الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

سعودة القبور



الحمد لله ضمنا قبورا سعودية  
بقلم: مها بنت عبدالمحسن
جامعة الامام

قرأت كغيري بمزيد دهشة وتعجب مقال سعودة القبور للأستاذ خالد السليمان .. صراحة لا أخفيكم أن وضعنا صار غريبا وأننا وصلنا لمرحلة من هوس السعودة لا يمكن وصفها !
يا جماعة شخص ميت خلاص انتهى .. يعني لن ينافسنا على لقمة عيش أو شيء من حطام الدنيا .. ونحن لا زلنا نقول سعودة وللمقابر !
هذا الميت المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله مقبل على رب كريم رحيم ..ومقبل على دار هي أول منازل الآخرة ونحن نصر على أن نعطيه جرعة أخيرة من كأس الإذلال !
هذا المسلم الميت الذي لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا لن يُسأل عن جنسيته أو من أين هو أو ابن من هو ؟
سيسأل عن ثلاثة أمور لن يعذر من السؤال عنها لا ملك ولا أمير ولا وزير ولا غفير ولا غني ولا فقير ثلاثة اسئلة تحدد مصيره الأخروي :
من ربك ، ما دينك ، من نبيك ، ولن يكون ضمن الأسئلة لم اتخذت قبرا كان الأجدر به شخص سعودي ! ولا مسؤول المقبرة سيسأل لم دفنت هذا المسلم غير السعودي قبل السعوي .. بل على العكس تماما سيكون المساءل المحاسب أمام الله تعالى هو من يحول بين الميت وإكرامه الذي امر به نبي الرحمة والهدى عليه الصلاة والسلام .
يا مسؤلين يا سعوديين المال مال الله ولن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها فلم الهلع حتى على المقابر ؟
متى سنكف عن إذلال المسلمين وخاصة العرب منهم في بلاد الحرمين .. ونتفرغ لمحاسبة المجرمين سراق المال العام ؟
والله العظيم  قسمٌ ألقى به ربي .. أنهم  لو حاسبوا اللصوص "المحترمين" أصحاب المناصب والجاه .. لو استخدموا منطق من أين لك هذا ؟
ولو تمت مساءلة الوزراء عن عشرات بل مئات المليارات التي تصرفها الدولة للمشاريع .. ولو تحولت هذه المليارات الضخمة إلى مشاريع حقيقية مشاهدة على أرض الواقع لما بقي سعودي عاطل عن العمل . ولن نضطر لإذلال عباد الله من إخوننا المسلمين العرب مع كل لقمة عيش يحصلون عليها عندنا .
يا عباد الله يا مسلمين ..  إن بعض المتنفذين قد اساءوا لهذه البلاد بسعودة  تحفيظ القرآن ..والآن نكتشف إساءة أخرى وطامة كبرى  بسعودة المقابر !
متى سيكف هؤلاء عن تشويه سمعة بلادنا الحبيبة .. الملك طيب القلب ودود ومعطاء وكذلك نائبه والنائب الثاني .. لكن هناك من يصر على أن تظهر هذه البلاد بصورة عنصرية بغيضة .
قولوا لي بالله ماذا سنجنيه من زرع الغل والبغضاء في نفوس المسلمين تجاهنا ؟


 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق