الخميس، 13 يناير 2011

ملحمة إيمانية اسمها "زينب الغزالي" ... إهداء لحرائر الضفة - الجزء الخامس



ولكن الله الف بينهم


في  الجزء الرابع انتهينا الى حيث قالت زينب الغزالي: وجاؤوني بخطاب موقع ومختوم من عبد الناصر فيه : بأمر رئيس الجمهورية تعذب زينب الغزالي فوق تعذيب الرجال !! وعذرا لم نستطيع تلخيص هذا الجزء لما يحوي من امور صعب حذفها

مع شمس بدران ....زنزانة الماء ! ! ! والجريمة


اخذوني إلى مكتب شمس بدران إنه وحش غريب عن الإنسانية وأآثر وحشية من وحوش الغاب ! ! إنه أسطورة في التعذيب والقسوة ! !
آان ينطلق في لذة غريبة يضرب الموحدين المؤمنين ، بأعنف ما يمكن أن يتصوره العقل البشرى. ظنا منه أن
القسوة والعنف في التعذيب يرد المسلمين عن دينهم وعقيدتهم !! وقد خاب ظنه . .
وسألني شمس بدران في غطرسة آأنه جامع رقاب الخلق بين أصابعه هو أنت بقى ست زينب الغزالي؟
قلت : نعم !
آان مكتب حمزة البسيوني يتصل بمكتب شمس . وآان يقف خلفي الجلاد صفوت الروبي واثنان آخران وبيد آل
منهم سوط آأنه لسان من لهب ! ! .
قال شمس بدران وهو مازال في غطرسته : " يا بنت يا زينب ! خلى بالك وتكلمي بعقل وشوفي فين
مصلحتك ، خلينا نخلص منك ونشوف غيرك وإلا بعزة "عبد الناصر" أجعل السياط تمزقك . قلت : " يفعل الله ما يشاء ويختار". فقال : "ما هذه الرطانة العجيبة يا بنت . . ؟إ " فلم أرد عليه فقال : "ما هي صلتك بسيد
قطب والهضيبي؟". قلت في هدوء : "أخوة في الإسلام ، . فقال في استنكار بليد : "أخوة ماذا؟" . فأعدت :
"أخوة في الإسلام " . فقال : "ما مهنة سيد قطب ؟".
قلت : "الأستاذ الإمام سيد قطب مجاهد في سبيل الله ، ومفسر لكتاب الله ، ومجدد ومجتهد" .
فقال في بلادة : ما معنى هذا الكلام ؟ فقلت وأنا أضغط على مخارج الألفاظ تأآيدا له معناه : إن الأستاذ
سيد قطب زعيم ، ومصلح ، وآاتب إسلامي ، بل من أعظم الكتاب الإسلاميين ، ووارث محمدي .
وبإشارة من إصبعه انهال على الزبانية . وقال هو: إيه يا ست ؟ ولم أجبه – قال : ومهنة الهضيبي إيه
آمان ؟ فقلت : "الأستاذ الإمام حسن الهضيبي" إمام مبايع من المسلمين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين
، الملتزمين بتنفيذ أحكام الشريعة ، والمجاهدين في سبيل الله حتى تعود الأمة الإسلامية آلها إلى آتاب الله ،
وسنة رسوله ".

وبعد سلسلة اسئلة وضرب بالسياط فغابة عبد الناصر لا تعرف تقاليد أو عادات
. بل تسودها جاهلية حمقاء، يظلها طغيان أهوج ، وتسرح في دروبها ذئاب خبيثة جائعة إلى نهش البشر! ! .
ولا أدرى آيف ربطوا يدي مع رجلي . ولا آيف علقت . . ! !
ويخرج الأمر من فم شمس بدران آضابط عظيم في ساحة الوغى : اجلدها يا وله خمسمائة جلدة! !
وتنهال السياط تسطر على قدمي وجسدي أبشع ما عرفته الجاهلية من قسوة وحيوانية .. ويشتد الجلد . .
ويشتد الألم . يعز على أن أضعف أمام هؤلاء الوحوش . احتملت . احتملت وأنا أضرع إلى الله في سرى .
ويتضاعف الألم ، ويتضاعف ، ولما فاض الكيل ، ولم يعد آأنه طاقة على الكتمان علا صوتي يرفع
شكواي للذي يعلم السر وأخفى . أخذت أردد : يا الله يا الله ، والسياط تشق في قدمي مجارى الألم . وفى قلبي
ومشاعري مجارى الرضا، والتعلق بالله . . ! ! حتى فقدت الوعي . ولم أشعر بنفسي ، ورقدت جثة هامدة فوق
الأرض وهم يحاولون تنبيهي ويحاولون إيقافي فلا أستطيع . فكلما وقفت سقطت .
آان الألم فوق الاحتمال والدم ينزف من قدمي ويأمر شمس بدران صفوت بإيقافي. آنت في غاية الألم
والجهد فحاولت أن أستند إلى الحائط فيبعدني صفوت عن الحائط بسوطه !!. .
فأقول لهم : دعوني أجلس على الأرض فيقول شمس بدران : لا . . لا . . أين ربك ادعيه لينقذك من يدي .
. نادى عبد الناصر وانظري ماذا يحدث . . ولم أرد عليه ، فيستمر في جاهليته : ردى على! أين ربكم ؟! !
فلزمت الصمت فقال : ردى! ! .

فقلت بصوت خافت لشدة ما أنا فيه : "الله سبحانه الفعال ذو القوة المتين " وأخرجوني من مكتب شمس
بدران إلى المستشفى .

زنزانة الماء!!!

وفتح باب زنزانة، فرأيت خلف الباب سدا حديديا يرتفع لأآثر من متر. أمرني صفوت أن أخلع ملابسي
وأن أقفز هذا السد الحديدي! جمدني الخوف ووجدت نفسي لا أقوى على الحرآة فلم أتقدم شبرا واحدا .
وترآزت عيناي على بئر من الماء خلف السد.
وجمعت آل قوتي في فمي وقلت : لن أخلع ملابسي أبدا ! ! . فقال في جاهلية ماجنة عابثة: ستنزلين الماء
بثوب واحد. . فقلت : أنا لابسة جلبابا واحدا. فقال صفوت في غرور : سأمزقه ! ! .

ومزق جلبابي الأوحد بمشرط شرائح ؟؟ . . وقال : اخلعي البنطلون يا بنت ال . . . . البنطلون خسارة وأنت ستموتين بعد ساعة ! ! .
قلت : عندما أدخل الحجرة سأعطيك البنطلون . . . فقال في صلف وحماقة : حجرة آيه يا بنت ال . . إننا
سنقذفك في البئر ونخلص منك . قلت : إذن ، أدر ظهرك لأخلع البنطلون . . .
وأدار صفوت ظهره . وخلعت البنطلون الذي أعطوه لي عندما جلدوني في مكتب شمس بدران ! ! .

ووقفت في الثوب الممزق ، لا أدرى ماذا أفعل . . ! ! وعندما أمرني صفوت أن أقفز إلى الماء امتنعت
وقلت : لا، أنا لا أرمى نفسي في الماء، إذا آنتم ناويين على قتلى فتحملوا أنتم مسئولية هذا الأمر. . أما أنا فلن
أنتحر أبدا . . . آنت أعتقد أنهم قد اعتزموا قتلى والخلاص منى حقا، فظروف الحال آانت تؤآد عندي هذا

الاعتقاد . . فالغلظة والفظاظة التي فاقت آل تصور والبئر التي أمامي والتي يطلبون منى أن أقفز فيها . آل هذا
أآد عندي أن النية اتجهت فعلا إلى قتلى! ! فليرموني إذا شاءوا في البئر، فالموت في سبيل الله أسمى أمانيّ . .
ومرحى بالشهادة في سبيلك يا إلهي .
وجاء الزبانية يسوقونني بسياطهم لأقفز إلى الماء فأتمنع ، فترتفع جاهليتهم . وتزداد حمية سياطهم
فأسقط على الأرض ، فقد آان العذاب فوق طاقتي بكثير. . تفنن فيه صفوت ، والجندي سعد، وجندي ثالث
يدعى سامبو، هكذا سمعتهم ينادونه ، وحملني الثلاثة وقذفوا بي إلى البئر! ! .
وأفتح عيني فإذا بأنني أقف على أرض صلبة! ! . . وعرفت أن الماء لم يكن بئرا وإنما هو زنزانة من
الماء . . ! ! . . فاتجه إلى الله سبحانه وأقول : باسمك اللهم ، سلمت لك آمري، وأنا أمتك ، وعلى عهدك ما
استطعت . . ألبسني أردية حبك ، وأغدق على من صبرك يا الله . .. ويريد صفوت أن يزيد طوفان العذاب فيقول
، وسوطه ينزل على جسدي حيثما اتفق : اقعدي يا بنت ال. .إ! .

فأقول : آيف أقعد في هذا الماء؟ إن هذا مستحيل . . فيقول الجلاد بلسانه وسوطه : اجلسي آما تجلسين
في الصلاة . . أظن تعرفين هذا جيدا . . أرينا مهارتك وأقعدي . . إنك لم ترى شيئا بعد. . فمازال في جعبة أبى
خالد الكثير. . جمال عبد الناصر هو الذي عرف آيف يتعامل مع الإخوان المسلمين . . هيا اجلسي يا بنت ال. .
. وجلست فصارت المياه إلى أسفل ذقني، وقال صفوت : إياك أن تتحرآي ولو حرآة واحدة . . جمال عبد
الناصر أمر بجلدك آل يوم ألف جلدة بالسوط .. أحب أعرفك التسعيرة هنا . . الحرآة بعشرة سياط ! ! . لشدة
الهول ، نسيت أقدامي الممزقة . بل نسيت آل جندي . غير أن المياه أخذت تفعل بالجراح ما لم أستطع وصفه
من آلام ، لولا عناية الله ما احتملتها . . وشغلتني آلامي عن صفوت ، وسعد، وسامبو ، ولكن أعادني صفوت
بسوطه إلى الواقع الكثيف المرارة! .

فقال: فلينفعك الهضيبي أو سيد قطب . . أنت هنا في جهنم عبد
الناصر. . إذا قلت يا رب فلن ينقذك أحد، ويا سعادتك لو قلت يا عبد الناصر. . فستفتح لك الجنة . جنة عبد
الناصر أيضا. . أتفهمين ؟! ! أنت يا حلوة - ما زال أمامك الكثير. وما سيأتي اآثر وأآثر. . يا ليتك تعقلين. .
إنني مستعد أرجو لك معالي الباشا وتذهبين إليه . . وتقولين ما يريده . . هل أنت مجنونة؟ من أجل من تفعلين
في نفسك آل هذا؟ من أجل الإخوان ؟ .

آلهم اعترفوا ولم يبقوا عليك . . ولفوا الحبل حول عنقك . . . ظللت
صامتة وإن آانت نظراتي إليه تقول الكثير. . ولكنه جاهل أحمق وحيوان مغرور! ! .
فاستأنف سخفه ، أو بالأحرى استأنف إغراءه : أطيعيني، واستمعي إلى . . وأنقذي نفسك . . أنت في
الصباح ستكونين مع الأموات .
وظللت على حالي من الصمت والسكون فقال : "ردى يا بنت ال. . فصمت .. فقال : الأمر بسيط جدا .
سآخذك إلى معالي شمس بدران باشا، وتقولين له آيف اتفق سيد قطب مع الهضيبي على قتل جمال عبد
الناصر! .
فصرخت بكل قوتي . . آل الإخوان أبرياء . وربنا سينتقم منكم ليست الدنيا غايتنا، نحن نطلب رضاء الله ،
وبعده فليكن ما يكون ! !

الجريمة!!!
مع الضحى نقلوني لزنزانة اخرى وسألت الله متوسلة: "اللهم إني أمتك ، وعلى عهدك ما استطعت . . أدعوك بضعفى، وقلة
حيلتي، وانكساري، وهواني على الناس ، أن تدفع عنى شر الأشرار، وتحميني بقدرتك ، وتعينني على ظلمهم .

أخرجني من إغراقتي في مناجاة ربى صوت هذا الإنسان المأمور بإيذائي بأبشع جريمة . . يناديني "يا
خالة! !" . ونظرت إليه ودهشت . . فقد تغير وجهه وارتسمت عليه ملامح إنسان ! ! .
قال بصوت منخفض فيه شفافية : لا تخافي يا خالة. . لن أؤذيك ، ولو قطعوني . . فقلت بصعوبة بالغة :
ربنا يهديك يا بنى. . ربنا يكرمك . فتح باب الزنزانة في عنف وانطلق صفوت يضرب الرجل بالسوط ويقول : يا
ملعون ، يا ابن الكلب ، لقد أوردت نفسك مورد الهلاك ، ستقدم إلى مجلس عسكري . . هذه أوامر جمال عبد
الناصر يا ابن الكلب . . أنت تكسرها؟! أنقذ نفسك فورا قبل أن أذهب بك إلى شمس باشا يحولك إلى مجلس
عسكري . . ثم أعاد عليه الأوامر الفاجرة والتعليمات الفاحشة بكلمات صريحة صارخة لا يمكن أن تخرج من

فم إنسان وأغلق الزنزانة وأطل من الفتحة وقال : " أنا سأترآك ساعة، ثم أعود إليك لأنظر ماذا فعلت . . أنقذ
نفسك ، ونفذ الأوامر! ! " .
حيا الجندي صفوت تحية عسكرية مز داخل الزنزانة وقال : "حاضر يا أفندم ! ! " . آنت أستمع إلى هذه
الجاهلية وذلك الفجور، فأناجي ربى بتلك الكلمات ، " إنها دعوتك ، ونحن جندها ، وشهداؤها . . فغيرتك على
جندك ، وأعراضهم يا الله ! اجعلنا أقوى من ظلمهم وألوان تعذيبهم "، وأخذت أدعو لهذا الرجل بالهداية ،
ظننت أن هذا الرجل - بعد الأوامر الجديدة - سيخشى البشر، فيسلك مسالك الوحوش . . ولكنه آان رائعا
وشجاعا . وقال آأنه في براءة الأطفال : لماذا يعذبونكم هكذا يا خالة؟
فقلت : إننا – يا بنى – ندعو لله ، ونريد حكم الإسلام لهذا البلد. ولا نطلب لأنفسنا سلطانا.
وسمعت أذان الظهر فتيممت على حائط الزنزانة وأديت الصلاة، فقال في رجاء : "ادعى لي يا خالة .

فدعوت له بالهداية وقمت لصلاة السنة، فقال : ادعى لي أن يكرمني الله بالصلاة يا خالة. . أنتم لستم بشرا.
ربنا يخرب بيتك يا عبد الناصر!

فقلت له : هل تعرف الوضوء؟. فقال : طبعا، أنا آنت مواظبا على الصلاة .. لكن جيش حليمة لو رأوني
أصلى يسجنونني . . . فقلت له : صل ولو سجنوك ، فالله معك . فقال ونور الإيمان يملأ وجهه . . "سأصلى" .
وفجأة ضرب أحد الجنود باب الزنزانة بعنف وقال : يا ابن الكلب . . ماذا تفعل ؟إ! . فقال الرجل : الست لم تفرغ
من الصلاة. فقال الجندي في صفاقة : صفوت آت إليك. وأرسلني أنظر ماذا فعلت .
وجاء صفوت آحيوان مجنون وهجم على الرجل بوحشية شرسة، وظل ينهال بسوطه على الرجل حتى
أفقده حتى الأنين ! ! وجاء مساعدو الجلاد وحملوا المسكين إلى مصيره ، وأغلقت الزنزانة على آلامي
وهمومي . . آلمني ما نال هذا الرجل بسببي، أو لأن الله أضاء بصيرته فلم يطع الظالم ! ! آانت السياط التي
مزقت جسده تمزق جسدي وتحفر أخاديد في نفسي! ! .
وهربت من همومي وآلامي إلى صلاة العصر. .

انتظرونا في الجزء السادس لتعلموا ماحدث بالرجل الذي اراد افتراسها في الزنزانة
فلسطينية عابرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق