الخميس، 25 نوفمبر 2010

المربية تمام أبو السعود.

المربية تمام أبو السعود..اشربي نخب الموت على ما تبقى من كرامة
___________________________________________

توقيع : لغة الحراب

في الضفة تتناثر الحكايات التي تاهت وهي تطرق أبوابا موصدة أثقلها الصمت فلم تعد حصنا لمن خلفها... وفي الضفة أيضا تتراجع الذكريات لتختفي بعد أن عصف الألم بأهلها وبدت برغم ما فيها من أمل باكية لحال الشرفاء ممن وهبوا أنفسهم للرباط حول حمى الدعوة التي لا تلين.. وفي الضفة كذلك يختلط الحابل بالنابل وتسبق الخيانة الشرفاء ويزأر الجبناء وتشنق الفضيلة على مذابح الموت في سجون الأجهزة الأمنية... في الضفة حيث يحكم الغثاء.. ساقة ترتاد وقادة تنقاد.. وحرائر تتجرع نخب الموت على ما تبقى من كرامة.

في بداية العام 2006 توفي زوجها تاركا لها خمسة من الأبناء ثلاثة من الذكور هم عامر ومعتصم وخضر و بنتين هما نجائب وآفاق، إنها الداعية تمام أحمد أبو السعود (أم عامر) أرملة المرحوم خالد خضر أبو السعود خريجة كلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية والمختطفة في سجون المخابرات داخل زنازين الموت في سجن جنيد الذي لطالما شهدت جدرانه على آهات وعذابات من ألهبت أجسادهم سياط أبناء الجلدة في الضفة الغربية .

عملت المربية والداعية أبو السعود في مجال الدعوة إلى الله وكان لها الأثر الطيب في نفوس الناس الذين يشهدون بذلك، حيث تميزت بالأسلوب اللين الذي جذب إليها الكثير من القلوب العطشى لتعاليم دينها، وعلى مدار أعوام عديدة تنقلت أم عامر بين قرى مختلفة لتعلم الناس تعاليم دينهم الحنيف وذلك قبل اندلاع الانتفاضة التي جعلت الأمر فيما بعد مقتصرا على مدينة نابلس فقط لصعوبة التنقل بين القرى بسبب انتشار الحواجز، واستمرت على هذا النحو إلى أن منعتها الأجهزة الأمنية في الضفة من تقديم الدروس في المساجد إلا بعد أخذ الأذن منهم.

تنقلت حياة الخالة أم عامر بين محطات الألم الذي ارتشفته بصبر وثبات حتى باتت كما النخلة الشامخة تهزأ من الصعاب وقد انتصبت بفضل من ربها سبحانه فبعد وفاة زوجها وكامرأة ملتزمة بتعاليم الدين, مؤمنة بربها, قررت أم عامر أن تكون على قدر الأمانة التي تركها لها زوجها. فقامت بافتتاح مشروع صغير تؤمن من خلاله مستقبل أبنائها الخمسة وتمثل المشروع بشركة للدعاية والإعلان أطلقت عليها شركة شمس الفنية للدعاية والإعلان.

تولى عامر ابن ال19 ربيعا في حينها مسؤولية تسيير أمور الشركة الصاعدة، لكنه وبعد أقل من خمسة أشهر على وفاة والده اعتقل لدى قوات الاحتلال. لكن هذا الاعتقال لم يكن ليعرقل طريقه الزوجة المكلومة والأم الرؤوم فأصرت على المضي قدما حتى تقدم العمل وبدأ يكبر أمام عينيها وأصبحت الشركة تزدهر يوما بعد يوم ما اضطرها لنقل مقر الشركة إلى نابلس مول، ولمع اسمها في مدينة نابلس.

في صيف عام 2007 اقتحمت قوات الاحتلال "نابلس مول" المكان الذي توجد فيه شركة شمس و قامت بإغلاقه لمدة أسبوع بحجة أن ملكية المول تعود لجمعيات تابعة لحركة حماس، وبعد التأكد تم إعادة فتح المول بما فيه من محال تجارية ، ألا أن المخابرات الفلسطينية وبعد أشهر قليلة اقتحمت مقر الشركة القديم الكائن في رفيديا وكان يحتوي على مطبعة حريرية وقاموا بمصادرة جميع الأجهزة بحجة أن هذه المطبعة تطبع أوشحة لحماس ، وصادرت أجهزة وبضائع بقيمة تقدر بثلاثين ألف شيكل، وفي نفس الوقت اقتحمت مقر الشركة في نابلس مول بطريقة همجية وصادرت أجهزة الحاسوب التابعة للشركة وأغلقتها لمدة ثلاثة أشهر لنفس الحجة، لكن كل ما حصل لم يمنع أبنائها وبناتها من إعادة فتح الشركة وبهمة جديدة أقوى من سابقتها.

في صيف العام 2008 داهمت قوات الاحتلال منزل المربية أبو السعود وقاموا بعملية تفتيش واسعة واعتقلوا نجلها الأكبر عامر، و قد تزامن هذا العمل مع اقتحام المخابرات الفلسطينية لمنزلها الكائن في رفيديا عدة مرات لتفتيش للسكن التابع له .

ما لبث عامر أن خرج من سجون الاحتلال حتى قامت المخابرات الفلسطينية باعتقاله بعد استدعائه للمقابلة في سجن الجنيد في نابلس، حيث مارسوا بحقه أبشع أنواع التعذيب ما دعاه إلى ترك البلاد و الهجرة إلى كندا للحفاظ على صحته ومستقبله ولإعالة أمه وإخوته.

مع هذا لم تنحني هامة أم عامر يوما.. و بقيت صابرة راضية بقضاء ربها.. راكضة خلف رزق أبنائها الذين كبروا قبل أوانهم فواجهوا مع أمهم صعوبة الحياة محتسبين أمرهم عند ربهم.، حق لأم عامر أن تفتخر وقد نذرت نفسها لتعليم الناس تعاليم دينهم فجازتها المخابرات الفلسطينية باختطافها وزجها بلا أخلاق ولا رحمة في الزنازين بعد أن اختطفت نجلها الأصغر" خضر" بتزامن مع اعتقال الاحتلال لأبنها معتصم، وياليت القهر يحد بحدود فقد نقلت المختطفة أبو السعود إلى المستشفى بحالة حرجة حيث أجريت لها عملية قسطرة نقلت مباشرة بعدها إلى سجن الجنيد حيث لازالت تقبع هناك تصارع قضاء الله وتدافع عن كرامة طالما داستها أفراد تلك الأجهزة بأقدامها غير عابئة بعرف ولا قانون طالما أنها تخدم مصلحة أسيادها ممن باتوا يسبحون بحمدهم قبل طلوع الفجر وعند الغروب.
توقيع : لغة الحراب

هناك تعليق واحد:

  1. أختي الكريمة :
    أنتِ مجاهدة في سبيل الله بالأمور التالية :
    1- تريبة أبناءك على دين الله
    2- العمل لدين الله
    3- التزامك بشرع الله
    4- دعمك للمجاهدين والمجاهدات في فلسطين والعراق فإنهم والله في كرب عظيم ، تكالبت عليهم قوى الكفر والإلحاد ، تخلى عنهم زعماء المسلمين الذين يحشدون جيوشاً عظيمة في بلدانهم ولكن لا نعلم لماذا ؟
    كوني عوناً لهم بالدعاء والدفاع عن قضيتهم ودعمهم مادياً ومعنوياً حتى يحصل الأجر للجميع بإذن الله تعالى ، احذري خطط الأعداء والمنافقين من جلدتنا فإنهم جاؤوا لبلاد المسلمين بخطط ودراسات متقنة لإفساد النساء والشباب حتى يبقوا تابعين لا متبوعين ، استعيني بالله على ذلك واجعلي حياتك كلها جهاداً في سبيل الله ومن أجل خدمة دين الله .
    أسأل الله تعالى أن ينصر المجاهدين في سبيله في كل مكان وأن يخذل أعداءه إنه سبحانه قوي قادر .

    وبارك الله فى المسلمات المجاهدات فى كل وقت

    ردحذف