطيع القول قيادة جديدة للعالم ولكنها اسلامية . وهذا رعب تاريخي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق