السبت، 18 ديسمبر 2010

حيث الفضائح لا تنتهي ... أبو علي شاهين بلا اقنعة


حيث الفضائح لا تنتهي ... أبو علي شاهين بلا اقنعة
__________________________________

د. جابر جبارين

يلاحظ متتبعو الشان الفلسطيني منذ إبرام اتفاق أوسلو وعودةِ بقايا فتحٍ المُنهكة واستلامها مقاليد الاموربالتشارك مع "الراعي" الاميركي والاحتلال وسِمان عصافير سجونه، وبإشرافهما التامّ والمباشر، ان الساحة الفلسطينة تشهد يوميا- خصوصا منذ اواخر عهد عرفات- تطورا دراماتيكيا خطيرا، وتفاعلا انقلابيا متسلسلا، يَـأتي على كل ما يُصادف من المبادئ والقيم والثوابت الثورية والوطنية، بل وحتى الاخلاقيه والدينية والانسانية.



ولاغرابة في ذلك طالما ان قيادة فتح المهزومة ارتضت ان تُبرم اتفاقا ضبابيا لا ثابت فيه غيرالتنازل عن الحقوق والثوابت كُلها خلا سيادة منقوصة موعودة على بِقاع متناثرة من الضفة وغزة. وقد أتبعت السلطة اتفاق التنازل عن الثوابت والحقوق، بماهو أشدّ منه وطأةً، اعني الغاءها الميثاق الوطني الذي مُرِرَ في حفل كرنفالي استفزازي يستحق كل حضوره التكفيروالتخوين الى أبد ألآبدين.



ولَمّا لم تجد القيادة شيئا تُقيم عليه سلطتها غير رقاب وجيوب من توهموهم منقذين ومخلِّصين من كابوس احتلال جَثَمَ على الصدور أزْيَدَ من ربع قرن، وطالما أنها اخفقت بل فشلت فشلا ذريعا في كل شئ غير ما آسْتُجْلِبتْ من أجلِِه خصيصا من َوأد ِالامل وإطفاء جذوة المقاومة، وتهيئة النفوس لِتَقَبُلِ العيش كالدواب تحت الاحتلال.. لم تَجد القيادة مَناصا من أن تُجْري عِصِيّها التي أُرْكِبَتها وخالتها أَحْصِنَة ًعربية أصيلة، في ميدان مُغلق غيرِ فَسيحٍ ،أشْبَه بميادين مصارعة الثيران وأِزِقّتها، فكثُرالنِطاح واشتد الكفاح من اجل البقاء والسَبقِ معا، وبدأت الثيران وفرسانها في التساقط دونما تدخل من مالكيها ومُسَخِّريها والمُراهنين عليها بتل ابيب وواشنطون، المؤمنين بوجوب بقاء الاقوى،عملا بنظرية داروين التي ظلت مُوَجِّها رئيسا للروح الاستعمارية الغربية المقيته الى اليوم.

وبسبب مكانةعرفات وسِنِّه، وإمساكه بمفاصل السلطة وأجهزة المنظمة، غالبا ما كان الصراع يجري في الخفاء، الى ان عُـقِد مؤتمرفتح الاخير، ونُصِر فيه-كما هو حَتمي لكل مؤتمر حركة تحرر ينعقد تحت إشراف الإحتلال-التيار الممالي للاحتلال المنعوت عن إستحقاق: بالمُتَصَهَيِنِ.

أسفر التزوير المُمنهج عن إصعاد دحلان زعيما لأوسلويي فتح بغزة، المهزومين لِلتّوِ هزيمة مُرَكبةً نكراء، بعد ان أطاحت بهم حماس ومَرغَت اُنوفهم (......) وادخلتهم في (......) بحثا عن مَهرب. وكان من اكبر مَهازيمِهم التي هَوَتْ أستاذُ المنتصر ومُرشده الروحي زعيم فتح بغزة ابوعلي شاهين.

صُدم كبار مَهازيم معازيم ِعُرس" دايتون عباس ديختر "بالهزيمة ولاذَ معظمهم بالصمتِ من شِدة وقـْعِها، الى ان ذهبت السَّكرة وجاءت الفَكْرة، فصار كلٌ يُخرِجُ ما في جُعبته مع شئ من الحرص على إبقاء مجال للصلح املا في إستعادة شئٍ من المكاسب.



وكان من اكثرهؤلاء تَبَرُّما وحِِدّة في مناكفة السلطة وثلبها ابوعلي شاهين، الذي راعه تجريده قَبْلُ من مناصبه، ثم تعاظمت لديه المصيبة بسقوطه المدوي في المؤتمر.


كتب شاهين عدة مقالات وادلى باحاديث لوسائل اعلام صبّ فيها جامّ غضبه على السلطة مُتهما رموزها بما هم اهلٌ له من تهم. وكان من آخر ما كتب مقالاً لافتاً بالفاظه المقززة ودعاويه العريضة ومزايداته الظاهرة، وهي سماتٌ عادة ما تطغى على كتاباته واحاديثه جلها.


ورغم ان اي فكر اوعمل ثوري لا يستلهم من المُثُلِ العليا ولا يقيم وزنا للقيم السامية ولا يحترم الذوق والفِطَرالسليمة،انما هو فكرٌ او عملٌ عقيم أبْتر، فاني لن أعْرِضَ للغة شاهين الهابطة والفاظه المقززة، لإعتقادي ان وَفْرةً من قياداتنا العليا رَسخَتْ تقليد بذاءة اللسان تعويضا عن افتقارها الى الفصاحة والبيان وعِيِّها الظاهر في الخطاب، وكأن البذاءة علامة فصاحة وأَمارة زعامة ايضا.

افتتح ابوعلي مقالته بديباجة عاطفية عَيّر فيها من اسماهم بالحكام الجدد-ويعني بهم: قيادات فتح وسلطتها-لإهمالهم قدماء المساجين وقدماء المقاتلين المنعوتين -والف حاشاهم-ب" عتالين الباروده" و"حميرالعرس"، مؤكداعلى" ان الثورة في حياة الشعوب هي النموذج الحي والامثل للديمومة،انها تتجدد تلقائيا.."

ثم أتْبَعَ ذلك بمحاولة التنصّل من مسؤوليته عن عار اوسلو وتداعياتها بتوبيخ من لا يعتبرونها مجرد مرحلة ومحطة من محطات النضال،مدّعيا بذلك فهما خاصا لاوسلو اشبه بالتمني، باعتبارها "محطة نضالية على طريق التحرير...حتى وضع الشعار الأهم في مسيرة الثورة..شعار[ ثورة حتى النصر] موضع التنفيذ العملي".

ثم عيّر السلطة بفسادها المالي وبغياب الشفافية فيها، مهددا ضمنيا بنشرغسيلها، فقال:"...أتحدى من يعرف كيف تأتي وكيف تدخل الحسابات وكيف يتم صرف ما يتم صرفه من أموال.. إن الحكّام الجُدد يريدون الإيحاء لنا بأنهم أهل الشفافية وبأن غيرهم -(منّا وأي كان من غيرهم)-هم أهل فساد.. ولا أريد أن أنشر الغسيل الوسخ للجميع..." الى ان يقول مطالبا بالمحاسبة: "ثمّة قانون لابد من أن يأخذ مجراه.."

اظن ان كثيرا من بسطاء قراء مقال ابي على وصغارهم سيهشّ ويبشّ فرحا بصدق توصيف رُكن سابق من اركان فتح والسلطة، وسيثني على جرأته وشجاعته في قول الحق والجهر به، وسيعتبر بعض مريديه ان شهادته هي من اعظم طرائق الجهاد، قياسا على قوله عليه السلام "ان من اعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر".

لكن هل كانت نية ابي علي الانتصار ل"عتالين الباروده" و"حمير العرس"؟ والف حاشاهم مجددا، ام انه قصد من التعرض اليهم مجرد مدخل اشهاري استعطافي لاستمالة ومداعبة عواطف الاف من اخوتنا المُقعدين ومثلهم من المساجين المحررين المهملين والمساجين المنسيين وراء قضبان من فزِعت سلطتنا لاطفاء حرائقهم ورَقَص رئيسنا فرحا لشكر من حرق اطفالنا وقلوبنا وقلوب اخوتنا في قانا وغيرها؟

وهل محاولته التنصل من اوسلوا بعد ان اخرجه شركاؤه في وزرها من اللعبة قبل اتمامها، وبعد سبعة عشر سنة من سنيها العجاف، تعفي من كان سببا من اسبابها وركنا من اركانها، من تحمل مسؤولية ما انجرّعنها من مصائب طالت البشر والدواب والشجر والحجر والتراب والماء والهواء؟ وطال شرَرُها محيطنا العربي الذي منحته سلطتنا حُججا ومبررات شتى للتنصل من مسؤولياته القوميه والدينيه وشرعنت لتصهين فئات منه نافذة جهارا؟

وهل صحيح ان ابا علي غاظه افتقارالسلطة الى الشفافية، كما تملكته الغيرة على المال العام السائب المشاع بين رموز السلطة ونسلهم وذويهم ومَحاسيبهم وجواريهم وغلمانهم، فنفّس عن "نفْسه المطمئنة"وهدد بكشف المستور؟!مطالبا بان تاخذ العدالة مجراها؟

ما قاله ابوعلي في مجمله حق وصواب،بل هو جزء يسير من مثالب السلطة التي لا يحصيها العدّ، وهو مقبول لو صدرعمّن تعففوا فعصموا اعراضهم وايديهم عن التلطخ بنجاسات السلطة ومالِها ومال فتح والمنظمة الحرام،اوعمّن تغلي دماؤهم نقمةً وإستحياء من فضائح السلطة ومخازيها وعُهر رموزها المتعاظم جهارا.

والغريب ان يتناسى ابوعلي المعروف بفطنته انه من بُناة السلطة الأُوَل،وممن تولى فيها مناصب شتى من"ُمشَرِعٍ "الى وزير. كما كُلف بمهام لا تُنَاط عادة الا بعِلْيَةِ القوم، هذا فضلاعن كونه من قيادات فتح المخضرمه النافذة الى عهد قريب.واظن ان جلّ اعضاء ثوري فتحٍ قبل الاخيرِ ما زالوا يتذكرون ابا علي في اجتماعهم بعيد العودة وهو يبكي لابي عمار وينتَحِبُ ويلطم امام الجميع مدّعيا ضياع حقوقه التاريخية! طالبا مركزا يليق ب"مقامه ونضاله!" وإثر ذلك رقَّ له قلب ابي عمار فوزَّرَه ونَوّله ما تمنى. لكن ماذا فعل المناضل والزعيم والمنظِّر ومدعي الطُّهر بعد ان وَلِيَ الامانة؟ بل حتى قبل ان وليها لمّا كان اطارا كبيرا بفتح لا يُحل امر ولا يُبرم دون الاخذ برايه.

معروف ان ابا علي كان من قدماء المساجين،لكن القِدَم في الزمان ليس آية من اياتِ الفضل والعِرفان، وللاسف الشديد كان صاحبنا اول من بذر بذور الفتنة في السجون حتى داخل تنظيم فتح نفسه. ولمّا خرج مع من أُبعد من المعتقلين اقام بمخيم عين الحلوه وعمل مُنظّرا للفتنة والتحريض، فكان من ثمرات تحريضه حسب كثيرمن الروايات اغتيال راسم الغول احد اهم قيادات الـ 17 بلبنان الذي ارسلته القيادة من تونس لإعادة تنظيم صفوف مقاتليها بلبنان.

ثم نُقل الى تونس حيث مقر القيادة واُدخل ضمن لجنة غزة التي كان يرأسها ابو زهير هندي الشوبكي، فشكل معه ومع مجموعة من الانتهازيين تيارا جهويا جَلِداً صار له زعيما ومُنظّرا وأبا روحيا، ولكنه سرعان ما اختصم مع "هندي"على موازنة اللجنة وقدرها ستمائة الف دولار شهريا،لأن كلا منهما كان يريد لنفسه الاستئثاربحصة الاسد. ثم الجأهما الشيطان الى حيلة إنطلت على ابي عمار، وهي شطرُ اللجنة الى لجنتين تتمتع كل منهما بموازنة ستمائة الف دولار شهريا. وقد استاثر هندي بموازنة لجنته وتقاسم صاحبنا ميزانية لجنته مع شريكه وتلميذه دحلان، وكنتَ يا ابا علي تُخرج مَنابَك من الموازنه وتبعثه لابنك باميركا، بينما كان صاحبك دحلان يبعث منابه لاخيه في السعودية لتقول انت مستقبلا ان مصدر ثروتك هو ابنك، وليقول هو ان مصدر ثرائه هو شقيقه. ويعلم كُثرٌ انك كنت ترشو اكثر من اطار من اُطر المالية لتسليك معاملاتك اللاشرعية.

ومن محطات صراعك على المكاسب مع اللص"هندي" يكفي ان أذكرك ب"محطة المليون". فقد كان هندي ادّعى ذات مرة انه اشترى اسلحة بمليون دولار، ولما بانَ كذبه ادّعى انها خُبئت في مكان غطاه الاستيطان. فثُرت عليه انت ودحلان حسدا ومناكفة، ولم يُخمد ما تظاهرتما به من سَوْرة غضب مفتعلٍ وحميةٍ كاذبةٍ الا تسوية مخزية تم بموجبها اسكاتكما مقابل منسف ومائة الف دولار من ميزانية فتح فضلا عما "رشه" فؤاد شقيق هندي على الوسطاء والحساد لِطَيِ ملف فضيحة اخيه.

والقضية من المستفيض الذي تعلمه كل الكوادر، خصوصا كادر الغربي وكادر المالية ومحيط الرئيس الراحل.

ولم تكْتَفِ انت ودحلان بتحويل الميزانية الى حيث شئتما،بل كنتما تستغلان ثقة ابي عمار بكما-التي كانت محلّ طعن دائم من لدُنِ ابا جهاد - فتحلبانه حلبا بلا رِواء او شبع، حتى فاح نتن صنيعكما وصارت الالسنة تتناقل روايات رهاناتكما: من سيحلب غدا اكثر من صاحبه؟ من خلال براعته في التزوير والخداع والمداهنة وتحبير الكتب الملفقة المجافية للحقيقة والبعيدة عـن الواقع، وتقديمها لابي عمار كي يوقع وياذن بالصّرف. وتذكُرُ انك مرة ربحت رهانا مشهورا سارت بذكره الركبان وصار محل حديث المجالس والخلان حين قدمت لابي عمار كتابك الشهير تطلب فيه منه مبلغ مائتين واربعين الف دولا.لماذا ؟ اسمعوا يا عالم ويا من يتضَوّرُ جوعا بغزة ويا من عانيتم وصبرتم صبر ايوب على جبروت الاحتلال وبطشه، طلب القائد ابو علي والقائد ابو فادي" من ابي عمار هذا المبلغ لشراء سيارات ل"القوات المحمولة" بغزة، نعم لقوات "ابي علي-دحلان المحمولة بغزة. ومن يَدري فلعل لابي علي وصاحبه كرامات اوعزائم وتمائم تُعمي الاحتلال وتجعل من بين ايديه سدا ومن خلفه سدا فلا يبصر سيارات قواتكما المحمولة التي لا وجود لها الا في كتابك الذي مُهر بتوقيع ابي عمار، وبجرة قلمه كسبت مائتين واربعين الف دولار يوم كان الدولار دولارا. ولا يعلم الا الله كم نهبت من معسكر التدريب الذي كنت تقبض باسمه ميزانية كبرى وتُجوع وافديه الذين تقبض على اكتافهم واكتاف اخوانهم المطاردين.

ولن ننسى انك قبضت باسم العمال العاطلين مبالغ يصعب عدّها دون ان تتصدق بكسرة خبز على اي منهم.كما قبضت ثلاثمائة الف دولار بعنوان مساعدة المزارعين بغزة في تسويق حمضياتهم.وخمسمائة الف دولار بعنوان تعويض اصحاب البيّارات المتضرره.ومبلغا هاما لم اعد اذكره بعنوان مساعدة الاولياء بمناسبة افتتاح السنة المدرسية الجديدة.وكل هذا مُوثق في المالية، يعرفه احياء كثر كأبي علاء وحربي صرصور . وثبت انك لم تنفق منه مليما واحدا على احد.


هذا غيضٌ من فيضِ مآثرك يا ابا الطُّهرِ يا صاحب شعار"إضحكلُه واحفرله" قبل ان تعود الينا " بالبرشوت" وزيرا، ومُشرّعا، ثم بكّاء على تنظيم انت احد كبار مهندسي خرابه، ثم نوّاحا على سلطة كنت عَلما من اعلام فسادها وافسادها، ثم رداحاعلى شفافية كنتَ من الدِّ أعدائها،فماذا فعلت لمّا رقّ ابوعمار لدمعتك ووزّرك؟هل صرتَ وزيرا يحمل اوزارنا؟ ام بقيتَ وزرا علينا وعلى قضيتنا وتنظيمك الذي تتصدر دوما طابورالمنافحين عنه باللسان والبنان في الظاهر جَريا وراء المغانم؟

لم تكتفِ يا ابا علي بما نهبت من خزائن فتح ، فقد صرت وزير تموين تتحكم باقوات العباد من اهل غزة الذين طالما أظهرت التَحَزّبَ لهم والتعصب بُهتا ومتاجرة بدمائهم الزكية وتضحياتهم الجسام وبطولاتهم المشهودة ،انت وعصابة فؤاد وهندي الشوبكي وإسماعيل جبر وموسى عرفات ودحلان وإيهاب الاشقر واحمد القدوه الملقب بالحاج مطلق وابو شباك والمجايده وفتوح، وغيرهم، فما كان منك الا ان استوردت لهم دقيقا فاسدا تسبب في كوارث معروفة. اضافة الى مواد غذائية فاسدة من مزابل مستوطنات القطاع. وقد تمت لفلفة المسألة في المجلس التشريعي على اسس جهوية بتدخل سافر من ابوالاديب وفتوح ودحلان وآخرين.

ولن نسى اختلاساتك وتجاوزاتك المالية وفواتيرك الوهمية وكشوفك المزورة في شتى المناصب التي أسندت إليك، وقد كنت تموه بعضها بتوقيعه من شريكك دحلان.

ولن ننسى الاموال الطائلة التي ابتززتها بعنوان الجبهة الاسلامية الفلسطينية،واللجنة التطوعية للمساجد،الهيكلان اللذان اخترعتهما بتعلة التصدي لحماس. ولا ما نهبته من مئات الالوف تحت بند التحاور مع حماس،مدعيا اختراقها، موهما رئيسك انك رشوت العديد من قياداتها والّفت قلوب آخرين، وقد تيبّن بعد سنوات من الخداع والمكر والنهب انك لم تنفق مليما على احد، ولم تفلح في استقطاب احد غيرعماد الفالوجه وعبدالله الاسود.

ونذكّرك انك امتنعت عن تسليم ما بعُهدتك لما أُقصيت عن وزارة الطحين. ولعلك لم تترك فرصة او مناسبة الا وانتهزتها للحلب والنهب، حتى الموائد التي اعددتها بمناسبة عزاء ابي عمار الذي ما زلت تتدثر بقميصه بُهتا وزورا،نهبت باسمها الكثير.


اما من الناحية الوطنية والنضالية التي تدعي فيها لنفسك فيضا من الفضائل ، فقد كنت بالواقع مناضلا استعراضيا تتكسب بادعاء النضال، والشواهد والشهود على ذلك كثر. فالمناضل فضلا عن القائد يُوحّد ولا يُفرّق،ويصلح ولا يثيرالفتنة، ويترفع عن الجهوية والاقليمة الضيقة، ويُوالي ويعادى على اسس وطنية صِرف، ولا يرتضي لنفسه ان يتكفل بابناء عميل كعدنان ياسين ويُظلهم بجناحيه ثم يصطحبهم الى غزة ويواظب على تكقلهم ويتوسط لتشغيلهم باجهزة السلطة الامنية ويَبقى يكلأهم بعين لا تنام. وفي المقابل ادَرْتَ ظهرك لابناء الشهداء الذين نهبت الملايين باسمائهم ومن اجلهم. والمناضل الحقيا ابا علي لا يرتضي لنفسه ان يقابل مسؤولي استخبارات عدوه في القاهرة قُبيل عودته ويوقع لهم صاغرا على التزام بالسهرعلى حماية امنهم مثلما فعلتَ انت ومسؤولي لجان الغربي وقيادة امن الرئاسة.

فاذا انتقلنا الى المسالة الخُلقية الصرف-والاخلاق لا تتجزأ يا ابا علي- فمعروف انك من مُدعي الطُّهربمعناه الاوسع، خلافا للواقع، فقد تواترت الروايات عن ان البيت الذي تسوغته لاستقبال القادمين من تنظيمك بغزة كان يستخدم لاغراض لا اخلاقية.

والطريف ما استفاض نقله عن تزيينك بيت الضيافة هذا بحجارة ينسب اليك ادعاء جلبها من "الاراضي المقدسة"وكونها مما استُخدم في قذف جنود الاحتلال ومستوطنيه.

ولمّا رجعت الى البلاد مع اوسلو، يبدو ان سيرتك لم تتبدل، فقد تناقل الناس خبر زيارتك التاريخية لبيت صديقِ سُجونٍ برام الله اتهمتك ربته بمراودتها وفضحتك فضيحة مشهودة،ولا داعي للإسهاب في التفاصيل.

وفي حادثة مشابهة حاولتَ الاعتداء على مذيغة للجبهة الشعبية بغزة اثرإجرائها مقابلة معك فقنص اهلها مؤخرتك، سَلّمك الله وسلمها ذُخرا للفتحِ وقادتها ورئيسها وامين سر مركزيتها.
وطالما انك من المتشدقين بالديموقراطية لا بد لنا ان نذكرك اننا لن ننسى، ولن تنسى وسائل الاعلام، افعالك الشنيعة لما بَعثت غلمانك فحرقوا مقرات قنوات فضائية كالجزيرة والعربية واعتدوا على طواقمها ومعداتها بغزة ورام الله، لانها اسهمت في كشف المستور.

ومن حقنا يا ابا علي ان نسألك عن مُحصلة ما حققت لفلسطين ولغزة ولفتح طيلةعمرك الذي قضيته في التنظيم؟ فان صح كلامُنا الذي يُقرّ به او بجُله على الاقل كل مُطّلع متجرد عن الهوى والعصبية، فقد كانت محصلتك في السجون اثارة فتنة تنظيمية واستنهاض عصبية وحمية جاهلية كانت وسيلتك للزعامة. وقد سِرت على نفس المنوال بلبنان وتونس، لكنك انتهزت قربك من القيادة بتونس للاثراء والبط رعلى حساب المناضلين الذي يتضورون جوعا بغزة ممسكين على الجمر. ثم لما عدتَ الى غزة وتقلدت المنصب تلو المنصب اتخذت ذلك ذريعة للإثراء ولم تتوقف لحظة عن ممارسة هوايتك في بثّ الفرقة واشعال نار الفتنة والفلتان وفرض الجزية وجزّ رقاب المخالفين. ولما ضاقت بكم غزة جَفِلْتَ ليلا ومَنْ معك حاملين اكياس الدولارات التي ناءت بحملها ظهوركم حتى استعان احدكم وهو توفيق ابو خوصه بضابط اتصال مصري لنقل حقيبة بها ثلاث ملايين دولار لم يستوعبها خُرْجُه.

ثم يا ابا علي طالما انك كنت زعيم التنظيم بغزة، فمن حقنا ان نسالك: لِمَ لم يُقَرِّبك ابو جهاد بعد وصولك تونس، خلافا لما توقع الكثيرون ؟!

انا اعرف يقينا انه سُئل عن الامر مرارا وكانت اجاباته تنحصر في ثلاث، حسب قرب السائل ومكانته عنده. فتاره كان يصمت ويُغير مجرى الحديث. واخرى يبدي شكوكا فيك، واخرى لا يتورع عن اتهامك في وطنيتك.

وكم من راوٍ نَقَل عنه قوله "ابوعلي شاهين-دحلان.. عصافير أُرسلو في مهمة". ولم يكن هذا رأيه وحده فيك، فالقيادة المصرية في اعلى هرميها السياسي والامني، تشاركه فيه. ولعل الجهازالذي روي-وانا اثق بالراوي-ان امن الرئاسة ضبطه في بيتك بين مخلفات تركت بعضها سهوا وبعضها زهدا، افصح في الاجابةعن السؤال، ولعله كرامةٌ لابي جهاد، تدل على صدق فراسته فيك. لا سامح اللهُ من أمرَ بكتم الفضيحة.

بعد هذا السرد السريع لبعض من الجوانب السَوداوية الخطيرة من سيرة هذا القائد الفتحاوي "الكبير"، الذي لم يسعفه دهاؤه بطمسها، وبعد إثبات ضلوعه في نهب فتح وتخريبها، وحَرفها عن الهدف المُعلن لقيامها، والذي اغرى اعدادا غفيرة من خيرة شبابنا وأطرنا للالتحاق بها وفيهم من كان يعيش عيشا رغيدا جراء نجاحه وتفوقه وشهرته في ميدانه ومحيطه، وبعد ثبوت قِدَمِ تَلَبُّسِ معظم قيادات فتح النافذة بشتى ضروب الفساد والافساد، قد لا يجد الملاحظ المنصف مناصا من الاعتقاد ان سُوسَ فتح قد خرج من بذورها -اي منكم- ومنها انساح الى جذورها وتفشّى في جذعها واغصانها وفروعها وورقها وثمارها، ما اوصلنا الى ما نحن فيه من مصائب وكوارث ونكبات يُنسي لاحقها سابقها.

كانت جلّ قيادتكم يا ابا علي تتأسّى بقول سعد بن العاص في ارض العراق "ان هذا السَوادَ بستانٌ لقريش" وكانت في حمقها وعبثها تضاهي "الَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا" تَبنونَ بيد وتهدمون باثنتين حتى انهار المبنى علينا وعليكم وصِرتم تتألمون مثلما نتألم، تتالمون مما صنعت ايديكم المرتعشة الملطخة متنصلين مما اقترفتم بحقنا من جرائم تضاهي جرائم من قتّلونا ودمّرونا وشرّدونا واغتصبوا اوطاننا مع الفارق، فارق خيانكم الامانه واضاعتكم الحق والحلم اليس من حقنا الان ان نقول لك انت يا ابا علي: اذا كان طُزُّ من طَزّزْتَ لهم من مِلْحِ طعامٍ فان الطز الاليق بك طُزّ من ملح مر علقم هو الملح الانجليزي؟ فكلكم داء وكلكم اعداء تتخذون منّا ومن الوطن أُلعوبة ومطية ومصدر تكسُّب. الم تملوا ولم تشبعوا ولم تتعبوا بعد قرابة النصف قرن؟!

كلمة اخيرة لمن بقيتْ فيهم فِضْلةٌ من ضمير من قياداتنا: نحن لا نريد منكم طُهر الأسينيين ولاعدل عمر، ولا زُهد ابي ذر، ولا تطرف الحلاج القائل قاصدا المال "معبودكم تحت قدمي" ولا نريدكم ان تتاسوا بسَلْمان لما كان عامل سيدنا عمر على المدائن حيث كان يلبس الصوف الخشن والمُرقع ويركب الحمار بغيرإكافٍ ويأكل خبز الشعير ويحمل على كتفه القِربة، فزمان هؤلاء وَلّى، وقد يستفزكم ذِكرهم لاحتمال إدلاءِ خصومكم من الجهاد وحماس اليهم بنسب ما.فتأسوا في النظافة والوطنية والثبات ببعض من سِيَرِ معاصريكم كوديع حداد وحبش ويماني وابو علي مصطفى وابو علي اياد واحمد ياسين وبشاره والطيبي والزعبي ورائد صلاح، ومئات بل الوف من العظام طمس ذكرهم وقتيا صعود المقاولين والسماسرة والمتصهينين الجدد، والا.

فاجلسوا على الربوة واتركونا نقلع شوكنا بانفسنا يرحمنا ويرحمكم الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق