الاثنين، 17 يناير 2011

وانفرط العِقد وتناثرت حباته... فمن يعيد نظمه ؟؟؟؟

بقلم:عاهد ناصرالدين

  القدس، بغداد، تونس،الجزائر،عمان،صنعاء، القاهرة.... وغيرها من المدن وبلدان العالم الإسلامي تشكو الظلم والقهر والاحتلال والقتل والتآمر والذلة المهانة والقبضة الحديدية والنار المستعرة ، وإنها رسائل قوية وصرخات مدوية  تنبعث من تونس إلى كل حاكم دام ظلمه تبين بكل بوضوح رفض التسلط والمذلة ،وسيأتي اليوم الانفجار المدوي بل الزلزال المدمر للعروش والأنظمة المعتمدة على الأجنبي والمحتل؛ ذلك أن الحقيقة قد ظهرت وبانت والشمس لا تُغطى بغربال ، وآن الأوان لترتفع الأصوات المستنكرة والشاكية  الرافضة للذل والمهانة. 
           {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ }النحل26
   إنه وإن وقعت أمة الإسلام في مآزق وصدمات ونكبات فسقطت صريعة لها هنيهات ولكنها سرعان ما أفاقت من هول الصدمة فعادت إلى رشدها ، وهاهي الأصوات ترتفع في كل بلاد العالم الإسلامي تأبى الظلم والذلة والمهانة ولن تسكت على الضيم والجور .  
  وها هي الأمة عرفت اتجاه  البوصلة الصحيح لإرجاع مكانتها التي يجب أن تكون عليها الأمة الإسلامية .
   فيا أحفاد خالد وصلاح الدين وأبي عبيدة
   هل آن لكم أن  تعيدوا أمجاد أجدادهم العظام بإقامة الخلافة التي تحرر البلاد والعباد وتقيم الدين وتحمي البيضة والكرامة ، بلى والله لقد آن و إلا فمن للمسلمين اليوم في مشارق الأرض ومغاربها غير الخلافة ؟ من للمسلمين اليوم وهم يقّتلون صباح مساء في العراق وفلسطين وكشمير والشيشان وأفغانستان غير الخلافة ؟ من للمسلمين اليوم وأعراضهم منتهكة ونساؤهم يستصرخن صباح مساء وامعتصماه واإسلاماه واخليفتاه غير الخلافة ؟ من للمسلمين اليوم ليعيد المسلمين الى صدارة الأمم فيحملوا رسالة الإسلام رسالة هدى وخير للبشرية جمعاء غير الخلافة ؟
  لقد انفرط عِقد الحكام وسقط نظام الحكم في تونس ، فمن الذي سيعيد حبات العِقد بنظم جديد مختلف ،يوحد بلاد المسلمين ،ويجمعها بحبل الله المتين الذي لا ينقطع .
  يا علماء الأمة الإسلامية
 إن الأمة الإسلامية بحاجة إليكم أكثر من أي وقت مضى ؛فأنتم  القادة ، وأنتم أمل الأمة في عودتها إلى سابق عهدها من العزة والمنعة والرفعة، وأنتم هداتها إلى طريق الأمن والأمان كلما كثرت الفتن واشتدت الأزمات .
   أمام هذا الوضع الأليم الذي تعيشه الأمة الإسلامية أوجه الدعوة لكم يا ورثة الأنبياء أن تقوموا بدوركم في إنقاذ هذه الأمة ؛فأنتم  أملها في إخراجها من هذه المآزق التي تمر بها، وفي إصلاحها وصيانتها وحفظها، وفي توجيهها نحو النصر على أعدائها، ولا بد أن تكون  لكم كلمة نافذة ومكانة مرفوعة ، قال الغزالي: (... الفقيه معلم السلطان ومرشده إلى طريق سياسة الخلق وضبطهم، لينتظم باستقامتهم أمورهم في الدنيا) ، قال الرشيد لشيبان عظني: فقال يا أمير المؤمنين؛ لأن تصحب من يخوفك حتى تدرك الأمن خير لك من أن تصحب من يؤمنك حتى تدرك الخوف. فقال فسر لي هذا . قال من يقول لك أنت مسؤول عن الرعية فاتق الله؛ أنصح لك ممن يقول لك أنتم أهل بيت مغفور لكم...)  .
  ولا بد أن تكون صورتكم لدى الناس واضحة  لتأخذ مكانها في حياة الناس، وذلك بالثبات على هذا الدين ، وقول كلمة الحق مهما كلفت ، وعدم مهادنة الحكام ، وعدم تفصيل الفتاوى التي ترضي أعداء الله ورسوله ، وتغضب الله – عز وجل - .
 وإن الذي يعيد لكم مكانتكم قوة كلمتكم ووضوح خطابكم ،  لا سيما في القضايا المصيرية، وذلك لجمع الكلمة وتوحيد الأمة .
  إن الأمة الإسلامية  بحاجة ماسة  إليكم يا أصحاب العلم والفضيلة في هذا العصر؛ بحاجة  إلى حضوركم في حياة الأمة لا سيما في الأزمات .
  إن مكانكم الطبيعي بين الناس ، وليس على أبواب السلطان .
          أيها الإعلاميون الكرام
  هذا يوم وقوفكم مع أمتكم ؛   فما دوركم كإعلاميين أمام هذا كله ؟ 
هل تقفون على الحياد أم تمتثلون لقوله تعالى {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً }الكهف29.
  هل تحرف الحقائق وتضلل الرأي العام أم تضع نصب عينيك قول الله عزوجل {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18
 هل تبرزون هذه الحقائق للرأي العام  ؟
      وهذه دعوة لكم أيها الإعلاميون الكرام وأنتم  تنتمون لهذه الأمة الكريمة ,للوقوف إلى جانب أمتكم  في محنتها التي تمر بها منذ زوال سلطان الإسلام عنها, و أن تكونوا عونا لها لتنهض من كبوتها بتقديم الأخبار الصادقة الصحيحة لها و التحليل الدقيق الذي يسلط الضوء على الأحداث كما هي حتى تعي الأمة واقعها و عيا دقيقا , ثم بتقديم المعلومات الدقيقة تاريخيا وواقعيا وفكريا وسياسيا, و أن يكون الإسلام هو المقياس في هذه الأعمال الإعلامية التي يجب في الأصل أن تسير بالأمة بموضوعية و حرص في طريقها لتحقيق نهضتها و إعادة عزتها و بناء وحدتها التي حرص عليها الله و رسوله في القرآن الكريم و السنة المطهرة .
      {قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }المائدة 119 0
   يا أهل القوة والمنعة
   يا جيوش الأمة الكريمة
   هلا وقفتم إلى جانب شعوبكم وأمتكم وأهلكم ،وهلا استجبتم لنداء الحق وداعي الله ولكم الجنة ؛فقد خصَّ الله – عزوجل- المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،خصهم بالمدح والفضل وعلو المكانة والمنزلة لنصرتهم دينه وصبرهم على حملها،وتحمُّلهم الأذى{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة100.
  إن النصرة لدين الله – عز وجل - تحتاج إلى رجال وأي رجال, رجال لهم شهامة ونجدة كأمثال سعد بن معاذ و أسيد بن حضير والبراء بن معرور. وبالرغم من كل ذلك, فإننا واثقون من نصر الله و تأييده. ولنا في عزيمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وثباته وثقته بنصر الله أسوة؛فقد كان صلى الله عليه وسلم في غزوة الأحزاب أثناء حفره للخندق, يبشر بهدم أعظم دولتين في ذلك التاريخ مع أن المشاهد المحسوس يبين أن الغلبة ستكون للأحزاب , حتى إنه بعد مرور اليوم السابع والعشرين من الحصار المضروب على المدينة, صار المنافقون يقولون إن محمداً يعدنا بكنوز كسرى وقيصر وأحدنا لا يجرؤ على قضاء حاجته في الخلاء، فقال عليه الصلاة والسلام: والذي نفسي بيده، إني لأرجو أن أستلم مفاتيح الكعبة وأن أغنم كنوز كسرى وقيصر وأن تنفق أموالهم في سبيل الله, وهكذا كان، حيث أورثهم الله تلك الديار{فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ }الروم4.
قال الرسول – صلى الله عليه وسلم -لولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار, ولو سلك الناس شعباً وسلك الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار .
   فوالله الذي لا إله إلا هو إن الأمة اليوم لأشد ما تكون حاجة لأبنائها من أنصار هذا الزمان, تحتاج إلى أنصار كأنصار رسول الله, تحتاج لمن يقتلع الحكم الجبري من جذوره , ويولي الأمة خيارها ومن جنسها ، يحبهم ويحبونه ، يحرص على رعايتها ووحدتها, تحتاج إلى الذين لا يخافون في الله لومة لائم, تحتاج لمن يعيد لنا سيرة الأنصار فيبايع بيعة الحرب والرضوان .
   إن العِقد الجديد هو نفس العِقد الذي نظمه وبناه الرسول- صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام في الينة المنورة يوم أرسى دعائم الدولة الإسلامية الأولى واستمرت قرابة أربعة عشر قرنا من الزمان .
   إن النظام الحق يقوم على أساس الإسلام الحق، وليس بحاجة للدخول في لعبة الأمم  تحت ذريعة حفظ الرؤوس وإن تطلب ذلك هدم الإسلام ومقدساته وحرماته والدخول في سياسات لا تخدم إلا الإستعمار الغربي .
من الذي يكون له شرف إعادة الِعقد على أساس الإسلام، بإعادة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة ؟
            وله الجنة ؟؟ .
    {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة111 
=======================
إنَّ الأفكارفي أية أمة من الأمم
هي أعظم ثروة تنالها الأمة في حياتها
إن كانت ناشئة
وأعظم هبة يتسلمها الجيل من سلفه إذا كانت الأمة عريقة في الفكر المستنير
http://abuhatem1962.maktoobblog.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق