الأحد، 2 يناير 2011

الاحتفال بأعياد النصارى موالاة لهم وتعد على الألوهية



للكاتب : د.بسام خضر الشطي


النصارى لم يظهروا احتفالاتهم بولادة عيسى - عليه السلام - أيام أفضل القرون، بل يحتفلون بينهم ولم يكن خير البشرية[ ولا خير الصحب - رضي الله عنهم - يتبادلون التهاني معهم أو حضور احتفالاتهم، بل أرسل الفاروق عمر - رضي الله عنه - إلى المسلمين في بلاد الشام رسالة قائلاً لهم فيها: «لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيديهم، فإن السخطة تنزل عليكم» رواه البيهقي، وسار على ذلك الدرب الأئمة الأعلام ومن تبعهم بإحسان، فهل نحن أعلم أو أرحم منهم أو أرفق بهم أو نتكلف التسامح وهذا طعن ضمني بمن سبقنا وهو تعدي وتطاول غير مقبول.
قال الله تبارك تعالى: {والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما}، والزور هي أعياد المشركين، والأمة مأمورة بالحذر من مشابهة اليهود والنصارى، قال ابن تيمية - رحمه الله-: «وإذا كان الشارع قد حسم مادة أعياد أهل الأوثان خشية أن يتدنس المسلم بشيء من أمر الكفار، الذي قد يئس الشيطان أن يقيم أمرهم في جزيرة العرب؛ فالخشية أن تدنسه بأوصاف الكتابيين الباقية أشد، والنهي عنه أوكد».
أعياد النصارى شعائر وشرائع متعلقة بالدين، فقد لعنهم الله لما بدلوا وحرفوا في دين الله وادعائهم ولادة عيسى ابن الله في هذا اليوم - تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا - {وقالوا اتخذ الرحمن ولداً لقد جئتم شيئا إداً تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً أن دعوا للرحمن ولدا} (مريم: 88 - 94)، فإذا كانت السموات والأرض والجبال تتأثر بهذا الادعاء، فعجبا لمن يتبادل معهم التهاني رغم ما نراه منهم، فهل تهنئهم لعبادتهم غير الله عز وجل وقولهم ثالث ثلاثة؟ أم تهنئهم لشربهم الخمر؟ أم لفجورهم واستحلالهم للأعراض والفساد في هذه الليالي؟ أم للموسيقى والمعازف والمخالفات الشرعية الكثيرة؟
والعجب السفر إلى بلادهم واصطحاب الزوجات والأطفال، قال الإمام الذهبي - رحمه الله -: «اسوأ الناس حالا من أرضى أهله وأولاده بما يسخط الله عليه». قال عبدالله بن عمر: «من وضع مهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك ولم يتب حشر معهم يوم القيامة».
قال عمر - رضي الله عنه-: «أهل الذمة لا يظهرون أعيادهم»، واتفق المسلمون على ذلك، فكيف يسوغ للمسلم إظهار شعائرهم المخالفة التي ترتكب فيها المحرمات بدلا من تغيير المنكر نسوّغ أعمالهم وندعو المسلمين إلى المشاركة معهم، فمن يتحمل هذا الجرم؟ ففي الحديث: «ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم أعز وأمنع ممن يعملها، ثم لا يغيروا ذلك إلا عمهم الله بعقاب» رواه أبو داوود وأحمد، وفي الحديث الآخر: «إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أو شك أن يعمهم الله بعقاب عنده». رواه الترمذي والنسائي وفي صحيح الجامع.
وقد زين الشيطان لكثير من الجهلة من بعض الغافلين الاحتفال معهم للتسامح وإظهار الحب لهم، وهذا المنهج لا يتفق مع صريح الآيات والأحاديث، ففي الأثر: «من كثر سواد قوم حشر معهم» وفي الحديث: «من تشبه بقوم فهو منهم»، وقال المصطفى[: «يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا» رواه مسلم. فعيدهم يخالف عقيدتنا، ويقترفون فيه النواهي والزواجر كما قال تعالى: {لكل جعلنا منكم شرعية ومنهاجا}، فانظروا كيف أن التاجر الإماراتي الذي أراد أن يدخل أكبر موسوعة (غينتس) بعمل أكبر شجرة ميلاد في العالم وأغلى شجرة؛ لأنها كانت مرصعة بالجواهر، فاحتج عليه النصارى لعدم قبولهم التجارة في دينهم، فاعتذر منهم ولم يعتذر للمسلمين لهذه الإساءة، وأصلاً الشجرة التي كانت بجوار مريم - عليها السلام - هي النخلة {وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا} وأوجدوا أسطورة بابا نويل لتقديم الهدايا واستغلال الناس حتى أصبح رمزا دينياً أيام الأعياد تلك وبدلاً من أن نعتبر كيف أسقط الله عز وجل الثلوج ومنعهم من الخروج وظلوا في المطارات عالقين.
إن هذه الاحتفالات إساءة وإهانة للمسيح - عليه السلام - وذلك لممارسة هؤلاء المحتفلين ألواناً من المجون وأشكالاً من العربدة، ثم يربطون هذا اللهو وذاك العبث بنبي الله ورسوله الكريم عيسى، الذي هو من أولي العزم وصاحب رسالة سامية الذي بين لهم الحق وآذوه حتى رفعه الله إليه، وسينزل في آخر الزمان ليكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويقتل المسيح الدجال.
- وقد أصدرت هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية فتاوى واضحة المعالم: لا يجوز للمسلم أن يشارك الكفار في أعيادهم، ولا أن يظهر لهم الفرح والسرور بهذه المناسبة، ولا أن يعطل الأعمال، سواء كانت دينية أم دنيوية، لأن هذا من مشابهة أعداء الله المحرمة؛ {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما اخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل}.
منقوول
لكن سؤالي : هل يجوز للحاكم المسلم المتمكن جعل أول أيام السنة الميلادية عطلة رسمية؟؟  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق