السبت، 20 نوفمبر 2010

هذه هي السلفية فما اعتراضكم عليها؟

هذه هي السلفية فما اعتراضكم عليها؟!!

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين و بعد ..

فإن الكثير من الناس أصبح يخوض ب"السلفية" أحيانا عن غير علم بمعنى الكلمة

و كثيرا ما يتكلمون عن السلفية بطريقة تهكمية إما جهلا بها أو ظلما لها

و قبل الخوض في أي شيء أريد أن أذكر ما هي السلفية ؟؟

السلفية هي : اتباع الكتاب و السنة بفهم سلف هذه الأمة .

و المقصود بالسلف هم الصحابة و التابعين و القرون الأولى المشهود لهم بالصلاح و التقوى .

إذاً فالسلفية هي امتداد لفكر السلف الصالح من حيث الفهم و الاتباع و ذلك لا يكون إلا

بالرجوع الى الكتاب و السنة و تقديمها على باقي أقوال الرجال ,

ثم الاقتصار على الفهم الصحيح الذي فهمه الصحابة و التابعين و تابعيهم للآيات و الأحاديث

فالصحابة هم من تعلموا على يد النبي عليه الصلاة و السلام و شاهدوا صلاته و صومه و حجه و جهاده

و قد أمر الله عز وجل باتباع هديهم :

"وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ
وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"

و قال النبي صلى الله عليه و سلم :

"أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان كان عبدا حبشيا فإنه من يعيش منكم بعدي فسيرى
اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم
والمحدثات فإن كل محدثة بدعة وقال أبو عاصم مرة وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة"
(أبو عاصم أحد رواة الحديث)

فهذا الحديث النبوي يعبر عن معنى السلفية بمعناها الواضح , الاقتداء و محاربة الابتداع .

و معنى هذا أن الابتداع هي مجانبة للسلفية و أن الاتباع المطلق هو أصل السلفية .

أما بالنسبة لأعداء السلفية فتارة عن جهل و أخرى عن خبث حاولوا إلصاق السلفية فقط

ببعض مظاهر السنة النبوية مثل طول الثوب و اللحية و بعض السنن و الرواتب الثابتة عن النبي عليه الصلاة و السلام!!

فإن كانت هذه الأمور متعلقة بالسنة النبوية فهي ليست مدار الدعوة السلفية و إنما جزء يسير

متعلق باتباع هدي المصطفى عليه الصلاة و السلام في القليل و الكثير و هؤلاء إنما يركزون

على هذه الأمور للتقليل من شأن الدعوة السلفية و ينتهجون أسلوبا آخر بتقسيم السلفية الى أجزاء !!

فالسلفية الجهادية و سلفية القصور و المدخلية و الجامية وغيرها كلها أسماء تطلق لحرف

السلفية عن معناها الأصيل الى مناهج فكرية محدثة و بعيدة عن الأصل الذي عليه الدعوة السلفية

إذ أن الابتداع و الانحراف عن نهج سلف هذه الأمة هو انحراف عن السلفية ,

فمثلا الجهاد لا يستطيع أحد أن يغيره الى جهاد النفس مثلا لأنه فهم أراده بعض الناس من المعاصرين

لأن الجهاد يبقى على فهم الصحابة و التابعين و تابعيهم للجهاد في سبيل الله

و على هذا النهج الذي هو السلفية يزعم الكثير أنه يتبعه و لكن عند التحقيق تجدهم يقدمون

أقوال الأحزاب على كلام الله عز وجل و سنة نبيه عليه الصلاة و السلام !!

و تجدهم أحيانا ينتقدون من يدعو الناس للتمسك بالسنة النبوية !!!

و لما كانت السلفية هي منهاج حياة متصل بأفعال الناس و سياسة الحاكم و المحكوم

كانت تتبع نهج النبي عليه الصلاة و السلام و سنته و تقدمها على آراء الرجال و تقديم الرؤية الشرعية

على الرؤية الشخصية و عدم فصل الشرع عن الحياة و الحكم وفق سياسة منبثقة عن

اتباع الكتاب و السنة .

قال محمد عليه الصلاة و السلام:

"كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وستكون خلفاء
فتكثر قالوا فما تأمرنا قال فوا ببيعة الأول فالأول وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم"
و قال أيضا عليه أفضل الصلاة و التسليم:

"خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتصلون عليهم ويصلون عليكم ، وشرار أئمتكم
الذين تبغضونهم ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنونكم ، فقلنا : يا رسول الله ، أفلا ننابذهم بالسيف
عند ذلك ؟ قال : لا ، ما أقاموا فيكم الصلاة ، ألا من ولي عليه وال ، فرآه يأتي شيئا من معصية الله
، فليكره ما يأتي من معصية الله ، ولا ينزعن يدا من طاعة "

فلذلك قال الطحاوي رحمه الله :

ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا ، وإن جاروا ، ولا ندعو عليهم ، ولا ننزع يدا من طاعتهم
، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة ، ما لم يأمروا بمعصية ، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة .

عن أبي الوليد عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال :

بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره
وعلى أثرة علينا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله تعالى فيه
برهان وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق