الاثنين، 27 ديسمبر 2010

فتح أفلست وبانت سوأتها



كاتب الموضوع : القرن

فلسطين الآن - كتب براء شرف

بقدر ما أثبت موقع ويكيليكس بالوثائق الرسمية ما قيل ويقال من أن فتح تواطأت ولا زالت مع الاحتلال غير مرة لإنهاء ما أسموه " الانقلاب الحمساوي " ، إلا أن مؤامرات فتح التي لم تتوقف ليست بحاجة إلى إثبات رسمي ، فتصريحات مسئوليها تكفي لإدانتها.

عزام الأحمد القيادي البارز في فتح ، صرح قبل أيام بأن لدى فتح إستراتيجية أخرى للتعامل مع ظاهرة الانقسام إذا ما فشل الحوار"، وأردف : "لن نترك غزة مـخطوفة من قبل ميليشيات حماس المسلحة التي تمردت على القانون" . في تلويح جديد لفتح للعودة إلى غزة على ظهر دبابة صهيونية لإعادة غزة إلى بيت "الطاعة الصهيو أمريكية".

ولك أن ترصد ما تتعرض له حماس ، في الضفة التي تغتصبها فتح عنوة ، من ملاحقة واضطهاد وتنكيل ، ما يؤكد حقيقة أن فتح ، باعت أخلاقها ووطنيتها التي انطلقت من أجلها بثمن بخس من المال الأمريكي المسيس.

وأن يصل الأمر ، إلى حد تهديد شخصيات وقيادات محسوبة على حماس ، بالإبعاد عن الضفة الغربية فهذا سابقة خطيرة ويأخذ منحى بعيد عن الوطنية والأخلاقية ، كما وصف وزير الأسرى الأسبق والقيادي بحماس وصفي قبها.

بل قل ، إنه يكشف إفلاس فتح السياسي خاصة في ظل تصاعد التضامن الشعبي مع حماس ومعذبها في سجون فتح ، كما يفضح الزيف الحقيقي لفتح التي ألغت بنود ميثاقها ، لتقبل عضوا في محور التآمر التي ترأسه أمريكا ، ويؤكد أن أجهزة فتح باتت أذرع أمنية تتبع الاحتلال وتطبق سياساته في الإبعاد والتهجير.

فكما أن الاحتلال ، يغلق المؤسسات الخيرية في القدس والضفة ، وكما أنه يهجر المقدسيين عن بلادهم التي ورثوها أبا عن جد ، وآخرهم إبعاد نواب القدس الذين ما زالوا معتصمين ، ها هي فتح تتبع نهج أسيادهم وتهدد العشرات بالإبعاد.

وعُرف من بين الذين تم استدعاؤهم، حسب بيان الحركة، كلا من الشيخ حسين أبو كويك، وعزيز كايد، وأسامة الحمد، ومحمد عمر حمدان، وخالد غيظان، وخليل برافيلي، وأحمد زيد، ويوسف كفاية، وإسماعيل الواوي، وخلدون البرغوثي، وغيرهم.

حيث هددهم ضباط مخابرات فتح الذين أشرفوا على استدعائهم بأنه سوف سيتم توزيع استمارات خاصة عليهم لتعبئتها وسيكون من ضمنها اختيار الدولة الذين سيُبعدون لها.

مواقع فتح ، طبلت وزمرت لخبر مفاده أن عباس طلب من الإدارة الأمريكية وقف قرار الاحتلال لإبعاد نواب القدس ، وها هي اليوم أجهزته تهدد بإبعاد الضفاويين عن أرضهم ، فهل سيطلب عباس من الاحتلال هذه المرة وقف تنفيذ التهديد بحكم أن أجهزة فتح تابعة للاحتلال.

قد تكون هذه الفعلة سابقة خطيرة إذا نفذت ، لكنها ليست كذلك في عقلية فتح التي لا تقبل الآخر ، وتقوم على إقصائه مهما كلف الأمر حتى لو استعانت ببندقية الاحتلال ودباباته وطائراته كما حدث في حرب غزة.

"ولا زالت الليالي حبلى بكل جديد " ، لتكشف خطورة فتح على القضية الفلسطينية التي قزمتها إلى قضية استيطان ، وباعت ثوابتها مقابل السيارات المحصنة والفي آي بي ، فاللاجئون أصبحت عودتهم بعيدة المنال في ظل موافقة عباس على يهودية (إسرائيل) ، ثم أخيرا الإبعاد الفتحاوي والأسرى لا أمل لهم في أجهزة تعيد تعذيبهم في سجونها فور قضاء محكومياتهم في سجون الاحتلال.

بئس دولة يطمح لها عباس يحدها الاستيطان من كل جانب ، وبئس دولة تقام على "أوجاع المشردين في الشتات " ، " وآهات المعذبين في سجونه وسجون الاحتلال ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق