غــــــــزة ... بـعـد عـامـيـن مـن حـرب الـفـرقـان
غزّة.. المدينة المحاصرة والتي تبلغ مساحتها 350 كيلو متر مربع، وعدد سكانها 1,5 مليون نسمة لم يتورّع جيش الاحتلال الإسرائيلي من ضربها بكل ما يملك من قوّة وترسانة عسكرية مجهزة بأسلحة غير قانونية؛ أدانها بشدّة تقرير غولدستون المقدّم لمجلس حقوق الإنسان عن نتائج تقصّي الحقائق في الانتهاكات الإسرائيلية ضد المدنيين في غزّة.
ففي صبيحة يوم السبت الموافق 27/12/2010 نفّذ جيش الاحتلال ضرباته الجويّة، البريّة والبحريّة في عدوان جديد استهدف كل شيء متحركٍ وثابت، من بشر وشجر وحجر، ليس بدءًا بالأطفال الصغار حين توافقت لحظة قصف غزّة مع خروجهم من مدارسهم عائدين لبيوتهم، وليس انتهاءً باستهداف المؤسسات الدولية كمقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأنروا) في تحدٍ لكل العالم واستهدافٍ للانسانية جمعاء!
ونود هنا أن نترجم الكلمات الحارقة عن حرب غزة إلى أرقام واضحة دون الحاجة للشرح ورص الكلمات .
نجمل الخسائر الكبيرة التي خلّفها العدوان من خلال هذه الإحصائيات:
احصائية الخسائر الفلسطينية خلال الحرب على غزة:
- بلغ عدد الشهداء 1440 شهيدًا.
- بلغ عدد الجرحى 5450 جريحًا.
- بلغ عدد الذي تشردوا من بيوتهم 9000 مشرّدًا.
- بلغ عدد المساجد المدمرة 27 مسجدًا.
- بلغ عدد المدارس المتضررة 67 مدرسةً.
- بلغ عدد المرافق الصحية المدمرة 34 مرفقًا صحيًا.
احصائية المقاومة:
- بلغ عدد الشهداء الذين قُتلوا في المواجهات المباشرة 82 شهيدًا.
- بلغ عدد الصواريخ التي أُطلقتها المقاومة 1242 صاروخًا.
- بلغ عدد العبوات الناسفة التي استخدمتها المقاومة 79 عبوّة.
- بلغ عدد عمليات قنص الجنود الصهاينة 53 عملية.
- بلغ عدد الكمائن التي احكمتها المقاومة 12 كمينًا.
- بلغ عدد اشتباكات المسلحة 19 اشتباكًا.
- بلغ عدد العمليات الاستشهادية 1 عملية.
- بلغ عدد محاولات أسر لجنود صهاينة 2 محاولة.
احصائية خسائر الاحتلال:
- بلغ عدد قتلى الجنود 10 قتيلًا.
- بلغ عدد قتلى غير الجنود 3 قتيلًا.
- بلغ عدد إصابات الجنود 770 إصابةً.
- بلغ عدد إصابات غير الجنود 182 إصابةً.
- بلغ عدد المنازل التي تضررت 1279 منزلًا.
- بلغ عدد السيارات التي تضررت 268 سيارةً.
- بلغ عدد الصواريخ التي تم إطلاقها على (إسرائيل) 851 صاروخًا
- بلغ عدد تدمير دبابات 47 دبابة.
- بلغ عدد محاولة إصابة طائرات 5 محاولات.
تضامن الإنسانية مع غزّة:
فمع إذاعة أول خبر عاجل من غزّة الجريحة، تسمّر العالم أجمع أمام شاشات التلفاز يتابعون الحرب البربرية ضد المدنيين العزل، في حرب لعلها الأولى التي تُنقل في بث حيّ ومباشر وعلى مدار الساعة خلال أيام الحرب الأربعة والعشرين. ومنذ تلك اللحظة شهدت العواصم العربية والإسلامية والاوروبية مسيرات حاشدة واعتصامات متواصلة أمام السفارات الإسرائيلية والأمريكية في مختلف البلدان، من أقصى الشرق إلى أقاصي الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، في حملة خرج فيها مئات الملايين استنكارًا للجرائم البشعة بحق غزّة وأهلها وذويها، تضامنًا مع الإنسانية المجروحة بكل ما يملكون، سواء بصرخات خرجت من قلب مكلوم أو حتى دمعات انسلت من المحاجر لا يجدون سبيلًا للدخول إلى غزّة أو من خلال حملات التبرعات الواسعة بالأموال والغذاء والدواء وَوَصْلِ شريان الحياة المتقطع بفعل الحصار والذي انقطع وتلاشى بفعل الحرب!
أمّا على المستوى الرسمي فقد فشل العرب في إغاثة غزّة وظهر الشقاق الكبير والاختلاف الواسع في الرأي تجاه شلال الدم النازف، (سبق وأن تناولنا قمّة غزّة الطارئة في رسالة سابقة عن القمم العربية).
إلّا أنّ هذا العجز الرسمي لم يفت في عضد الجماهير العربية والإسلامية والأجنبية في مختلف أصقاع العالم؛ التي واصلت دعمها واستمرت في تضامنها إلى يومنا الحالي؛ فالحرب بشكل الواضح توقفت لكن آثارها لازالت ظاهرة وراسخة!
عزيمة لا تلين وإرادة لا تذوب:
كأي شعب عانى من نير الاحتلال وظلم الجلّاد وقهر المعتدين، لا بد من ضريبة تُدفع لنيل الحرية من أرواح وأشلاء ودماء، وبيوت ومقرات ومؤسسات، ومصانع ومزارع وتفاصيل أخرى، أدرك الناس في غزّة أن هذه فاتورة أوليّة في حساب طويل مع دولة الاحتلال وأن المشوار أمامهم لازال طويلًا، فمع اليوم الثاني لانتهاء الحرب، بدأ الناس بتقديم التعازي والمواساة لبعضهم البعض فلا يخلو بيت من شهيد أو جريح أو دمار هنا أو هناك، ثم البدء بنفض الغبار عن أنفسهم وإزالة معالم الحرب الظاهرة عند كل مفترق طرق وفي كل حارة وزقاق أو في أعالي مآذن المساجد المقصوفة، إلّا أن الحصار الجائر المفروض على غزّة منذ سنوات، والذي أنهكها تمامًا وحاول القضاء عليها بالحرب لم يسعف الغزيين بإعادة بناء منازلهم المهدّمة أو حتى ترميم بعضها المدمّر جزئيًا فمواد البناء ممنوعة من الدخول، إلّا أنّ هذا لم يمنعهم من المحاولة فقاموا ببناء عدد كبير من البيوت البسيطة بواسطة الطين ومواد أوليّة أخرى، ثم قاموا بإدخال بعض مواد البناء عبر الأنفاق ليدرك المحتل الإسرائيلي أن إرادة البناء لدى أهل غزّة أقوى بكثير من إرادة الهدم المتجذرة في العقلية الإسرائيلية المتطرفة وأن عزيمة أهل الأرض ستبقى أقوى من عزيمة الطارئين عليها!
التهديدات الإسرائيلية المتواصلة:
وها نحن اليوم وعلى بُعد ساعات من هذه الذكرى المؤلمة والتي تقع كحلقة ضمن مسلسل متواصلٍ منذ احتلال الأرض عام 1948، وبعد عامين كاملين من تلك اللحظات التي توقفت عندها القلوب وهجست خلالها الأرواح، ولازال هواء غزّة معبّقًا بعطر الشهداء، ومشاهد كثيرة لازالت راسخة وشاهدة على ظلم المحتل وبربريته، وآهات الجرحى لم تزل تُسمع وأنين من فقد يدًا أو قدمًا أو كلاهما لا زال يخفق في ثنايا الضلوع..
فالحرب لم تنته بعد! والتهديدات الإسرائيلية لازالت متواصلة، بل إن سلاح جوّها لا يغادر السماء فكل يوم تطالعنا وكالات الأنباء بخبر عن قصف هنا او هناك وشهيد وجريح وتوغل، وتصريحات عدائية ضد غزّة تصدر كل لحظة من رؤوس الهرم الإسرائيلي في الحكومة، وغزّة الصابرة لم تنكسر بعد ولن تنكسر ولو شنّ المحتل كل شهر حرب جديدة، فالموت لا يخيفها وإرادة الحياة تحدوها كل لحظة في وطن خالٍ من الأغراب، وحياة هانئة وادعة أسوة بباقي شعوب العالم.
ملاحظة: سنقوم خلال الأيام القادمة إن شاء الله بنشر رسالة مصوّرة عن حرب غزّة تعمل (رسالة فلسطين) على إعدادها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق