الجمعة، 17 ديسمبر 2010

مع الجنـّة ترغيبًا لا ترهيبًا


هذه معشوقتي التي أعشقها وأهواها وأتمنــّاها ..
_________________________________

توقيع : الشيشانية

بسم الله الرّحمن الرّحيم



الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد


فقبل أن تشرع أخي ،أختي بقراءة هذا الموضوع أطلب منك لو تكرّمتَ

1 : ألاّ تقرأه إلاّ وأنت مستريح وبهدوء وتدبـّر لتتمّ الفائدة منه بإذنه تعالى.
2: أن تقرأه بصوت تـُسمع به نفسك وخصوصا الآيات القرآنية ليخشع قلبـُك.
3 :أن تدعو الله لي ولمن استعنتُ به في كتابة موضوعي هذا

وبعد إخواني الأعزاء إنّ الله تعالى وعد عباده المؤمنين الذين أطاعوه في الدّنيا بالنـّعيم المقيم والخلود السّرمدي (فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) (القمر:55)وقد وصفها لنا جلّ في علاه في كتابه المجيد ووصفها رسوله صلـّى الله عليه وسلـّم وحثــّنا جلّ في علاه أن نجتهد ونعمل لننالها فقال عزّ من قائل:
(وَسَارِعُوا إِلَى مَغفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنــّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أعِدَّتْ لِلمُتــّـقِينَ) (آل عمران:133)وخلق النـّار وأعدها للكافرين والعصاة من خلقه وحذرنا ربّنا جلّ في علاه ورسوله صلـّى الله عليه وسلـّم منها أيـّما تحذير فقال جلّ في علاه: (وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) (النساء:14)فإخواني وأخواتي ذكر الجنـّة والنـّار ونعيمهما وجحيمهما أسلوب ناجح لإصلاح النفوس ولهدايتها ولتهذيبها ولكسر كبريائها فمن النـّاس من ينفعه التـّرغيب، ومن النـّاس من ينفعه التـّرهيب، ومن النـّاس من ينتفع بالاثنين معًا، وكلّ ذلك ورد في كلام الله جلّ وعلا الذي (لاَ يَأتِيهِ البَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ)( فصلت42) تقدم إحداهما مرّة، وتأخر إحداهما مرة، واقـْترَنَا مرّة أخرى، وكل ذلك في كتاب الله جلّ وعلا، ومن فضل الله عزّ وجلّ أن جلـّى (( أي وضـّح)) لنا أمر الجنـّة، ووصف نعيمها، وأكّــّد خلودها وكمالها من غير نكد ولا تنغيص ولا نقص، لا حرّ ولا برد، لا تعب ولا صخب ولا نصب، لا عجز ولا هرم.

غمسة في الجنـّة تـُنسي كل شقاء في هذه الحياة، ثمّ أظهر سبحانه في الجانب الآخر حقيقةَ النـّار وعذابـها؛ لهيب يتصاعد، وصراخ مفزع ، وخوف وحميم وزقـّوم ،
وتقريع وتوبيخ وأهوال وشهيق وزفير.
غمسة فيها تنسى كل نعيم في هذه الحياة، نسأل الله أن يجير هذه الوجوه منها ، ذلك كلـّه لماذا يا عباد الله؟ ليسعى المؤمنون إلى الجنـّة بلهفة وشوق مشرئبـّين إلى نعيمها ورياضها وقصورها، ذلك كلـّه أيضًا لينأى الخلق عن النـّار بحذر وخوف، كلّ ذلك (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ)( الأنفال42) كل ذلك (لِيَمِيزَ اللهُ الخَبِيثَ مِنَ الطــّيِّبِ)( الأنفال37). فيا أيها الأخوة في الله مقدمة ذكرتـُها لابد منها

فأقول يا عباد الله تعالى يا من آمنتم بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمـّد صلى الله عليه وسلـّم نبيًّا ورسولا ،

يا من جعل الله في قلوبكم الخوف منه ، وجعل خشية الله نصب أعينكم فأتمرتم بأمر الله وانتهيتم عن نهيه وراقبتم حقّ المراقبة، وقلتم عند سماع أوامره (سَمِعْنَا وَأَطعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)( البقرة 285)

أقول وقفتنا في هذا الموضوع بإذن ربــّنا مع الجانب المشرق ومع الجانب المفرح المشوّق، مع الجنـّة ترغيبًا لا ترهيبًا، وحفزًا للهمم لتطلب ما عند الله وتدفع الثمن، ولو كان الدّماء والأوقات والأموال وكلّ َ شيء، فحيا هلا بكم يا عباد الله إلى الجنـّة ورياضِها وقصورِها ودورِها وحورِها ، لنتعرف عليها علـّنا أن نكون من أهلها، ولنعرف من هم أهلـُها؛ علـّنا أن نكون متشبـّهين بهم إنّ التـّشبـّه بالكرام فلاح، ونعرف السّبلَ الموصلة إليها فنسلكها لنكون مع الذين أنعم الله عليهم، ففي رياضها نعيش ، فليس من رأى يا عباد الله كمن سمع، وما مخبر كمعاين، أسكننا الله وإياكم فردوسها الأعلى برحمته ومنِّه وكرمه.

الجنـّة ما الجنـّة، والفردوس ما الفردوس، لا مثيل لها، وربّ الكعبة بناها الله تعالى لعباده المتقين أحسن بناء وملأها من كرامته ورحمته ورضوانه؛ فبناؤها أحسن بناء وأجمل بناء وأتمّ بناء وأكمل بناء كيف لا يكون ذلك، ((وبناؤها لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها المسك الأذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وتربتها الزعفران من يدخلها ينعم ولا يبأس ، ويخلد ولا يموت ، ولا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم " . رواه أحمد والترمذي والدارمي(( وصحـّحه الألباني رحمه الله)

أمـّا أشجارها، فما أشجارها؟ ما من شجرة إلا ولها ساق من ذهب، ولها ساق من فضة.
أمـّا ثمارها فألين من الزبد، وأحلى من العسل.
أمــّا تصفيق الرّياح لذوائب أغصان أشجار الجنـّة، فيستفز من لا يطرب بالطرب.

ظـِلّ الشــّجرة يسير الراكب فيه مائة عام لا يقطعه؛ فأسأل الله عزّ وجلّ أن يجعلنا وإيـّاكم ممـّن يستظل بظلال أشجارها، إنـّه غفور رحيم.
أمـّا أنهارها فما أنهارها؟
((أَنهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفــّىً ) (محمد:15)
وفوق ذلك ظلـّها ممدودٌ، وطلحُها منضود.
أمــّا ماؤها يا عباد الله فمسكوب،

أمـّا طعام أهلها فلا إله إلا الله فاكهة ممّا يتخيرون، ولحم طير ممّا يشتهون، شرابهم التـّسنيم والزنجبيل والكافور.
أمّا آنيتهم فالذهب والفضـّة في صفاء القوارير، وأَجْمِلْ بتلك الآنية! فيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، وفوق ذلك: مَن دخلها يخلد فيها أبدًا، فيها رَوح وريحان وربّ راضٍ غير غضبان. قد ذلــّلت قطوفها تذليلا، يتكئ أهلها على الأرائك (مُتــّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً) (الإنسان:13)لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلا تَأثِيماً) (الواقعة:25)(إِلا قِيلاً سَلاماً سَلاماً) (الواقعة:26)

فيها مائة درجة، والنـّاس في الجنـّة على درجات؛ منهم من يبلغ أعلى الجنـّة، ومنهم من هو في وسط الجنـّة، ومنهم من هو في ربض الجنة، لو أنّ العالمين اجتمعوا في درجة واحدة لوسعتهم.

أمـّا ما للمؤمن فيها؟ فللمؤمن في الجنــّة خيمة من لؤلؤة مجوَّفة طولها في السّماء ستون ميلا، له أهلون يطوف على بعضهم فلا يرى بعضهم بعضًا، فضلا من الله ونعمة.

أمـّا لباس أهلها فلا تَسَل عن لباسهم؛ حـَرَّم عليهم الحرير والذهب في هذه الحياة وجعل لباسهم هناك من الحرير والذهب، وأنعم بذاك اللباس!

وأمـّا صورتـُهم فأهلها جميعًا على صورة القمر ليلة البدر؛ فلا إله إلا الله، أي جمال يكون ذاك الجمال؟

حلـّيُهم وأساورُهم من ذهب وفضة ولؤلؤ وزبرجد وياقوت، من لذة إلى لذة إلى لذة، لا يجوعون ولا يظمئون، ولا ينصبون، ولا يشبعون، ولا يتعبون، وإنما لذات فوق لذات [COLOR="navy"](فِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأنفسُ وَتَلَذ الأعْيُنُ وَأَنتمْ فِيهَا خَالِدُونَ) ( الزخرف 71)[/COLOR](يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلدَانٌ مُّخَلَّدُونَ (17) بِأَكوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ من معِينٍ)( الواقعة18)
(إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لؤْلُؤًا مَّنثُورًا (19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا)(الإنسان20)
أمـّا أعمار أهل الجنــّة فأبناء ثلاث وثلاثين في سنّ الشــّباب،
أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ)( هود 107)في سعادة أبدية .

أمـّا أمشاطهم فالذهب، وأمـّا رشحهم فالمسك، وأما أزواجهم فالحور العين.

أمـّا أدنى أهلها فيسير في ملكه وقصوره مسيرة ألفي عام؛ فما بالكم بأعلى أهل الجنـّة، إذا كان أدناهم كذلك؟ واقرؤوا هذا الحديث عن المغيرةِ بن شعبة رضي الله عنه عن رسُولِ الله صلـّى الله عليه وسلـّم قال :

(( سألَ مُوسَى صلـّى الله عليه وسلـّم رَبَّهُ : ما أدْنَى أهْلِ الجَنــّةِ مَنْزِلَةً ؟ قال : هُوَ رَجُلٌ يَجِيءُ بَعْدَ مَا أدْخِلَ أهْلُ الجَنــّةِ الجَنــّةَ ، فَيُقَالُ لَهُ : ادْخُلِ الجَنَّةَ . فَيَقُولُ : أيْ رَبِّ ، كَيْفَ وَقَدْ نَزَلَ النــّاسُ مَنَازِلَهُمْ ، وأخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ ؟ فَيُقَالُ لَهُ : أَتَرْضَى أَنْ يَكُونَ لَكَ مِثْلُ مُلــْكِ مَلِكٍ مِنْ مُلوكِ الدُّنْيَا ؟ فَيقُولُ : رَضِيْتُ رَبِّ ، فَيقُولُ : لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ، فَيقولُ في الخامِسَةِ . رَضِيْتُ رَبِّ، فَيقُولُ : هذَا لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ، وَلَكَ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ ، وَلَذتْ عَيْنُكَ . فَيقُولُ : رَضِيتُ رَبِّ . قَالَ : رَبِّ فَأَعْلاَهُمْ مَنْزِلَةً ؟ قالَ : أُولَئِكَ الذِينَ أَرَدْتُ ؛ غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدِي ، وَخَتَمْتُ عَلَيْهَا، فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ )) . رواه مسلم .
فلا إله إلا الله ما أرحم الله! وما ألطف الله! وما أحلم الله! ما أرحم الله! نسأله برحمته التي وسعت كل شيء أن يرحمنا برحمته، سبحانه وبحمده.

إخوتي في الله؛ هذا أدنى أهل الجنـّة وأعلاها.

كأنـّي بكم تقولون: ما أزواجُهم؟ وأقول لكم: لا إله إلا الله، ماذا يصف الواصفون في أزواج أهل الجنة، إنـّهن الحور، والحور ما الحور يا عباد الله؟ كواعب أترابا

قال تعالى : (وَحُورٌ عِينٌ) (22) كَأَمْثَالِ اللؤْلُؤِ المَكْنُونِ (23الواقعة)
(فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطــّرْفِ لَمْ يَطمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلهُمْ وَلا جَانٌّ) (56) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكمَا تُكَذِّبَانِ) (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالمَرْجَانُ (58)فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) (الرحمن:59)

(حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الخِيَامِ) (الرحمن:72)

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ الحُورُ السّودُ الحَدَقِ (جمع حدقة أي حدقة العين ) وَقَالَ مُجَاهِدٌ مَقصُورَاتٌ مَحْبُوسَاتٌ قصِرَ طَرْفُهُنَّ وَأَنْفُسُهُنَّ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ قَاصِرَاتٌ لا يَبْغِينَ غَيْرَ أَزْوَاجِهِنَّ( رواه البخاري)
عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلــّمَ قَالَ إِنَّ فِي الجَنَّةِ خَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ مُجَوَّفَةٍ عَرْضُهَا سِتُّونَ مِيلًا فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا أَهْلٌ مَا يَرَوْنَ الآخَرِينَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ المُؤْمِنُونَ
( رواه البخاري)

فسبحان من صوّرها!، سبحان من عدَّلها!، سبحان من أنشأها!، سبحان من جعلها للمؤمنين الصادقين!،

سبحان الذي أنشأهنّ الله في الجنـّة إنشاءً.

لكن هناك حورًا من نساء أهل الدنيا قمن بالتكاليف؛ صمن، وصلــّين، ووحدن وتصدقن، وقمن بالتكاليف كلـها يكنَّ في الجنة أفضل من حوريات أهل الجنــّة، فضلا من الله ونعمة لنساء أهل الدّنيا، فطوبى لامرأة غضت بصرها عن محارم الله، وطوبى لامرأة اتـّجهت إلى الله لتكون أفضل من حوريات أهل الجنـّة اللواتي أنشأهنّ الله في الجنة إنشاءً.
يقول ابن الجوزي
فيجتمعن قسمين من النــّساء:
1: المؤمنات اللائي كنّ في الدنيا قسم
2: وقسم آخر من نساء وحوريات أهل الجنة اللائي أنشأهنّ الله عزّ وجلّ في الجنـّة إنشاء. فاسمع إلى كلمات هؤلاء واسمع إلى كلمات هؤلاء، أمـّا أهل الجنة اللائي أنشئن في الجنـّة فيقلن :

نحنُ الخَالِداتُ فَلا يَمُتْنَ *** نحنُ الرَّاضِياتُ فَلا يسخطن
نحن المقيماتُ فلا يظعنَّ *** نحنُ النَّاعماتُ فلا يبأسنَ
نحنُ الحورُ الحِسَان، أزواجُ قومٍ كِرَامٍ، طوبى لمن كان لنا وكنـّا له

فيردّ نساء أهل الدّنيا وحوريات أهل الجنـّة منهنّ:

نحنُ المُصَلِّياتُ وما صّلَّيْتـُنَّ *** نحنُ الصَّائِماتُ وَمَا صُمْتــُنَّ
نحنُ المُتصدقاتُ ومَا تَصَدَقتنَّ *** نحنُ العَابِدَاتُ ومَا عَبَدْتــّنَّ

تقول عائشة رضي الله عنها: فغلبنهنّ

هذا مشهد من مشاهد أهل الجنـّة، جعلنا الله وإيـّاكم من أهل الجنـّة، لهذا كلـِّه بادر المبادرون، وتنافس المتنافسون يوم سمعوا بما سمعوا من هذا الوصف .
فهذا أحد الصّالحين أبو سليمان الدّارني عليه رحمة الله ينام ليلة من الليالي قال: فرأيت فيما يرى النــّائم كأنّ حورية جاءتني، وقالت: ما هكذا يفعل الصّالحون يا أبا سليمان أتنام وأنا أربـّى لك في الخدور من خمسمائة عام. لا إله إلا الله؛ فما نام بعدها إلا قليلا؛
جدّ وطلب ليلحق بها. وأبو سليمان كانت له رحلة الحجّ المعروفة، والتي ذكرها صاحب حادي الأرواح عليه رحمة الله يقول: رافقه شاب عراقي في طريقه إلى الحجّ، قال: فما رأيت هذا الشابّ إلا باكيًا أو تاليًا أو مصليًا؛ نركب فيتلو القرآن، ننزل فنصلـّي فيصلـّي، ويذكر الله، لا يتكلم بكلام إلا بذكر الله أو بالصّلاة والقيام، قال: فقلت: لا أسأله ولا أشغله، وعندما رجعنا من رحلة الحجّ، ووصلنا إلى بلاد العراق. قال: قلت له: أيـّها الشــّاب أسألك بالله؛ ما الذي هيَّجك على العبادة؟ ما الذي هيَّجك على العبادة لا تفتر عنها؟ قال: يا أبا سليمان أمـّا إن سألتني؛ فإنـّي رأيت فيما يرى النـّائم حورية في قصر من ذهب، وقصر من فضـّة، له شرفتان من زبرجد وياقوت، وبينهما هذه الحورية مرخيـّة شعرها لم أرَ جمالا كذاك الجمال، وهي تقول لي: جِدّ إلى الله في طلبي؛ فإني أربـّى لك في الخدور من خمسمائة عام، فوالله برحمة الله، وأقسم على الله برحمته: لأجتهدنَّ حتــّى أصلها أو أهلك دونها. والله لا أرتاح حتــّى أبلغ تلك المنزلة.

هيَّجهم ذكر الجنـّة إلى الجنـّة، طيَّرت الجنـّة ُ نومَ العابدين من جفونهم، فتركوا الفراش، واتجهوا إلى الله في أسحارهم وفي لياليهم (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقنَاهُمْ يُنفِقُونَ)( السّجدة16)
يبيتون لربـّهم سجـّدًا وقيامًا يأتي أحدهم، فيفرش فراشه، ثمّ يضع يده عليه، ويقول: والله إنك لـَلـَـيِّنٌ، لكن فراش الجنـّة أليَن، فيقوم ليله كلـّه لا ينام، هكذا يا عباد الله جَدُّوا إلى الله؛ لأنـهم علموا ما عند الله.

هذا وإنّ أعظم نعيمِ أهل الجنـّة هو رؤيةُ الله تعالى .

قال تعالى وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ) (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) (القيامة:23)
(وَأزْلِفَتِ الجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ) (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ) (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلبٍ مُنِيبٍ) (33)
ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ) (34) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ) (ق:35)
(فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلونَ) (السّجدة:17)

فوالله يا عباد الله لو لم يكن في هذا الموضوع إلاّ الآيات السّابقة وهذا الحديث الذي سأكتبه الآن لكفانا أن نجدّ ونجتهد لدخول الجنـّة فاقرؤوا هذا الحديث بهدوء وتدبـّروه وافهموه بارك الله بكم:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّاسَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ قَالوا لا يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ قَالوا لا يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ فَإِنــّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ يَجْمَعُ اللهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَليَتْبَعْهُ فَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ الشَّمْسَ وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الْقَمَرَ القَمَرَ وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ الطَّوَاغِيتَ وَتَبْقَى هَذِهِ الأُمَّةُ فِيهَا شَافِعُوهَا أَوْ مُنَافِقُوهَا شَكَّ إِبْرَاهِيمُ فَيَأْتِيهِمْ اللهُ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقولُونَ هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا فَإِذَا جَاءَنَا رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ فَيَأْتِيهِمْ اللهُ فِي صُورَتِهِ الّتِي يَعْرِفُونَ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ أَنْتَ رَبُّنَا فَيَتْبَعُونَهُ وَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُهَا وَلا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ إِلّا الرُّسُلُ وَدَعْوَى الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ اللهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ وَفِي جَهَنَّمَ كَلالِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ هَلْ رَأَيْتُمْ السَّعْدَانَ قَالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَعْلَمُ مَا قَدْرُ عِظَمِهَا إِلا اللهُ تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ فَمِنْهُمْ المُوبَقُ بَقِيَ بِعَمَلِهِ أَوْ الْمُوثَقُ بِعَمَلِهِ وَمِنْهُمْ الْمُخَرْدَلُ أَوْ الْمُجَازَى أَوْ نَحْوُهُ ثُمَّ يَتَجَلَّى حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللهُ مِنْ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ بِرَحْمَتِهِ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَمَرَ المَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مِنْ النَّارِ مَنْ كَانَ لا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا مِمَّنْ أَرَادَ اللهُ أَنْ يَرْحَمَهُ مِمَّنْ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ فَيَعْرِفُونَهُمْ فِي النَّارِ بِأَثَرِ السُّجُودِ تَأْكُلُ النَّارُ ابْنَ آدَمَ إِلا أَثَرَ السُّجُودِ حَرَّمَ اللهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ فَيَخْرُجُونَ مِنْ النَّارِ قَدْ امْتُحِشُوا فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءُ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ تَحْتَهُ كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ ثمَّ يَفـرُغُ اللهُ مِنْ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ وَيَبْقَى رَجُلٌ مِنْهُمْ مُقبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّارِ هُوَ آخِرُ أَهْلِ النَّارِ دُخُولًا الجَنَّةَ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ اصْرِفْ وَجْهِي عَنْ النَّارِ فَإِنَّهُ قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا فَيَدْعُو اللهَ بِمَا شَاءَ أَنْ يَدْعُوَهُ ثُمَّ يَقُولُ اللهُ هَلْ عَسَيْتَ إِنْ أَعْطَيْتُكَ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ فَيَقُولُ لا وَعِزَّتِكَ لا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ وَيُعْطِي رَبَّهُ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ مَا شَاءَ فَيَصْرِفُ اللهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ فَإِذَا أَقْبَلَ عَلَى الجَنَّةِ وَرَآهَا سَكَتَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَسْكُتَ ثُمَّ يَقُولُ أَيْ رَبِّ قَدِّمْنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ اللهُ لَهُ أَلَسْتَ قَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَنْ لا تَسْأَلَنِي غَيْرَ الذِي أعْطِيتَ أَبَدًا وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ وَيَدْعُو اللهَ حَتَّى يَقُولَ هَلْ عَسَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَهُ فَيَقُولُ لا وَعِزَّتِكَ لا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ وَيُعْطِي مَا شَاءَ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ فَيُقَدِّمُهُ إِلَى بَابِ الجَنَّةِ فَإِذَا قَامَ إِلَى بَابِ الجَنَّةِ انْفَهَقَتْ لَهُ الْجَنَّةُ فَرَأَى مَا فِيهَا مِنْ الحَبْرَةِ وَالسُّرُورِ فَيَسْكُتُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَسْكُتَ ثُمَّ يَقُولُ أَيْ رَبِّ أَدْخِلنِي الجَنَّةَ فَيَقُولُ اللهُ أَلَسْتَ قَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَنْ لا تَسْأَلَ غَيْرَ مَا أُعْطِيتَ فَيَقُولُ وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ لا أَكُونَنَّ أَشْقَى خَلْقِكَ فَلا يَزَالُ يَدْعُو حَتَّى يَضْحَكَ اللهُ مِنْهُ فَإِذَا ضَحِكَ مِنْهُ قَالَ لَهُ ادْخُلْ الْجَنَّةَ فَإِذَا دَخَلَهَا قَالَ اللهُ لَهُ تَمَنَّهْ فَسَأَلَ رَبَّهُ وَتَمَنَّى حَتَّى إِنَّ اللهَ لَيُذَكِّرُهُ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا حَتَّى انْقَطَعَتْ بِهِ الأَمَانِيُّ قَالَ اللهُ ذَلِكَ لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ
قَالَ عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ لَا يَرُدُّ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِهِ شَيْئًا حَتَّى إِذَا حَدَّثَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ ذَلِكَ لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ مَعَهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ مَا حَفِظْتُ إِلَّا قَوْلَهُ ذَلِكَ لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ أَشْهَدُ أَنِّي حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلَهُ ذَلِكَ لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَذَلِكَ الرَّجُلُ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ


فهبـّوا واعملوا واجتهدوا إخواني لتنالوا الفردوس إن شاء الله.

تقرّبوا إلى الله عزّ وجلّ بالطاعات للنال نعيمه جلّ في علاه في جنـّاتٍ ونهر.

فأخي الفاضل وأختي الفاضلة فأنصح نفسي وإيـّاكم كلـّما هممنا بمعصية الله تعالى من ارتكاب للمحرّمات إلى استماع للأغنيات، إلى نظر للنـّساء الكاسيات العاريات، إلى غيبة أو نميمة ، أو ظلم وجور أو فجور، أو أكلّ للحقوق أو طعن بالمجاهدين المخلصين ، أو لمز للمؤمنين الطائعين .

كلـّما هممنا بهذه الموبقات فلنتذكـّر رؤية الله وجنـّته ونعيمه .

فهل هذه المحرّمات تقرّبني من الله تعالى ومن رؤيته جلّ في علاه ؟؟!!

الجواب طبعا لا إذن فلأكـّف عن ارتكابها حتـّى لا أحرم من رؤية الله تعالى .

فالجنـّة لا تنال بمعصية الله أبدا فهلمـّوا إخواني وأخواتي إلى جنـّات الله تعالى بطاعته جلّ في علاه ، وما أجمل قول الشاعر إذ يقول:

فللَّه ما فِي حشْوِهَا من مَسرةٍ *** وأصنافُ لذَّاتٍ بها يَتَنَعَّمُ
وللهِ درب العَيشِ بيْنَ خِيامِها *** وَرَوْضَاتهَا والثـّغْرُ فِي الرَّوضاتِ يبسِمُ
وللهِ واديهَا الذِي هُوَ موعد *** المزيد لِوَقتِ الحبّ لو كنتَ منهُمُ
ولله أفـْرَاحُ المحبِّينَ عندمَا *** يُخاطِبُهُم مَولاهُمُ ويُسلِّمُ
ولله كمْ حوريةٍ إنْ تبسمتْ *** أضاء لها نور من الفَجْرِ أعظمُ
فيَا لذةَ الأبصارِ إنْ هِيَ أقْبَلتْ *** ويا لذة الأسماع حين تكلـّم
فيا خاطِبَ الحسناءِ إنْ كنْتَ بَاغِيًا *** فهذا زمانُ المَهرِ فَهْوَ المُقدَّمُ
فأقْدِمْ ولا تقنعْ بعيشٍ مُنغـّصٍ *** فَمَا فَاتَتِ اللذاتُ مَن ليس يَقْدُمُ
وإن ضاقتْ الدنيَا عليكَ بأسرِها *** ولَمْ يكن فيها مَنزِلٌ لك يُعْلَمُ
فحيَّ على جناتِ عدنٍ فإنَّها *** منازلُنَا الأُولَى وفيها المخيمُ


يا أيـّها الأخوة في الله لمـّا علم الصّالحون هذا النـّعيم ورأوا أن الفرصة قائمة وأنّ السوق رائجة وأنّ الثمن الجنـّة رفعوا رؤوسهم فنظروا إلى الأعلام فإذا هي أعلام الجنـّة قد نـُصبت فشمـّروا إليها فماذا عملوا؟!
قدّموا أموالهـَم وقدّموا دماءهم وقدّموا أوقاتـَهم وقدّموا كلّ ذرّة وكلّ نفسٍ من حياتهم ثمنا للجنـّة ففازوا وأفلحوا يحدوهم في ذلك ترغيب المصطفى صلـّى الله عليه وسلـّم إلى الجنـّة ونعيمها يوم كان صلـّى الله عليه وسلم لا يضع جائزة إلا الجنـّة على أيّ عمل من الأعمال يقول النـّبي صلـّى الله عليه وسلـم على سبيل الأمثلة في الجوائز من يجهـّز جيش العسرة وله الجنـّة ؟
من يشتري بئر رومة وله الجنـّة ؟
من أقبل هذا اليوم ولم يدبر صادقا محتسبا فله الجنـّة .
من يعمل كذا وله الجنـّة ؟
وتجده يرفعهم إلى الجنـّة دائما لا يضع شيئا مادّيا دنيويـّا وإنـّما يرفعهم على زخرف الدنيا إلى الجنـّة ونعيمها .
فمن أجل ذلك خرج حنظلة رضي الله عنه للجهاد عندما سمع المنادي وهو جنب فاستشهد فغسلته الملائكة رضي الله عنه
عن يحيى بن عباد بن عبدالله عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلــّى الله عليه وسلـّم يقول عند قتل حنظلة بن أبي عامر بعد أن التقى هو وأبو سفيان بن الحارث حين علاه شداد بن السّود بالسيف فقتله فقال رسول الله صلـّى الله عليه وسلـّم : إنّ صاحبكم تغسله الملائكة . يعني ؛ حنظلة فسألوا صاحبته فقالت : إنـّه خرج لما سمع الهائعة(وهي الصيحة عند الفزع) وهو جنب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لذلك غسلته الملائكة
(صحـّحه الألباني رحمه الله)

نعم خرج عندما سمع منادي الجهاد دون أن يغتسل فاستشهد فغسلته الملائكة فأيّ كرامة أعظم من هذه لهذا الصّحابي الجليل رضي الله عنه .


فإخواني وأخواتي هذه سلعة الله وهذا بعضُ نعيمها وليس من رأى كمن سمع وما مخبر كمعاين .
سلعة الله غالية سلعة الله الجنـّة خلقها الله يوم خلقها وخلق فيها ما لا عين رأت ثمّ قال لجبريل عليه والسّلام اذهب فانظر إليها كما في الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه وصحـّحه الألباني رحمه الله: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النـّبي صلـّى الله عليه وسلـّم قال لما خلق الله الجنـّة والنـّار أرسل جبريل إلى الجنـّة فقال انظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها
قال فجاء فنظر إليها وإلى ما أعدّ الله لأهلها فيها
قال فرجع إليه قال وعزّتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها فأمر بها فحفـّت بالمكاره فقال ارجع إليها فانظر إلى ما أعددت لأهلها فيها قال فرجع إليها فإذا هي قد حفـّت بالمكاره فرجع إليه فقال وعزتك لقد خفت أن لا يدخلها أحد.

نعم عباد الله هذه الجنـّة خلقها الله لكم إن أطعتموه ولم تخدعكم المكارهُ ولم ترسبوا في الامتحان في هذه الدّنيا فهل أنتم لها ومِنْ أهلها
فـَمـَنْ هم أهلـُها إذن؟!
أهلها المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون واقرؤوا أول سورة المؤمنون .

أهلها من أطاع الله ورسوله فحقـّقوا التـّوحيد وأصلحوا العمل واتـّبعوا المصطفى صلـّى الله عليه وسلـّم (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (النساء:13)
وقال صلى الله عليه وسلم مبينا أهلها كل أمتي يدخلون الجنــّة إلا من أبى . قالوا : ومن يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنـّة ومن عصاني فقد أبى ( السّلسلة الصّحيحة للألباني رحمه الله تعالى))
فالصحابة رضي الله عنهم تعجـّبوا ومن يأبى أن يدخل الجنـّة فبيّن صلـّى الله عليه وسلـّم أنّ من عصاه فقد أبى .

فكم من عصاة لرسول الله صلـّى الله عليه وسلـّم في عصرنا ؟

بل كم من حاربوا سنـّته واستهزؤوا بمن تمسّك بسنـّته فقالوا عنهم (( متخلـّفين ، رجعيّين ، جهـّال )) بل قال الكثير عنهم ((خوارج ، ارهابيين ، تكفريين ...))
ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم .

فمن أهلها ؟
أهلها من حاربوا البدع وأحيوا السّنن وعلموا أنّ البدع مردودة ليس لها، قبول قبيحة ليس فيها حسن ،
ضلالة ليس فيها هدى ، باطل ليس فيها حقّ، وِزْرٌ ليس فيها أجر، لأنـّها شرع لم يأذن الله به ولم يكن على أمر المصطفى صلـّى الله عليه وسلـّم ولا على أمر أصحابه والنـّبي صلـّى الله عليه وسلـّم يقول " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " ( السّلسلة الصحيحة للألباني رحمه الله تعالى)
أهلها من أقام الصلاة وآتى الزكاة وصام وحجّ وصدق مع الله واتـّبع سنـّة المصطفى صلـّى الله عليه وسلـّم من رغب عن سنــّتي فليس مني( السلسلة الصحيحة للألباني رحمه الله تعالى)
كما أخبر هو صلى الله عليه وسلـّم
أهلها من تركوا المراء أنا زعيم ببيت في ربض الجنـّة لمن ترك المراء وإن كان محقا" أهلها من ترك الكذب "أنا زعيم ببيت في وسط الجنـّة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا" أهلها من حسنت أخلاقهم "أنا زعيم ببيت في أعلى الجنـّة لمن حسن خلقه ( السلسلة الصحيحة للألباني رحمه الله تعالى)

يقول أحد السلف ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة.

نعم حسن الخلق الذي افتقدناه كثيرا للأسف الشديد حتـّى عند طلاّب العلم إلاّ ما رحم ربّي جلّ في علاه .
أهلها أهل قيام الليل من (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) (السّجدة:16)أهلها من (الّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النــّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران:134) أهلها الآمرون بالمعروف والنـّاهون عن المنكر أهلها من بذلوا أنفسهم ليأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر.
أهلها من باتوا لا يحملون على أحد حسدا

أهلها أهل العفو .
أهلها من ضمن ما بين لحييه وما بين فخذيه.
أهلها من أفشوا السّلام وأطعموا الطعام ووصلوا الأرحام وصلـّوا بالليل والنـّاس نيام.

أهلها أهل الجهاد في سبيل الله تعالى الذين قرؤوا كتاب الله تعالى وسنـّة حبيبه صلـّى الله عليه وسلـّم وعلموا ما للشــّهيد من أجر عظيم عند الله تعالى . كيف لا وقد قال عزّ من قائل:

(إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقتــُلُونَ وَيُقــْتــَلونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقــّاً فِي التــّوْرَاةِ وَالأِنجِيلِ وَالقرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:111)
وقال الصادق المصدوق صلـّى الله عليه وسلّـم إنّ للجنـّة مائة درجة بين كلّ درجتين كما بين السّماء والأرض أعدّها الله للمجاهدين في سبيله ولولا أن أشقّ على المؤمنين ولا أجد ما أحملهم عليه ولا تطيب أنفسهم أن يتخلـّفوا بعدي ما قعدتُ خلف سرية ولوددتُ أنـّي أقتل ثمّ أحيا ثمّ أقتل .(رواه النـّسائي وقال عنه الألباني حسن الإسناد).
فاللهمّ ربّنا ألحقنا بالمجاهدين عاجلا غير آجل ثمّ بالشـّهداء يا أرحم الراحمين وبإمام الأنبياء يا أكرم الأكرمين
أهلها من راقبوا الله جل وعلا في كل حركة من حركاتهم وسكناتهم وعلموا أنّ الله يراهم ويعلم سّرهم ونجواهم ويحاسبهم على أعمالهم قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (المجادلة:7)
يجب أن نستشعر أنّ الله عز وجل معنا مطـّلع على أعمالنا بل يعلم ما تكنّ أنفسنا .
ومع هذا فإنّ بعض النـّاس يوم يعصي الله يستتر بالجدران ويستتر بالحيطان ونسي الواحد الدّيان.
فيا أيـّها العاصي لله تعالى لا تنظر إلى المعصية ولكن انظر لعظمة من عصيت .

فهلمّ إلى التّوبة إلى الله تعالى لنفوز بالجنان وربّ راضٍ عنـّا غير غضبان.
فسلعة الله غالية ،ألا إن سلعة الله الجنـّة هبت رياح الجنـّة عباد الله فاغتنموها لتفوزوا بنعيمها فمن زحزح عن النـّار وأدخل الجنـّة فقد فاز.

ألا فالسباق السباق ألا فالبدار البدار فأكثروا الزاد فإنّ الســّفر طويل وخفـّفوا الحمل فإنّ العقبة كؤود
قال تعالى (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (الحديد:21)فتوبوا إلى الله جميعا أيـّها المؤمنون لعلكم تفلحون .
يا مذنب أذنب وأساء (وكلـّنا ذاك المذنب )يا مخطأ أخطأ وذلّ ( وكلنا ذلك المخطأ والذال) عودة إلى الله .
فخير الخطائين التــّوابون يا ابن آدم.

يقول الحقّ تبارك وتعالى في الحديث القدسي: يا ابن آدم ! إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي يا ابن آدم ! لو بلغت ذنوبـُك عنان السّماء ثمّ استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم ! إنـّك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثمّ لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة
( السّلسلة الصّحيحة للألباني رحمه الله)

"ما أرحم الله ما ألطف الله ما أحلم الله نسأله برحمته التي وسعت كل شيء أن يتقبـّل منا أعمالنا وأن يتوب علينا من لنا إلا أنت يا ربنا إن لم تتب علينا؟
وما أجمل هذا الحديث القدسي الذي رواه مسلم عن أبي ذر رضي الله عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَنْ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا يَا عِبَادِي كُلــّكُمْ ضَالٌّ إِلا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ يَا عِبَادِي كُلــّكُمْ جَائِعٌ إِلا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أطْعِمْكُمْ يَا عِبَادِي كُلــّكُمْ عَارٍ إِلا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِالليْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلّا كَمَا يَنْقُصُ المِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ البَحْرَ يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ
قَالَ سَعِيدٌ كَانَ أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ.

ختاما إخواني وأخواتي فلنستغفر الله ولنعد إلى الله .
والله نحن بحاجة إلى التـّوبة .
كلـّنا ملتزمنا ومنحرفنا وضالنا أحوج من الماء وأحوج من الطــّعام وأحوج من اللباس لقد كان المصطفى صلـّى الله عليه وسلـّم يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم سبعين مرة وقيل مائة مرة .
صلـّى الله عليك وسلـّم يا رسول الله يا من غفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخـّر .

ثمّ اعلموا أنّ المولود إذا ولد ماذا نعمل له نؤذ ّن في أذنه اليمنى فإذا مات ماذا نعمل نصلي عليه فكأن الحياة ما بين الأذان والصّلاة .

ولا إله إلا الله ما أقصرها من حياة أتقصّر بالمعاصي أتقصّر بالشــّهوات والجري وراء الغرائز والنــّزوات ما قصّرها بهذا إلا شقيٌ.
ونسأل الله ألا يكون بيننا شقي فإياكم وسوف وانتبهوا من سوف فإن سوف جندي من جنود إبليس سوف أعمل سوف أعمل.

أعماركم تمضي عجال إنـّما أنتم على سفر من الأسفار كأنـّكم بالجنـّة وقد فتـّحت أبوابـُها وتقسّمها أصحابـُها


فحيَّ على جنات عدن فإنها *** منازلنا الأولى وفيها المخيم
وحي على روضاتها وخيامها *** وحي على عيش بها ليس يسأم
أيا ساهيا في غمرة الجهل والهوى *** صريع الأماني عما قليل ستندم
أفق قد دنا الوقت الذي ليس *** بعده سوى جنـّة أو حرّ نار تبرم
وتشهد أعضاء المسيء بما جنى *** كذاك على فـِيه المهيمن يختم


أسأل الله برحمته التي وسعت كل شيء أن يرحمنا
اللهمّ إنا نحن عبادك الفقراء إلى رحمتك ارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء اللهمّ جازنا بالإحسان إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا.
اللهمّ لا تحرمنا نعيم الجنان اللهمّ ويسر لنا الطريق إليك إنـّك على كل شيء قدير .
اللهمّ بيـّض وجوهـَنا يوم تبيض وجوه أهل السنـّة وتسود وجوه أهل البدعة إنـّك غفور رحيم وبالإجابة جدير.
اللهمّ إنا نسألك من فضلك الكريم اجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم وتقبـّلها منـّا يا أرحم الراحمين واجمعنا مع نبيّك وحبيبك محمّد في الفردوس الأعلى يا أكرم الأكرمين.
سبحان ربك ربّ العزّة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.


ملاحظة :هذا الموضوع استعنتُ بالله أوّلا ثمّ بأحد المشايخ .
وأسأله تعالى القبول منـّا أجمعين ويجمعنا في الفردوس الأعلى مع إمام الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق