الثلاثاء، 18 يناير 2011

لا مــرحــبــاً بــك فــي جــدة - أحمد عبدالعزيز القايدي


عرفت جدة منذ استوطنتها قبيلة قضاعه باستقبالها لكثير من أبناء الأمم والشعوب، فقد سكنها فرس وروم وأفارقة وأسيويون وغيرهم، رحبت بهم المدينة وسمحت لهم بسكنها ولم تعاملهم بسوء بل كثير منهم ارتقى إلى مراقي عليا فيها ، فكانت جدة ومازالت ملجئ لكثير من الشعوب والأمم، ويكفي أن تزور مركز المدينة لتدرك هذه الحقيقة.

في وقت متأخر من مساء الأمس نقلت قناتي الجزيرة والعربية خبر اتجاه زين العابدين بن علي الرئيس التونسي إلى دولة خليجية هي إحدى ثلاث دول قطر و الإمارات والسعودية وعند الفجر حسم الديوان الملكي السعودي الأمر ببيان يذكر فيه أن الرجل مرحب به.

الرجل سمعته سيئة وسوداء لدرجة أن الفرنسيين رفضوا استقباله وعلاقة القوم بتونس أقوى منا ومعرفتهم بها أوسع ومع ذلك لم يرغبوا باستضافته، استقباله وبلا شك سيكون له تبعات سيئة جدا على سياسة بلدنا الخارجية بعد فشلنا المتتابع في السعي لاستقرار لبنان، وضعف صوتنا بين الخليجيين، واعتداء مليشيات الحوثيين علينا، وهناك تجاهل العراق وفشل المصالح الفلسطينية، كل هذه الجولات ليست بحاجة أن يضاف إليها رعاية المستبدين والمجرمين العرب.

استضافة الرجل ستدخلنا في مشكل نحن في غنى عنه ولن يرجع علينا بشيء إلا بإساءة الحاقدين وحمل كل وزر الرجل على ظهورنا في عيون الشعوب العربية، فالرجل عندما نزل لم ينزل بأهله وحقائبه فقط بل سينزل معه كل تاريخه الأسود الذي سنحمله معه، ومدينة جدة في غنى عن تاريخ ملئ بالفساد يلحق بها فيكفيها ما فيها من مفسدين.

الأمر هنا ليس كما هو بالنسبة للرئيس الباكستاني فذاك سوءه لم يبلغ سوء التونسي، نواز شريف لم يحارب الإسلام صراحة ولم يقتل الناس ويسرقهم في وضح النهار، والانقلاب عليه حصل من طرف سياسي فخصمنا سيكون طرف سياسي في باكستان يذهب ويجيء، لكن هذا المجرم أسقطه الشعب الملايين من البشر وهم من سيكون خصماً لنا، وأضف إليهم باقي العرب الذين يهتمون لواقع تونس أكثر من باكستان، والرجل لا فائدة ترجى منه فمن أسقطه حزب أو تجمع سياسي قد يعود لكن من أسقطه الشعب يصعب عوده و لا حتى جثة في نعش.

يذكر بعض السعوديين بأن العرب لا ترد ضيفا أو مستغيثا ولا حتى من عليه دم وإن من واجباتنا العربية الأصيلة أن لا نطرد الرجل، هذا صحيح فالعرب كانت تجير القاتل، لكنها لم تكن تجير من يقتل أبناءه وقومه ويستمتع بذلك ويصر عليه ويدافع عنه وينهب أموالهم وخيراتهم ويعتدي على النساء والعجزة ويحرمهم من لقمة العيش ويحرمهم من السعي لها، من كان كذلك عند العرب فهو لا يستحق العيش ولزجوا برأسه قبل أن يفعل قومه.

قال الله تعالى "وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين" (هود44) الله سبحانه يقول بعدا لهم فلا يليق بنا نحن أن نقول لهم قربا ومرحبا.

كثير من الفاسدين في جدة سوف يسعدون بالرجل فهو إمام زمانه في الفساد، وكثير منهم سيتربع أمامه ليستفيد من علمه وواسع تجربته الإجرامية، وبصفتي شخص مولود في جدة ولي كثير من الأصدقاء فيها فإني أنطق باسمي واسم كثير من الجداوية ... لا مرحبا بك في جدة.
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق