الأحد، 16 يناير 2011

الثورة التونسية ..."شخصيات الحدث"

1_السيد الرئيس !

حكم البلاد بالحديد والنار ، نهب ثروات الشعب وسلب حقوقه الشرعية بالعيش بأمن وأمان ، أكثر من ربع قرن من الفساد والبطالة وارتفاع الأسعار في حين يتمتع الرئيس وأفراد أسرته بأموال ومقدرات الناس .
إنه زين العابدين بن علي نسخة طبق الأصل من أي زعيم عربي نال مصيره المحتوم ، مصير كل ظالم متجبر ، فهم أخيراً الشعب كما يدعي ! ، وعلم أن غضب الشعب لا يرحم مهما تجبر و عتى في الأرض فلابد من غضبة للأحرار وهذا ما كان متوقع ...وهذا ما حصل .

2_الجماهير الغاضبة ...

إن للصبر حدود ، وشعب تونس المغوار قد نفذ صبره فأعد العدة لثورة حقيقية فجاءت ساعة الصفر وكانت العاصفة الشعبية التي عمت أرجاء تونس الخضراء من صفاقص إلى سيدي بوزيد مروراً بسوسة والقصرين وجندوبة والساحل و انتهاءاً بالعاصمة تونس .
ورفع شعار الشاعر التونسي الكبير أبو القاسم الشابي " إذا الشعب يوماً أراد الحياة ..فلا بد أن يستجيب القدر " وانطلق إلى الساحات والميادين غاضباً معلناً كفره الصريح بكل طواغيت وجبابرة الأرض وأعلنها مدوية فليسقط نظام بن علي بلا رجعة وكان له ما أراد بعزيمة قوية تخلت لمرة عن شعارات أكل عليها الزمن وشرب ، معطياً درساً كبيراً في العزيمة والإصرار لكل الشعوب المقهورة أن لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة .

3_قوى الأمن والجيش التونسي .

لا بد من وِقفة مع الشعب ، فقوتكم من قوة الشعب ، وكرامتكم من كرامته ، فهاهو الرئيس الذي كنتم تتفانون في خدمته وحمايته قد وفر له طريقاً آمنا وهرب ، فلعله درس لكم أن من يستحق الحماية والخدمة من الجيش وقوى الأمن هو الشعب آباءكم وأمهاتكم وأبناءكم فكونوا له العون والسند تفلحوا .

4_الزعماء العرب

لعلها عبرة لكم لن تتكرر ، فاستغلوا هذه الفرصة وتصالحوا مع شعوبكم ، وإلا مصيركم مصير هذا الطاغية هرب ولم يجد من يستقبله حتى من حلفائه وأصدقائه إلى أن وجد ضآلته في أرض الحجاز .
والشعوب لم ولن تترك الفرصة للنيل من جلاديها ...فلا تضيعوا الفرصة !.

5_الشعوب العربية

لعل الشعب التونسي الحر قد حرّك مياه الغضب الراكدة عندكم ، فاستعدوا وأعدوا لما هو قادم فالأحرار لا يقبلون العيش تحت بساطير العسكر ، والأكرمين لا يقبلون بفتات من حقوقهم تلقيه إليهم زبانية الرئيس .
فالأرض ومقدرات الدولة من حق المواطن فلا تفرطوا في لقمة عيش كريمة ولا عيش بكرامة ، ولا حق برأي دون معوقات فهذه حقوق لا تفريط فيها ، ولتعلموا جيداً أن الجلاد الظالم أضعف وأجبن من أن يقف في وجه غضبة الشعب ، فالمزيد من الثبات والإرادة والعزيمة مع بعض التضحيات تنالوا الحرية بجدارة ..ومرة أخرى لكم في شعب تونس عبرة وعظة .

6_ أمريكا

علمت الآن فقط أن للشعب التونسي الحق في اختيار زعمائه !.
سبحان الله ربع قرن من الزمان والشعب التونسي يهان ويعذب وتسلب حقوقه الشرعية على يد طاغية من طغاة أمريكا وما تحرك لها ساكن .
أمريكا التي تدعي أنها راعية الديمقراطية والسلام في العالم هي سبب رئيس في ما حدث للشعب التونسي من ويلات على مدار ربع قرن تولى فيها عميلهم بن علي زمام الحكم في تونس .
ما تدخلت أمريكا وحلفائها لنجدة الشعب الجائع ولا الشباب الضائع ولا المعذبين في السجون لآرائهم السياسية ، فقط الآن علمت أمريكا بحق الشعب في اختيار ممثليه .
وهذه كذبة كبرى فالشعب الفلسطيني قد اختار زعمائه فهاجت أمريكا وحلفائها وحاصرت الشعب فقط لأنه إختار من يمثله !.
فسُحقاً لأمريكا وحلفاء أمريكا وعملاء أمريكا ولأذناب أمريكا والمجد كل المجد للأحرار والشرفاء الذين قالوا ...لا للطغاة ..لا للظلمة ...لا للاستبداد .

7_ والحرية عربية !

نعتذر للشاعر العربي أحمد مطر والذي قال في مطلع قصيدة له عن الحرية:
أخبرنا أستاذي يوماً ...عن شيء يدعى الحرية
فسألت الأستاذ بلطف ...أن يتكلم بالعربية
ما هذا اللفظ وما تعني... وأية شيء حرية
هل هي مصطلح يوناني ...عن بعض الحقب الزمنية
أم أشياء نستوردها ...أم مصنوعات وطنية
فأجاب معلمنا حزنا ...وانساب الدمع بعفوية
قد أنسوكم كل التاريخ ...وكل القيم العلوية
أسفي أن تخرج أجيال... لا تفهم معنى الحرية
فالحرية حتماً عربية ، لا يونانية ولا أمريكية ، فالشعب العربي التونسي قد أعطى درساً بالعربية ، لكل الشعوب المسبية ، أن ثورة الشعب حتمية ، من أجل نيل الحرية .
___________________________________

الثورة التونسية ..."شخصيات الحدث"

 
 
عاصم ريحان
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق