الثلاثاء، 25 يناير 2011

عجبي عليكي يا معا.. إحنا بواد وانتي بواد


عجبي عليكي يا معا.. إحنا بواد وانتي بواد
ناصر الحداد

تفتقت عبقرية معا خلال متابعتها لبرامج الجزيرة التي كشفت عن وثائق المفاوضات وخطاياها عن تقرير أظهر وجهها الحقيقي ورفع اللثام عن ادعاءات ظلت لفترة ترددها وتقنع نفسها بها..
تركت معا جوهر ومضمون الوثائق السرية التي بدأت قناة الجزيرة بعرضها وراحت تبحث عن ما أسمته بسقطات مهنية ..وكأن المشاهد والقارئ يعنيه كثيرا دروس الإعلام وفنون العمل الصحفي الذي يدرسه اللحام لطلابه ...
تركت معا ورطات المفاوض وفضائحه الموثقة لدى دائرة اللاجئين التي يرأسها عريقات وسربها أحد موظفيه وراحت تصطاد في المياه العكرة...
نطقت باسم فتح والسلطة وعباس ..ولم لا..فقد أصبح رئيس تحريرها المرافق الشخصي لعباس في كل رحلاته.. يأمره فيصرح بما يريد.. ويدفع عنه ثمن تذكرة السفر فيصمت عما يريد ...ويبيت في فنادق خمس نجوم وعشر نجوم وأجنحة كبار الزوار والشخصيات فلا يرى إلا ما يراه كبيرهم.. مقاومة شعبية لا نعرف ماهيتها.. وهل تريدون ذبحنا من الوريد إلى الوريد ؟..
غدت معا و صفحتها الالكترونية خير معبر عن موقف السلطة بدون مهنية أكثر من وكالة وفا الرسمية..بعد أن أقنعت القارئ بمهنيتها وأنها معا ..وليست معهم...ولتغدو بعد سنوات معاهم معاهم..
عصرت معا ذهن رئيس تحريرها وكبار موظفيها وبحثت في كتب اللغة عن ألفاظ ومعان تعينها في التأثير على القراء وتقنعهم بفكرة واحدة مفادها... الجزيرة غلط بغلط والجزيرة عدوة للشعب..
لم تسلم الموسيقى التصويرية من ملاحظات معا... ونال الإخراج من استهزائها... ولم يرق لها تقارير المراسلين..وعابت استثناء جيفارا والعمري من الظهور..وأشفقت على قادة حماس لأنهم لم يعقبوا..
أطلقت حكما غريبا على كبار مذيعي الجزيرة ريان وبن قنة ووصفتهم بالضعف وعدم المهنية ... وكأن المشاهدين يسكنون في بلاد الواق واق.ولا يعرفون خديجة أو جمال.
تباكت على الضيوف... وادعت أنهم لم يأخذوا حقهم .. وقد غفل محررو الجزيرة عن الاتصال بوكالة معا والاستفادة من خبرات ناصر وصحبه..
لم يعجبها أسلوب عبد الباري وكلام أبو ستة وحزنت على التفكجي وتمنت لو اتيحت لها الفرصة لتلقينهم ديباجة ترتقي بمستواهم أو تخضعهم لدورة في فنون التواصل والاتصال ..ولا ضير أن يكون عبد ربه ..المدرب!!..
أعطت معا لنفسها الحق للاعتراض على الوقت المخصص لكل ضيف... وادعت أن الجزيرة طردت من لم يتوافق بآرائه مع من تريد... وهي تعلم أن زمن الحصاد محدود..ودقيقة البث الفضائي ليست كالمساحة التي تبحر فيها الوكالة عبر صفحات موقعها..
نصبت نفسها خبيرة في الإخراج والتحليل والمونتاج والتصوير والتحرير والتعليق ..وقالت إنها أهل للمهنية ..وعنوان للموضوعية والفهم الإخباري ...ولو عرض عليها أن تصيغ أسئلة الحوار ..وتهجي الكلمات للضيوف حرفا حرفا للضيوف وتنتقيهم ..وتصمم إضاءة الاستديو والموسيقى التصويرية وتوزع التقارير على المراسلين وتكتب ماذا يقولون ما وفرت ذلك...
ذهبت معا لاستقراء الموقف الإسرائيلي و ما أورده إعلامهم عن الموضوع .. فاختارت ما تريد من التصريحات التي تدعم فكرتها وتعزز رأيها و تصرف الانتباه عن صلب الموضوع ... فأخذت من يدعوت والتلفزيون ما يدعم موقف المفاوض وتركت هارتس وتحليلها وتجنبت الإشارة إلى قادة سياسيين إسرائيليين لطالما امتلأت صفحاتها بتصريحاتهم..
ادعت بسرعة التقارير وشلفقتها وحطت من شان المراسلين ..وكأن مضمون وجوهر ما نشر أقل شانا من الإخراج والمونتاج...
صدمتها التقارير التي بثت من داخل الاستديو... وهي تعلم أن الوثائق الموجودة بحوزة الجزيرة ورقية والكترونية ولا يمكن بحال أن بغير هذه الطريقة .... إلا إذا امتلكت معا أفكارا خلاقة لذلك تشبه أفكار عريقات الخلاقة لحل موضوع اللاجئين..
ركزت معا على الأخطاء الفنية والمهنية وتصيدت الهفوات وتعقبت الزلات وفتشت بحرقة عن النواقص والعيوب..وراحت تبحث عما يقلل من شأن وقيمة ما نشر...عل كلمة "مفزلكة" وموقف "متفلسف" وجملة "غريبة مريبة عجيبة" تشغل الناس عن صلب الموضوع وخطايا المفاوضين... وعل تركيزها عن العيوب يرقع ثقوب وعورات المفاوض... وكأن شعبنا جاهل غير واع ومدرك لما يدور حوله ..
تباكت معا على عدم إحضار أي مسئول حمساوي للتعليق..من دون أن يتضمن تقريرها العبقري أي تصريح أو موقف للمعارضة الفلسطينية أو القوى المؤثرة للشعب الفلسطيني فلم تسرد أي رأي معارض مخالف لروايتها....فكان عريقات ملك التقرير..والضميري فيلسوفه ... وناصر محرره ..وعجبي عليكي يا معا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق