الأحد، 15 مايو 2011

تحرير فلسطين - هاكم الراية يا مسلمين فقد لا نلتقي

فرسان العز





يتردد كل يوم هنا وهناك بوجود حرب جديدة تلوح في الأفق وتصاعدت في الآونة الأخيرة حدة التهديدات الإسرائيلية بشن حرب على غزة ولا ندري هل نلقاكم بعد يومكم هذا أم لا لذلك رأيت أن نسلم الراية لإخواننا المسلمين في كل مكان وأخص بالذكر أهل الحجاز وأهل بلاد الحرمين - الذين خرجت من بلادهم جيوش الفتوحات الأولى - ليتابعوا حملها من بعدنا لعل يأتي اليوم الذي يخرج فيه من أصلاب المسلمين من يحرر فلسطين تلك الأمانة التي أودعنا إياها الله فأبت الجبال القوية أن تحملها ولكن حملها الإنسان الضعيف! 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
نبدأ بالسؤال الذي يقول: لماذا يجب على المسلمين أن يتمسكوا بفلسطين وبأرض فلسطين وبعدم التفريط أو التنازل عنها أو عن شبر واحد منها؟؟
طبعاً هناك مؤلفات ضخمة تجيب على ذلك ولكن هذا يعود إلى الأسباب التالية التي نجملها باختصار كما يلي:

الوثيقة العمرية لوحدها ستبقى حجة على الأمة الإسلامية أمام الله إن هي تخلت عن فلسطين.. فهناك (قرار رئاسي) صادر عن خليفة المسلمين سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقضي بأن لا يقيم يهودي واحد في بيت المقدس.. وهكذا ستبقى هذه الوثيقة حجة ليس على الشعب الفلسطيني فحسب بل على كل من يقول "لا إله إلا الله محمد رسول الله" إلى يوم الدين وإذا الأمة أخلت بهذه الوثيقة فمصيرها سيكون محرج أمام الله يوم القيامة في حال إذا ما سألنا الله عن فلسطين عامة وعن بيت المقدس خاصة.. إلا إذا المسلمون اليوم تبرؤا من سيدنا عمر وأن سيدنا عمر لا يمثل المسلمين ولا يمثل الأمة الإسلامية في شيء!! حاشى لله بل لنا كل الشرف أن يمثلنا الخلفاء الراشدين ولنا العار أن يمثلنا الحكام المعاصرين اليوم!!...
أضف إلى ذلك ما جاء في القرآن والسنة فيما يتعلق بأرض فلسطين من توصيات ومن حث على شد الرحال إليها وغيرها فالتخلي عن أرض فلسطين منافي تماماً لروح الإسلام ولكن وكما ذكرنا فإن الوثيقة العمرية لوحدها كفيلة بأن تجعل لدينا الدافعية لقتال اليهود وطردهم من أرض فلسطين..
هناك مسألة مهمة قد غفل عنها المسلمون اليوم وهي:
على فرض أن المسلمين حرروا جميع الأراضي الإسلامية المحتلة في فلسطين والأندلس وكشمير والشيشان وكل البلاد الإسلامية وأقيمت الدولة الإسلامية كدولة واحدة تجمع كل الدويلات العربية والإسلامية المعاصرة وعادت الخلافة الإسلامية من جديد وكل شيء على ما يرام وعلى حسب الأصول الإسلامية كما كان في عهد الخلفاء الراشدين بل وربما أفضل فالسؤال هو: هل تعتقد أننا بذلك برأنا أنفسنا أمام الله يوم القيامة؟؟؟
كلا.. لأن الأمة الإسلامية مطالبة بأن تقوم باستئناف الفتوحات الإسلامية التي بدأها أجدادنا ومطالبة بأن تقوم بإعلان الجهاد في سبيل الله لاستكمال الفتوحات الإسلامية من حيث توقفت.
نقطة أخيرة ومهمة يجب أن يدركها المسلمون اليوم ألا وهي:
أن المسلمون اليوم جميع الأمة الإسلامية بلا استثناء يتحملون وزر تعطل وتوقف الفتوحات الإسلامية حتى اليوم!. وهذا والله لأمر جلل وخطير ونحن نلعب ونضحك ونعيش في غفلة من هذا الأمر الجلل وللأسف الشديد..

قد يقول قائل وهل تملك الفصائل الفلسطينية مجتمعة القدرة العسكرية لمجابهة ال ف16 وإخراج اليهود من فلسطين?
ونحن نجيب بالطبع لا تملك ولكن القضية قضية مبدأ.. أن نموت في سبيل الله فإننا بذلك قد أقمنا الحجة أمام الله يوم القيامة لأن الله سيسأل كل إنسان مسلم.. نعم كل إنسان مسلم سيسأله الله يوم القيامة: بيت المقدس أين كانت من حساباتك؟؟؟ أرض فلسطين؟؟؟ .. أرض الأندلس؟؟؟.. أرض كشمير السليبة؟؟؟.. الشيشان؟؟؟ جميع هذه البلدان سنسأل عنها أمام الله يوم القيامة لا محالة..
فعندما نموت في سبيل الله فإن الإجابة ستكون سهلة وسهلة جداً.. وهي: نحن يا رب قد قدمنا أغلى ما نملك قدمنا أموالنا وقدمنا أنفسنا ولم ندخر جهداً في سبيلك وفي سبيل بلاد المسلمين... نعم أنا شخصياً هكذا سأجيب وأنا وبحمد الله بل وكثيرون غيري مستعدون جميعاً ليوم القيامة ومستعدون تماماً للموت بل ومتشوقون له (فهذا هو طموح أي مجاهد الموت في سبيل الله والفوز بالجنة - إن شاء الله).. ولكن غيرنا ماذا سيقول ؟؟؟ كنت أقضي الصيف في مهرجان صيف دبي؟؟ أم كنت أبذل أموالي في التجهيز لمونديال قطر؟؟؟ هؤلاء وضعهم خطير وخطير جداً أمام الله يوم القيامة..

قد يسأل سائل: من يملك القدرة إذاً لتحرير فلسطين؟
ونحن نقول: أن المسألة - بالنسبة إلى الله - هي ليست مسألة تحرير فلسطين!! كيف؟ الله ليس بحاجة إلينا جميعاً الله ليس بحاجة إلى البشر.. الله قادر أن يحرر فلسطين وجميع بلاد المسلمين في لحظات إن شاء.. فالقضية ليست قضية نصر أو هزيمة.. ولكن القضية هي قضية ابتلاء واختبار ومبدأ لتمحيص المؤمنين الذين يستحقون الجنة من الذين لا يستحقونها.. عندما مديرك في العمل أو الشركة يقوم بمقابلة وعمل اختبار لموظفيه لا أحد يجرؤ على الإعتراض.. كذلك الله وهو المثل الأعلى.. كما قلنا الله قادر أن يحرر فلسطين وجميع بلاد المسلمين في لحظات ولكن الله لا يريد أن يحرر بلاد المسلمين من خلال زلازل مثلاً أو براكين أو أعاصير أو يرسل طيور أبابيل على سبيل المثال.. أو يرسل جبريل أو غيره من الملائكة... الله خلق الإنسان ويريده لهذا الغرض.. ونحن لا نستطيع الإعتراض.. وإذا اعترضنا فإن الله سيستبدلنا ويأتي بغيرنا ليقوم بهذه المهمة وهو قادر.. لذلك نحن نقول: يا رب استخدمنا ولا تستبدلنا اللهم آميييييين.

قد يسأل سائل: من ناحية شرعية هل يتحقق فرض تحرير فلسطين بأهلها? هل تقوم بهم الكفاية ويسقط فرض تحريرها عن بقية الأمة الإسلامية? أم أن الفرض ينتقل إلى مجموع الأمة?

ونحن نجيب: من ناحية شرعية لا يتحقق الفرض بأهل فلسطين لوحدهم.. ولا تقوم الكفاية بأهل فلسطين لوحدهم،، نعم ينتقل الفرض إلى مجموع الأمة وإلى كل من يقول (لا إله إلا الله محمد رسول الله)
طالما أن هناك بلاد إسلامية محتلة فالجهاد في هذه الحالة يكون فرض عين على كل مسلم ومسلمة,, فالمسلمون في أندونيسيا - على سبيل المثال - مطالبين بالجهاد حتى تحرير جميع بلاد الإسلام المحتلة. متى يكون الجهاد فرض كفاية؟؟ في حالة الفتوحات الإسلامية.. يعني في حالة عدم وجود بلاد إسلامية محتلة ولكن الجهاد أعلن من أجل نشر الدعوة الإسلامية في البلاد الغير إسلامية لتصبح بلاد إسلامية في هذه الحالة يكون الجهاد فرض كفاية وليس فرض عين..
يعني في حالة فلسطين أو الأندلس أو كشمير أو الشيشان فإن الجهاد هو فرض عين لأنها بلاد إسلامية في الأساس.

هناك 30 تعليقًا:

  1. الشيخ الزغبي

    حرر نفسك قبل تحرير فلسطين

    http://www.facebook.com/video/video.php?v=1242413552066

    ردحذف
  2. كمال بدرى

    شهداء تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا والبقية القادمة على درب تحرير فلسطين والأقصى ان شاء الله
    نحرر أنفسنا من طغاتنا أولا الذين يحولون بينما وبين عدونا.

    ردحذف
  3. الجيش العربى لتحرير فلسطين
    http://www.facebook.com/Arab.Army2?sk=info
    سنكون اليد التي ستضرب من حديد في يوم التحرير.... سنكون أول من يستشهد من اجل القضية التي ألحقت بالأمة العربية بالعار.... سنذهب وبأيدينا أكفانا فلا عودة إلا بالنصر او الشهادة...
    سنقوم بتجميع كل عربي قومي مستعد للتضحية بنفسه من أجل تحرير فلسطين
    فهي لم تكن أساسا قضية للفلسطينين لوحدهم فهي للعرب والمسلمين والمسيحيين على حد سواء.... معا لإزالة العار الذي نشعر به كل يوم من مشاهدة إخوتنا واخواتنا في فلسطين وهم يذبحون دون مساعدة ودون ان نتكلم... معا لنجمع هذا الجيش من شباب الأمة على الفيس بوك لنقف ونقول كفانا لعبا وسنقوم بتحرير فلسطين

    ردحذف
  4. أبو بشار2010

    يقاتل المسلمون اليهود .

    المسلمون ، كل المسلمين ، المليار و نصف مليار مسلم ، و ليس فقط الفلسطينيين ،

    فاليهود أعداء كل المسلمين ، و ليسوا ، أعداء للفلسطينيين فقط ، و السلام .

    ردحذف
  5. عراقي حيران
    اخوتي المسلمين جميعا .....!!!!!!!
    متى عدنا الى الاسلام ومعانبه (الاسلام الحقيقي) ..... عندها نحرر القدس وفلسطين....
    تذكروا المقوله العظيمه ( لقد اعزنا الله بالاسلام ) .... فبدونه نحن مذلولين خائبين ليس لنا حول ولاقوة ..... ولكن متى التحرير ؟؟؟؟
    برجوعنا الى الله وتماسكنا كقوة شعارنا القران وسنه حبيبه المصطفى(ص)......!!!!

    ردحذف
  6. aly555

    على كل مسلم حر شريف عاقل لا يخشى الا الله

    ردحذف
  7. BISON

    سيحرر فلسطين عيسى عليه السلام ..

    ردحذف
  8. سيرجو

    لمشكلة بأن من على عاتقه هذه هو من سببها ....؟؟
    وهو لا يحمل ذرة ذنب لما فعل ...
    بل بالعكس كل يوم يزيد الأمر تعقيداً
    فرنسا وبريطانيا
    أما العرب فلا حول ولا قوة لهم في شيء ... لاحظ بأنه كل ما العرب المهتمين يقومون بوضع حل تظهر مشكلة كبيرة تبعدهم عن مسارهم
    على سبيل المثال المبادرة التي قام بها "بنذر" في عام 2001 تم مسحها بأحداث 11-9 ...
    وغيرها الكثير .. و العرب أيضاً لم يتوصلوا إلى أتفاق موحد شامل فيما بينهم ناهيك عن تحرير فلسطين أو العراق أو أو.

    ردحذف
  9. ™Gooogle
    سيحررها المهدي المنتظر وليس عيسى عليه السلام

    ردحذف
  10. ميمو المصرى
    كل العرب يتكلموا

    و مصر وسوريا بس الى يحاربو ))))))))))))))))))))))))))) ظلم

    ردحذف
  11. واحد من الناس
    على عاتق الفلسطينين مو على غيرهم
    لانه ما وصلو هالمواصيل الا لانهن اعتمدو عالعرب
    وكل رئيس عربي نازل يبيع ويشتري بشعبه بحجة فلسطين
    وكل هدول الرؤسا ما لهم مصلحة يحررو فلسطين لحتى يضلوا مبلطين بالحكم ...

    ردحذف
  12. بقلم بشار حميض/ باحث في مجال المقاومة المدنية والطاقة
    *تحرير فلسطين مدنيا

    بليغة هي الدروس التي قدمتها الثورات العربية منذ بداية 2011. لكن بعد انتصارها في تونس ومصر وصلنا إلى مفترق طرق مفاجئ. السهم الأول على هذا المفترق يشير إلى اليمن، التي كان الكثيرون يراهنون على وقوعها في الفوضى الأمنية لكنها لم تقع فيها واستمرت في طريق الثورة المدنية بنجاح كبير على المستوى الاجتماعي إلى الآن. السهم الثاني يشير إلى ليبيا، التي سمحت ثورتها وظروفها بمشاركة العسكر، فعلا صوت السلاح فوق كل صوت وأصبح الطريق فيها معبدا لعودة الاستعمار الاجنبي المباشر.

    وننظر إلى فلسطين، فنرى أزمة سياسية عميقة، وتحركات بطيئة. لكن ليست هذه الحالة فريدة من نوعها وليست نهاية الطريق. فالحالة الفلسطينية منذ انتهاء الحرب على غزة عام 2009 تشبه الحالة التي سادت أواسط ثمانينيات القرن الماضي بعد انتهاء حرب لبنان عام 1982 وخروج المقاومة منه. فحينها بدا المشهد الفلسطيني منقسما والعمل المقاوم مستحيلا1. الحالتان متشابهتان ولكن الفرق هو أن المشهد السياسي اليوم أشد قتامة بكثير. فالأفق السياسي لحل تفاوضي مع إسرائيل يبدو مسدودا تماما هذه المرة، بعد أن فشلت معاهدة أوسلو (1993) وممثلوها الذين لا يبدو أي منهم مقتنعا فعلا بما تحقق، فضلا عن استبعاد قدوم طرف إسرائيلي يمكن أن يقدم أي تنازلات حقيقية. أما الحل العسكري فلا يبدو مقنعا أيضا، بعدما جرب عدة مرات ولم تعد هناك أي حركة فلسطينية أو قوة إقليمية تستطيع طرحه بجدية. كذلك القوى الفلسطينية منقسمة بصورة غير مسبوقة ليس على المستوى السياسي فحسب بل على المستوى الجغرافي من خلال وجود سلطتين فلسطينيتين إحداهما في غزة والأخرى في الضفة. أي أننا اليوم أمام أزمة شبيهة بأزمة الشعب الفلسطيني في ثمانينيات القرن العشرين ولكنها أكثر عمقا على كافة الصعد. لذا فإن الأمر يستدعي حلا جذريا على كل الصعد وطريقا لم يسلك بعد، وإلا فإن الوضع سيستمر على ما هو عليه أو سيزداد سوءا.

    إن طريقا فلسطينيا جديدا آخذ بالتشكل. فالجهود التي تبذل للمقاومة المدنية، مثل مشروع العودة الجماعية للاجئين الفلسطينيين المقرر لها في 15 أيار/مايو 2011، جعلت الكيان يضغط بقوة على القائمين على إدارة فيسبوك لإغلاق إحدى الصفحات الداعية لذلك بعد أن بلغ عدد الإعضاء فيها نحو 350 ألف عضو، وهو ما يدل على أن الكيان الإسرائيلي قلق فعلا من مثل هذه الدعوات، حتى أننا نستشف من التصعيد الإسرائيلي محاولة لتنفيس الاحتقان بالطريقة العسكرية التي يرغب هذا الكيان بممارستها.

    لكن دعوات التحرك المدني الحالية، على رغم أهميتها، لا تزال بحاجة إلى رؤية جامعة للفلسطينيين بشتى توجهاتهم وطوائفهم، وتحتاج لمنطلقات أكثر صلابة وديمومة. إن المنطلق الذي يقوم عليه مشروع المقاومة المدنية المطروح هنا هو أن فلسطين كل لا يتجزأ وهي في نفس الوقت أرض التنوع. فقد احتضنت منذ فجر التاريخ شعوبا وقبائل وأديانا تركت على أرضها مجتمعا متعدد الطوائف والأعراق. وعلى مر التاريخ لم تستطع أي من القوى التي سيطرت على هذه الأرض أن تمحو صفة التنوع هذه. ومع أن الحركة الصهيونية بدأت منذ أواخر القرن التاسع عشر بجهد دؤوب لتغيير واقع التنوع لإقامة دولة وطنية لليهود متجاهلة الوجود الفلسطيني، بمسيحيته وإسلامه وحتى يهوديته غير الصهيونية، إلا أن مقاومة الفلسطينيين بشتى طوائفهم وفصائلهم منعت تحقق الحلم الصهيوني بقبر الوجود الفلسطيني.

    هذا هو ما يعطي الأمل بأن مقاومة الكيان الصهيوني مجدية وسيكتب لها النجاح خصوصا إذا اتخذت أشكالا مدنية جديدة أكثر فاعلية وطرحت رؤية إنسانية بديلة عن الرؤية الصهيونية الإثنو/طائفية،

    ردحذف
  13. ساندي أبو سيف

    لا بدّ من الإشارة أنّ ثمة مرحلة فارقة تقف عليها الحال الفلسطينيّة فيمكن القول بـ المقاومة الفلسطينيّة ما قبل الثّورات العربيّة ، والمقاومة الفلسطينيّة بعدها ، وعلى النّقيض ممّا كان مألوفاً في دساتير الثّورة بأنّ المقاومة الفلسطينيّة كانت تشكّل ملهمةً للجميع ، فإنّها ذاتها الآن قد أًلهمت من موجة المدّ الثّوريّ العربيّ وهذا تحوّل لافت ، حيث إن كانت الثّورة تُعـرّف تقليدياً كشكل من أشكال المقاومة المسلّحة إلاّ أنّ العالم الرّقمي الآن قد غيّر مفاهيم عدّة وعلى رأسها تلك المفاهيم التّقليديّة التي أصابها إما التّكلّس على طول الأيام وإما الإلتفاف عليها وإمّا ضعفها . كمفاهيم المقاومة تماماً .

    وأعتقد أنّك أثرت موضوعاً لافتاً وجدّياً ، وأنّه كما التّغييرات التي انسحبت على كلّ شيء تقريباً لا بدّ من وأن تتغيّر معها ما ركد وما تواضع عليه الفلسطينيون من سسبل محدّدة إما المقاومة وإما المفاوضات ، هذين الطّريقين اللذين لم يحققا شيئاً يذكر مع عدم إغفال الفارق طبعاً بينهما ، على حين فإنّ دعوة على الانترنت قد أثارت الكيان الصّهيونيّ واستفزّته استفزازاً عميقاً ، نعم لا بدّ من تغيير مسار التّناول لا سيما وأنّ طريق المقاومة المدنيّة المنظمّة والفاعلة لم يختبر اختباراً جدياً .

    نقطة على الهامش ، حين ذكر الثورات العربيّة فإنّه لا بدّ من الإشارة بأنّ الحال الليبية اضطرت إلى التّحوّل من الحراك المدنيّ إلى المسلّح ولم يكن خياراً من البدء أصلاً ، ولتعقيد الحالة الليبية فلا يمكن فيها القول بانّها بالقياس إلى ليبيا ومصر لجات إلى القوة بدلاً من المقاومة المدنيّة فهناك الكثير من الخصوصيّة والمفارقة بين كلّ ثورة لا تغفل ، ومن هنا الانزلاق نحو الخيار العسكريّ قد لا يؤدي بالضّرورة إلى استعمار أجنبي مباشر ، الأمر أعقد من التّوصل المباشر إلى هذه النتيجة ، قد يكون هذا ممكناً لو لم تنجح التحركات المقاومة في لملمة صفوفها بصورة فاعلة وتأسيس مجلس وطنيّ انتقاليّ ينظّم العمل أو الحراك أو المقاومة وينتقل بها من الشّتات إلى الإدارة المنظّمة وهذا كلّه جنباً إلى جنب المقاومة العسكريّة والتي أشدد لم تكن خياراً مطلقاً .

    بالانتظار والترقّب للبدء بالسلسلة
    تحيّاتي
    ساندي أبو سيف

    ردحذف
  14. Bashar Humeid
    بالفعل الانترنت والإعلام الجديد أعطى المقاومة اللاعنفية دفعة قوية إلى الأمام. وبالمناسبة مشروع مقاومة 2.0
    www.muqawama2.org
    يسعى للاستفادة من العالم الرقمي من أجل تطوير وسائل مقاومة مدنية لفلسطين. الموقع بتبح للقارئ المشاركة في صياغة المحتوى مثل الويكيبيديا وجميع المهتمين بالمقاومة المدنية في فلسطين مدعوون للمشاركة والنقاش هناك.

    أما بالنسبة لليبيا فمى يزعتي أن البعض بدو متحمسين للثورة الليبية من منطلق أن "هذه هي الثورة الحقيقية وليس الثورات اللاعنفية التي لا يحمل فيها السلاح ولا يراق فيها الدم".وأنا أرجو مثلك أن لا يؤدي ما حدث إلى عودة الاستعمار المباشر ولكني أرى الطريق معبدا له. واعتقد أن خيار الاتجاه إلى السلاح عادة لا يكون خيارا عفويا لأنه يحتاج لتخطيط مسبق وتخزين ذخيرة وتأمين إمدادات. وأعتقد أن مجموعة ما بالتأكيد كانت تجهز للخيار العسكري واستغلت فرصة المظاهرات التي خرجت في الأيام الأولى..

    ردحذف
  15. محمد حوسه

    هذا النوع من المقاومة السلمية المجتمعية التي يشترك بها ابناء المحتمع من كافة الشرائح مهم جدا من ناحيتين : اولا يشدد على موضوع عدالة القضية من ناحية تعرض شعب اعزل للاحتلال في مقابل جيش يمارس شتى انواع العدوان تجاة المدنيين العزل فبالتالي تكون هذة المقاومة الملهمة لجميع المتضامنين والمؤمنيين بعدالة القضية وبوقع شعب اعزل تحت الاحتلال

    ثانيا هذة المقاومة السمية مهمة جدا جدا للجمهور الاسرائيلي من ناحية انها تعزل اليمينيين المتطرفين وتظهر قوى السلام واليسار التي بدأت بالتقلص والتلاشي منذ الانتفاضة الثانية لقوة حجة اليمين المتطرف الذي يدعي ويروج لنظرية القوة للرد على القوة او عمليات المقاموة المسلحة التي اثبتت فشلها الذريع كما طريق المفاوضات كخيار وحيد بسبب تقديم المقاومة المسلحة الذريعة للمجتمع الاسرائيلي للتوحد خلف قيادتة التي تستخدم القوة والعدوان لمواجهة العمليات المسلحة وللحديث بقية

    ردحذف
  16. مأمون الجمل

    اتفق معك أخي بشار في ان مفهوم الثورات قد اختلف مع سقوط اول نظام عربي, و اتفق معك بضرورة التفكير جدياً في الاستخدام الانجع للنضال اللاعنيف او السلمي في فلسطين و لكنني احب انوه الى التالي:

    1- ان العمل الشعبي السلمي المتواصل المُعـَنـْـوَن بأهداف كبيرة كتحرير فلسطبن يحتاج الى طول نفس و تنظيم, اضعاف التنظيم و العمل الذي تحتاجه ثورة تعتمد مبدأ القوة المسلحة و تهدف الى ايقاع الخسائر المادية بالعدو, و للاسف الحياد عن الهدف الرئيس و الانزلاق وراء اهداف طارئة يشكل نهاية النضال السلمي تماماً بعكس اي طرق تحرر اخرى.

    2- الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الاولى 1987 كانت بحق مثالاً الى حدّ كبير في النضال السلمي الشعبي, لما تميزت به من فعاليات شعبية منظمة كالاضرابات و الاعتصامات الشهرية و الاسبوعية و قد ساهم طابعها السلمي بشكل ما بطرح هذه القضية في مؤتمر سلام دولي لأول مرة, ولا اعتبر هذا انجازاً و لكن اذكره في سياق السرد التاريخي .

    3- بدايات الانتفاضة الثانية 2000 سارت على نفس النهج بالمسيرات و الاعتصامات و لكن الانزلاق وراء العنف الصهيوني دفع الفلسطينيين عن ارادة او مجبرين الى سلوك طريق المقاومة المسلحة من باب تحقيق توازن الرعب او اعادة الروح المعنوية للشعب الفلسطيني و العربي على حد سواء, فضاع اثر الاعتصام و الاضراب امام وقع العمليات الفدائية داخل الاراضي المحتلة عام 1948.

    لا اريد ان استبق المواضيع مع هذه السلسلة القيمة و التي تدور افكارها في اذهاننا جميعاً و لكني وددت ان اشير الى بعض الحقائق التاريخية و لك مني كل الاحترام.

    مأمون الجمل

    ردحذف
  17. Ari Volkshorn
    تحرير فلسطين مدنيا مستحيل. الحل الوحيد هو عسكريا وبالتحديد حرب شوارع

    ردحذف
  18. bndr01

    النفط مقابل تحرير فلسطين

    نأمل من الله عز وجل يكون هذا عنوان المبادرة العربية للعالم

    النص :

    لماذا الشعوب والحكام لا يقفون وقفة رجل واحد

    ويقولوا للعالم بأسرة ( النفط مقابل تحرير فلسطين )

    واذا لم نفعل ذلك فيجب ان نعلم جميعاً أننا نشارك بكل ارادتنا في قتل الفلسطينيين

    لان الطائرات الحربية والدبابات والمدرعات العسكرية الإسرائيلية

    تعمل بنفطنا من أرضنا لقتلنا .

    وارجو من الله ثم منكم في نشر

    هذه المبادرة في كل وسائل الاعلام والانترنت

    عسى الله عز وجل ان ينفع بها احد أصحاب القرار او صناع القرار

    ولكم خالص تحياتي اخوكم
    bndr01

    ردحذف
  19. ROY HERO
    و من منهم يملك الجرأة...

    ردحذف
  20. ياسر صافي

    التحرير دون مقابل

    فهذا واجب على كل مسلم

    ردحذف
  21. SIPAN
    اخي الكريم
    هذا السلاح استخدم في حرب 1973 بين سوريا و مصر من جهة و اسرائيل من جهة اخرى حيث قامت الدول العربية بقطع النفط عن الدول الغربية و حقق الكثير من الفوائد الا ان الدول الغربية لم تتأثر كثيرا بهذا التغير فقد قامت الولايات المتحدة الامريكية بانشاء مخزون نفط امريكي يكفي حاجة الولايات المتحدة لعدة سنوات في حال تكرار هذا الخطر القومي

    ردحذف
  22. راغب السرجانى لا يستبعد أن يكون تحرير فلسطين منطلق من ميدان التحرير
    http://www.islammemo.cc/vedio-images/vedio/2011/02/06/116604.html

    ردحذف
  23. نبيل شبيب

    تحرير فلسطين وتحرير سورية
    ومن أخطر ما أشيع ويشاع دفاعا عن استبداد دموي في سورية القول إن الحكم القائم في سورية منذ عشرات السنين على أبعد مستوى من مستويات الاستبداد والقهر والقمع، هو "الضمانة الباقية" في المنطقة من أجل فلسطين والمقاومة.
    إنّ أهل فلسطين لا يمكن أن يقبلوا لأنفسهم أن تُصبح قضيتهم المحورية الكبرى سلعة من أجل حرمان أهل سورية ولا سوى أهل سورية من حقوقهم وحرياتهم وكرامتهم وعزتهم.. وكذلك من قدرتهم وطاقتهم على العمل من أجل فلسطين إذا ما انتزَعوا –وسوف ينتزعون- من قبضة الاستبداد ما صادر من حقوق وحريات وكرامة وعزة وسيادة وإمكانات.
    إنّ الشاهد على ضعف الاستبداد القائم في سورية وخوائه وهو يرتكب الجرائم فور رؤية خطر الثورة عليه، يتكامل جملة وتفصيلا مع الشواهد على ضعفه وخوائه في التعامل مع قضية فلسطين ومع قضية المقاومة في لبنان على السواء.
    عند الحديث عن "أخطار خارجية" ويُقصد بها أخطار الهجمة الصهيوأمريكية على سورية، يجب التمييز الدقيق القاطع بين:
    - خطر يهدّد سورية شعبا وأرضا وحضارة ومستقبلا.. ويهدّد من خلال ذلك المنطقة بما فيها قضية فلسطين
    - وخطر يهدّد النظام الحاكم الاستبدادي الفاسد.. يهدّد بقاءه هو واستمراره هو وسيطرته هو رغم إرادة الشعب
    إنّ الخطر الخارجي الصهيوأمريكي يستهدف المنطقة العربية والإسلامية جميعا، ولقد بدأ قبل وجود الأنظمة الاستبدادية الحالية، وهيمن واقعيا على "نوعية" صناعة القرار فيها، مباشرة وغير مباشرة، دون استثناء، ما أُطلق عليه وصف المعتدل أو وصف الممانع..
    ولقد تفاقم هذا الخطر الخارجي أثناء وجود تلك الأنظمة الاستبدادية جميعا بما فيها القائم في سورية، وهيمن نتيجةً لسياساتها جميعا، الاستبدادية داخليا في الدرجة الأولى، ونتيجة لتوظيف الطاقات والثروات الكبرى على تشكيل الأجهزة القمعية ضد الشعوب، كتلك التي تتحرّك في درعا وأخواتها الآن، بدلا من صناعة القدرة الدفاعية العسكرية لمواجهة الأخطار الخارجية، ونتيجة لهدر الثروات فسادا وسرقة، وتحويل مهمّة السلطة إلى الحفاظ على الفساد والثراء الفاحش، مع شَغل الشعب بقوت يومه، وبالحذر من المخابرات بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، بدلا من أن تُعبّأ طاقاته الكبرى في خدمة القضايا المصيرية وفي مقدمتها قضية فلسطين.
    لم يقدّم الحكم الاستبدادي الفاسد في سورية أمم الخطر الخارجي الحقيقي المتمثل في الصهيوأمريكية عالميا وإقليميا، إلا الكلام.. ومناورات إقليمية يستغلّ من خلالها ما يصنع أبطال المقاومة في فلسطين ولبنان، ليكون هو -باستبداده وفساده- الكاسب الأوّل.. وليس قضية فلسطين.
    لقد صنعت المقاومة الفلسطينية نفسها بمعزل عن الحكم الاستبدادي في سورية.. ورغم دوره في لبنان وليس "تل الزعتر" في ذاكرة التاريخ مجرّد جرّة قلم.. بل هو دماء سالت وإجرام ارتُكب وسواد لطّخ جبين الاستبداد ومعركته من أجل نفسه.
    ولقد انطلقت المقاومة في فلسطين وسواها من كل أرض، بما في ذلك سورية قبل وصول الاستبداد الحالي إلى السلطة، ثم لم تنطلق من سورية قط.. بعد وصوله إلى السلطة.
    منذ ذلك الحين لم يعد يوجد في سورية من أجل قضية فلسطين معسكر للتدريب، أو مخزن للسلاح، بل أصبحت أرض سورية نفسها مكشوفة، تدخل الطائرات الصهيونية المعادية متى تشاء وتقصف ما تشاء، من أهداف مكشوفة لها، وتذهب.. وتلاحقها "الكلمات" تنديدا وتهديدا وشتما.. وإنذارا ووعيدا: "سنردّ في الوقت المناسب بالشكل المناسب"، حتى أصبحت هذه عبارة مزمنة مثل حالة الطوارئ المزمنة خنقا لشعب سورية داخل سورية، وتقييدا له عن تقديم ما يستطيع أن يقدّم لقضية فلسطين -كما كان يصنع من قبل الحكم الاستبدادي الاحتكاري القائم المتوارَث- وليس في مؤتمرات دولية أو مفاوضات مباشرة وغير مباشرة.. كما صنع هو عبر عشرات السنين الماضية.. دون أن يمنع جريمة واحدة من الجرائم التي ارتُكبت بحق فلسطين، من قبل كامب ديفيد إلى ما بعد أوسلو.
    إن الطرف المستفيد من العلاقة بين المقاومة والحكم القائم في سورية هو ذلك الحكم، وأقصى ما يمكن قوله بشأن استفادتها هو وجود "مكاتب" تعبّر عنها و"مؤتمرات" تُعقد باسمها، وليس "عمل المقاومة" نفسه الجاري في كل مكان.. خارج أرض سورية، ولا يمكن للمقاومة الفلسطينية الصادقة المخلصة، ولا لشعب فلسطين المناضل، أن يقبل باستخدام قضيته مثل "ورقة التوت" لتسويغ ما يرتكب الاستبداد والفساد بحق شعب سورية، ومن خلال ذلك بحق قضية فلسطين نفسها.
    من كان مخلصا لقضية فلسطين.. عليه أن يقرن ذلك بإخلاصه لقضية التحرّر في سورية.
    من كان مخلصا للعرب والمسلمين.. عليه أن يقرن ذلك بوقوفه إلى جانب قضية الحق والعدالة التى يثور شعب سورية من أجلها.. ومن أجل فلسطين، ومن أجل العرب والمسلمين، ومن أجل إنسانية الإنسان.


    أ

    ردحذف
  24. جرح الاسير

    فلسطين ارض وقف لا يجوز التفريط في ذرة من ترابها وعلى كل مسلم بالغ قادر ان يدافع عنها ويذب عن حرماتها

    ردحذف
  25. كيف ننتقل بمسيرات العودة من الأحلام إلى الواقع

    بقلم: ياسين عز الدين

    تأتي ذكرى نكبة فلسطين هذا العام بنكهة مختلفة في ظل الثورات العربية التي تعبر عن رفض الواقع الذي تعيشه الشعوب العربية والرغبة بالتغيير نحو الأفضل، ولطالما كانت القضية الفلسطينية في جوهر الاهتمام العربي ومركز الأزمة التي تعيشها الأمة الإسلامية.

    ومثلما عبر الدكتور عزمي بشارة ذات مرة فانتصار المشروع الصهيوني ليس سبب الأزمة العربية وفشل العرب بقدر ما هو تعبير عن الأزمة الحضارية التي يعيشها العرب، وبكلام آخر ما كان المشروع الصهيوني لينجح وينتعش على أنقاض الشعب الفلسطيني لولا ضعف العرب وفشلهم الحضاري.

    وبالتالي كان متوقعاً أن يزداد الاهتمام العربي بالقضية الفلسطينية في ظل النهوض العربي المرتبط بالثورات، وهو ما ترجم إلى مسيرات العودة في ذكرى النكبة أو ما يسميه آخرون بالانتفاضة الثالثة - على اعتبار أن الشعب الفلسطيني من رواد الانتفاض على الظلم فلا بد أن يتصدر المنتفضين في زمن الثورات العربية. كما يطلق عليه آخرون ثورة اللاجئين على اعتبار أن اللاجئين هم جوهر القضية الفلسطينية وجوهر الصراع مع الكيان الصهيوني.

    وجاء التفاعل مع اليوم الأول والمعروف بجمعة النفير متفاوتاً، وإن كان واضحاً وجود تردد في قبول فكرة الزحف نحو فلسطين لدى الكثير من الأشخاص والجهات، فنجد مثلاً المجلس العسكري الأعلى في مصر طلب وقف المسيرة المتوجهة إلى رفح، والسلطة الفلسطينية في الضفة تعلن رفضها أي مواجهات (ولو بالحجر) مع الاحتلال الصهيوني، كما نجد الكثير من المشككين بجدوى الفكرة من الناس العاديين.

    المشكلة الأولى والأهم التي تقف أمام الاستفادة من الحالة الثورية التي يعيشها العالم العربي هي عدم وضوح الرؤية لدى أكثر الناس، سواء كنا نتكلم عن أفراد أو عن حكومات أو عن تنظيمات، ففكرة المسيرات السلمية على غرار ما حصل في مصر وتونس لن ينجح استنساخها حرفياً لأن الصهاينة مستعدين لاستخدام أقصى درجات القوة، ونرى ما يحصل في ليبيا من استخدام للقوة مبالغ به ونحن نتكلم عن مجرد نظام، فكيف سيكون الأمر مع كيان كامل قوامه خمسة ملايين صهيوني.

    فالهاجس الذي يؤرق الجميع: وماذا في اليوم التالي (يوم الاثنين 16/5/2011م)؟ هل سيعود الناس إلى بيوتهم؟ هل ستندلع المواجهات وهل نستطيع تحمل الخسائر البشرية؟ كيف سنجبر الصهاينة على تقديم تنازلات؟ هل نحن مستعدون وجاهزون لدخول مواجهة في هذه اللحظة؟ لماذا نربط المواجهة مع تاريخ النكبة ولا نربطها مع اللحظة التي نكون مستعدين فيها ؟

    هل نستطيع تحرير فلسطين في اليوم التالي؟ هل نستطيع بدء حرب تحرير (سواء حرب نظامية أو حرب عصابات)؟ بمثل هذه المهلة الزمنية الضيقة سيكون الجواب بكل تأكيد لا، أما على المدى البعيد (وربما المتوسط) فالجواب نعم، إذن ليكن هدفنا في اليوم التالي هو التمهيد لهذه اللحظة التاريخية وتقريبها لأنها لن تأتي فجأة وبدون مقدمات.

    لعل أول خطوة يجب الإقدام عليها هي كسر صنم الإحباط الذي يكبلنا منذ عشرات السنوات، صنم "لا نستطيع هزيمة إسرائيل"، نريد أن تتغير ذكرى "النكبة" التي نحرص على تذكير أبنائنا بفلسطين وأن لا ننساها، لتصبح مناسبة للحشد والتعبئة من أجل التحرك والتقدم نحو تحرير فلسطين، لا نريد تذكر فلسطين نريد تحريرها، هذا ما يجب زرعه في نفوس الناس.

    إرادة التحرير والاقتناع بأننا قادرون هي الخطوة الأولى، صحيح أنه يوجد الكثير كي نترجمها إلى فعل، لكن بدونها لن نتحرك قيد أنملة، ولأنه ليس من السهل تغيير عقلية الناس وتحطيم صنم الإحباط بعد 60 عاماً من هيمنته على حياتنا، فالكلام الإنشائي والخطابات لن تفعل الكثير، وسنجد الناس يهزون رؤوسهم موافقين لكن داخل نفوسهم ما زال الشك معششاً، بل وسنجد البعض يدافع وبكل شراسة عن صنم الإحباط لأنه تعود على الهزيمة والانكسار ولا يستطيع استيعاب حقيقة المرحلة.

    ردحذف
  26. لذا المرحلة التالية هي الإثبات عملياً بأنه يمكن التقدم نحو هدف تحرير فلسطين، وذلك من خلال خطوات بسيطة لكن مقنعة، خطوات واقعية ويمكن العمل عليها، وهذه متروكة لكل ميدان أن يقرر ما هو أنسب له، وهنا يأتي دور الناس ودور الشباب ليفكروا ويبدعوا فالمرحلة تحتاج لأفكار خلاقة، وسأحاول هنا طرح بعض الأهداف التي يمكن العمل من أجلها على المدى القصير والمتوسط:
    1-اقتحام الحدود ولو لدقائق أو تحطيم الأسلاك الشائكة خلال يوم الأحد 15/5، فهذا سيسكر الحاجز النفسي عند الناس من ناحية، وسيظهر للعالم أن هنالك أزمة سببها الكيان الصهيوني، وأن هذه الجماهير العربية العريضة التي حازت على تعاطف العالم أجمع بسبب رغبتها بالحرية والانعتاق لديها رسالة جديدة ويجب على الجميع أن يستمع لها.

    2- تشديد الحصار الإعلامي والسياسي على الكيان الصهيوني، فعلى سبيل المثال يمكن جعل إغلاق السفارة الصهيونية في القاهرة وعمان هدفاً للجماهير، أتفهم الظروف التي تمنع المجلس العسكري من قطع العلاقات فوراً مع الكيان، لكن التحرك الجماهيري المصري سيقرب من هذه اللحظة الحاسمة.

    3- في قطاع غزة بما أن فك الحصار من جهة رفح أصبح قاب قوسين أو أدنى، فيجب التفكير بالخطوة التالية: مثل كسر المنطقة المحظورة على حدود القطاع الشمالية والشرقية، والتي يفرضها الاحتلال الصهيوني من خلال قوته النيرانية، وذلك من خلال مسيرات جماهيرية فالأمر يحتاج لتحرك وعدم التسليم بالأمر الواقع.

    4- في الضفة الغربية يجب العمل على إخراج الاستيطان قبل الكلام عن تحرير باقي فلسطين، والهدف الأسهل هو المستوطنات شرق الجدار الفاصل، والواقعة بين التجمعات السكانية الفلسطينية، فمن ناحية عملياتية هي أسهل الأهداف، ومن ناحية التعاطف العالمي (وحتى الصهيوني) فاستهداف مستوطني الضفة أكثر قبولاً (سواء بالعمليات المسلحة أو الزجاجات الحارقة والحجارة). وحجة الكيان في الدفاع عنهم أضعف (أتكلم عن الناحية الإعلامية)، وأكثر من ذلك فالمستوطنين دوماً يتهمون حكومتهم بأنها لا تدافع عنهم كفاية، وزيادة استهدافهم يزيد التوتر بينهم وبين حكومتهم.

    5- يمكن للفلسطينيين في المهجر والذين يحملون جوازات سفر غربية رفع قضايا ضد الكيان الصهيوني للمطالبة باسترداد أملاكهم، بنفس المنطق القانوني الذي يتيح لليهود من ضحايا "المحرقة النازية" المطالبة باسترداد أملاكهم التي صادرها النازيون بعد 70 عاماً. الصهاينة لن يستجيبوا لهذه القرارات لكن لها بعد إعلامي وقانوني بالغ الأهمية، ويعطي فكرة تحرير فلسطين زخماً وقوة إضافية.

    6- على صعيد فلسطينيو المناطق المحتلة عام 1948 من المهجرين واللاجئين يمكنهم التوجه إلى قراهم المهدمة وترميم المساجد المهدمة (وهذه حصلت في مناسبات عدة بالسنوات الأخيرة)، وبناء مساكن عليها بوصفهم أصحاب الأملاك، وليأت الاحتلال ليقتلعهم بالقوة لا بأس، لكن الخطوة لها أهمية على صعيد الاستنزاف النفسي والسياسي والإعلامي للكيان الصهيوني.
    هذه خطوات وأهداف مرحلية (وهي مجرد أمثلة) وتتراوح بين تحقيق مكاسب ميدانية بسيطة وبين حصار الكيان إعلاميا وقانونياً وسياسياً، وهي تخدم هدف تحرير فلسطين، فبدلاً من مواجهة كيان صهيوني قوي ومتماسك نستنزفه ونحاصره ونضعفه هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى نشجع الناس ونجعلهم يشعرون بوجود انجازات وبالتالي سينضم المزيد والمزيد للجهد المبذول ويصبح بالإمكان الحديث عن انجازات وأهداف أكبر.

    يجب أن تكون مسيرات العودة خطوة البداية لسلسلة أفعال تحت عنوان "الشعب يريد تحرير فلسطين"، ويجب علينا المبادرة من أجل تحقيقها، وكلما تحقق هدف ننتقل إلى الذي يليه، فهي مجرد الخطوة الأولى على طريق الألف ميل، فلا نبالغ ببناء الآمال ونوطن أنفسنا على أن القادم صعب (لكنه ليس بالمستحيل).

    ردحذف
  27. بقلم فتي من الشرق

    بسم الله الرحمن الرحيم

    منذ أن وعينا على الحياة ونحن نسمع عن الأقصى وانه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وأنه مسرى الرسول عليه افضل الصلاة والسلام وتخرج المظاهرات وتعقد الندوات من أجل مناصرته ولكن ومنذ عقود لم يتغير شئ بل ان التهويد حوله والحفائر تحته قد ازدادت ضراوة في العقد الأخير فماذا نحن فاعلون؟

    هل سنظل في صمتنا قابعين أم سنعقد المؤتمرات والندوات فقط لنتلو بعض آيات القرآن ثم نرضى من أنفسنا بهذا الأمر

    طبعا كلنا يعرف مكانة الأقصى فقد جاء أن ابي ذر الغفاري قال قلت : يا رسول الله ، أي مسجد وضع في الأرض أول ؟ قال : ( المسجد الحرام ) . قال : قلت : ثم أي ؟ قال : ( المسجد الأقصى ) . قلت : كم كان بينهما ؟ قال : ( أربعون سنة ، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله ، فإن الفضل فيه ) .(متفق عليه و اللفظ للبخاري)

    وهو أحد المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها

    عن ابي هريرة رضي اله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومسجد الأقصى (رواه البخاري)

    والمسجد الأقصى هو تلك المساحة الكبيرة التي تضم الاقصى وقبة الصخرة وبقية باحات الحرم القدسي وهي تتعرض باستمرار لاقتحامات من يهود الكفر والضلال فما واجبنا كل في موقعه؟

    1- يجب أن يعود المسلمون الى المعين الفياض والنبع الصافي للدين متمثلا في كتاب الله وسنة رسول الله بفهم السلف الصالح والبعد عن محدثات الأمور والابتداع في الدين ومحاولة تطهير قلوب المسلمين وديارهم من العقائد الشركية كالقبورية والمتصوفة فهي سبيل خذلان وضلال وبعد عن الله فلو عاد المسلمون الى دينهم فسيعود اليهم مسجدهم ومقدساتهم

    2-توحيد راية العاملين للدين -من المخلصين الصادقين- وعدم التنافر والشقاق والاقتتال فيما بينهم لان هذا سبيل تفرقة وضعف وهو ما يؤدي بالنهاية للتشرذم والانحلال وهذا لن يأتي بين يوم وليلة ولكنه يحتاج شهورا من الجهد المخلص بين الجماعات

    3- تطبيق شريعة الله في المناطق التي حكمها مخلصون صادقون (كحماس في غزة وغيرها) لان تطبيق الشريعة هو الحل الناجع لكل مشكلاتنا الداخلية وحبذا لو عقدت لجان خاصة بالنظر في امور تطبيق الشريعة ولو تدريجيا لان تطبيق حد من حدود الله في الأرض خير من ان يمطروا سبعين خريفا

    4- على كل مسلم ان يحاول بقدر امكانه نشر الوعي بقضية الاقصى في موقعه فالمدرس يعلم الطلاب مكانة الاقصى ووجوب الدفاع عنه والصحفي والخطيب وكل من له صلة بالتوجيه الاعلامي للناس

    5- اهل القدس وهم حماة بيضة الاقصى عليهم واجب كبير في التصدي لهجمات اليهود حتى لو خذلهم المتخاذلون فهم اهل هذا المكان وهم الاقدر- رغم قلة امكاناتهم على مواجهة طغيان اليهود-والامر ليس متعلقا بعدد ولا عدة فالمسلمون انتصروا ردحا من الزمن وكانوا اقل عددا وعدة ولكنه الايمان العميق

    6- وكذلك اهل الضفة فعليهم واجب الانتفاضة من اجل القدس واعلان النفير لان الصمت اذا دام فهذا معناه ضياع الحق والسكوت على الباطل فليكونوا سندا لاخوانهم وعونا لهم فهم في وسط تجمعات اليهود وهم شوكة في حلق الصهاينة

    7- المسلمون يجب ان يحيوا روح القضية مرة اخرى وهناك فكرة جيدة حيث يقوم مجموعات كبيرة بارسال رسائل الى محرري الصحف والمجلات والقنوات لاجل عمل حملة كبيرة والضغط على الحكومات من اجل التحرك الفعلي لوقف مخططات اليهود ومساندة الاقصى

    8- الجهاد لمن استطاع اليه سبيلا ووجد اليه طريقا فهو خير الدنيا والفوز في الآخرة والنعيم السرمدي في الجنة

    9-انشاء رابطة في الارض المقدسة او غيرها ويكون لها فروع في كل مكان تهتم بجمع المعلومات عن القضية وتوثيقها ونشر الوعي لدى العالم -وانشاء موقع لها وحث المسلمين في كل العالم على الدفاع عن المقدسات ويتم توثيق التراث الاسلامي في الحرم القدسي ونشر صور الاعتداء عليه بصفة دورية ليقف العالم على حجم الاخطار التي تتهدده

    10-جمع التبرعات وعمل تكافل اجتماعي لاهلنا الذين يشردهم الاحتلال في احساء القدس حتى لا نتركهم وحدهم وتكون هناك جمعية خيرية تتعلق بجمع التبرعات اللازمة وتوزيعها على المستحقين وعمل تكافل اجتماعي لهم

    11- الدعاء هو سلاحنا الأقوى (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) فسهام الليل لا تخطئ ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب فلنقنت ولنتضرع ولندعو ولنرسل رسائل الى السماء محملة بروح العبودية حتى ينزل علينا النصر من خالق الأرض والسماوات

    وبارك الله فيكم جميعا وأرجو نشرها في المنتديات

    ردحذف
  28. دولتهم إلى زوال


    محمد فايز الإفرنجي
    على أنقاض شعب ضارب جذوره في الأعماق, فوق تاريخ شعب يأبى النسيان أو أن يموت ساكنًا صامتًا عبر عقود الزمان, هو شعب خلق ليحيى شامخًا بين الشعوب الحرة, ارتضى لنفسه أن يكون سدًا منيعًا في وجه الطغيان لتزول دولة الاحتلال ويقول لها إننا عائدون ولو بعد حين, عائدون منتصرون لنعيد للأرض كرامتها ولنطهر ما تبقى من رجز خلفه المحتل في أراضيها في مساجدها كنائسها قراها ومدنها, جبالها سهولها, وحتى صحرائها وبحرها ونهرها.
    عقود ستة وزادت وما زالت تحتل أرضنا بقرار أممي يعلن عن قيام دولة الظلم فوق أرضنا, شعب شرد وهجر بل وارتكبت بحقه مجازر في محاولة لمحوه واندثاره لعل دولة المحتل تهنئ بهدوء وسكينة وتبني حضارة فوق دمائنا, لعل أبناءنا ومن تبقى منا أن ينصهر في دولتهم وكما قالوا في قولتهم الشهيرة "يموت الكبار وينسى الصغار" .
    وها هو الشعب الفلسطيني بعد ثلاثة وستون عامًا يقول للأشهاد "استشهد الكبار ولازال الصغار على دربهم ماضون" فما أرهبتنا مجازرهم ولا أسكتتنا صواريخهم ولا استطاعت إغراءات محتل أن تجعلنا نصمت على وطن قد سرق ونهب منا.
    هي النكبة كما نسميها هي عيد استقلال لهم كما يسمونها, ولكن لم يفهموا رسالة شعب على مر عقود تقول لهم وللدنيا بأسرها هي نكبة لن ننساها ولكن ستكون يوم زوال دولة لن نرضاها ولن نقبل يوما ببقائها على صدورنا تجثم وعلى أرضنا تعلو حضارتها, فنحن أصحاب الأرض وأصحاب الحق لن نفنى ولن نموت إلا بزوال دولة المحتل الغادر.
    إن أرض فلسطين أرض الثبات ورمز الصمود, هي عنوان التحرر والبقاء, أجيال تسلم أجيال مفاتيح البيوت وتورثها لأبنائها وتروي لها حكاية شعب شرد من أرضه بليل تحت ترهيب ابتدعه المحتل, فقتل أبناءنا وشيوخنا ونساءنا ولم يترك رجالنا إلا أشلاء أو أسرى ليبقى الرعب والخوف في حياة من تبقى من أجيالنا لنقبل ونصمت عن فلسطين تسرق لتكون إسرائيل تحل مكانها, ونقبل بأن نكون في أطرافها شعب مشرد يعيش على الكفاف والمعونات الدولية و"بطاقات الاونروا" التي نعتبرها وصمة عار على جبين الأمة وعلى جبين العالم الذي يدعي التحضر والمدنية ويرفع شعار الإنسانية.
    ولازال الاحتلال الإسرائيلي في زمن الحضارة والمدنية هو الاحتلال الغاصب الأوحد بالعالم وما زال قائمًا فوق أنقاض حضارة شعب, لم تنصفه الهيئات الأممية والدولية ولا منظمات حقوق الإنسان وغيرها من المسميات التي طالما بقيت قضيتنا في أدراجها تغطيها الأتربة, وتآكلت من غبار الزمان القابع فوق صفحاتها, عقود تمر والحال باقي على ما هو عليه رغم لجوئنا إلى كل ما من شئنه أن يحمينا وينصفنا ويعيد لنا حقوقنا بينما اتضحت صورة مرعبة تدلل على مدى التواطؤ الدولي والأممي مع هذا المحتل ضد شعب لا يقبل النسيان ولا يقبل التفريط بأرضه وعرضه ولو ملكونا دولة على أية بقعة من بقاع الأرض, فلن نقبل أن تكون غير فلسطين هي بلادنا وغير القدس هي عاصمتنا.
    يا من تقولون أنكم أصحاب قانون دولي يحمي الضعيف وينصف الضحية فنحن اليوم ما عدنا نؤمن بكم ولا بقوانينكم ولا بتصريحاتكم, فأنتم شركاء محتل صمتم عليه ثلاثة وستون عامًا يبطش بنا ويقتل منا ما شاء ويدمر بيوتنا, ولم يبق لنا من أرضنا مكان إلا ووضع فيه بصماته الخبيثة ليمحو آثار وجودنا فيها ويدعي أنها بلاده وحضارته وتاريخه وهو المستعمر المحتل الذي جاء من أقصى الأرض لم يعش يومًا على أرضنا ليدعي أنها أرض أجداده التي لم تطأ أقدامهم يوما أرضها.
    في يوم نكبتنا نرفع شعارنا عاليًا في عنان السماء لتصل رسالتنا إلى كل من يهتم بأمر قضيتنا, إننا لن نساوم ولن نفرط في حبة رمل من تراب فلسطين وسنبقى لها أوفياء وأجيالنا لن تنسى أن لها أرض اسمها فلسطين حتى وإن قالوا عن تل الربيع هي تل أبيب وان قالوا عن الضفة وغزة يهودا والسامرة ستبقى أرضنا حية فينا نسلم مفاتيح بيوتنا لأجيالنا تتوارثها ليعود جيل يفتحها ويعيد بناءها ويرفع على القدس راياتها لتبقى فلسطين يرفع علمها بين رايات الأمم عاليا شامخا وإن لون بدماء أبنائه فلن تكون دماؤنا أغلى علينا من أوطاننا التي هي في قلوبنا نستنشق منها ما يحيينا وستبقى الراية.

    ردحذف
  29. د. مصطفى يوسف اللداوي

    ذكرى النكبة وأفراح المصالحة

    مشاعرُ فرحٍ وألم، وسعادةٍ وغصة، وأمالٍ وآلام، وطموحاتٍ وذكريات، يعيشها الفلسطينيون في كل مكان، الكبار والصغار، الرجال والنساء، اللاجئون والمواطنون، في فلسطين وخارجها، ومعهم جموعٌ كبيرة من جماهير الأمة العربية والإسلامية، التي لاتنسى هذا اليوم الحزين، وذكرى النكبة العظمى التي حلت بالأمة العربية والإسلامية عندما ضاعت فلسطين، وأعلنت الحركة الصهيونية تأسيس كيانهم فوق أرض فلسطين، بعد أن شردت مئات آلاف الفلسطينيين من مدنهم وقراهم وبيوتهم، واغتصبت أرضهم وممتلكاتهم، ليحل مكانهم مهاجرون يهود وفدوا إلى فلسطين من أماكن عديدة من العالم، بعد أن قامت دولٌ غربية كبرى بمساعدتهم بالمال والسلاح للوصول إلى فلسطين، والاستيطان فيها، فهذا يومٌ لا ينساه الفلسطينيون، ولا يبرح ساكناً في ذاكرتهم، ولا يستطيعون تجاوز آلامه وآثاره ومفاعيله التي انغرست كالخنجر في جسد الأمة، فقد ترك هذا اليوم أثراً في الأمة لا يندثر، وجرحاً لا يبرأ، ودمعةً لا تجف، وآهةً في القلب مسكونة لا تهدأ، ولكنه خلق في الأجيال عقيدةً لا تضعف، وعزماً لا يلين، وثقةً لا تتزعزع بأن العودة يوماً ما قادمة، وأنها وعدٌ إلهيٌ أكيد، ستحققه الأجيال الفلسطينية طال الزمن أم قصر.

    في كل عامٍ يحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة، ويقفون على أطلال الهزيمة والضياع، ويستذكرون الأمجاد الضائعة، والحقوق المسلوبة، والأرض المغتصبة، ويبكي الرجال الكبار الذين مازالوا يحملون مفاتيح بيوتهم، وشهادات ملكيتهم لبيوتهم وأرضهم، وهم الذين أجبروا بقوة السلاح على الرحيل ومغادرة الأرض والديار، والحسرة تملأ قلوبهم وهم يشعرون أنهم يودعون الحياة قبل أن يتمكنوا من العودة إلى بلادهم، وقد كان الأمل يسكن قلوبهم بأنهم سيعودون إلى فلسطين هم وأولادهم حيث أرضهم وديارهم وممتلكاتهم، ولكن الألم كان يعصر قلوبهم ونفوسهم لما آل إليه حال شعبهم الفلسطيني، وللاختلافات التي عصفت بفصائلهم وقواهم الثورية، ولحال الفرقة والانفسام التي فتت حياة الشعب الفلسطيني، وشتت صفوفه، ومزقت جمعه، وشوهت صورته، وبددت المجتمعين حوله، والمناصرين له، وأفقدتهم الكثير من آمالهم وثقتهم بفصائل الثورة الفلسطينية، التي أثبتت عبر سنين طويلة عزمها ومضاءها وصدقها، فقد باعد الانقسام والاختلاف آمال العودة، وأحلام النصر، ومكن العدو الإسرائيلي من تنفيذ مشاريعه ومخططاته، دون أن يلتفت إلى معوقات المقاومة، وعقبات الوحدة الفلسطينية.

    ذكرى النكبة لهذا العام تتلاقى مع المصالحة الوطنية الفلسطينية، التي أعادت الثقة إلى الفلسطينيين بعد طول انتظار، وهي التي كانت أملاً فلسطينياً وحلماً عربياً وإسلامياً، وقد ظن الفلسطينيون أنها لن تتحقق، وأن شمل فصائل المقاومة الفلسطينية لن يجتمع من جديد، وأن الخلافات التي بينهم ستزداد وستتعمق، وستصبح مع الأيام واقعاً مألوفاً، يرضى به الفلسطينيون، ويفرح به الإسرائيليون، ولكنهم التقوا بعد صعاب، وتعاهدوا بعد اتفاقٍ جديدٍ ألا ينقلبوا على بعضهم، وألا يخيبوا آمال شعبهم، وأن يكونوا يداً واحدة، وصوتاً واحداً، يوحدون أهدافهم، ويوجهون جهودهم ومساعيهم نحو أهداف شعبهم الوطنية العادلة، وأن يلتفتوا إلى معاناة أهلهم وحاجاته الإنسانية، وضرورياته المعيشية، ليتمكنوا من الصمود والثبات، ومواصلة المقاومة والنضال، وليستعيدوا صورتهم النضرة، ومثالهم الرائع، وألقهم الكبير الذي علاه غبار الفرقة والانقسام والتشتت والاختلاف.

    ردحذف
  30. ولكن مظاهر المصالحة التي احتفل بها الفلسطينيون وبها سيخرجون متحدين في يوم النكبة من كل مكانٍ حول فلسطين إليها، لم تظهر نتائجها بعد، فالفلسطينيون ينتظرون في هذا اليوم الذي تتحد فيه جهودهم وتتفق فيه أهدافهم، وتتوحد فيه راياتهم وأعلامهم وشعاراتهم، فأهلنا في الضفة الغربية وقطاع غزة ينتظرون في هذا اليوم عودة أبناءهم من السجون الفلسطينية، فحريتهم هي عنوان المصالحة، وأكثر ما يميز ذكرى النكبة لهذا العام، فحتى يحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة بشكلٍ مغايرٍ عن السنوات التي مضت، والأمل يعمر قلوبهم، واليقين يسكن نفوسهم، فإنهم يتطلعون إلى وحدةٍ فلسطينية حقيقية، تكون قادرة على مواجهة الصعاب والتحديات، ولا يمكن للفلسطينيين أن يفرحوا في يوم حزنهم بالمصالحة دون أن يروا سجناءهم أحراراً، فلا خوف يلاحقهم من الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي أضرت بهم وبمصالح شعبهم، عندما عذبتهم وضيقت عليهم، وبالغت في الإساءة إليهم، ولا مكان لعدوهم لأن يفرح بسجنهم على أيدي أبناء شعبهم، وشركائهم في الوطن والقضية.

    في يوم النكبة الأليم، الذي يعج بالأحزان والآلام، ويمتلئ بالجراحات والآهات، نتوجه إلى السلطات الفلسطينية كلها بقلوب كل الفلسطينيين المفجوعة والمكلومة، الحزينة والجريحة، لأن يجعلوا من ذكرى النكبة لهذا العام يوماً لفرح الفلسطينيين بنجاح مصالحتهم، وبتجاوزهم لخلافاتهم ومشاكلهم، وليس أبلغ مظهراً في هذا اليوم من الإفراج عن المعتقلين، فأفرجوا عنهم ومتعوهم بحريتهم، وأعيدوا إليهم الثقة فيكم، وأعيدوا البسمة إلى شفاه أهليهم، فإنكم ترتكبون في حق أهلكم وشعبكم، إن امتد اعتقالكم لأبنائهم، جريمةً كبرى، ولن يغفروا لكم يوماً أنكم سلبتم حرية أبنائهم، وملأتم قلوب أهلهم حسرةً وكمداً.

    وحتى تكتمل فرحة الفلسطينيين، ويتحول يوم النكبة فيهم إلى جيشٍ لجبٍ جبارٍ يهدر بالعزم والأمل واليقين، ويهدد وجود ومستقبل كيان الإسرائيليين، فقوموا من فوركم بالتخفيف من معاناة شعبكم، وافتحوا ما أغلقتم من جمعياتهم ومؤسساتهم، وأعيدوا إليهم ما صادرتم من أموالٍ ومستحقات، ومكنوهم من العودة لمزاولة أعمالهم ومهامهم، وأعيدوا من استبعدتم وفصلتم من موظفين على خلفياتٍ حزبية وسياسية إلى وظائفهم وأعمالهم، وافتحوا الأبواب التي لا تملكون الكثير من مفاتيحها إلى أبناء شعبكم الذين لا يستطيعون العودة إلى بيوتهم وأسرهم، لا خوفاً من العدو الإسرائيلي ولكن لأن قلوب إخوانهم ضاقت بهم، ولهم لم تتسع، فتاهوا في شتات الأرض، وتمزقوا بين الدول، فافتحوا لهم قلوبكم، وأعلنوا شطب ملفاتهم، وإغلاق قضاياهم، إن كانوا سيعودون صادقين في توجهاتهم، نادمين على ما ارتكبوا من جرائم في حق شعبهم، فهذا يومٌ فيه نحزن على ما فقدنا، ولكنه يومٌ فيه نفرح على ما حققنا وما صنعنا، فإن كان هو يوم النكبة الأليم فإنه يوم المصالحة العظيم.



    بيروت في 14/5/2011

    ردحذف