حاتم المحتسب - الضفة المحتلة
مؤتمر كتائب الشهيد عز الدين القسام الأخير ، وخطابات الصف الأول في القيادة العسكرية ، حملت سلة من الرسائل المهمة ، وعلى كافة الأصعدة ، ولقد شدّني أن الضفة كانت الحاضرة الأبرز في مؤتمر القسام الأخير بما حملته من رسائل يحلو للبعض أن يصفها بـ"المفخخة" لما تضمنته من "القذائف" السياسية الإعلامية والتي كانت بالفعل صادمة للمتربصين والمثبطين على حد سواء . رسائل جاءت "في وقتها" ونحن نعيش ذكرى حرب الفرقان ، وانطلاقة حماس ، وفي ظل أجواء القهر والإرهاب التي يتعرض لها حمسايو الضفة وفي ظل أيضاً التلويح الإسرائيلي بشن حرب جديدة على شعبنا الفلسطيني في القطاع المحاصر ، أما الرسائل الموجهة لأهلنا في الضفة فكانت كالتالي :
الرسالة الأولى من القائد العام لكتائب القسام : محمد الضيف "أبو خالد" : نحن موعودون بعون الله بالنصر والتمكين مهما طال الزمن ومهما تكاثرت الجراح ومهما عظمت التضحيات ومهما تقاعس المتقاعسون وخان الأقربون وتواطأ المجرمون، ولا نقول ذلك خطاباً وكلمات بل إننا نرى النصر كما نرى الشمس في وضح النهار ... إننا اليوم إذ ندوّن تاريخنا على قدر جهدنا فإننا لا نستطيع أن نحصي هذه التضحيات في صفحات أو كلمات أو عبارات لكنه تاريخ كتب بالدم والجراح والآلام والجهاد والرباط والتحدي " ، الضيف يخرج من جديد ، كما الأمل ، والحلم الوردي ، ليحي فينا ترنيمة النصر ، وقرب موعد التمكين ، يا أهل الضفة "الضيف" يقول لكم : أن اصبروا وصابروا ، واعلموا أن جرحاتكم جراحتنا ، آهاتكم آهاتنا ، وأنكم رغم الملاحقة والتضييق الثنائي "العباسي -الإٍسرائيلي" أنتم عنوان المرحلة ، لذلك كنتم الحاضر الأبرز في جهادنا وعمليات كتائبنا.
رسالة الضيف وإن جاءت مقتضبة لكنها مرعبة لكل المتربصين ، فالقائد العام حفظه الله "رأس حماس العسكري" أو بلغة أخرى : وزير "حرب حماس" ، هدّد "أبناء مولر" الذين تجاوزا بأفعالهم حدود الوطنية و حتى "الإنسانية" ! ، فـ"أبو خالد" أراد من رسالته أن "يطمئن" الأجهزة الأمنية في الضفة إلى أن القسام يقترب شيئاً فشيئاً من حدود الضفة ! ، وبأن اليوم الذي سيحاكم فيه الخائنون والمجرمون بات في خانة "الممكن" . فالنصر يا إخوتي في عين "الضيف" شمس أوشكت على الشروق ، ونور لا يذكى إلا بالآلام والجراح .
أما الرسالة الثانية من القائد أحمد الجعبري نائب القائد العام لكتائب القسام : " “إن عيوننا ستبقى دوماً صوب القدس والأقصى ولن تنحصر داخل حدود غزة، وإن مشروعنا المقاوم سيمتد كما كان دوماً إلى كل أرضنا المغتصبة، إن عاجلاً أم آجلاً" ، البوصلة لدى الجعبري ليست بحاجة إلى تقويم ، ولا تقبل بأي حال التبديل أوالتغيير ، فالوجهة : المسجد الأقصى ، الوسيلة : الجهاد بجميع تفريعاته . العدو من يحتل الأرض ، ويغتصب أشرف بقاع فلسطين "المسجد الأقصى" ، فلأهل القدس التحية على جهادهم وصبرهم ، ولكم يا قومَ الاستشهادي علاء أبو دهيم كل الإكبار والفخار ، فأنتم جذوة الانتفاضة الثانية ، وأنتم مشعلو الهبات المقدسية ، ومنكم شرارة حرب التحرير ، فواصلوا تصديكم للمغتصبين الصهاينة .
الرسالة الثالثة : من بنادق مرافقي أبو عبيدة "جراح الصهاينة " في مؤتمره الأخير : نحن في حماس طريقنا طريق البندقية ، وعملياتكم في الضفة نتاج لطبيعي لهذه القناعة التي لن تنطفأ جذوتها رغم عربدة الأجهزة الأمنية فيها . فبرغم الملاحقة والتشريد والألم والاعتقال والتضييق ، برغم كل ذلك ما زالت حماس الضفة وكتائبها قادرة على صنع العمليات المزلزلة ، ولن يكون آخرها "سلسلة عمليات سيل النار القسامية" . وهي قادرة أيضاً على صد أي غباء صهيوني محتمل ضد قطاع العزة ، فحماس وعت دروس الحرب جيداً ، وأعدت العدة جيداً للدفاع عن شعبنا ومشروعنا الفلسطيني المبارك .
الرسالة الرابعة : من الأسرى و مجاهدي كتائب الشهيد عز الدين القسام في الضفة المحتلة يقولون لكم ، أن الطريق رغم صعوبته سهل ، ورغم آلامه حلو ، طريق القسام في الضفة بدأت قبل عقدين من الزمن ولن تنتهي إلا بزوال المحتل عن كامل تراب فلسطين ، فيا أهل الضفة ابدأوا البناء الصامت ، والعمل الفردي المخطط ، واعلموا أننا على أعتاب مرحلة مصيرية في تاريخ شعبنا ستسفر عن زوال المحتل وتمكين الإسلام وأهله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق