السبت، 15 يناير 2011

بعد هروب ديكتاتور تونس في جنح الظلام

بعد هروب ديكتاتور تونس في جنح الظلام ... الحكام العرب يتحسسون رؤوسهم

وكأن كلينتون كانت - في الدوحة - تتوقع الانفجار حين حذرت الحكام العرب من انفجار شعوبهم ... ولم يكد حبر كلامها يجف حتى عمد الشعب التونسي البطل حريته بالدم مسقطا ديكتاتورية عسكرية مجرمة بطشت بالشعب وافقرته ولم تكن رسالة الشعب التونسي موجهة فقط الى الشارع التونسي وانما استهدفت الشارع العربي من المحيط الى الخليج وكان الاردنيون - يوم امس - يهتفون في اربد بحياة الشعب التونسي البطل والشهداء الذين سقطوا في شوارع تونس في اعلان للعالم بان المواطن العربي ليس باقل من غيره في احساسه بالعزة والكرامة ورفضه للتسلط وللحكام الخونة

وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون قد طالبت في منتدى المستقبل في الدوحة، قادة الدول العربية الى الاصلاح محذرة من ان التطرف يمكن ان "يملأ الفراغ"، فيما فشل المشاركون في تبني بيان ختامي او اعلان بيان رئاسي بسبب خلاف مع كندا حول بند فلسطين.وقالت كلينتون امام المنتدى الذي يضم ممثلي الحكومات والمجتمع المدني في دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا الى جانب دول مجموعة الثماني، ان شعوب المنطقة "سئمت من المؤسسات الفاسدة" والسياسات "الراكدة" مقابل تراجع الثروات المائية والنفطية على قولها.وحذرت من ان "دولا قليلة جدا" في المنطقة "لديها خطط" للتعامل مع الرؤية المستقبلية القاتمة واعتبرت ان في "اماكن كثيرة من المنطقة، تغرق الاسس في الرمال".وبحسب كلينتون فان "آخرين سيملأون الفراغ" اذا ما فشل القادة في اعطاء رؤية ايجابية "للشباب وسبل حقيقية للمشاركة".واعتبرت ان "العناصر المتطرفة والمجموعات الارهابية والجهات الاخرى التي تتغذى من الفقر واليأس، موجودة على الارض وتنافس على النفوذ (...) لذا انها لحظة دقيقة واختبار للقيادة بالنسبة لنا جميعا".ودعت كلينتون الدول العربية الى محاربة الفساد مؤكدة انه يصعب على المستثمرين الخارجيين الاستثمار في المنطقة

وتمثلت 120 منظمة من المجتمع المدني العربي في المنتدى الا ان ناشطين اشاروا الى وجود "مراجعة حقيقية تتم حاليا لمنتدى المستقبل" وامكانية استمراره والى "تراجع في الخطاب السياسي في هذا المنتدى على مستوى حقوق الانسان وحماية الحريات ومستوى حق تقرير المصير"، مقابل تراجع الاصلاح عموما في المنطقة.واختتم المنتدى من دون بيان ختامي مشترك او بيان رئاسي بسبب خلاف حول البند المتعلق بفلسطين بين المجموعة العربية وكندا التي تشارك قطر في رئاسة المنتدى.وفي جلسة ختامية، اكد وزير الخارجية الكندي لورنس كانون ان المشاركين في المنتدى "اقتربوا كثيرا" من الاتفاق على بيان ختامي لكنهم فشلوا في النهاية.من جهته اكد وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية احمد بن عبدالله ال محمود فشل المؤتمرين في التوصل الى بيان ختامي، الا انه قال ان قطر وكندا ستعملان معا على اصدار بيان رئاسي مشترك في المستقبل القريب.وفي وقت لاحق، نشرت وكالة الانباء القطرية تصريحا لال محمود اكد فيه انه "تم اجراء نقاشات عديدة مع الجانب الكندي لثنيه عن موقفه (الرافض للصيغة المقبولة عربيا حول فلسطين) الا انه كان مصرا على موقفه".واكد آل محمود ان "قطر لا تقبل ان يصدر من اجتماع يعقد على ارضها اي شيء يهضم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة".وكانت مسودة بيان ختامي مشترك وزعت على المشاركين والصحافة للمرة الاولى منذ انطلاق المنتدى في 2004، لكي تقر بشكل مشترك بين الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص، ولكن فشلت المجموعة في الاتفاق عليها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق