الخميس، 24 فبراير 2011

آلآنَ يا فتح؟

لمى خاطر
كاتب

كما كان متوقعا؛ حين يتأزم الحال الداخلي لدى قيادة فتح، وتتلقى صفعة سياسية أمريكية أو دولية أو حتى إسرائيلية، أو يقترب بلل الثورات من إغراقها، تبدأ بعزف سيمفونية المصالحة وضرورة إنهاء الانقسام، ويكون أفضل ما في عروضها أشكالاً مشوهة للتقارب مع حماس، كدعوتها لحكومة وحدة وطنية، وكعرض فياض عليها الانضمام إلى حكومته القادمة، متناسياً هذا الأخير أنه يرأس حكومة غير شرعية وأن حماس حازت على نسبة في الانتخابات تزيد عن نسبة طريقه الثالث بعشرات الأضعاف!

أما فتح التنظيم، ممثلة بهياكلها التقليدية إياها، فلم تجد بداً من الدعوة المخادعة لغضبة في وجه سياسات أمريكا رداً على فيتو الأخيرة لصالح الاستيطان، لكنها لم تخبرنا مثلاً بشكل غضبتها ولا بحدودها، وفيما إذا كانت ستكسر المحظور فتحاوياً وتهاجم الاحتلال في مناطق التماس، أم أنها ستكتفي بالتظاهر تحت مكاتب فضائية الجزيرة لتصور للعالم أنها ما زالت على ثغرة النضال والمواجهة، وأن وثائق الجزيرة كانت تسريبات مفبركة لم تفلح في صرف الجمهور عن (أمه) التاريخية!

لم تخبرنا قيادة فتح كذلك، ومعها فياض الذي بات يصرح مؤخراً منتقداً الابتزاز الخارجي ويتغنى بالمواقف الوطنية، لم يخبرونا فيما إذا كان حردهم السياسي الأخير وغضبهم المفتعل والآتي على غير ميعاد سينسحب على اتفاقيات التنسيق الأمني مع الاحتلال وسيدفعهم لفض عقد العمل كمستأجرين لحماية الاحتلال ومستوطنيه، أو إن كانوا سينسحبون من بؤر التماس مع الاحتلال ليخلوا ما بين شعب فلسطين وانتفاضته الجديدة التي لم نعد نشك بقرب تفجرها في وجل المحتل ومن سيتطوع للدفاع عنه!

كما لم نعلم بعد إن كانت حمّى التوحّد التي نزلت بفتح هذه الأيام ستحملها على تقديم مبادرة تحرج حماس (التي تعطل المصالحة وفق زعم فتح) فتفرج عن معتقلي الحركة من مقاومين وسياسيين وطلاب ودعاة، وتكفّ عن توظيف الجواسيس لرصد كل حركة في الشارع والوشاية بمن يعارض سياسات فتح أو يلقي مثلاً خطبة جمعة لا تلتزم بمعايير هباش الأوقاف في حكومة فتح الذي يحلم بأن يمارس الوصاية الدينية على وعي رواد المساجد، وأن يزيف وعيهم عبر وصلاته التحريضية الردحية المسماة زوراً وبهتاناً خطبة جمعة!

جيد أن حماس هذه المرة وَعَت لخديعة المصالحة العرجاء التي قدمتها فتح بغية إنقاذ مركب سلطتها المشرف على الغرق، وجيد أن الحركة انحازت لعذابات أسراها وضحايا التنسيق الأمني، وتجاوزت الورقة المصرية المشؤومة التي كانت تستمد قيمتها من (فرعنة) النظام المصري البائد عبر سفير التهديدات الصهيونية عمر سليمان الذي كان يستغل حالة الحصار على حماس ليتفنن في ممارسة ساديته البغيضة وضغوطاته المختلفة على الحركة.

لم يعد مقبولاً اليوم ألا تلقي التغيرات السياسية التي تعصف بالعالم العربي بظلالها على الواقع الفلسطيني، ولا يعقل أن تتجه بوصلة العرب نحو قيم الحرية والعدالة والإصلاح، فيما يظل المشهد الفلسطيني رازحاً تحت (الكليشيهات) السياسية إياها المكبلة في أصلها وفصلها باتفاقية أوسلو ثم بشروط الرباعية والحاجة الدائمة لنيل الرضا الغربي عن أية حكومة قادمة، بل يجب أن يكون الواقع الفلسطيني ذا دور طليعي في عملية التغيير التي ينبغي أن تطال مفاصل الحراك الميداني والسياسي، وإن كان يعزّ على سلطة فتح أن تعلن إفلاسها السياسي وعبثية نهجها السابق، فلا أقل من أن تصنع لحظة صدق مع نفسها أولاً ثم مع الشارع الفلسطيني الذي ما عاد جاهلاً بأبجديات واقعه، وإن اختبار ما تبقى من مصداقيتها بات يقوم فقط على إعلانها الصريح تخليها عن سياساتها الأمنية المختلفة الموظفة لصالح الاحتلال، فلا معنى لأن يتشدق ناطقوها الأمنيون بتأكيداتهم على وقوفهم في خندق النضال الشعبي ضد الاحتلال، فيما هم يدافعون قولاً وعملاً عن سياسات ملاحقة المقاومة وتجفيف منابعها ووأدها ثقافة وسلوكا.

وإن كانت فتح اليوم مطالبة بلحظة صدق مع الذات ثم الشعب، وبالكف عن نهج الخداع والتضليل الذي ما عادت تجيد غيره، فإن عموم الفصائل الأخرى مطالبة بتحديث خطابها السياسي ومواقفها من مختلف القضايا الداخلية، وبإعانة جماهيرها على معرفة أولوياتها الوطنية، وحين تمتلك حناجر جمهورها الجرأة لتجهر بالقول ضد الخيانة والتفريط، ويصبح لا محل لهما من الإعراب السياسي أو في دائرة البرامج الفصائلية، عندها فقط يمكن أن نستبشر بغدٍ مختلف، وحينها لن يتردد الشعب في قول كلمته المطلوبة، وسنكون أمام مرحلة جديدة لا رجوع بعدها للوراء.

هناك 9 تعليقات:

  1. آلاء الشاطئ

    اقتباس:
    أما فتح التنظيم، ممثلة بهياكلها التقليدية إياها، فلم تجد بداً من الدعوة المخادعة لغضبة في وجه سياسات أمريكا رداً على فيتو الأخيرة لصالح الاستيطان، لكنها لم تخبرنا مثلاً بشكل غضبتها ولا بحدودها، وفيما إذا كانت ستكسر المحظور فتحاوياً وتهاجم الاحتلال في مناطق التماس، أم أنها ستكتفي بالتظاهر تحت مكاتب فضائية الجزيرة لتصور للعالم أنها ما زالت على ثغرة النضال والمواجهة، وأن وثائق الجزيرة كانت تسريبات مفبركة لم تفلح في صرف الجمهور عن (أمه) التاريخية!
    ليس تصريحي وإنما تصريح محمود عباس في لقائه الأخير مع قناة الجزيرة ورداً على سؤال وليد هل تتوقع إنتفاضية ثالثة مسلحة..؟!!
    قال هذا لا أفكر به أبداً وليس من أجندتي فنحن مع الوسائل السلمية والسلمية فقط... خلاص وضحت الإجابة ...
    فتح أسلوا عفى عليها الزمن



    اقتباس:
    فلا أقل من أن تصنع لحظة صدق مع نفسها أولاً ثم مع الشارع الفلسطيني الذي ما عاد جاهلاً بأبجديات واقعه، وإن اختبار ما تبقى من مصداقيتها بات يقوم فقط على إعلانها الصريح تخليها عن سياساتها الأمنية المختلفة الموظفة لصالح الاحتلال، فلا معنى لأن يتشدق ناطقوها الأمنيون بتأكيداتهم على وقوفهم في خندق النضال الشعبي ضد الاحتلال، فيما هم يدافعون قولاً وعملاً عن سياسات ملاحقة المقاومة وتجفيف منابعها ووأدها ثقافة وسلوكا.
    والمشكلة القائمة عند كل حكام العرب وبما فيهم رئيس السلطة الفلسطينية أنه لايوجد ثقة ممنوحة من الشعوب للحكام
    فمثلاً مبارك قام بإصلاحات كثيرة وربما كانت شكلية ولكن على الإعلام كانت إصلاحات , السؤال هل الشعب وافق على هذه الإصلاحات ..؟!لا طبعاً وذلك
    لأنه خلاص ماعاد واثقاً بما يقوله مبارك
    وكذلك الشعب الفلسطيني أعطي السلطة متمثلة بفتح فرصاً كثيرة ولكن السلطة لم تقتنص هذه الفرص لإعادة بناء الثقة بينها بين الشعب
    فما أمامها إلا أن تقوم بإجراءات عملية على أرض الواقع , حينها سأكون جازمةً أن السلطة باي باي , ومن قام بهذه الإجراءات هم من تبقي من فتح التي تريد إنقاذ نفسها


    توقيع : آلاء الشاطئ

    ردحذف
  2. ياسين عز الدين

    بالنسبة لردة فعل حماس على مناورات فتح الاعلامية (وهي كذلك وليست دعوات مصالحة صادقة)، أرى هنالك خلل كبير، وخصوصاً عندما نتكلم عن رفض لها، فتبدو حماس وكأنها ترفض المصالحة.

    وفتح تستخدم كلمات الرفض هذه من أجل الترويج إلى أن حماس لا تريد المصالحة وتريد الكرسي، والكثير من الناس ليس لديهم النفس للتحليل وفهم وربط الأمور، فيفضلوا الجمل القصيرة المجملة التي ترسلها لهم فتح ويقتنعوا بها.

    كان الأجدر ببعض ناطقي الحركة أن يكون جوابهم باتجاه واحد، نحن نريد المصالحة لكننا لا نرى أي خطوات عملية من قبل فتح.

    أن يقولوا أن مواقف فتح الاعلامية يجب أن يرافقها مواقف على الأرض من اطلاق سراح للأسرى ووقف التنسيق الأمني وغير ذلك.

    جمل بسيطة وقصيرة:
    - كيف تكون انتخابات وحماس ممنوعة من العمل في الضفة؟
    - كيف يتكلمون عن مصالحة والاعتقالات ما زالت منتشرة بالضفة؟
    - لا يمكن أن تنجح المصالحة بوجود التنسيق الأمني.


    توقيع : ياسين عز الدين

    ردحذف
  3. إستشهاد

    لو كل مافعلته فتح هو أن تتخلى عن التنسيق الأمني مع الاحتلال فعلا لا قولا ستكسب وربما تنقذ نفسها من رياح التغيير القادمة لا محالة

    لكن من يوم الثورة التونسية وحتى اليوم...لم يبدو أن أحدهم قد فهم الدرس؟؟

    اضرب مثلا بياسر عرفات فلقد أنقذ نفسه أمام شعبه عندما انحاز للشعب في انتفاضة الأقصى

    الوقت من ذهب وان لم يفهم الدرس أحد ويطبقه بسرعة فقد يفاجئ بالحشود تخلعه ولا ترضى بالقليل الذي كانت ترضى فيه سابقا
    وربما يكون سيناريو الهرب وسيناريو المبشرون بجدة هو حلم في تلك الساعة...لا أحد يعلم

    توقيع : إستشهاد

    ردحذف
  4. محمد الناصر

    قراءة موفقة حقيقة وطرحناها كثيرا
    من يعرف بنية سلطة فتح و برنامجها و عصابة اوسلو ومقتنع بما يعرفه من تجارب و تحليل عميق لتلك البنية لابد ان يصل الى تلك النتيجة اختنا الفاضلة
    غير هيك سيكون سراب
    وكما نعرف اختنا العزيزة الكاتبة لمى خاطر التى لاتمسك العصا من المنتصف مطلقًا كونها حاسمة الموقف واضحة الرؤيا صلبة المِراس السياسى لايخدعها الشكل ولا التصريحات المنمّقة ولا تبحث فى مواقفها عن الصياغات اللغوية التى تحتمل ضبابية سياسية الخ
    سلطة فتح اوسلو عملاء وخونة
    هؤلاء قتلة الشعب الفلسطينى ولازالوا فى الضفة الغربية
    هؤلاء دمروا المشروع الاسلامى والوطنى الفلسطينى واحلام شعبنا
    خانوا الوطن وشرف الأمانة والقَسَم الفتحاوى الذى حماه و حضنه واعطاه الاستمرارية آلاف الشهداء من شعبنا الذين بدمائهم سارت سفينة الثورة نحو التحرير
    هؤلاء السفلة عناصر سلطة اوسلو جففوا مجرى النهر بالتنسيق الامنى مع العدو ضد المجاهدين والمقاومة
    قتلوا واعتقلوا و لازالوا المقاومين والماجدات الفلسطينيات بالضفة واعتقلوا الاسرى القدامى والقيادات وحتى حاكموا مرّة اخرى المجاهدين الذين يقبعون فى سجون العدو الصهيونى بسنوات سجن غيابيا ؟؟!!
    نحن امام عصابة ومجرمين وليس قيادات وطنية
    ومن لايعجبه هذا الكلام بليصافح خونة وسيشهد عليه الزمن والتاريخ بانه مجرم بحق الشعب الذى لايغفر مواقف انبطاحية ضيقة لايمكن وصفها بالثورية


    توقيع : محمد الناصر

    ردحذف
  5. ايناس 2010




    مقالة ايدولوجيه ... تعكس الحقد على الأخر وتفتقر للموضوعية ، فغلى الأخت لمى أن تقدم البديل على الأقل بجوار النقد .

    إاذا اتفقنا مع الاخت لمى بكل ما جأت به ، فمو هو البديل ... اين حركة حماس من المبادرة ... لماذا لا تطرح حماس مبادرة للمصالحة بدل الهروب من طرح الطرف الأخر ....

    فمثلا يتمثل رد حماس في تهسئه الأجواء للمصالحة ، الإفراج عن المعتقلين ... الخ .

    نحن نريد مبادرة واضحة بنصوص واضحة لإنهاء الانقسام الذي اضر بالشعب الفلسطيني وبقضيته .

    نحن نريد نويا صادقة من الطرفين .

    نحن نريد ان ننهي هذه الجريمة ، جريمة الانقسام .

    ففتح وحماس بصفتهم اكبر الفصائل مدعوتان لانهاء الانقسام .

    فتح وحماس مسؤلتان عن كارثة الانقسام وتدعياته .... ولا حاجة لتحميل طرف دون الاخر .

    ردحذف
  6. اقتباس:
    الكاتب : ياسين عز الدين
    بالنسبة لردة فعل حماس على مناورات فتح الاعلامية (وهي كذلك وليست دعوات مصالحة صادقة)، أرى هنالك خلل كبير، وخصوصاً عندما نتكلم عن رفض لها، فتبدو حماس وكأنها ترفض المصالحة.

    وفتح تستخدم كلمات الرفض هذه من أجل الترويج إلى أن حماس لا تريد المصالحة وتريد الكرسي، والكثير من الناس ليس لديهم النفس للتحليل وفهم وربط الأمور، فيفضلوا الجمل القصيرة المجملة التي ترسلها لهم فتح ويقتنعوا بها.

    كان الأجدر ببعض ناطقي الحركة أن يكون جوابهم باتجاه واحد، نحن نريد المصالحة لكننا لا نرى أي خطوات عملية من قبل فتح.

    أن يقولوا أن مواقف فتح الاعلامية يجب أن يرافقها مواقف على الأرض من اطلاق سراح للأسرى ووقف التنسيق الأمني وغير ذلك.

    جمل بسيطة وقصيرة:
    - كيف تكون انتخابات وحماس ممنوعة من العمل في الضفة؟
    - كيف يتكلمون عن مصالحة والاعتقالات ما زالت منتشرة بالضفة؟
    - لا يمكن أن تنجح المصالحة بوجود التنسيق الأمني.
    إضافة لذلك يجب التذكير دائماً بالعقبة الأساس والجوهرية التي تعطل إمكانية التقارب وهي قضية التنسيق الأمني نظراً للتغير الجذري التي طرأت على وضع السلطة منذ 2007.
    فليس من العسير استيعاب هذه المسألة لمن يريد ذلك، وقبل طرح أي سؤال يتعلق بالمصالحة يفترض الإجابة على رتل الأسئلة المتعلقة بقضية التنسيق الأمني وارتباطات السلطة مع الاحتلال، ومن الخطأ الظن بأن هذه الأمور قابلة للحل عبر الحوار وبعد المصالحة. وإذا ما تبنت الحركة موقفاً واضحاً من هذه القضية وربطت المصالحة بالتوقف عن التنسيق الأمني والإفراج عن المعتقلين السياسيين فسيكون موقفها الإعلامي والسياسي قوياً.
    لكنّ هذا يتطلب الخروج من دائرة التنظير التقليدية المتعلقة بالمصالحة، وعدم الخشية من الاتهامات المضادة بتعطيلها، لأن فتح لن تقدّم تنازلات حقيقية في هذا الجانب إلا إذا كانت مأزومة بالفعل.

    ردحذف
  7. عمر أبو معمر

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أحمد الله حمداً كثيرا على فضله ونعمائه علينا وأسأله تعالى أن يثبت أقدامنها ويهدينا إلى سواء السبيل .

    منذ أسابيع مضت وحركة فتح تحاول وتحاول أن تخرج بمسيرها قدرها 50 شخص من كل أنحاء القطاع ولكنها فشلت خلال أسبوعين ماضيين من حشد هذا العدد البسيط، لا لشي إلا لأن الشارع الفلسطيني كشف حقيقة من يقودون هذه الحركة وتسلقوا على نضالاتها وجراحات أبنائها وتضحيات قادتها الاوائل أبو اياد وأبو جهاد وأبو الهول والكمالين وسعد صايل وأبو يوسف النجار وأبو شرار وغيرهم ممن ضحوا بأرواحهم في سبيل حرية هذه الارض وتطهيرها من الاحتلال الغاشم.

    لجأت حركة فتح خلال الفترات الماضية إلى محاولات يائسة ومكشوفة للخروج على الحكومة الشرعية في غزة واثارة المشاكل والفوضى والخلافات بين أبناء الشعب الفلسطيني الصابر والصامد.

    فتارة ترسل فتح وبإسم سرايا القدس رسائل sms إلى آلاف المواطنين وأبناء الجهاد الإسلامي تدعوهم للمشاركة في هذه المسيرات، إلا أن الجهاد الإسلامي كانت لهم بالمرصاد في المرة الاولى وسرعان ما نفت وباءت مسيرتهم بالفشل الذريع حيث لم يتمكنوا من حشد شخصين كما أسلفنا في موضع سابق.

    لم تستحي فتح من فعلتها المشينة تلك ولم تستحي أيضاً من خروجها سوداء الوجه كالحة المنظر بعد رفض الشارع الفلسطيني وحتى أبناء فتح النزول واثارة الفوضوى في القطاع فقامت بنشر دعوات بين بعض المواطنين وخاصة في المناطق النائية باسم الجهاد الإسلامي للمشاركة في مسيرات مزعومة لإنهاء الانقسام، إلا أن بعض هؤلاء المواطنين أيضاً سرعان ما كشفوا حقيقة الأكذوبة الفتحاوية وأخبروا أهلهم وجيرانهم ان الجهاد الإسلامي لم تدعو للمشاركة في أي مسيرات وأن القائمين على هذه الدعوات هم جهات مشبوهة فانفض الناس عنهم مرة ثالثة.

    ثم بعد ذلك يرسل بعض الكتاب الفتحاوين مواضيع باسم مواطنين فلسطينيين آخرهم الرسالة التي كتبت بإسم فراس محمود أبو معمر بعنوان "رسالة إلى كل شاب فلسطيني" دون علمه أو درايته لتنشر على بعض المواقع الفتحاوية تدعو الشباب الفلسطيني للثورة على حكومة غزة.

    بعد هذا كله وما له من دلالات على انعدام ثقة فتح حتى في نفسها ومعرفتها بانفضاض الشارع عنها تركها وحيدة في خيانتها وتنازلاتها وتجارتها بالقضية الفلسطينية نقول لهم: أن من لا يستطيع أن يدعو المواطنين باسمه ويستعير أسماء آخرين للخروج والثورة فهو أصلا غير موجود، ولا مكان لم يزيف الحقائق بين الشعوب، ولا ولن يستطيع أن يدبر من أمر البلاد شيئاً بعد أن دمرها.

    رسالتي إلى فتح ألا تفكروا في الإتقلاب على غزة، وقروا في بيوتكم، وأطيعوا ولي الأمر عليكم، واعصموا دمائكم وأموالكم، فمن لا يجرؤ أن يدعو الناس علانية لا يمكنه أن يقود ثورة أو يغير قواعد وأسس حافظ عليها الشعب بدماؤه

    توقيع : عمر أبو معمر

    ردحذف
  8. سقوط يتبعه سقوط

    بقلم / محمد فايز الإفرنجي

    لقد سقط أصحاب خيار السلام الاستسلامي, الذين كان لديهم اعتقاد بأن أمريكا يمكن أن تمرر لهم قرار يدين الاستيطان, ولكن ليس بالغريب إحباط أي قرار من شأنه أن يدين الاحتلال؛ فهنا سقطت نظرية الاستسلام بكل مفرداتها وتعرى أصحاب المفاوضات العبثية أمام أنفسهم, فكيف بهم أمام الشعب؟
    إن الإفلاس السياسي الذي تتعرض له حركة فتح ممثلة برئيسها يفقدها بقاءها وديمومتها التي تأثرت كثيرًا منذ زمن طويل بعد كل باب يغلق أمامها بشان مفاوضاتها العبثية.
    دعا أحد قادة فتح إلى جمعة غضب ضد الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية تعبيرًا عن الاستياء لإفشال قرار يدين الاستيطان, وكان الأجدر بالرد على هذا الإغلاق الكامل لطريق السلام الموهوم هو إيقاف التنسيق الفوري مع الاحتلال, والإعلان عن مصالحة وطنية بلا قيد أو شرط, واللجوء لمربع المقاومة بكافة أشكالها وعلى رأسها العسكرية.
    فقد أغلقت الأبواب وجفت الصحف ورفعت الأقلام, لا مجال ولا معنى لاستمرار سلطة في قيامها وهي لا تستطيع تلبية أي مطلب أو تحقيق أي حق من حقوق شعبها.
    إن السلطة الآن لا يعني بقاؤها إلا حماية الاحتلال وورقة ضاغطة ضد المقاومة والفصائل المجاهدة وزيادة في تكريس الانقسام الذي يهدف لتدمير القضية الفلسطينية برمتها.
    إن جمعة الغضب يجب أن تكون على السلطة التي تريد تخفيف احتقان الشعب الفلسطيني بالضفة الغربية, خوفا من انفجار قادم لا محال؛ ولكن سياسة تخفيف الاحتقان لن تفلح في كتم غضب الشعب إلى مدى أطول فغضب الشعب الفلسطيني لن توقفه وقفات غاضبة لتحويل مسار بوصلته فالشعب يدرك السياسة ويمتلك القدرة على المواجهة في سبيل رفع شأن قضيته إلى لائحة الاهتمام الدولي والعربي والإسلامي بدل بقائها في قوقعتها الحالية حتى تنسى وتندثر.
    اليوم باتت المصالحة والارتماء بحضن المقاومة هو السبيل الأوحد أمام السلطة الفلسطينية, للرد المجدي للفيتو الأمريكي والتعنت الإسرائيلي في الاستمرار بقضم الأرض وتهويدها وإغلاق كافة السبل لدفع استحقاقات السلام التي أبرمتها مع منظمة التحرير منذ عشرين عاما, دون تقدم ملموس على ارض الواقع, بل وصلنا لحدً لا نجد به ما نتفاوض عليه ومع ذلك لا زال السلام خيار منظمة التحرير الأوحد.
    فإلى متى تبقى العقول متحجرة ومتصلبة في فهم الواقع الفلسطيني وحاجتنا الماسة للمصالحة والالتحاق بخندق المقاومة ؟

    ردحذف
  9. هل من ملجأ للفلطسيني عندما يطرد من مقام إقامته
    أحزنني جداً وحز في نفسي كثيراً عندما قرأت وسمعت نبأ إجلاء الأجانب سواء عرباً كانوا أم أروبيين أم أمريكان أم غيرهم من ليبيا..

    وتساءلت : والفلسطينيون من سيهتم بهم؟ أين سيذهبون ؟

    وهذا سؤال يقودنا إلى سؤال آخر؟ وهل اهتم بهم أحد من قبل؟

    حتى سلطة أوسلوا التي تاجرت بالقضية، فعندما فاوضت من خلف ظهر الشعب الفلسطيني غيبته ولم يهمها شئونه فقد كان همها الوحيد متركزاً على خلق مناصب رئاسية ووزارية في جيب الاحتلال ولخدمته! ولم تهتم إلا بعودة من كانوا معها إلا لتحِيْلَهم عناصر أمنية قاتلة ومرتشية تضطهد الشعب الفلسطيني وتقهره .!!

    فهل تذكرت هذه السلطة في مفاوضاتها في أوسلو الشعب الفلسطيني المشرد لتقول مثلاً في إحدى بنود الاتفاقية بأن كل فلسطيني مشرد ولم يجد مأوى يمكنه العودة إلى وطنه فلسطين؟!

    يبدو أن أصحاب أوسلو كلما ذكرناهم لا يمكن ذكرهم إلا بالسوء لأنهم لم يفعلوا غيره.

    ومن باب غسل اليدين من المسؤولية أو من الجريمة قالت سلطة أوسلو أنها طلبت من سلطات الاحتلال السماح لها باستقبال الفلسطينين المرحلين إليها من ليبيا خلال الثورة الليبية على الطاغية القذافي الذي يشبه في ساديته رئيس أوسلو محمود عباس! ولكل منهما طريقته في الخضوع للمستعمر وقهر شعبه .

    وهذا ما يدعو إلى توجيه نداء للشعب الفلسطيني ليخرج على هذه السلطة وزبانيتها ويطردهم من البلاد ليواجه هو مباشرة الاحتلال الذي تقف حامية له.

    فلا حول ولا قوة إلا بالله
    عائشة صالح أبو صلاح
    سكرتيرة اللجنة الدولية لحقوق اللغات والحوار
    مدريد

    ردحذف