الثلاثاء، 1 فبراير 2011

الجزيرة ودورها التاريخي؛ رأي القدس

حسين الطبراني
الجزيرة' ودورها التاريخي
رأي القدس
2011-01-30


اخطأ النظام المصري،
او ما تبقى منه،
عندما اقدم على اغلاق مكتب قناة 'الجزيرة' في القاهرة،
ومنع بثها عبر القمر الصناعي 'نايل سات'،
معتقدا ان مثل هذا الاجراء سيطيل في عمره،
فما يمكن ان يحدث هو العكس تماما،
لان المنع سيجعل 'الجزيرة' متحررة من كل الاعتبارات السابقة التي تلتزم بالحد الادنى من الهدنة مع النظام.
قناة 'الجزيرة' لم تفجر الثورة الشعبية في تونس،
وهي قطعا لم تكن كذلك بالنسبة الى الثورة المشتعلة حاليا في مصر، 
فكل ما فعلته هو نقل الاحداث بصورة اكثر جرأة وشجاعة من القنوات الاخرى، 
التي تمثل انظمة عربية لا تقل قمعية وفسادا عن النظام المصري.
المحطة 'جاملت' النظام المصري في البداية،
وابتعدت عن كل وسائل التحريض،
حفاظا على مصالحة هشة حدثت بين امارة قطر وهذا النظام،
تحققت في الربع ساعة الاخير،
وبالتحديد عندما قام الرئيس المصري بزيارة نادرة الى الدوحة بعد قطيعة استمرت سنوات بسبب عناده، 
وازدرائه للنظام القطري، 
وممارسة انواع بشعة من المماحكة السياسية عندما اقام علاقات وثيقة مع المعسكر المتحفظ على سياسات قطر الجريئة ونظامها الجديد،
وهو معسكر يضم البحرين والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة.
محطة الجزيرة 'هادنت' النظام المصري،
مثلما تهادن حاليا انظمة عربية اخرى،
مثل المملكة العربية السعودية وسورية وليبيا سواء بسبب سياسات مهادنة،
او في اطار استراتيجية اقليمية املتها حالة الاستقطاب العربية المتفاقمة حاليا،
ولكنها في رأينا 'هدنة' مؤقتة،
سرعان ما ينفرط عقدها، 
لان المصالحات العربية تظل شكلية قصيرة الامد،
مضافا الى ذلك ان امزجة الحكام العرب سريعة التغيير،
يحكمها الانفعال في معظم الاحيان.
البطل الحقيقي الذي اشعل الثورة في مصر، 
ومن قبلها تونس،
هو الجيل الجديد من الشبان في البلدين،
جيل الانترنت والفيس بوك والتويتر والاعلام البديل بشكل عام.
فهؤلاء هم الذين زودوا الجزيرة بالافلام،
وتحول المئات منهم الى مخبرين 'مجاناً' يعملون في خدمة هذه المحطة التي مزقت قناع الصمت والتعتيم في الوطن العربي.
'الجزيرة' ستدخل تاريخ المنطقة من زاويتين،
الاولى هي ريادتها الاعلامية واعلاء سقف الحريات التعبيرية،
وتكريس المهنية،
وخلق جيل جديد من الخبراء والمحللين والمقدمين، 
والثانية تهميش دور الاعلام الرسمي وادواته ووسائله، 
وفضح سذاجته المهنية،
بحيث بدا هذا الاعلام عاريا بالكامل امام ملايين المشاهدين الذين انفضوا عنه في نهاية المطاف.
هذه القناة تستحق التقدير من الشعوب العربية التي ساعدتها في اطاحة الانظمة الدكتاتورية القمعية مثل نظام تونس،
وربما قريبا النظام المصري، 
او الانظمة المرشحة للسقوط في المستقبل القريب للاسباب نفسها.
نضع يدنا على قلوبنا ونصلي لاستمرار هذه المحطة،
وحفظها والعاملين فيها من اي مكروه،
خاصة اننا سمعنا ان الرئيس جورج بوش الابن كان ينوي ارسال صاروخ كروز لتدميرها، 
اثناء حربه الاجرامية على العراق عام 2003 وناقش ذلك فعلا مع حليفه الآخر توني بلير وشريكه في جرائم حربه.

هناك تعليقان (2):

  1. حملة عباس و مبارك ضد الجزيرة و دور وكالة معا المشبوه



    حنظلة عمر

    فيما يراقب العالم أجمع الإنتفاضة في مصر من خلال عيون قناة الجزيرة، تقوم وكالة معا بمحاولة مشبوهة للتقليل و المساس بها. هذا الدور جاء بعد وقت قصير جدا من محاولة حركة فتح و سلطتها في رام الله "لصهّينة" هذه القناة التي ما فتكت لوضع القضية الفلسطينية على أعلى سلم أولوياتها، و ذلك لمجرد عرضها لوثائق المفاوضات بين فريق فتح و الكيان الصهيوني.

    المضحك المحزن في هذا الوقت أن نرى أمريكا و وسائل اعلامها تعترف بدور الجزيرة الريادي في تغطية الثورة المصرية الحالية، و التونسية السابقة، و تقديم كل امكانياتها لمساعدة الشعب المصري عن طريق فتح خط ساخن لمساعدة المحتاجين قبل فتح كل قنواتها و مؤسساتها لخدمة للشعب المصري و تغطية انتفاضته التي دافع عنها اعداء الشعوب العربية أمثال أمريكا و فرنسا و بريطانيا و حتى رموز الكيان الصهيوني الذين اعترفوا بديكتاورية مبارك و نظامه.

    و قد وصل الحال بجريدة نيويورك تايمز، و التي تعتبر من أرقى و اكبر جرائد العالم، بأن تمدح قناة الجزيرة و تصفها بصوت الشعب العربي و ممثله. و على النقيض من ذلك يقوم اعلام مبارك بمحاربة قناة الجزيرة، و التي تدافع عن ثورة الشعب المصري في طبيعة الحال، و يقوم النظام ايضا بمنع الجزيرة من العمل في مصر و قد قطع بثه على القمر الصناعي، بل و تقوم بالتشويش عليها لكي لا تصل رسالة الشباب المصري المنتفض لشعبه المصري قبل ايصاله للعرب و الغرب. و كدعم لقناة الجزيرة و الشعب المصري قامت أكثر من 8 قنوات فضائية بتحويل بثها لقناة الجزيرة لكي تكون جنودا للشعب المصري و ثورته و صوته الذي تقوم الجزيرة بايصاله للجميع، فلا أحد يمثل الشعب العربي كما تمثله قناة الجزيرة. و اكمالا للدور الهدام الذي يتبعه اعلام النظام تقوم وكالة معا بتقديم خدماتها لهذا النظام المستبد و بدون مقابل، بل تستغل الوضع المصري لصالح سلطة رام الله لتمرير مخططها في محاربة الجزيرة بسبب كشفها لتلك الوثائق.

    قامت معا بنشر خبر على موقها بعنوان " فضائيات تخلي هواءها للجزيرة- صحافي مصري يصف قطر باسرائيل الخليج" و العنوان الخبيث هذا و الذي يدل على حقد وكالة معا لقناة الجزيرة، بل و بان هذا الحقد ايضا بالصورة التي وضعتها الوكالة في الخبر و التي تحتوي على صورة بيرس في قطر قبل قطع قطر لعلاقتها مع الكيان. و المثير للسخرية في الموضوع بأن هذا "الصحفي" المصري ما هو الا متصهين عربي يدافع عن الأنظمة العربية و الكيان الصهيوني. حيث و في حلقة الإتجاه المعاكس في تاريخ 27\1\2009 قال بأن الكيان قد انتصر في حربه على غزة و بأن حركة حماس هي السبب في الحرب لأنها استفزت الكيان. و هذا "الصحفي" الذي يعمل اجيرا للدفاع عن مشروع الصهيونية في العالم العربي لم يتراوع لتحميل المقاومة الفلسطينية المتمثلة بحماس المسؤلية عن قتل الفلسطينين و تدمير قطاع غزة، و هذا الكلام يوافق تماما البربوغاندة الصهيونية. و هذا الصحفي الذي شتم الجزيرة و وصفها "باسرائيل الخليج" لم تنقل وكالة معا كل كلامه المنتقد للشعب المصري و ثورته و دفاعه المستميت عن النظام الصري، بل جزئت تصريحه و أخذت ما يدعم حربها على الجزيرة فقط، لأن نقلها لكلامه عن الشعب المصري سيفقده للمصداقية و ينتقص من مصداقية الخبر و الوكالة نفسها لأن لا أحد يستمع لمحاميي الأنظمة المستبدة.

    فشلت معا من جديد لبس ثوب الحيادية و المهنية بهذا الخبر، بل أعتقد بأن عورتها انكشفت للجميع لدرجة أنها لم تعد تهتم لتغطية هذه العورة، فهي تحررت من كل القيم الصحفية من مهنية و حياد و حتى شفافية في نقل الأخبار، و تحولت لبوق اعلامي رخيص لحركة فتح و سلطتها الغير وطنية في رام

    ردحذف
  2. حملة عباس و مبارك ضد الجزيرة و دور وكالة معا المشبوه


    حنظلة عمر

    فيما يراقب العالم أجمع الإنتفاضة في مصر من خلال عيون قناة الجزيرة، تقوم وكالة معا بمحاولة مشبوهة للتقليل و المساس بها. هذا الدور جاء بعد وقت قصير جدا من محاولة حركة فتح و سلطتها في رام الله "لصهّينة" هذه القناة التي ما فتكت لوضع القضية الفلسطينية على أعلى سلم أولوياتها، و ذلك لمجرد عرضها لوثائق المفاوضات بين فريق فتح و الكيان الصهيوني.

    المضحك المحزن في هذا الوقت أن نرى أمريكا و وسائل اعلامها تعترف بدور الجزيرة الريادي في تغطية الثورة المصرية الحالية، و التونسية السابقة، و تقديم كل امكانياتها لمساعدة الشعب المصري عن طريق فتح خط ساخن لمساعدة المحتاجين قبل فتح كل قنواتها و مؤسساتها لخدمة للشعب المصري و تغطية انتفاضته التي دافع عنها اعداء الشعوب العربية أمثال أمريكا و فرنسا و بريطانيا و حتى رموز الكيان الصهيوني الذين اعترفوا بديكتاورية مبارك و نظامه.

    و قد وصل الحال بجريدة نيويورك تايمز، و التي تعتبر من أرقى و اكبر جرائد العالم، بأن تمدح قناة الجزيرة و تصفها بصوت الشعب العربي و ممثله. و على النقيض من ذلك يقوم اعلام مبارك بمحاربة قناة الجزيرة، و التي تدافع عن ثورة الشعب المصري في طبيعة الحال، و يقوم النظام ايضا بمنع الجزيرة من العمل في مصر و قد قطع بثه على القمر الصناعي، بل و تقوم بالتشويش عليها لكي لا تصل رسالة الشباب المصري المنتفض لشعبه المصري قبل ايصاله للعرب و الغرب. و كدعم لقناة الجزيرة و الشعب المصري قامت أكثر من 8 قنوات فضائية بتحويل بثها لقناة الجزيرة لكي تكون جنودا للشعب المصري و ثورته و صوته الذي تقوم الجزيرة بايصاله للجميع، فلا أحد يمثل الشعب العربي كما تمثله قناة الجزيرة. و اكمالا للدور الهدام الذي يتبعه اعلام النظام تقوم وكالة معا بتقديم خدماتها لهذا النظام المستبد و بدون مقابل، بل تستغل الوضع المصري لصالح سلطة رام الله لتمرير مخططها في محاربة الجزيرة بسبب كشفها لتلك الوثائق.

    قامت معا بنشر خبر على موقها بعنوان " فضائيات تخلي هواءها للجزيرة- صحافي مصري يصف قطر باسرائيل الخليج" و العنوان الخبيث هذا و الذي يدل على حقد وكالة معا لقناة الجزيرة، بل و بان هذا الحقد ايضا بالصورة التي وضعتها الوكالة في الخبر و التي تحتوي على صورة بيرس في قطر قبل قطع قطر لعلاقتها مع الكيان. و المثير للسخرية في الموضوع بأن هذا "الصحفي" المصري ما هو الا متصهين عربي يدافع عن الأنظمة العربية و الكيان الصهيوني. حيث و في حلقة الإتجاه المعاكس في تاريخ 27\1\2009 قال بأن الكيان قد انتصر في حربه على غزة و بأن حركة حماس هي السبب في الحرب لأنها استفزت الكيان. و هذا "الصحفي" الذي يعمل اجيرا للدفاع عن مشروع الصهيونية في العالم العربي لم يتراوع لتحميل المقاومة الفلسطينية المتمثلة بحماس المسؤلية عن قتل الفلسطينين و تدمير قطاع غزة، و هذا الكلام يوافق تماما البربوغاندة الصهيونية. و هذا الصحفي الذي شتم الجزيرة و وصفها "باسرائيل الخليج" لم تنقل وكالة معا كل كلامه المنتقد للشعب المصري و ثورته و دفاعه المستميت عن النظام الصري، بل جزئت تصريحه و أخذت ما يدعم حربها على الجزيرة فقط، لأن نقلها لكلامه عن الشعب المصري سيفقده للمصداقية و ينتقص من مصداقية الخبر و الوكالة نفسها لأن لا أحد يستمع لمحاميي الأنظمة المستبدة.

    فشلت معا من جديد لبس ثوب الحيادية و المهنية بهذا الخبر، بل أعتقد بأن عورتها انكشفت للجميع لدرجة أنها لم تعد تهتم لتغطية هذه العورة، فهي تحررت من كل القيم الصحفية من مهنية و حياد و حتى شفافية في نقل الأخبار، و تحولت لبوق اعلامي رخيص لحركة فتح و سلطتها الغير وطنية في رام

    ردحذف