السبت، 5 مارس 2011

اتركوهم وشانهم


مصطفى ابراهيم
5/3/2011
قبل أن تبدأ بعد الفعاليات الحقيقية للدعوة التي وجهها مجموعة من الشباب من غزة على صفحات الفيس بوك، وعمموها على جميع الفلسطينيين في الداخل والخارج، للخروج للشارع وممارسة الضغط على طرفي الانقسام لإنهائه واتمام الوحدة الوطنية، وقبل أن نصل ليوم الاختبار الحقيقي والخروج للشارع، عاش هؤلاء الشباب مخاض توحدهم في مجموعة واحدة، واتفقوا فيما بينهم على توحيد جهودهم لإنهاء الانقسام.
وقد تعرض عدد من هؤلاء الشباب وما زالوا للضغط والتهديد من قبل الاجهزة الامنية والتشكيك في نواياهم، واختراق صفحاتهم وسرقة الادمن الخاص بها، ومع ذلك فهم مستمرون في دعوتهم ومحاولتهم الاولى في حياتهم للتمرد على  واقعهم بإنهاء الانقسام وإعادة بناء منظمة التحرير والعودة للثوابت والتمسك بها، والنضال ضد الاحتلال والتهميش والبحث في افاق مستقبلهم ومستقبل قضيتهم الغامض.
هؤلاء الشباب لم يختبروا بعد بشكل حقيقي، وتجربتهم لم تنضج، وما يحزن أنهم يعيشوا حلم التحدي والمواجهة مع الأجهزة الامنية الفلسطينية، وليس مع قوات الاحتلال واجهزتها الامنية، هم يعتبروا من ابطال العالم الافتراضي، لكن عدد منهم بدأ تجربته من خلال المحاولة وبدأ يبلور تجربته من العالم الافتراضي من خلف جهاز الحاسوب والكتابة على صفحات الفيس بوك، الى المواجهة الحقيقية.
 منهم من تم احتجازهم والتحقيق معهم وإذلالهم والاعتداء عليهم بالضرب، عندما خرجوا للتظاهر والتضامن مع جمعية منتدى شارك الشبابي  في غزة المغلقة، او للتضامن مع الثورة المصرية، واعتقال عدد من الفتيات والشباب، ومنهم مازال قيد التحقيق والاستدعاء شبه اليومي للتحقيق معهم عن أجنداتهم الخارجية ومصادر تمويلهم، حول دعوتهم للتظاهر في الخامس عشر من آذار الجاري.
او عندما قامت الاجهزة الامنية في الضفة الغربية بالاستعانة بالبلطجية لقمع مظاهرات التأييد للثورة المصرية، والتشويش عليهم والتحرش بالنساء، واختطاف عدد منهم والتحقيق معهم، وتهديد بعضهم بعدم السماح لهم بالسفر الى مصر، كما حصل مع بعض الشباب الذين حاولوا الحصول على تأشيرة لدخول مصر، وفوجئوا ان سبب المنع هو مشاهدتهم أثناء مشاركتهم في مظاهرة التضامن مع الثورة المصرية في رام الله.
في هذا الوقت بدأت تخرج بعض الاصوات وتتبلور البطولات الوهمية من قبل البعض وتقديم الاستشارات والنصائح لهؤلاء الشباب، والالتفاف على فكرتهم ومحاولتهم الشجاعة للتظاهر، واختبار قدرتهم وارادتهم وتجربتهم الاولى في التفكير وايجاد الحلول، وعلى تحدي الخوف والمواجهة في ظل أجواء عدم الثقة والقمع ومنع الحق في التجمع السلمي والتظاهر.
هؤلاء، سواء الذين دعوا للتظاهر في البداية في غزة، ومنهم من خرجوا في مظاهرات الضفة الغربية للتضامن مع الثورة المصرية أو ضد استمرار الانقسام، او الذين يقدمون النصائح والاستشارات وهم يجلسون خلف الكيبورد، أو بعض قادة الفصائل الذين خرجوا علينا بتصريحات لدعم الشباب، وكأنهم ليسوا جزء من تعميق الانقسام في اصطفافهم مع طرف على حساب طرف اخر، ويشاركوا في حكومة الضفة، ويؤيدون إجراء الانتخابات قبل انهاء الانقسام، أو أولئك الذين وجدوا فرصتهم في دعوة الشباب للهروب من مشاكلهم الداخلية، وعدم قدرتهم على إقناع قواعدهم بقدرتهم على التأثير الفاعل في انهاء الانقسام ومقاومة الاحتلال.
الكل الفلسطيني يتحمل مسؤولية استمرار الانقسام، عليهم ان يكفوا عن تقديم النصح والإرشاد، ويرفعوا ايديهم عن الشباب في محاولتهم، والظهور كأبطال وهم يديرون المعركة من خلف الكيبورد، والالتفاف على دعوة الشباب وتجربتهم، أو تلك المحاولات في استباق الحدث كما فعلت حركة حماس في غزة وخروجها بمظاهرة حاشدة تحت دعوة إنهاء الانقسام.
إلى كل اولئك من الفصائل والاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني والمثقفين والصحافيين، أن يلتفوا حول قضيتنا المركزية وهي التوحد واعادة بناء منظمة التحرير واعادة الاعتبار للمشروع الوطني، ومقاومة الاحتلال والاستيطان وجدار الفصل العنصري، ومشاريع التهويد في القدس والضفة الغربية، والاعتقالات اليومية، ورفع الحصار عن قطاع غزة، وفضح انتهاكات الاحتلال والتصدي لعدوانه المستمر على القطاع.
وفي الوقت ذاته مقاومة  تغول قيادة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية وتفردها في القرار الفلسطيني والاستمرار في وهم بناء مؤسسات الدولة تحت الاحتلال، والدعوة للانتخابات في خطوة تعزز الانقسام، والاستمرار في التنسيق الامني والاعتقالات السياسية، وقمع الحريات العامة، في المقابل مقاومة تغول حركة حماس وحكومتها في احكام السيطرة على المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة، وقمع الحريات العامة، ومنع الناس من حقهم في التجمع السلمي وعدم الثقة في الاخر.
مطلوب من الكل الفلسطيني، الفصائل ومؤسسات المجتمع المدني والمثقفين والصحافيين العمل على انهاء الانقسام في خطوة اولى لوقف التدهور السياسي والقيمي لدينا، والوقوف خلف هؤلاء الشباب وحمايتهم، ومساندتهم في تجربتهم الاولى، وتركهم وشانهم من دون تدخل في إدارتهم لتجربتهم ومحاولتهم للخروج للشارع للتجمع السلمي والتظاهر لإنهاء الانقسام.

هناك تعليق واحد:

  1. ابو زهدى

    اسرع طريقة لانهاااااء الانقسام الفلسطينى باقل من اسبوع و اقسم على ذلك !!!!!!!
    ___________________________________________



    على فتح عمل حسم على نفسها و ان تنقلب قاعدتها و مؤيدوها على القيادات العفنة

    و ان يتولى امورها شباب متمسكون بالثوابت التى قامت عليها فتح 65

    و اعادة الميثاق الوطنى الفلسطينى الى ما كان عليه قبل الغاء 17 بند فيه

    ليصبح على المقاس الامريكى الصهيونى العربى

    فلينتفض الفتحاوية على قذاذييفهم و ابناء علييهم و مباركييهم

    اظن و اعتقد ان هذه هى الطريقة الوحيدة للخلاص الفلسطينى و اعادة اللحمة بين ابنائه

    و انهاء الانقساااااااااااااااااام

    ردحذف