السبت، 19 فبراير 2011

ابدأ بنفسك وادعو غيرك

قرارات الإخوان في محلها
سيف الجزيرة 

الحقيقة أعجب من الإخوان المسلمين الذين بدأوا في إرسال رسائل تطمينية للشارع المصري، وللنخب المثقفة وللجيش، وللحكومات العربية والغربية بأنهم لن يرشحوا أحدا للرئاسة، وبأنهم لن يحاولوا الحصول على الأغلبية، وحتى هذا الانتصار العظيم لمصر فيه رسائل، وبهذا وجهوا صفعات ثقيلة، ورسائل ناعمة كذلك لجهات عديدة:
1- وجهوا صفعات ثقيلة لمشايخ الزور والفتنة الذين ما فتأوا يحذرون من الإخوان المسلمين، ولولا الفتنة لسردنا قائمة بهم، أولئك الذين كلما سألوهم عن الاخوان المسلمين قالوا "يدعون للخروج على ولي الأمر، يوقوعون الشباب في المهالك، متحمسون للحكم، نفعيون، أصحاب أغراض سلطوية".
2- وجهوا صفعات للجهات الأمنية التي دوما ما تحذر منهم وتجعلهم بعبعا يجب التحذير منه ومن خطره.
3- وجهوا صفعة قاسية للحكومات العربية المناوئة لفكر الإخوان، وسواء استوعبوا هذه الصفعة أم لم يستوعبوها فقد وقعت.
4- أرسلت برسائل ناعمة لإخوانها، بأن النصر يعلم الانسان التواضع، وأن الصبر (وأي صبر) الذي امتد منذ بدء القمع والإقصاء أيام ثورة الضباط الأحرار وحتى بداية هذا العام قد أثمر تميكنا ورفعة للجماعة.
5- أرسلت رسالة للأفراد الذين كانوا في صف الإخوان ثم تركوها لأسباب تخوينية أو تكفيرية أو تمييعية كما يدعون، وانسقوا خلف استهداف رجال الشرطة والامن وقتلهم، وتوسع الأمر حتى أصبح يشمل الأبرياء واستباحة دمائهم، بأن طريق العنف بلا حكمة لا فائدة منه.
6- أرسلوا رسالة بأن هدفنا بناء مصر، وأن بناء مصر لا يكون بحصولنا على الأغلبية المطلقة، ولا يكون بحصولنا على الرياسة، بل يكون من خلال حصول الإخوان على حقهم في ممارسة حياتهم الطبيعية فضلا عن الممارسة الوطنية والنقابية والسياسيةن وهم يقولون للعالم "لن نرشح رئيسا، إن هي إلا سنوات حتى يطالب الشعب نفسه برئيس منا".
7- رسالة يبينون فيها أن معركتهم لم تكن يوما من الأيام معركة رئاسة، بل معركة بناء، والرئاسة إنما هي وسيلة للبناء، فإذا كفت باقي الأمور فلا حاجة لهذا الكرسي المهترئ.

جماعة الإخوان بهذا التصرف رفعت عبئا ثقيلا جدا من الهم والغم عن المسلمين في العالم العربي والإسلامي، الآن هي بهذا التصرف ألجمت قيادات كانت تطعن فيهم، فمن شاء استمر على طعنه وهو الخسران، ومن شاء أن يصافحهم فقد كسبهم أخا.

وأرجوا من الإخوان أن يرسلوا رسالة تسامح، ويضعونها على لوحة كبيرة في ميدان التحرير يقولون فيها:
نحن نسامح كل من أساء لنا وعفى الله عن ما سلف.
بل وحتى حقوقهم في أعناق رجال الأمن و حتى الرئيس المخلوع، نريد هذه الرسالة السامية حتى تبرد قلوب شباب مصر، وقلوب كبار السن المظلومين، فإن التسامح إنما يزيد الإنسان رفعة، وهذه ليست دعوة للتنازل عن الحقوق المادية سواء للشعب أو للشهداء، ولكن هي في الجانب الأدبي.

وأتمنى منهم أن يتأكدوا من حصولهم على نسبة الثلث (الضمان) + 1 والذي يتيح لهم العبث بالدستور، أو ليكونوا هم ومن يشاركهم وجهة النظر في إبقاء المادة الثانية في موقعها يشكلون هذا الثلث الضامن الذي يمنع من العبث بالدستور.

لقد عملوا على مبدأ:

ابدأ بنفسك وادعو غيرك

هناك 5 تعليقات:

  1. عبدالله

    قراءة في محلها أيضا منك يا أخي سيف الجزيرة ..
    وممكن أضيف رسالة جديدة ، أقرؤها من موقف الاخوان من عدم الترشح للرئاسة ، وهي : -
    الى الرئيس القادم / إما أن تكون رئيسا عادلا ، وترفع الظلم ، وترد المظالم .. أو أن تعتبر من سلفك ، وان كنت جادا ، فضع يدك في ايدينا .. لأننا قوة الشعب ، وضميره الحي .

    ردحذف
  2. حمساوية



    بارك الله فيك أخ سيف
    ولكني أظن أنه مهما فعل الإخوان أو قالوا فإنهم سيظلون المتهم الذي لم تثبت براءته إلى أن يحدث ما يزيل هذه الفكرة المتجذرة في عقول البعض
    حتى الآن لا زال البعض يلمح ويصرح بأنهم لم ينضموا للثورة منذ أول يوم وإنما سعوا لركوب الموجة فيما بعد وبأن لهم أجندات خفية وهناك من يحركهم وغيرها من هذه الأمور التي سئمنا منها..

    في مصر تغيرت هذه النظرة لدى الكثير بعد أن زالت غمامة الخداع واالتضليل التي قام بها الإعلام المصري بكافة أشكاله على مدار سنين عديدة لتشويه صورة الإخوان عندما احتكوا بهم عن قرب ورأوا بسالتهم وتنظيمهم مما حدا بالمناوئين والمخدوعين والمغرر بهم إلى الاعتراف بفضلهم وبأنهم جزء من نسيج المجتمع الذي يحب مصر ويسعى إلى مصلحتها وهذا ما لمسناه من خلال التعليقات التي قرأناها من بعض الفنانين والسياسيين والقراء

    ردحذف
  3. غزاوى


    لطالما أثبت الإخوان أنهم أبعد نظرا من جميع من جادلوهم أو عابوا عليهم بعض المواقف و التى أثبتت الأيام صوابها
    الحمد لله الذى جعلنا من الإخوان المسلمين

    ردحذف
  4. اندلس مصر



    السلام عليكم أخي سيف الجزيرة ,

    الحسابات في هذه القرارات لا تخلو من وجاهة خاصة الحاجة لإعادة ترتيب البيت الداخلي أيضا للإخوان .. وحقيقة انا متفق معك من حيث المبدأ .. وإن كنت أعتقد سياسيا ان هذه مثالية زائدة عن الحد وهي تقيم الإعتبار بشدة لنظرة الخارج في حين أن البلاد في مرحلة دقيقة للغاية تعيد رسم الواقع السياسي المصري و تؤسس لمرحلة غاية في الحساسية من تاريخ الأمة بالعموم و هي مرحلة تتسم بوجود الكثير من الإنتهازيين وغيرهم و من يخشى منهم جدا في تولي أمور البلاد.

    ولكن في الجهة المقابلة هذه المثالية السياسية هي جيدة من وجهة نظري ليس لوجاهتها السياسية و لكن لأبعادها الإجتماعية والتي كما تفضلت اظهرت مكتسباتها الداخلية .. فهي تكسب الإخوان المزيد من الشعبية و تكسر حاجز الخوف الذي بناه النظام بينهم وبين الشعب المصري وهي خطوة ذكية ولا شك. وهنا أنا مؤيد ولسبب آخر في نفسي .. وهو ان نرتاح قليلا من الحكمة و بعد النظر الدائم للقيادة السياسية للإخوان .. كما أنها تهب الفرصة لشباب الإخوان في الإرتقاء على السلم السياسي لنرى وجوها إخوانية أخرى مارست السياسة في جو صحي لمدة 5 أو 6 سنوات وهو مكسب لنا كتيار إسلامي بلا شك.

    وكل التوفيق للإخوان.

    ردحذف
  5. ضياء

    أخي الكريم،،

    أوافق الإخوان في الخطوة التي أتخذوها في تشكيل الحزب ذلك من باب أن صعود السلم يكون درجة درجة ولو كانت هذه الأساب التي ذكرتها هي التي جعلتهم يتخذون هذه القرارات لأصبحت هذه القارات مبينية ليست على الواقع على الأرض وما يحتاجه الشعب المصري وما تحتاجه الأمة بل ستكون القرارات مبنية من تخوفات من ردات فعل. أنا أجد أن هذه مبررات وليست أسباب

    يعيني بيني وبينك وبصراحة هل تعتقد أنهم تناقشو في ردات الفعل هذه التي ذكرتها فيما بينهم حين تشاوروا لاتخاذ هذا القرار؟؟؟


    أعتقد أنهم قالوا بأنهم لن يترشحو الأن وليس لن يترشحو للرئاسة وأنا لا أؤيدهم في ذلك، بل ينبغي أن يكون خطابهم هو الأقوى وأن يقولو بكل قوة وجرأة بأنهم هم أجدر الناس لتولي الحكم،، أليسو هم أكثر الحركات السياسية المصرية شعبية؟؟؟

    بالعكس إذا كانت لغتهم قوية وخطابهم جريئ سيتعاطف الشعب معهم أكثر وسيلتف حولهم أكثر لأننا بالفعل كشعوب عربية نشعر بالحاجة لوجود قيادة قوية بل وننتظرها لكي نلتف حولها


    حياك الله أخي

    ردحذف