السبت، 20 نوفمبر 2010

رسالة مصارحة يا سيدي الرئيس الراحل



رسالة مصارحة يا سيدي الرئيس الراحل


إني خفت يا سيدي أن أنتقدك يوم رحيلك ، حتى لا أتهم بأني من دبرت المؤامرة لتصفيتك في مقاطعتك ! ولأجل ذلك التزمت الصمت حتى لا أزرع فتيل فتنة في ذلك الوقت ، ويومها أذكر أني ألصقت صورتك على الجدار وكتبت عليها أني أنعاك بفقيد الوطن ..


سيدي الرئيس :
إن صراخ صمتي الذي احترمت فيه ذكر محاسن الموتى بلغ إلى أعلى مستوياته منذ رحيلك ، حتى تحرك اليوم القلب ليعطي العقل للسان اشارة ! تكلّم ! فنطق اللسان وخطّت البنان ، لأنه لا خوف بعد أن انكشف من دسّ اليك السم في العسل .. فأنا لن أُتّهم .. وجاء وقت فيه أبوح لك فيه عن الذي اعترى صدري من شكوك نحوك ونحو مشروعك الذي لا أعرف حتى هذه اللحظة ماذا أطلق عليه ..

سيدي الرئيس :
إن عمري لم يتجاوز سنوات نضالك وعندما كنت أتعلم القراءة والكتابة في الاول الابتدائي كنت أنت دخلت على أرض الوطن ضمن اتفاقية ( أوسلو ) ، لا أخفيك أني قرأت عن ماضيك الشيء الكثير ، ولكني توقفت عند لقطة انكسر فيها ساق تلك الحياة ، ولمحت في سطور الكتابات أن البندقية سيدي وجهّت إلى الصدر الخطأ في بيروت ، وما زالت آثارها هناك ، وبواقي قذائف عليها بصمات التحرير في عمّان ، فلن أبرر ذلك ولن أدين ،، فليس سياق الحديث هذا ..

سيدي الرئيس :

سؤال أطرحه على نفسي منذ مدة لوم أجد له جواب ، اليوم أطرحه عليك ؟ لماذا قدمت إلى أرض الوطن ؟ لماذا قبلت التعامل مع دولة مستعملة ؟ ومن ثم رغبت في بيعها !!! وإذا كنت غير قادر على ادارة الصراع من الداخل فلماذا لم تبقى في الخارج ..

سيدي الرئيس :
أذكرك أني ما كتبت هذه الرسالة إلا من الواقع المرير الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في هذه الأيام وما حصده من اتفاق اوسلوا وقدوم السلطة الفلسطينية ، والانقسام الداخلي الذي حل بنا نتيجة التآمر الذي تقوم به بواقي سلطتك ضد شعبها ..


سيدي الرئيس :
سمعت يوما أنك تزوجت القضية ، بمعنى ان القضية أصبحت بعد رحيلك في عداد الأرامل ، فإذا كُنت حقاً قد تزوجتها ، مع ان الرواية ضعيفة ! لعدم استيفاء شروط العقد بالشهود والاشهار !! فإن كل الدلالات تؤكد عكس ذلك ، وإن كنت حقاً تزوجت القضية ، فلماذا ألقيت بها في غرفة معتمة وأنت تعلم أن كل دُعّار الأرض وقواديها في تلك الحجرة . !! هل حقاً شهوتك انتهت عندما فضضت غشائها وأصبحت سيادتك وجها لامعا في سمائها وتلفعت بوشاحها ، ولبست كوفية شرفائها ، سيدي : إني أحاول أن أفهم معنى الوطنية منكم ..


سيدي الرئيس :
دائما ما كنت أنظر إليك والأخص إلى الكوفية التي زينت بها رأسك والتي أوجدها أؤلئك المقاومون حقا ، وتوسمت فيك وطنية كبيرة ، ولكني لم أجد تفسيرا في انتقال الكوفية التي على شكل القضية بين المحافل الغث منها والسمين ،، هل لعرض شكلها أم لبيع مضمونها ،،


سيدي الرئيس الراحل :
عفواً .. عفواً .. ولكني كنت دائماً ما أشك في نزاهتك وفي وطنيتك منذ أن قبلت عباس رئيس وزرائك ، ودحلان أصبح مستشارك ، واليوم قال نتنياهو أن القدس لم تدخل أصلاً في اتفاق أوسلوا ، اعذرني ان قلت أن القضية باتت بريئة مما فعلته بها ،، واني سمعتها تتكلم أنها ستلفظ جثمانك من بطنها ..


سيدي الرئيس الراحل :
الآن أنت أقرب إلى القضية من ذلك اليوم الذي اغتصبتها فيه ، فأنت الآن في جوفيها ، في بطنها ، اقرأ على جدرانها بكل لغات أهل الدنيا قاطبة وبكل معاني الوطنية ، واسأل نفسك عندها عن وطنيتك ، وعن الفراخ التي تربت في محاضن ثورتك ، ثم أصبحت من أكثر قوادين القضية ، وإن وجدت أن كلامي خطأ فاحكم علي بالاعدام لأني تعديت مرحلة الطفولة ..


الراحل عرفات ::
اعذرني إن لم أقدم النصيحة منذ زمن ، فوقتها كنت صغيراً ، لا يقوى جسدي على سجن الوقائي ونتف شعري وحلق حاجبي والجلوس على القنينة ،، وإن كنت تقبل النصيحة أصلا ،، فلماذا كان العظماء في سجن الوقائي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق