بسم الله الرحمن الرحيم
أبو شادي محمد
لا زالت محنة إخواننا و أخواتنا في الضفة الفلسطينية من نهر الأردن مستمرة. إعتقالات و إستدعاء ات و خلف الجدران في السجون و مراكز التحقيق يحصل ما لا يرضي و لا يسر وما يدمي القلوب. نتألم لهذا الوضع الإنساني المليئ بالمحن الذي يلهب ثورات الألم في قلوبنا.
تعلو أصوات تحمل هذا الألم بنقد حاد لقادة حماس في الداخل و الخارج بسبب استمرار هذه المحنة لإخواننا و أخواتنا في الضفة. هناك تصور لدى بعض الإخوة بأن الحل إنما يحتاج مزيدا من الجهود من قبل القيادات و الحركة و يحمل بين طياته عتب و انتقاد و اتهام أحيانا لهم بالتقصير. نعم إن القيادات لهم تقديراتهم و أحكامهم للمشكلة، و لكنها تقديرات تحكمها الشورى للنخبات و العارفين و أهل الحل و العقد من العاملين في الميادين الجهادية و السياسية. فلم الإستطراد بتقييدهم بإرتجالات الشباب و رغباتهم المستعجلة؟ رغم سلامة و صدق توجهات الشباب و المناصرين، و لكن لا يجب التشويش عليهم و إعانة عدوهم عليهم من خلال وضعهم بأجواء ضاغطة من الخارج و الداخل، فتلك هي المتاهة. الحصار بلهجات تشكيكية (رغم عظم حجم الألم) ينزع الثقة، و يفتح أبواب لأهل الفتن فيغلفونها بغلاف النصيحة و هي دسيسة، فيتشتت الرأي و يكثر الزلل.
إن اجتماع عدة مفاسد و أضرار في آن واحد على مقاومي فلسطين، سواء بنذر حرب بغزة، أو بتعقب المجاهدين و المناصرين بالضفة، أو بتعقبهم خارج فلسطين، إنما يحتم علينا تركيز الألم و الإنشغال بالإستعداد للمواجهات في كل ميدان و ينهانا عن كثرة التأويل و الركون في زاوية التعطيل. فلا يصح أن نحمل قادتنا وزر أوضاع مهترئة و واقع مرهق لكل العاملين و الشرفاء.
هذه المحنة في الضفة و تهديدات الهجوم و الحرب في القطاع، و التهديد بالإغتيال لكل مجاهدي الخارج لم و لن تقصم ظهورنا. و لكن الباطل و الطارئين في ميادين العمل و التضحيات (و المرجفين في صفوفنا) يملأون الجو بالصخب و العويل و لا يعلمون أن المقاومة قادرة على الإرتداد في كل وقت لتصدم أعداء الإسلام و أعداء الحرية و المستعمرين في كل ميدان من ميادين العمل الجهادي و الأمني، و كل بحساب!.
نحن أيها الإخوة لا نجتمع على رجال، بل يجمعنا الحق و حب الحق و ولاء لله.
أطالب قاده حماس أن يكونوا على تواصل بقاعدة الحركة و مثقفيها و مناصريها من خلال الشاشات و البيانات و أن يضعونا بصورة الحقيقة و مستجدات المواقف حتى لا نتخبط خبط عشواء في كل قضية. فأبواق العملاء تنطلق في كل يوم و ليلة تذيع و تبث و تكتب و تنشر و كثيرا ما تختلط علينا الحقائق.
و للمجاهدين في الضفة في زنازين السلطة المجرمة و زنازين يهود و في مواقع الرباط و القتال في قطاع غزة أقول: إن تربيتكم الإخوانية العميقة أيها الأبطال المجاهدين هي أقوى سلاح تحملونه في وجه محنتكم. تتحسسون طريق من سبقكم من المؤمنين على طريق ذات الشوكة، وتمكينكم هو وعد من الله، " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا، يعبدونني لا يشركون بي شيئا. ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون."
و الله من وراء القصد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق