الجمعة، 24 ديسمبر 2010

قراءة في زيارة نواب التغيير والاصلاح لمقرات الاجهزة



بقلم / عبد المجيد زيدان

قراءة في زيارة نواب التغيير والاصلاح لمقرات الاجهزة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
قام كل من خالد سعيد وانور الزبون ومحمود الخطيب ـ وهم نواب عن كتلة التغيير والاصلاح ـ بزيارة لبعض مقرات الاجهزة الامنية في الضفة المحتلة بهدف الاطلاع على اوضاع المختطفين المضربين عن الطعام، وكخطوة اولية من قبلهم لايجاد مخرج لهذه الازمة التي تكاد تقضي على حياة ثمانية من رجال حماس في الضفة، فقد قام الاخ النائب خالد سعيد بزيارة لمقر المخابرات العامة في جنين، والاخوة النواب انور الزبون ومحمود الخطيب بزيارة مقر المخابرات العامة في بيت لحم، وتأتي هذه الخطوة للإطمئنان على اوضاعهم الصحية وكباردة لإيجاد حل لهذه المشكلة.

لقد خرجت علينا وكالة معا "المستقلة جدا" لتفيدنا باخبار هذه الزيارة موضحة انه تم فك الاضراب جزئيا بتناول المضربين للحليب والماء والملح منذ عشرة ايام، وانه تم الاتفاق ايضا على فك الاضراب بشكل نهائي مقابل نقل كل مختطف الى مقرات محافظته، وفي هذا السياق اعنلت معا ان الوضع الصحي للمختطفين بحالة جيدة وان اوضاعهم المعيشية مريحة.

صراحة، لقد امعنت معا في تبعيتها للسلطة وتزييفها للحقائق لامتصاص الغضب العام المثار تجاه اجهزة دايتون ـ مولر، فقد تم تكذيب تصريحات معا من قبل النواب انفسهم حين اعنوا ان الاضراب مستمر ولن يتوقف حتى يتم تحقيق المطالب القاضية بالافراج عن الاخوة المضربين، وليس مجرد نقل كل واحد منهم الى مقرات محافظته، وذلك دون قيد او شرط، كما علمت.

في نفس السياق ومن جهة اخرى، يجب قول كلمة للاخوة النواب، اولا نشكرهم على مبادرتهم هذه التي تهدف الى انهاء معاناة الاخوة المضربين، ونحن نقدر لهم هذه الجهود، ونتفهم خوفهم على ابنائهم واخوانهم المضربين، ولكن وجب عليهم ان يحذروا من مصائد الاجهزة الامنية وشباكها التي تحاك لتخلص نفسها من الضجة الاعلامية التي تثار حولهم، والتي تقودها حركة حماس بتشكيلات مختلفة، وعلى صعد متنوعة، فقد رأينا كيف استغلت وكالة معا هذه الزيارات لتقدم الحقيقة مزيفة مشوهة، فتظهر الموضوع وكأنه في نهاياته مع انه في احلك اوقاته، فنحن اليوم وكأننا ننتظر خبر استشهاد احد المضربين او اكثر من واحد ـ سلمهم الله وحماهم ـ، اليوم ومع هذا الصخب الاعلامي الذي تقوده حماس يجب على النواب الاسلاميين في الضفة الغربية ان يتقدموا معنا خطوة لا ان يرجعوا بنا خطوات الى الخلف.

يقول البعض انه لا مانع من زيارة النواب للمختطفين المضربين وغير المضربين، هذا رأي بسيط لابعد الحدود، يصور المختطفين على انهم معتقلين شرعيين وبتهم حقيقية قابلة للنظر والتمحيص، وهذا يجانب الصواب، ولكن كل الضير والمشكلة في هذه الزيارات، فالاولى اجراء جلسات تفاوضية بين قيادة هذه الاجهزة والنواب الاسلاميين في الضفة حتى يتم التوصل الى حل لهذا الملف المقرف الذي يصم الشعب الفلسطيني بالعار حتى اجيال لاحقة، والذي سيظل نقطة سوداء في جبين كل فلسطيني لم يدافع عن هؤلاء المعذبين، المهم، هؤلاء النواب هم نواب الشعب المنتخبين، وهم نواب الحركة التي تتعرض للملاحقة، فيجب عليهم متابعة مثل هذه القضايا على ان تكون لقائاتهم مع قيادات الاجهزة تفاوضية مهاجمة للوضع ثائرة عليه، ان مثل هذه الزيارات تخلص اجهزة دايتون ـ مولر من كثير من الضغط الذي يتعرضون له من قبل مؤسسات حقوق الانسان ومن اجهزة حركة حماس السياسية والاعلامية، وحكومة غزة، كل تلك الجهود يجب ان يضاف اليها جهود اخرى تثير القضية بشكل قوي لتنهي هذه المهزلة، لا ان تأتي لتنفس الوضع الملتهب وتطفئ من جذوته ولو القليل، وهي بهذه الطريقة تعطي شرعية لهذه الاجهزة.

اخواننا النواب، نريد منكم ان تكونوا عونا للمختطفين، نعلم انكم تملكون الكثير لتقدموه، ونحن اليوم نشكركم جميعا، نشكر كل من تحرك منكم، نشكر رئيس المجلس التشريعي عزيز دويك والاخوة النواب خالد طافش، محمد اسماعيل الطل، منى منصور، فتحي قرعاوي، وصفي قبها، خالد سعيد، انور الزبون، ومحمود الخطيب، وكل نوابنا الذين اسمعوا صوتهم رغم ظلمة المرحلة، وعتمة الطريق وصعوبته، نشكرهم جميعا ولكن شكرنا لهم لا يغرنهم، فإنا نطالبهم بجهود اكبر وبمساعي ادق وبخطوات محسوبة حتى لا نقع في فخاخ اجهزة دايتون ـ مولر، حتى تكون الخطوة درجة الى اعلى لا دركة الى اسفل.

مع كل دقيقة تمر، نشعر باقتراب الاجل، فالمضربين عن الطعام قد دخلوا مرحلة الخطر الفعلية، والتي لن تسمح باي نوع من المساومات والتأجيلات، فمسلسل التوافق مع النواب الذي فبركته المخابرات والذي للاسف وقع فيه النواب فريسة لمكائد هذه الاجهزة، هذا المسلسل يهدف الى تهدئة الرأي العام وامتصاص غضبة تماما كما كانت ولا زالت فتح تستخدم ملف المصالحة للتغطية على فشلها او لتوفير غطاء اعلامي لخطوات تحقق مصلحتها بعيدا عن المصلحة العامة، اليوم اجهزة دايتون ـ مولر تستخدم نفس الديباجة، وهذه الخطوة تعد من اخطر الخطوات التي مرت على قضية اعتقال المختطفين، لان الوضع حرج للغاية، فلا مجال لاعطاء هذه الاجهزة وقتا اطول للمساومة، فحياة المضربين على شفا جرف هار.

اللهم ارحم عبادك جنود دعوتك وانصار دينك المضربين، اللهم كن عونا لهم لا عليهم، اللهم عليك بمن ظلمهم، اللهم سلم امرهم، واحم كرامتهم وعزة عقيدتهم، اللهم ثبتهم للوصول لاحدى الحسنيين اما الافراج والنصر بمعركة امعائهم الخاوية او بالشهادة في سبيلك على شرف الاحرار رافضي الذل، اللهم احم كل المرابطين في سجون اسرائيل واذنابهم، اللهم آمين فانك ولي ذلك والقادر عليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق