الخميس، 13 يناير 2011

الإعدام ...نتاج التنسيق الأمني


محمد فايز الإفرنجي

في فصل جديد من فصول الإجرام المتعارف علية من قبل قوات الاحتلال الوحشية التي أصبح القتل والإعدام هدفا لبنادقها ولجنودها الذين رضعوا حليب الكراهية, والغطرسة, والعداء, لكل ما هو فلسطيني , وفي ظل غياب دائم لضمائر المؤسسات الدولية التي تعمل على حماية الحيوان والنبات, وخلاص قط عالق فوق شجرة ,بينما تشيخ ضمائرها وتموت أثناء قتل الفلسطيني حتى الراقد في فراشه نائم في أمان ربه, ليس مقاتلا ولا مطلوبا بل رجل مسن تجاوز العقد السادس من العمر يعدم بفراشه بإحدى عشر رصاصة من رصاص الغدر الإسرائيلي المسموم

جريمة نكراء تضاف إلى سجل أسود لا يسجل به غير السواد القاتم, والمذابح والدمار, والتنكيل والتعذيب, على مر ستة عقود ماضية من الزمان ولا زال المجتمع الدولي صاحب القلوب الرحيمة على كلب ضال تجيش له طواقم الإنقاذ والبحث في محاولة للعثور عليه تعرض أمام شاشات التلفاز لترسم صورة رحيمة لهذا المجتمع, ومؤسساته الخيرية المنتشرة في أرجاء العالم.
بينما الأمر يتوقف تماما حينما تراق دماء إنسان على أيدي الاحتلال وجيشه القذر والمبرر دائما جاهز "الدفاع عن النفس" .

مسلسل تكتمل فصوله وأحداثه فلقد ملت سلطة رام الله من قضية المختطفين من أبناء حماس, وإضرابهم عن الطعام لمدة تزيد عن أربعين يوما, تحت ضغوط عربية, وفلسطينية داخلية, وإعلام فاضح لصورة الأجهزة الأمنية التي أصبحت صاحبة تاريخ ملطخ بعمليات التنسيق الأمني مع قوات الاحتلال, بالقضاء على المقاومين من أي حزب أو لون أو فصيل كان .

باتت المقاومة ممنوعة بأشكالها وألوانها, لكل فئات الشعب الفلسطيني بالضفة الغربية المحتلة, وإرضاءً للاحتلال ومحاولة فرض نظرية أمن الاحتلال أولا وأخيرا هي المسعى الرئيسي لهذه السلطة, التي قام الجنرال كيث دايتون بتدريب أفرادها, وليس من الطبيعي أن يدربوا ليقاوموا المحتل, بل ليقتلوا أبناء جلدتهم ويسجنوهم إرضاء للمحتل وحفاظا على أمنه وأمانه .

يكتمل مسرح الجريمة السلطوي فيفرج عن خمسة من أبطال المقاومة المعتقلين, تخرجهم أجهزة فتح منسقة مع الاحتلال ليعتقلهم بعد سويعات قليلة, بل ويزيد على ذلك قتل المسن القواسمي لتكون رسالة جديدة موحدة للسلطة والاحتلال لكل من تسوله نفسه الوقوف أمام أجهزتهم ومقاومتهم فعهد المقاومة والجهاد في الضفة المحتلة أصبح من المحرمات, التي يصل عقابها إلي الإعدام على آسرة النوم وإن كانت لكهول وشيوخ, وغدا لنساء وأطفال طالما أن هناك من ينسق معهم ويغطي عن جرائمهم في فشله الذر يع بالتوصل إلي سلام موهوم أو مصالحة لا فائدة تعود عليهم من وراءها وملايين الدولارات تنهال عليهم وعلى شركاتهم جراء تنسيقهم المخزي .

كشفت العورات وتعرت أمام الجميع فلم يعد هناك حياء من الحديث عن سلام قاتل أو خيارات يحسبون أنهم يستطيعون أن يسوقوا لها في زمن أصبحت الأسرار فيه لا تعتبر سرا بل وقاحتهم وصلت لكشف اللثام عن بشاعتهم فهل لازال هناك أمل في إصلاحهم ومصالحتهم ؟
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق