الجمعة، 24 ديسمبر 2010

يا "فتح" : الحرية لمن يصنعون حرية الوطن - حاتم المحتسب



حاتم المحتسب - الضفة الغربية

خرج الأستاذ صالح العاروري في مؤتمر دمشق الأخير بكل قوة وحزم ، ليعلن استهاجنه واستغرابه الشديدين من الحالة التي وصلت إليها "طغمةُ" المقاطعة ، فالسلطة اليوم تترك الذين من المفترض أنهم أبناء شعبها في أقبية التحقيق والسجون "تحت أرضية" ، بعيداً عن أهلهم و ميدان عملهم كلُ حسب نشاطه و عمله . إذن لم يجافِ العاروري الصواب عندما لوّح بأن حماس ترى في ادراج أسماء مناصريها المعتلقين في صفقة تبادل هو الحل الأمثل لانهاء معاناتهم ، فالأجهزة الأمنية "الفلسطينية أو هكذا يفترض!" تنفذ ما يملي عليها الجانب الإسرائيلي ، ولا تستطيع أن تتعدى سقف الصلاحيات الأمنية الممنوحة لها والتي تختصر في "حفظ أمن العدو ومستوطناته مهما كلف الثمن" !.

عندما خرج العاروري من سجنه عام 2007م ، بعد اعتقال دام قرابة الاثني عشر عاماً ، كان له لقاء مع محمود عباس "أبو مازن" في المقاطعة ، ماذا حدث ؟ ، يقول بعض ابناء الحركة الإسلامية ، أن الشيخ صالح العاروري طلب من "أبي مازن" ، أن يكف أيدي الأجهزة الأمنية عن شباب ومناصري "حماس" في الضفة لكي تتم المصالحة وتنتهي صفحة الانقسام الفلسطيني كما يأمل الجميع ، وأمام هذا النفس الوحدويّ من رجل له وزنه السياسي والعسكري في "حماس" ، رفض عباس هذا الاقتراح ، مما دفع العاروري لأن يقول لرئيس السلطة الفلسطينية وعلى مسمع من أعوانه : " إن حماس قادرة على منع التجوال في رام الله في ظرف نصف ساعة ! ، ولدى "قسّام الضفة" الامكانية على تخريج خلية واحدة "تدوّخ" اليهود وأذنابها ... ، لكننا نريد المصالحة ، وعودة اللحمة في مواجهة الأطماع الصهيونية " ، هذا ما تسرب من اللقاء بين رأس حماس في الضفة ، ورأس الأجهزة الأمنية ، الذي لم يجد بُداً إلا أن يطلب من "الإسرائيلين" اعتقال العاروري ، وهذا بالضبط ما حدث بعد عدة أيام فقط من هذا الاجتماع .

"الحرية لمن صنع حرية الوطن" ، شعار ليس بالجديد ، فحماس حملته عام 1998م ، ونشرته في مدن الضفة وغزة ، مطالبة أجهزة فتح آنذاك بإطلاق سراح قادة الصف الأول في الحركة الإسلامية ، لكن الجديد اليوم : أن "فتح" وتفريخها "الأجهزة الأمنية" دخلت في مرحلة جديدة ، عنوانها التعامل الكامل مع الأجندة الصهيونية فيما يخص الناحية الأمنية ، ففتح ترى أن تحقيق أمن إسرائيل سيجلب الأمن والسلام للمقاطعة في رام الله ، ولو كان ذلك على حساب الشعب الفلسطيني وخياراته . وهذه الأيديولوجية التي يؤمن بها "ذياب العلي" قائد قوات "لحد" في الضفة ، ستجلب لنا المزيد من الويلات والدمار لحركة "فتح" ولعامة قوى الشعب الفلسطيني ، لأنها عقيدة المحتل الغاصب .

الأيام تتوالى على إضراب المعتقلين ، وساعة الاحتمال الآدمية أوشكت على الذوبان أمام صبر واحتمال معتقلينا الأبطال ، هذا الساعة التي إن انفجرت ستشعل الضفة من شمالها إلى جنوبها ، فلتكن الجمعة القادمة في الضفة ، جمعة غضب ومطالبة بفك قيد أسرانا البواسل ، كما و نطالب الإخوة في غزة بتجسيد الوحدة بين شطري الوطن بفتح خيمة اعتصام تضامنية مع المعتقلين هنا . والحرية لمن يصنعون حرية الوطن
....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق