السبت، 15 يناير 2011

"لقد تمت مغالطتي" تصريح للرئيس التونسي



محمد السروجي 

كاتب مصري


 الجنرال زين العابدين بن على في خطابه الأخير 13\1\2011 م الذي 

حاول فيه تهدئة غضب التونسيين واسترضائهم بعد ثورة 

الغضب والاحتجاجات التي راح ضحيتها حتى كتابة السطور

 حوالي 60 شهيدا برصاص الأمن التونسي !، الرئيس لم 

يتحدث عن نفسه فقط بهذا التصريح بل تحدث عن نمط الفساد

 والابتزاز والكذب السائد في مؤسسات الحكم العربي بلا 


استثناء ، لقد عبر الرئيس عن وقوعه ورؤساء العرب فريسة

 مجموعات المصالح التي تدير الأمور تحت رعاية الرئيس ،

 ومع مرور الوقت وكثرة السيطرة والضبط يكون شخص 

الرئيس أسير هذه المجموعات برغبته ودون رغبته ، لقد 

قرأنا عن رؤساء كانت تتلاعب بهم أجهزة أمنهم الخاص في 

سخرية واستهزاء ، في منتصف الليل .. سيادة الرئيس يجب

 أن تتركوا مكانكم وفوراً حفاظاً على سلامتكم وأمنكم ، فينزل

 المسكين بلباس نومه مهرولاً إلى أي مكان يوجه إليه كآلة لا

 حول لها ولا قوة ، ... تعرض التقارير المفبركة والمكذوبة

 عن القلة المندسة والشرذمة المتسللة والمهددة لأمن الوطن

 وأمن الرئاسة فتصدر الإحالة للمحاكم العسكرية كما تصدر 

الأحكام القاسية والظالمة ...، تقدم التقارير لفخامة الرئيس 

عن خطورة تيار ما على الوطن ومصالحة ومكتسباته 

وإنجازاته فيكون التفويض العام بالتصرف وحفظ البلد ، 

فتصدر التعليمات وتزور الانتخابات ويقوم جنرالات الأمن 

والسياسة والإعلام وفرق الموالاة التابعة من أجل معركة 

البقاء بترويج الأكاذيب على الجميع حتى أنفسهم بأنه خيار 


الشعب بإرادته الحرة التي اختارت الاستقرار التنمية والتاريخ

 ولفظت أصحاب الشعارات والأجندات....الكل متهم وخائن 

وعميل عند سيادة الرئيس لأنه فريسة العقول الخربة والقلوب

الفاسدة والضمائر الميتة ، علمت هذه الأجهزة المجرمة نفسية

 وشخصية ومزاج فخامة الرئيس فتحركت وفق رغباته التي

 دمر بها الوطن ، الرئيس هو المسئول الأول عندما اختزل

 الدولة في شخصه وهمش مؤسسات الرقابة والمحاسبة ،

 فتمددت هذه الأجهزة في المساحات الفارغة وما أكثرها ، 

الرئيس هو المسئول لأن الضمانة الوحيدة هي احترام الدستور

 وتنفيذ القانون ومحاسبة المقصر واعتبار إرادة الجماهير

 التي غاب عنها وبكامل إرادته ووافر رغبت ، سيادة الرئيس 

لقد كذبوا عليك لأنك أبعدت الصادقين ... لقد خدعوك لأنك

 أقصيت المؤتمنين ... لقد تمت مغالطتك لأنك لم تكن حريصاً

 على الوضوح والشفافية بل لأنك تحب المغالطة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق