الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

استسقاء عابث!! ..د.صلاح الخالدي


استسقاء عابث!! ..د.صلاح الخالدي

بعض الناس يعبثون بكل شيء، حتى الدين والعبادة، لأن حياتهم "عبثية" تقوم على اللهو واللعب، وينطبق عليهم قول الله:{وذر الذين اتخذوا دينهم لعباً ولهواً وغرتهم الحياة الدنيا...} (الأنعام: 70).

ومن أعجب ما تناقلته الأنباء والفضائيات من أعمال "السلطة" في الضفة الغربية – ولا يأتي من عندهم إلا العجب والعبث والإثارة- صلاة "الاستسقاء" العابثة التي صلّوها!

أراد العابثون أن "يضحكوا" على الناس بالصلاة، فدعوا إلى صلاة استسقاء، بسبب انحباس الأمطار عن المنطقة كلها، فكيف أعدوها؟ وكيف صلوها؟

رأيت على قناة الجزيرة قبل أيام "لقطة"‘جيبة من صلاتهم.

أقيمت صلاة الاستسقاء في "ساحة" مكشوفة في بيت لحم، والذين حضروا الصلاة عدد قليل من المصلين، وبعض "المشايخ"، كما حضرها بعض الرهبان النصارى، وبعض "الحاخامات" اليهود!!

رأيت "الشيخ" يدعو الله أن ينزل المطر، لكن من ورقة! أي أن دعاءه وتضرعه كان مكتوباً على الورقة، وهو يقوم بقراءته، مجرد قراءة! وأمامه القساوسة والحاخامات، وركزت الصورة على "حاخام" عجوز شعره أبيض، على رأسه "طاقية" الحاخامات، وهو يشارك المسلمين المستسقين استسقاءهم!!

وصرح فضيلة "المفتي" بعد الصلاة بأن فلسطين مكان مشترك للمسلمين والمسيحين واليهود! أي أصدر "فتوى" بحق اليهود في فلسطين!!

الذي نعرفه أن صلاة الاستسقاء إقبال مخلص صادق على الله، وأنه لا بد أن يسبقها توبة إلى الله، وأنها تؤدَّى بمنتهى التضرع والتذلل والضعف والمسكنة إلى الله، بدون "بهرجة" إعلامية و "استعراض" متكبر، وأنه يُدعى لها أصلح الناس..

وعندما كنا نصلي الاستسقاء في مدينة "صويلح" قبل سنوات؛ كنا نبحث عن أصلح الرجال، ونطلب منه أن يدعو الله بتضرع ومسكنة، وكان –رحمه الله- يدعو ويبكي بحرارة ويُبكي الحاضرين، وكان دعاؤه من قلبه، وليس من طرف لسانه، أو ورقة في يده!!

أما أن يشارك شياطين اليهود في صلاة استسقاء عابثة؛ فإن الله لن يتقبلها! وإن الحاخامات يفسدون الصلاة عندما يحضرونها ويشهدونها!!

حياتكم يا رجال السلطة عابثة عبثية، ونظامكم عبثي، ومفاوضاتكم مع اليهود عبثية، لقد عبثتم بكل شيء، وتنازلتم أثناء عبثكم عن كل شيء!! والمصيبة أن يصل عبثكم إلى الدين والعبادة والصلاة!! وإننا "نبرأ" إلى الله منكم ومن أعمالكم، ومن "استسقائكم" العابث!! وإن الله لن يتقبل هذه الصلاة، وإنما تقبلها منكم حاخاماتكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق