الأحد، 21 نوفمبر 2010

اللقاء الخاص مع فضيلة الشيخ: د. ياسر برهامي ... حفظه الله


إلى قارئى : أظنه ما يزال عربيا !
___________________________________________

محمد الرطيان

(1) مشغول بقضاياك الصغيرة، وأشيائك اليومية؟
مشغول برغيف الخبز، ومصاريف الأولاد، وسفلتة وإنارة الشارع الذي يمر أمام بيتك؟.. لا بأس.. حتى الناس في « غزة » تشغلهم مثل هذه الأشياء -أو شبيهة لها- ويستطيعون رغم كل الحصار المفروض عليهم أن يتدبروا أمرهم، ويوفروا بعض ما يجب توفيره.. يأكلون الزعتر والزيتون.. ويقاومون.
وماذا بعد؟.. هل يمنعك هذا من أن تنشغل -ولو قليلًا - بقضاياك الكبرى.. ومنها: فلسطين؟.. هل نسيت فلسطين؟!
سيقول لك صوت ما: « وما شأني أنا »؟
قل له: ولماذا يكون شأن رجل شريف أو امرأة شريفة من الغرب، ولا يكون شأنك يا ابن العم؟!
سيقول لك الصوت ليربكك: « تقصد جورج غلاوي؟.. هذا رجل يبحث عن الأضواء والمكاسب السياسية».
لا تجادله.. وقل له: لا أقصده -وإن كنت أحترمه أكثر منك- بل أقصد أناسا بسطاء مثلك.. أقصد « راشيل كوري» -وأمثالها كثيرون- تلك الشابة التي ماتت تحت جرافة إسرائيلية وهي تحاول أن تمنعها من هدم بيت فلسطيني.
لحظتها.. اذهب للمرآة، وانظر إلى وجهك، و « افتل شواربك» واعترف: أن هذه المرأة « أرجل» منك ألف مرة!
(2) من أنت؟
اخرج من الهويات الصغرى -تلك التي يدفعك لها زمن الهزيمة- وانزع ثياب الهويات الضيقة: المذهبية / القبلية / القطرية.. حتى تصل إلى جلدك!
وفي المقابل.. دع عنك كل هذا الضجيج العالمي الذي يريد أن يمسخك ويجعلك كائنا « معولم» بلا هوية واضحة..
ستكتشف أنك وببساطة تمتلك هوية واضحة: عربي.
(3) فلسطين: أرضك.
وأهل فلسطين: أهلك وعزوتك و « القرابة».
وعار عليك أن يأتي « متضامن » من أقصى الأرض يدفع دمه وماله ليتضامن معهم.. وأنت تتفرج على المشهد وكأنه لا يعنيك!
كل هذا الفضاء الالكتروني مفتوح أمامك ولم تكتب سطرًا واحدًا لها.. أو عنها!
كل هذه الثرثرة التي تملأ بها « تويتر» و « الفيسبوك » والمدونات والمنتديات..تملأها بالأشياء التافهة.. وتنسى ولو لمرة واحدة أن تتذكر « فلسطين »!
بل أنك سمحت لخصومها أن يشوّهوا الصورة أمامك.. وأحيانًا تنساق وراءهم بسذاجة!.. لا تصدق هذا الذي يدّعي «الليبرالية» وهو يقف بجانب الجلاد ضد الضحية.. لا تصدق هذا الاسم المستعار -الذي يكتب معك في منتداك الالكتروني- والذي يعمل بحماسة ليلخبط روحك وانتماءاتك.. فأنت لا تعلم من أي وزارة خارجية أو جهاز مخابرات أتى!!
(4) سيأتي من يقول لك: هذا خطاب تراثي تجاوزه الزمن.
قل له: نصف خطابات التراث أجمل وأشرف من هذا الخطاب المعاصر المشبوه!
سيقول لك أحدهم: هذا كلام عاطفي.
قل له: هذا كلام العقل والعاطفة.. فمن يقبل أن يغتصب بيت أخيه وهو يتفرج.. سيأتي يوم يغتصب فيه بيته دون أن يحرك ساكنا.. أو يسكن متحركا!
(5) ما الذي حدث لك؟
خلال العقدين الماضيين أصبحت ترى جثة الطفل الفلسطيني وتسمع صراخ العجوز وتضغط على أزرار الريموت كنترول للبحث عن برنامج ترفيهي أو لمتابعة مسلسلك المفضل؟
أصبحت لا تتذكر فلسطين إلا عند إبادة المئات من أهلها عبر «أكشن» تلفزيوني تبثه القنوات الإخبارية؟!
ما الذي حدث لك؟.. من الذي شوّهك بهذا الشكل؟
هل هم الساسة؟.. هل هو الإعلام؟.. هل هي مخططات طويلة الأمد أوصلتنا إلى منطقة البلادة واللامبالاة؟!.. هل هي كذبة «أوسلو» وبقية الأكاذيب التي تطلقها المهرجانات السياسية برعاية البيت الأبيض؟.. هل هي تلك العبارات المراوغة «الفلسطينيون اختاروا السلام.. الفلسطينيون يتفاوضون.. الفلسطينيون يوقّعون».. والحقيقة أن هؤلاء « الفلسطينيون» ثلاثة.. أو عشرة أشخاص.. والملايين ما يزالون يقاومون.. ويُحاصَرون.. ويتعرضون للإبادة اليومية بكافة الأشكال.
لا تجعل نشرات الأخبار تخدعك !
(6) فلسطين ليست « فصيلا » يقاتل « فصيلا آخر » للبحث عن السلطة وما تجلبه من مكاسب.
فلسطين ليست ثلاثة من الساسة الذين تكرههم ، يذهبون إلى مؤتمر ليوقّعوا على المزيد من التنازلات.
فلسطين: قضيتك المركزية.
فلسطين: أغنيتك الخالدة التي لا تموت مهما سيطر الإيقاع الغربي على مقامات الغناء العربي.
فلسطين: المسجد الأقصى الذي تعادل الصلاة فيه خمسمائة صلاة.. ألم تحلم بالصلاة هناك؟.. ألم تراودك نفسك بهذا الحلم الجميل؟
فلسطين: الذاكرة.. ومن ينسها فقد أصابه «خرف» في الشرف والانتماء!
فلسطين: عشرات الآلاف من الشهداء.. ومئات الآلاف الذين ينتظرون دورهم.
فلسطين: خندقنا الأول -الذي لم يسقط حتى الآن- وما يزال يقاتل عدونا الواحد.
فلسطين: صلاة تعادل خمسمائة صلاة .
(7) كنت، وما زلت، وسأظل أؤمن أن إسرائيل ورم سرطاني يجب استئصاله.. هي شيء عابر وطارئ.. أو مؤقت.. هي بالضبط مثل نبتة غريبة جلبت من مكان بعيد لتُزرع في أرض مختلفة وطقس مختلف.. جلبوا لها أفضل أنواع الأسمدة الكيماوية.. وأفضل مهندسي الزراعة بالغرب.. ودعموها بأجود أنواع مياه الري مع أفضل وأحدث الأدوات الزراعية.. والنتيجة: نبتة ميتة.. أو في أفضل الأحوال مشوّهة ولا مستقبل لها.. و « الإسرائيلي» في داخل أعماقه يؤمن بهذا: الحرب ستأكله، واللا سلام سيأكله أكثر!
لهذا لا يزال الإسرائيلي يحتفظ بألبوم صوره الذي جلبه من «بولندا » وعنوانه القديم..
والآخر لم يبع شقته في « روسيا » حتى الآن!
والثالث ما يزال يحتفظ -في مكان آمن- بهويته القديمة للبلد الذي أتى منه.
إسرائيل: نبتة مشوّهة.. شبه ميّتة.
فلسطين: شجرة الزيتون.
وستظل هذه الشجرة قائمة على أرضها طالما أن هنالك عجوزا تشعل نار تنّورها لتطعم أولادها الخبز والمقاومة.
وطالما أن هنالك امرأة تقدم ثلاثة شهداء من أولادها وتنجب بدلا منهم سبعة.
وطالما أن هنالك كهلا طاعنا بالسن والحزن ، ما يزال يحتفظ بمفتاح بيته القديم.
وطالما أن هنالك رجلا وامرأة يصرّان كل أسبوع أن يصليا الجمعة في المسجد الأقصى.
ستظل فلسطين الثابتة.. وستذهب إسرائيل الطارئة
________________________________________________________________



لقاء آخر من مركز بيت المقدس مع فضيلة الشيخ العلامة ياسر برهامي حفظه الله
___________________________________________

بسم الله الرحمن الرحيم
قائمة أسئلة مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية
الموجهة للعلماء والدعاة حفظهم الله.
اللقاء الخاص مع
فضيلة الشيخ: د. ياسر برهامي ... حفظه الله
مصر – الإسكندرية
شوال 1429هـ - أكتوبر 2008م
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
يسعدنا في هذا اللقاء أن نلتقي الشيخ/ د. ياسر برهامي حفظه الله، ليجيبنا عن بعض أسئلة مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية، وهي عبارة عن مجموعة أسئلة تم جمعها من بعض الأخوة من داخل فلسطين وخارجها يستفسرون عن بعض المسائل الحادثة والتي تتطلب بعض الإجابات من أهل العلم، نسأل الله عز وجل أن يوفقكم ويسدد رأيكم ويعينكم بإذن الله تعالى.

السؤال الأول:
ما حكم قيام البعض بإرسال برقيات التهنئة لأركان الحكم اليهودي ، مع حلول موعد إنشاء كيانهم في فلسطين ؟ أو أية مناسبات مماثلة سواء كانت وطنية أو دينية يهودية ؟
الإجابة:
تهنئة الكفار المغتصبين لبلاد المسلمين بذكرى قيام دولتهم الكفرية ، هو إعلان بالفرح والسرور لحصول هذه المصيبة بالمسلمين ، وهذا من أعظم مظاهر الموالاة لهؤلاء الكفار من اليهود ، أو من شابهم من النصارى والمشركين المحتلين لبلاد المسلمين ، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ (56) المائدة: ٥١ – ٥٦،فأقل درجات هذه التهنئة تغليظ التحريم ، بل حقيقتها الكفر والعياذ بالله ، لمن استحضر معنى الفرح بقيام دولتهم على أرض فلسطين المغتصبة ، أو بُيّن له لازم تهنئته فالتزم ذلك وأصر عليه.
وكذا في الحكم: تهنئتهم بأعيادهم الدينية ، التي تدل وترمز إلى عقائدهم الفاسدة ، أو عبادتهم المبتدعة أو المنسوخة في أحسن الأحوال ، وإن كان كثير من المسلمين قد يجهل هذه اللوازم من إقرار الكفر والرضا به ، فلابد من البيان والتعليم وإقامة الحجة قبل تكفير المعين.

السؤال الثاني:
ما حكم تعلم اللغة العبرية ( لغة اليهود ) وتعليمها للغير ؟ وخصوصاً أنه انتشر في الآونة الأخيرة إقبال كثير من الناس على تعلمها من باب أن المنطقة مقبلة على سلام دائم وشامل وانفتاح اقتصادي . وقد بادرت بعض الدول الآن بإنشاء كليات وتخصصات عبرية للتدريس.
الإجابة:
دراسة اللغة العبرية تابع للمقصد منه ، فمن تعلم ليأمن مكرهم ، ويعرف خبايا كلامهم ، ويفضح عداوتهم للمسلمين ، فهذا عمل مشروع يثاب عليه ، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه أن يتعلم لسان يهود ٬ لأنه لا يأمنهم على كتبه التي تأتيهم بلغات أخرى ، فتعلمه في أيام.
وأما من كان يتعلم لسانهم ، ليندمج في مجتمعهم ، ويصاحبهم ، ويؤدى لهم الخدمات ، ويعاونهم على كفرهم وظلمهم وبغيهم ، ويسالمهم ويناصرهم ضد المسلمين ، فهذه متابعة لهم، وقد قال تعالى : قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (89)يونس: ٨٩،وقد قال تعالىثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (18) الجاثية: ١٨.
وقد قال عمر رضى الله عنه : "إياكم ورطانة الأعاجم " فمن تعظم باللغات الأجنبية مزدرياً للعربية ، فهم من أولياء أعداء الإسلام.

السؤال الثالث:
ما مدى مشروعية الانضمام لحزب الله ( المتواجد في الجنوب اللبناني ) لمقاتلة اليهود ، وخصوصاً أن هناك من يريد الجهاد في سبيل الله ولا يجدون غير هذا الغطاء كي يقومون بالعمليات الجهادية أو كذا ... ضد اليهود ؟
الإجابة:
حزب الله اللبناني الشيعي الرافضي يقوم على أساس بدعي خطير ، وهو وكل الرافضة يكفرون أهل السنة ، ويعاملونهم كالمرتدين الذين هم شر من اليهود والنصارى عندهم ، فلا يتصور أن يحافظ المسلم على دينه تحت راية هؤلاء ، وحربهم لليهود نابعة لأجندة خاصة ، ليست هي مصالح الأمة الإسلامية ، بل هي مصالح طائفية محدودة ، ولذا لا يستغرب أن نجد بينهم وبين اليهود بعد حين من التحالفات والاتفاقيات ما يضر بالأمة الإسلامية ، والواجب على المسلمين أن يتعاونوا فيما ينهم لإعداد الطائفة المؤمنة التي ترفع راية الجهاد بحق ، لإعلاء كلمة الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فإن لم يجدوا هذه الطائفة ، فواجبهم الأول السعي في إقامتها ، وهذا هو الواجب ، ليس الانضمام لأحزاب الرافضة.
وأرجو أن تراجع مقال: "أحداث لبنان ..." على موقع صوت السلف.

السؤال الرابع:
ما مدى مشروعية عمل بعض المنظمات الإسلامية الفلسطينية التي تفتح مكاتب لها في إيران، وتأخذ الدعم والتأييد منها ، بحجة أنه ليس هناك دولة تدعم مشروعنا الجهادي في فلسطين غير هذه الدولة ؟
الإجابة:
أخذ الدعم من إيران له ثمنه عندهم ، فهم لا يريدون إلا النشر لمذهبهم المنحرف الضال . وكما ذكرنا ، الأولويات عندنا هي في إقامة الطائفة المؤمنة التي تلتزم منهج الحق ، وتدعو إليه ، وتسعى إلى تربية الأفراد المسلمين الصادقين ، فهم القادرون على حمل أعباء الجهاد ، وقد بوب البخاري في صحيحه: "عمل صالح قبل القتال" ، فهل نقاتل اليهود بعقيدة الرافضة ، وعملهم البديعي ؟ وهل نتوقع من ذلك إلا الخذلان والخسران ؟.
وأرج أن تراجع كذلك مقالاتي حول: فقه الجهاد في سبيل الله. وحول: أولويات العمل الإسلامي.

السؤال الخامس:
ما حكم قيام بعض الفرق العربية والإسلامية باللعب مع الفريق اليهودي في المباريات والألعاب الدولية ؟
الإجابة:
المقصود من اللعب بين فرق الدول المختلفة الرياضية : تأكيد علاقات المودة الصادقة ، وتحقيق التطبيع كما يسمونه ، ولا أظن مسلماً يشك في أن إظهار المودة لليهود المغتصبين ، وتحقيق الصداقة معهم هو موالاة لهم داخل عموم الكفار.
وأرجو مراجعة مقالي: "بعد ستين سنة من سقوط فلسطين كم تغيرت المفاهيم" ، وهو منشور على موقع: صوت السلف.

السؤال السادس:
ما حكم من يسب الله عز وجل ، ثم يقتل على أيدي اليهود ؟
الإجابة:
سب الله تعالى ردة بإجماع المسلمين ، وهو أغلظ من الاستهزاء الذي قال الله فيه: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66)التوبة: ٦٥ – ٦٦.
فإذا قتل الذي سب الله تعالى قبل توبته ورجوعه إلى الإسلام ، فقد مات كافراً مرتداً ، قتله اليهود أو غيرهم ، قال تعالى:يَسْأَلُونَكَ عَنْ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنْ الْقَتْلِ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)البقرة: ٢١٧، فلا ينفعه جهاد ولا غيره .

السؤال السابع:
ما حكم تأجير اليهود فى فلسطين وغيرهم صالات وفنادق احتفالهم الدينية؟
الإجابة:
قال تعالى : " وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)"المائدة: ٢، ومن أعظم الإثم والعدوان : إقامة الحفلات الدينية الكفرية ، لليهود أو غيرهم ، فتأجير الصالات والفنادق لإقامتها من التعاون على الإثم والعدوان ، ومكسب ذلك محرم.

السؤال الثامن:
هل يجوز إرسال برقيات التعزية والمواساة لأركان الحكم اليهودي في فلسطين ؟
الإجابة:
المسلم يسره هلاك أعداء الإسلام المحاربين ، ويجوز له تعزية أهل العهد والذمة بألفاظ لا تدل على تعظيم موتاهم ، أو الترحم عليهم ، أو الاستغفار لهم ، أو الشهادة لهم بالجنة ، بل بنحو: اتق الله واصبر ، البقاء لله . أما المحاربين فينبغي تبكيتهم وتبشيرهم بسوء المصير.

السؤال التاسع:
يتردد كثيراً في كلام السياسيين والقادة والكتّاب وبعض أهل العلم !! مسألة التقارب الإسلامي المسيحي اليهودي , وأنه يمكن الوصول إلى قواسم مشتركة للعيش معا بسلام , وهذا يؤول إلى جعل مدينة القدس مدينة للسلام تعيش فيها الأديان الثلاث تحت مظلة دولية واحدة ترعاها, وتسير أمورها وتخرجها من دائرة الصراع ... ما هو تعليق فضيلتكم على هذا ؟
الإجابة:
التقارب بين الأديان الذي يقصد به تمييع القضايا ومساواة الملل , وزمالة الأديان والمودة والمحبة والصداقة بين أتباعها , بزعم وجود قواسم مشتركة , هو من الرضا بالكفر وإقراره , والرضا بالكفر كفر , أما الجائز شرعاً فهو الهدنة والعهد والذمة بالشروط الشرعية , فهذا هو السلام الجائز مع الكفار.
أما أن نقر بأحقيتهم في أرض المسلمين , خاصة فلسطين , وخاصة القدس , فأي مسلم يملك أن يقول لهم لكم ذلك الحق ؟!! فالقدس أرض المسلمين , وكل فلسطين كذلك , لا يملك أحد أن ينزع حقهم فيها , وان انتزعت هي منهم , لكن الأعداء لا يريدون نزعها فقط , فهي بأيديهم , بل يريدون انتزاع اعتراف المسلمين بأن هذا هو حقهم , ولا والله , لا يكون أبداً حقاً لهم , بل من يعترف لهم بذلك يكون مكذباً للقرآن والسنة،قال تعالى: " إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128)"الأعراف: ١٢٨, وقال تعالى:قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) الأنبياء: ١٠٥،وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( اعدد ستاً بين يدي الساعة , موتـِي , ثم فتح المقدس .. ) الحديث رواه البخاري برقم < 3176 > .
ولكن قد ينظر في مسألة أن تكون القدس تحت مظلة دولية , هل هو أهون شراً من بقائها في يد اليهود ؟ إن عجز المسلمون عن أخذها مؤقتاً , دون أن يقروا بأن الحق فيها لغير المسلمين.

السؤال العاشر:
جمع بعضهم في رسالة (مشاهد القبور والمزارات وما يجري عندها من بدع وشرك في داخل فلسطين) , وذلك للتدليل على أن أهل فلسطين متلبسون بالشرك بدرجة كبيرة , وأن الحديث هناك عن الجهاد أو المنكرات الأخرى حديث لا معنى له أبداً , هذا فضلاً عن نصرتهم ومساعدتهم !! ما هو تعليق فضيلتكم حول هذا الأمر ؟
الإجابة:
وجود مظاهر الشرك وعبادة القبور في فلسطين وغيرها أمر موجود مثله في معظم بلاد المسلمين , يحب إنكاره وتحذير المسلمين منه , ولكن ذلك لا يعني أن أهل فلسطين كلهم كذلك متلبسون بالشرك , أو أن وجود ذلك في بعضهم يسقط واجب الجهاد , المقدور عليه إن قدر على شيء منه , أو يسقط معاونتهم ومساعدتهم , فهذا تعميم ظالم , وتكفير بالعموم , عظيم الإثم , وأهل الجهل من أهل فلسطين وغيرها ممن يقعون في البدع أو تلك الشركيات , يجب تعليمهم , ولا يكفر المعين منهم إلا بعد إقامة الحجة عليه , إذا كان ما ارتكبه شركاً أكبر , ولا نشك أن تثبيط المسلمين عن مناصرة إخوانهم المسلمين في فلسطين لوجود بعض من يقع في ذلك , كما يوجد بعض من يوالي اليهود ويعاونهم , وهو مثل شرك القبور , كذلك تثبيط المسلمين بهذه العلل الواهية ظلم للمستضعفين من المسلمين , وظلم للمجاهدين الصادقين , وتحقيق لمآرب اليهود , فيجب أن نقوم بتعليم المسلمين التوحيد وننهاهم عن عبادة القبور , وعن موالاة الكفار , وعن التحاكم إلى غير شرع الله , وفي نفس الوقت نعاون أهل الحق منهم بكل ما نقدر عليه.

السؤال الحادي عشر:
يوضع بعض الأسرى في سجون الاحتلال اليهودي لمدة زمنية تتفاوت من شخص لآخر في زنازين انفرادية معزولة تماماً , بحيث لا يفرق الأسير في كثير من الأوقات بين الصباح والمساء , فكيف له أن يتطهر ويصلي ؟ أو يباشر الصيام ؟
الإجابة:
أما الطهارة , فإن قدر على الوضوء ولو في دورة المياه توضأ , فإن عجز تيمم وصلى , فإن عجز عن التيمم , لقيد أو عجز , صلى على حاله , كصلاة فاقد الطهورين ,قال تعالى:فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (16)التغابن: ١٦. أما بالنسبة للصلاة , فعليه التحري والاجتهاد بالنظر في علامات الأوقات, ولينظر مثلاً في أوقات توزيع الطعام , إن كان , وأوقات تغيير نوبات الحراسة , فإن أخبره ثقة بحال الوقت , وجب عليه قبول خبره , وإن لم تكن هناك أي علامات , أو لم يغلب على ظنه شيء , فقد قال النووي رحمه الله في روضة الطالبين: صبر إلى أن يغلب على ظنه دخول الوقت , والاحتياط أن يؤخر إلى أن يغلب على ظنه أنه لو أخر خرج الوقت , وإذا قدر على الصبر إلى استيقان دخول الوقت , جاز الاجتهاد على الصحيح , ولو علم دخول الوقت بالحساب , حكى صاحب البيان أن المذهب أنه يعمل به بنفسه ولا يعمل به غيره . اهـ .
وما فعله في الصلاة من الاجتهاد , يفعل مثله في الصيام , في طلوع الفجر والغروب , وكذلك في دخول رمضان وشوال . وكل ما صلى وصام بالاجتهاد فبان صحيحاً , أو بعد الوقت الواجب , أجزأه , وإن بان خطأ قبل دخول الوقت , فعليه الإعادة .


جزاكم الله خيراً ... شيخنا، وبارك الله فيكم وجعله في موازيين حسناتكم.
هذا، وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق