الجمعة، 25 فبراير 2011

حقُ العودةِ براً و بحراً .. عنوةً و قسراً .. كما هُجِّرْنَا عنوةً و قسراً

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله,


أخوكم أبو شادي

الإخوة الأفاضل و الأهل الكرام،

يعيش الفلسطينيون و منذ اثنتين و ستين عاما في المهجر حياة اللجوء و الحرمان من الحياة في الوطن.لقد أصابتهم منذ يوم النكبة لعنة لاجئ. أصابتهم حمى الإغتراب و عاشوا حياتهم حياة مودِّع، ظنوا أن الوداع سيكون اليوم، ثم ظنوه غدا و لعل بعضهم ودع الأنصار أكثر من مرة استعدادا لعودته مظفرا بعد أن حشدث الجيوش الحشود، فإذا بالجيوش تعود مدحورة محملة بآلاف اللاجئين الذين لم تحمهم كل جيوش العرب من لعنة الإغتراب و فارقوا الوطن و البيوت و الحواكير و الطيور و الشجر و قبور الأجداد و الأهم من كل ذلك هو الحصانة من مرض الغربة و اللجوء. و كلما ودعنا عدنا لنودع و عدنا مرة أخرى إلى أن مل المودعون بعضهم و استكانت اليد على الخد و شقت الهموم و الدموع معا أخاديد ترسم الوطن في وجه كل مهاجر و لاجئ لكي تكون سمة له مميزة عن غيره.

و إذا فهل كان علينا الإستكانة إلى أن أصبحت الأكم من يوم شهورا و سنينا و مات المهاجر و ورث لعنة اللجوء للأبناء و الأحفاد و ها هي الثانية و الستين تطوي ذراعيها مودعة و الثالثة و الستين قادمة في ربيع العام القادم و كل لجوء و أنتم بخير؟؟

السفن الأوروبية و التركية و العربية منها اليوم تتحدى في عرض المتوسط لتحمل رسائل تضامن و مؤونة للمحاصرين.

نعم هم يتحدون الإحتلال و يغامرون بكل شيئ من أجل إيصال رسالة!


فلماذا لا نقوم نحن أيضا بتوصيل رسائلنا بأنفسنا للوطن؟

لماذا لا يرى الأحفاد فلسطين من البر أو البحر و لو من مسافة و نعد الوطن بأننا عائدون العام القادم يا أمواج و يا روابي فلسطين!!؟؟

ماذا يمنع أن تكون ذكرى النكبة القادمة هي عبارة حشود مليونية باتجاه الحدود الفلسطينية العربية و عدة سفن تحمل اللاجئين تبحر باتجاه فلسطين؟

ستمنعهم إسرائيل من العبور و لكن هل ستمنعهم من التمركز لعدة أيام بقرب الحدود و في المياه الدولية قبالة فلسطين؟

هذا هو المحرك الأساسي لحصول تقدم في القضية دون ذلك فلنبقى كما نحن!

كيف تمر ذكرى النكبة:
1ـ مسيرات في شوارع برلين و باريس و نيويورك و أثينا و مدريد
2ـ مسيرات في عمان و بيروت و دمشق
3ـ مؤتمرات خطابية هنا و هناك
4ـ مسيرات في غزة و رام الله و جنين و الخليل و نابلس ، و قلقيلة و طولكرم

هل ما مضى يخيف إسرائيل؟

هل يشعرها بالخطر؟
الجواب لا بالبنط العريض!!!

إذا ماذا لو كانت كل حدود فلسطين مسوَّرة باللاجئين؟
ماذا لو كان مليونا من الفلسطينيين يرفعون راياتهم و يهتفون على مرمى حجر من قراهم و مدنهم؟
هذا هو الحراك الحقيقي و ليس المفاتيح الخشبية التي يحملها المشردون هنا و هناك في يوم النكبة

دعونا نزحف بالملايين نحو فلسطين!!!!!

إذا استمر الفلسطينيون بالحلم بالعودة لفلسطين و ظلت فلسطين فقط في أهازيجهم و أغانيهم فأظنهم سيتحولوا لقبيلة من قبائل الهنود الحمر و هم يتغنون بالجد جيرونيمو يدخن غليونه بصحبة النهر و الوعول تحت ضوء القمر.

و لا يضيع حق وراءه مقاوم !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق