الثلاثاء، 18 يناير 2011

طاغوت تونس المخلوع..عبرة لبقية الطواغيت / بقلم الشيخ .. حامد البيتاوي


طاغوت تونس المخلوع..عبرة لبقية الطواغيت [ 17/01/2011 - ]
الشيخ حامد البيتاوي

بعد إلغاء الخلافة العثمانية الإسلامية عام 1924 على يد الطاغية كمال أتاتورك وأعوانه ، والتي كانت أكبر كارثة حلت بالعرب والمسلمين ، حيث تفرقت بلادهم ، وحلت بها الكوارث والمصائب والنكبات ، وعلى رأسها كارثة فلسطين ، قام أعداء الأمة في أوروبا وروسيا وأمريكا بتنصيب الحكام والطواغيت على بلاد العرب والمسلمين - وطاغية تونس " زين العابدين بن علي " كان أحدهم- ليقوموا بالنيابة عن هؤلاء الأعداء في محاربة الإسلام والمسلمين ..
لقد عاث هذا الطاغية فسادا في تونس ، فمارس وبطانته كل أنواع الفساد الديني والأخلاقي والاجتماعي والسياسي والإعلامي والتعليمي والاقتصادي ..فحكم بغير ما أنزل الله ، وطبق قوانين وضعية مستوردة تحل الحرام وتحرم الحلال ، واختار بطانة سيئة ، وشجع نظامه على الفاحشة ، وحكم شعب تونس وبالحديد والنار ، وديست حقوق الإنسان وصادر الحريات وكمم الأفواه وزج بعشرات الآلاف من أبناء شعبه في السجون وشرد الآلاف منهم خارج الوطن ، واعتدى وأعوانه على المال العام، وحارب المواطنين في أرزاقهم ولقمة عيشهم ،فكثر الفقر والجهل والمرض وانتشرت الرشوة في المجتمع..
وهكذا حكم الطاغية المخلوع بن علي وبطانته وأعوانه شعب تونس مدة قاربت الربع قرن ، حول فيها حياتهم إلى جحيم لا يطاق ، حتى كانت الشرارة التي أشعلها " البوعزيزي" بإحراق نفسه ، فكانت أن اشتعلت انتفاضة بل قل ثورة في تونس ضد هذا الطاغية ونظامه الفساد ، وقدم الشعب التونسي عشرات الشهداء ، حتى تم لهم خلع هذا الطاغوت ، فأراحوا أنفسهم من شره .. ولقد عمت الفرحة قلوب التونسيين ، بل قلوب العرب والمسلمين ،وتحقق قول شاعرهم :
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
فيا شعب تونس الحر الكريم ، من فلسطين نوجه لكم التحية والتهنئة بهذا النصر ، وبذلك تكونون قد قطعتم نصف الطريق ،وبقي أن تقطعوا نصفه الآخر بتغيير النظام الفساد وكنس أعوانه ، واحذروا من سراق الثورات ..
كلمتي الأخيرة لكافة الشعوب العربية والإسلامية التي ابتليت بالطواغيت والأنظمة الفاسدة ، أن تنتفض لتخلع هذه الطواغيت، وتغير هذه الأنظمة الفاسدة ، إذا أرادت العزة والكرامة ، قال تعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ".. ورسالتي للطواغيت وأعوانهم في كل مكان أن يتعظوا بالطاغية "بن علي " ، فالسعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ بنفسه ، وليرجعوا إلى شعوبهم قبل أن يصلهم الطوفان ويلقيهم في مزابل التاريخ ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق