يتردد كل يوم هنا وهناك بوجود حرب جديدة تلوح في الأفق وتصاعدت في الآونة الأخيرة حدة التهديدات الإسرائيلية بشن حرب على غزة ولا ندري هل نلقاكم بعد يومكم هذا أم لا لذلك رأيت أن نسلم الراية لإخواننا المسلمين في كل مكان وأخص بالذكر أهل الحجاز وأهل بلاد الحرمين - الذين خرجت من بلادهم جيوش الفتوحات الأولى - ليتابعوا حملها من بعدنا لعل يأتي اليوم الذي يخرج فيه من أصلاب المسلمين من يحرر فلسطين تلك الأمانة التي أودعنا إياها الله فأبت الجبال القوية أن تحملها ولكن حملها الإنسان الضعيف!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
نبدأ بالسؤال الذي يقول: لماذا يجب على المسلمين أن يتمسكوا بفلسطين وبأرض فلسطين وبعدم التفريط أو التنازل عنها أو عن شبر واحد منها؟؟
طبعاً هناك مؤلفات ضخمة تجيب على ذلك ولكن هذا يعود إلى الأسباب التالية التي نجملها باختصار كما يلي:
الوثيقة العمرية لوحدها ستبقى حجة على الأمة الإسلامية أمام الله إن هي تخلت عن فلسطين.. فهناك (قرار رئاسي) صادر عن خليفة المسلمين سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقضي بأن لا يقيم يهودي واحد في بيت المقدس.. وهكذا ستبقى هذه الوثيقة حجة ليس على الشعب الفلسطيني فحسب بل على كل من يقول "لا إله إلا الله محمد رسول الله" إلى يوم الدين وإذا الأمة أخلت بهذه الوثيقة فمصيرها سيكون محرج أمام الله يوم القيامة في حال إذا ما سألنا الله عن فلسطين عامة وعن بيت المقدس خاصة.. إلا إذا المسلمون اليوم تبرؤا من سيدنا عمر وأن سيدنا عمر لا يمثل المسلمين ولا يمثل الأمة الإسلامية في شيء!! حاشى لله بل لنا كل الشرف أن يمثلنا الخلفاء الراشدين ولنا العار أن يمثلنا الحكام المعاصرين اليوم!!...
أضف إلى ذلك ما جاء في القرآن والسنة فيما يتعلق بأرض فلسطين من توصيات ومن حث على شد الرحال إليها وغيرها فالتخلي عن أرض فلسطين منافي تماماً لروح الإسلام ولكن وكما ذكرنا فإن الوثيقة العمرية لوحدها كفيلة بأن تجعل لدينا الدافعية لقتال اليهود وطردهم من أرض فلسطين..
هناك مسألة مهمة قد غفل عنها المسلمون اليوم وهي:
على فرض أن المسلمين حرروا جميع الأراضي الإسلامية المحتلة في فلسطين والأندلس وكشمير والشيشان وكل البلاد الإسلامية وأقيمت الدولة الإسلامية كدولة واحدة تجمع كل الدويلات العربية والإسلامية المعاصرة وعادت الخلافة الإسلامية من جديد وكل شيء على ما يرام وعلى حسب الأصول الإسلامية كما كان في عهد الخلفاء الراشدين بل وربما أفضل فالسؤال هو: هل تعتقد أننا بذلك برأنا أنفسنا أمام الله يوم القيامة؟؟؟
كلا.. لأن الأمة الإسلامية مطالبة بأن تقوم باستئناف الفتوحات الإسلامية التي بدأها أجدادنا ومطالبة بأن تقوم بإعلان الجهاد في سبيل الله لاستكمال الفتوحات الإسلامية من حيث توقفت.
نقطة أخيرة ومهمة يجب أن يدركها المسلمون اليوم ألا وهي:
أن المسلمون اليوم جميع الأمة الإسلامية بلا استثناء يتحملون وزر تعطل وتوقف الفتوحات الإسلامية حتى اليوم!. وهذا والله لأمر جلل وخطير ونحن نلعب ونضحك ونعيش في غفلة من هذا الأمر الجلل وللأسف الشديد..
قد يقول قائل وهل تملك الفصائل الفلسطينية مجتمعة القدرة العسكرية لمجابهة ال ف16 وإخراج اليهود من فلسطين?
ونحن نجيب بالطبع لا تملك ولكن القضية قضية مبدأ.. أن نموت في سبيل الله فإننا بذلك قد أقمنا الحجة أمام الله يوم القيامة لأن الله سيسأل كل إنسان مسلم.. نعم كل إنسان مسلم سيسأله الله يوم القيامة: بيت المقدس أين كانت من حساباتك؟؟؟ أرض فلسطين؟؟؟ .. أرض الأندلس؟؟؟.. أرض كشمير السليبة؟؟؟.. الشيشان؟؟؟ جميع هذه البلدان سنسأل عنها أمام الله يوم القيامة لا محالة..
فعندما نموت في سبيل الله فإن الإجابة ستكون سهلة وسهلة جداً.. وهي: نحن يا رب قد قدمنا أغلى ما نملك قدمنا أموالنا وقدمنا أنفسنا ولم ندخر جهداً في سبيلك وفي سبيل بلاد المسلمين... نعم أنا شخصياً هكذا سأجيب وأنا وبحمد الله بل وكثيرون غيري مستعدون جميعاً ليوم القيامة ومستعدون تماماً للموت بل ومتشوقون له (فهذا هو طموح أي مجاهد الموت في سبيل الله والفوز بالجنة - إن شاء الله).. ولكن غيرنا ماذا سيقول ؟؟؟ كنت أقضي الصيف في مهرجان صيف دبي؟؟ أم كنت أبذل أموالي في التجهيز لمونديال قطر؟؟؟ هؤلاء وضعهم خطير وخطير جداً أمام الله يوم القيامة..
قد يسأل سائل: من يملك القدرة إذاً لتحرير فلسطين؟
ونحن نقول: أن المسألة - بالنسبة إلى الله - هي ليست مسألة تحرير فلسطين!! كيف؟ الله ليس بحاجة إلينا جميعاً الله ليس بحاجة إلى البشر.. الله قادر أن يحرر فلسطين وجميع بلاد المسلمين في لحظات إن شاء.. فالقضية ليست قضية نصر أو هزيمة.. ولكن القضية هي قضية ابتلاء واختبار ومبدأ لتمحيص المؤمنين الذين يستحقون الجنة من الذين لا يستحقونها.. عندما مديرك في العمل أو الشركة يقوم بمقابلة وعمل اختبار لموظفيه لا أحد يجرؤ على الإعتراض.. كذلك الله وهو المثل الأعلى.. كما قلنا الله قادر أن يحرر فلسطين وجميع بلاد المسلمين في لحظات ولكن الله لا يريد أن يحرر بلاد المسلمين من خلال زلازل مثلاً أو براكين أو أعاصير أو يرسل طيور أبابيل على سبيل المثال.. أو يرسل جبريل أو غيره من الملائكة... الله خلق الإنسان ويريده لهذا الغرض.. ونحن لا نستطيع الإعتراض.. وإذا اعترضنا فإن الله سيستبدلنا ويأتي بغيرنا ليقوم بهذه المهمة وهو قادر.. لذلك نحن نقول: يا رب استخدمنا ولا تستبدلنا اللهم آميييييين.
قد يسأل سائل: من ناحية شرعية هل يتحقق فرض تحرير فلسطين بأهلها? هل تقوم بهم الكفاية ويسقط فرض تحريرها عن بقية الأمة الإسلامية? أم أن الفرض ينتقل إلى مجموع الأمة?
ونحن نجيب: من ناحية شرعية لا يتحقق الفرض بأهل فلسطين لوحدهم.. ولا تقوم الكفاية بأهل فلسطين لوحدهم،، نعم ينتقل الفرض إلى مجموع الأمة وإلى كل من يقول (لا إله إلا الله محمد رسول الله)
طالما أن هناك بلاد إسلامية محتلة فالجهاد في هذه الحالة يكون فرض عين على كل مسلم ومسلمة,, فالمسلمون في أندونيسيا - على سبيل المثال - مطالبين بالجهاد حتى تحرير جميع بلاد الإسلام المحتلة. متى يكون الجهاد فرض كفاية؟؟ في حالة الفتوحات الإسلامية.. يعني في حالة عدم وجود بلاد إسلامية محتلة ولكن الجهاد أعلن من أجل نشر الدعوة الإسلامية في البلاد الغير إسلامية لتصبح بلاد إسلامية في هذه الحالة يكون الجهاد فرض كفاية وليس فرض عين..
يعني في حالة فلسطين أو الأندلس أو كشمير أو الشيشان فإن الجهاد هو فرض عين لأنها بلاد إسلامية في الأساس.
منقول عن الموضوع الأصلي في هذا الرابط:
http://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=724348
ملاحظة: يرجى من الأخوة نشر الموضوع في كل مكان من خلال المنتديات والمجموعات البريدية وغيرها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق