وضوح
كسعودي نظرتي وقصتي مع بن علي
مازن السديري
أعرف تونس جيداً ولي فيها صداقات منذ أن كنت طالبا في باريس.. في تونس لا تحتاج لدفع (البخشيش) لتنال على معاملة راقية والسبب هو أن التوانسة راقون بطبعهم.. لم يكن يمنعني من التردد على تونس كثيرا سوى تأشيرة الدخول التي فرضها النظام التونسي (بالعناد) من باب المعاملة بالمثل ضد السائح السعودي.
عندما زرت تونس وجدت صور الرئيس في الشوارع أكثر من إشارات المرور، صوره في المقاهي، المطاعم، الفنادق وفي كل مكتب وشركة.. مقياسي لوعي المجتمع أو حريته هو ما يطرح في صحافته بإلاضافة لاحترام أنظمة المرور ونظافة الشوارع وفعلا كانت الشوارع نظيفه وأنظمة المرور محترمة أما الصحافة فلم تكن تعكس صورة تونس.
لم يكن في تونس سوى ثلاث صحف ويمنع دخول أي صحيفة أجنبية حتى لو كانت عربية ومحافظة بدون رقابة صارمة.. لم تكن تنشر الصحف سوى أخبار القائد وزيارته للأقاليم وتصريحاته والباقي أخبار رياضية وإذا تورطت الصحيفة بصفحة زائدة بسبب أن أعداده زوجية لجأت لنشر أسئلة فيزيائية مثلا طائرة بسرعة كذا ووزنها كذا وقطعت المسافة المعينة فحسب التسارع.. هذه هي المواد التي كانت تسمح رقابتهم بنشرها فأدركت أن الصحافة التونسية لم تكن تعكس الشخصية التونسية ولا أنسى ذكر أن أغلب المواقع الإلكترونية كانت ممنوعة مثل (اليوتيوب).
وكنت دائما أحكم على انتعاش أي بلد اقتصاديا بشكل مبدئي عبر الاستهلاك في أسواق التجزئة (سوبر ماركت) لأنها تعكس مدى سيولة المجتمع ودخل الفرد.. كانت أسواق تونس قديمة وكان أكبر أسواقها (كارفور) وعدد المصارف قليل والفنادق.. البلد يقدم خدماته على الساحل فقط موسم الصيف وباقي أغلب صادرات تونس كانت زراعية.. وجميع زملائي الذين عادوا إلى تونس لم يجدوا فرص عمل إلى اليوم والباقين فضلوا البقاء برواتب زهيدة في باريس.
الحقيقة أن ما حدث في تونس هو ثورة حقيقية عبر شعب اجتاح السلطة وليس انقلابا عسكريا أي سقوط النظام عبر الشعب.. ولكن لذكر الحقيقة حقق نظام ابن علي سنوات من النمو يعد الأعلى عربيا بعد الدول النفطية وأشادت به مجلة (نيوزويك) بوصفه دكتاتوراً بأيادي ناعمة عام ألفين وثلاثة ميلاديا ولكن أصحح للصحافي الأمريكي بأن الأيادي لم تكن ناعمة على شعب رقيق يحب لبس الياسمين، وأرقام النمو التي كان يفاخر بها النظام كانت نتاج مؤسسات تمتلكها عائلة الرئيس وبالأخص عائلة زوجته التي وصفها (إريك بو ) بحاكمة قرطاج.. وقف بن علي ضد السعودية في حرب الخليج ولم تتم أي زيارة على مستوى حكام بين البلدين سوى مرة وأساءت صحف تونس كثيرا للسعودية في نقد الدولة الإسلامية وحقوق المرأة في السعودية لإظهار حرية المرأة في تونس بشكل يخدم النظام التونسي، وكذلك منع دخول السعوديين بدون تأشيرة دخول ولكن كرم (كبير العرب) خادم الحرمين أعاده الله بالخير والسرور جعله يرحم ضعف الإنسان بعد الاستكبار وسمح له بلا تأشيرة للدخول.
الكثير من الشعب غير راضي حتى من تعليقات القراء السعودين
فهم ضد لجوء الرئيس
http://www.alriyadh.com/2011/01/18/article595657.html
كسعودي نظرتي وقصتي مع بن علي
مازن السديري
أعرف تونس جيداً ولي فيها صداقات منذ أن كنت طالبا في باريس.. في تونس لا تحتاج لدفع (البخشيش) لتنال على معاملة راقية والسبب هو أن التوانسة راقون بطبعهم.. لم يكن يمنعني من التردد على تونس كثيرا سوى تأشيرة الدخول التي فرضها النظام التونسي (بالعناد) من باب المعاملة بالمثل ضد السائح السعودي.
عندما زرت تونس وجدت صور الرئيس في الشوارع أكثر من إشارات المرور، صوره في المقاهي، المطاعم، الفنادق وفي كل مكتب وشركة.. مقياسي لوعي المجتمع أو حريته هو ما يطرح في صحافته بإلاضافة لاحترام أنظمة المرور ونظافة الشوارع وفعلا كانت الشوارع نظيفه وأنظمة المرور محترمة أما الصحافة فلم تكن تعكس صورة تونس.
لم يكن في تونس سوى ثلاث صحف ويمنع دخول أي صحيفة أجنبية حتى لو كانت عربية ومحافظة بدون رقابة صارمة.. لم تكن تنشر الصحف سوى أخبار القائد وزيارته للأقاليم وتصريحاته والباقي أخبار رياضية وإذا تورطت الصحيفة بصفحة زائدة بسبب أن أعداده زوجية لجأت لنشر أسئلة فيزيائية مثلا طائرة بسرعة كذا ووزنها كذا وقطعت المسافة المعينة فحسب التسارع.. هذه هي المواد التي كانت تسمح رقابتهم بنشرها فأدركت أن الصحافة التونسية لم تكن تعكس الشخصية التونسية ولا أنسى ذكر أن أغلب المواقع الإلكترونية كانت ممنوعة مثل (اليوتيوب).
وكنت دائما أحكم على انتعاش أي بلد اقتصاديا بشكل مبدئي عبر الاستهلاك في أسواق التجزئة (سوبر ماركت) لأنها تعكس مدى سيولة المجتمع ودخل الفرد.. كانت أسواق تونس قديمة وكان أكبر أسواقها (كارفور) وعدد المصارف قليل والفنادق.. البلد يقدم خدماته على الساحل فقط موسم الصيف وباقي أغلب صادرات تونس كانت زراعية.. وجميع زملائي الذين عادوا إلى تونس لم يجدوا فرص عمل إلى اليوم والباقين فضلوا البقاء برواتب زهيدة في باريس.
الحقيقة أن ما حدث في تونس هو ثورة حقيقية عبر شعب اجتاح السلطة وليس انقلابا عسكريا أي سقوط النظام عبر الشعب.. ولكن لذكر الحقيقة حقق نظام ابن علي سنوات من النمو يعد الأعلى عربيا بعد الدول النفطية وأشادت به مجلة (نيوزويك) بوصفه دكتاتوراً بأيادي ناعمة عام ألفين وثلاثة ميلاديا ولكن أصحح للصحافي الأمريكي بأن الأيادي لم تكن ناعمة على شعب رقيق يحب لبس الياسمين، وأرقام النمو التي كان يفاخر بها النظام كانت نتاج مؤسسات تمتلكها عائلة الرئيس وبالأخص عائلة زوجته التي وصفها (إريك بو ) بحاكمة قرطاج.. وقف بن علي ضد السعودية في حرب الخليج ولم تتم أي زيارة على مستوى حكام بين البلدين سوى مرة وأساءت صحف تونس كثيرا للسعودية في نقد الدولة الإسلامية وحقوق المرأة في السعودية لإظهار حرية المرأة في تونس بشكل يخدم النظام التونسي، وكذلك منع دخول السعوديين بدون تأشيرة دخول ولكن كرم (كبير العرب) خادم الحرمين أعاده الله بالخير والسرور جعله يرحم ضعف الإنسان بعد الاستكبار وسمح له بلا تأشيرة للدخول.
الكثير من الشعب غير راضي حتى من تعليقات القراء السعودين
فهم ضد لجوء الرئيس
http://www.alriyadh.com/2011/01/18/article595657.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق