الاثنين، 22 نوفمبر 2010

"الهروب" عنوان المرحلة المقبلة لجنود الاحتلال

"الهروب" عنوان المرحلة المقبلة لجنود الاحتلال
ابن مسجد سيد الشهداء حمزة

الهروب عنوان المرحلة المقبلة فعلاً في جيش الاحتلال، فقد اعتدنا قبل حرب أكتوبر / تشرين ثان 1973 أن نرى المواطن العربي يهاب "السوبرمان" الصهيوني بعد إشاعة الكيان الصهيوني للمقولة المعروفة (الجيش الذي لا يقهر)، والآن تتبدل العقيدة العسكرية وتختلف التكتيكات والخطط الإستراتيجية لدى جيش العدو بعد أن اختلفت المعادلة العسكرية أمامه فأصبح يواجه دول وقوى الممانعة على صُعدٍ مختلفة.

سابقاً .. كان مشهد دخول وزير الحرب الصهيوني الأسبق "موشيه ديان" صاحب العين المقلوعة ساحات المسجد الأقصى واقتحام آليات جيشه وجنوده أبواب مدينة القدس في العام 1967 منظراً صعباً ومرعباً لا يمحى من ذاكرة العرب جميعاً، لكن اليوم بات الأمر مختلفاً تماماً فقد تبددت ظاهرة "السوبرمان الصهيوني".
الهروب من الخدمة العسكرية ظاهرة مؤرقة للكيان الصهيوني بدأت تطفو على السطح بعد كشف مصادر عسكرية في الجيش الصهيوني عن تزايد في معدلات هروب الجنود من الخدمة العسكرية، والتي تفرضها سلطات الاحتلال على جميع الشباب والفتيات اليهود.

وكشفت صحيفة "هآرتس" الصهيونية وفقا لبيانات شعبة الأفراد بجيش الاحتلال أن العقد القادم وتحديدا في عام 2019 سيتهرب 1 بين كل أربعة جنود صهاينة من التجنيد، جاء الكشف بعد تحذيرات أطلقها رئيس أركان الاحتلال "غابي أشكنازي" من تعاظم ظاهرة التهرب من الخدمة العسكرية.
وفي هذا الصدد، عزا متابعان للشأن الصهيوني أسباب توالي هروب جنود الاحتلال من الخدمة العسكرية إلى رفض تيارات دينية في "إسرائيل" الدخول في الجيش وفق قانون يهودي منح لهم باعفاءهم من الخدمة العسكرية مقابل تلقيهم العلوم الخاصة بالتوراة، حسب تعبيرهم.

وصنف الباحثان في أحاديث منفصلة مع "الرسالة نت" تلك الأسباب لوجود تيار صهيوني يرفض الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال باتجاهه نحو التعلم في مدرسة "غيشافا" المتطرفة طمعاً في الحصول على الراتب نظير تعلم التوراة.

المقاومة السبب
في حين أكد محلل للشئون العسكرية أن قوة المقاومة وضرباتها الموجعة يمثل السبب الرئيسي في تزايد هروب جنود الاحتلال من الخدمة العسكرية الخوف والقلق والرعب الذي ضرب المجتمع الصهيوني وأثر على نفوس المقبلين على الجنود.

الباحث في الشأن الصهيوني توفيق أبو شومر يعتقد أن الجيش الصهيوني مقبل على أزمة بشرية بحسب ما أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة المتعلقة بميزان القوة البشرية في المجتمع الصهيوني، مشيراً إلى قياس الاحتلال نسبة إقبال الشباب على الخدمة العسكرية ومقارنتها بالنسب السابقة.

ويقول أبو شومر :"هناك تدني كبير في جيش الاحتلال نتيجة رغبة الشباب الصهيوني في ممارسة حياة طبيعية خارج الخدمة العسكرية للهروب من التعرض للاتهام والمحاسبة القانونية المتبعة في جيش الاحتلال حال تورط الجنود في ارتكاب أخطاء ومخالفات".

وشاركه الرأي الخبير في الشئون العسكرية اللواء يوسف الشرقاوي الذي اعتبر أن المناورات العسكرية التي يجريها الاحتلال الصهيوني في الفترة الأخيرة تجب الرعب والخوف والقلق الكبير في نفوس الجنود وتضع نصب أعينهم توقعات في تخطيط جيشهم لشن عدوان جديد يستهدف قطاع غزة أو جنوب لبنان.

ويري الشرقاوي أن الجيش الصهيوني سيواجه نفس المشكلة والعقبة التي واجهها خلال الحرب الأخيرة على لبنان في يونيو / حزيران 2006 رغم اعتبار الكيان الصهيوني"أول دولة في العالم من حيث الاهتمام في الجيش وتطوير إمكانياته لحماية الجبهة الداخلية ".

وترجع المصادر العبرية التهرّب المستمر من الخدمة العسكرية بحجة الالتزام بالتعاليم اليهودية والتديّن والتطرف لدى بعض الجماعات في الكيان.

سوبرمان اختفى

وتعقيباً على تزايد تلك الظاهر أكد أبو شومر اختفاء ظاهرة "السوبرمانية" التي تواجدت مسبقاً في جيش الاحتلال، مرجعاً السبب في تراجع قوة الجنود الصهاينة لقوله "إن هيبة جنود الاحتلال تراجعت بل اختفت في ظل الوضع الفلسطيني الراهن والظروف الميدانية الأخرى خاصة نكسة لبنان التي أصابت الاحتلال".

وأضاف المهتم في متابعة الشأن الصهيوني: "هناك امتعاض في الكيان أن الجيش ترك في العراء خلال الحرب على لبنان وأمور كثيرة طرأت وأثرت سلباً على معنويات جنود الاحتلال بعد عملية أسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط في غزة قبل خمس سنوات".

ولم يكن الشرقاوي يغرد خارج السرب الذي تحدث فيه سالفه، وقال :"جيش الاحتلال أصبح يعاني من عقدة عدم الشجاعة والإقدام في ميدان المعركة والمواجهة مع المقاومة"، مشيراً إلى محاولته الحثيثة والمتواصلة لتعبئة "ثغرة هروب الجنود المتزايد" بالتطور التكنولوجي في الأسلحة والمعدات.

وأوضح أن جميع محاولات الاحتلال في المواجهة الحقيقية والقوية أمام المقاومة باءت بالفشل، وتابع :"مهما حاول الجيش الصهيوني مواجهة سبق في الأسلحة التكنولوجية المتطورة فستبقى ثغرة هروب جنوده كابوساً يلاحقه أمام تطوير المقاومة المتنامي لعدتها وعتادها".

السوفت وير

ونوه أبو شومر إلى أن الجيش الصهيوني بات يتفكك في ظل اعتماده الكبير على الطاقة التكنولوجية بسبب التهرب المتزايد في صفوف جنوده وضباطه، وقال :"الاحتلال يحاول حالياً تطوير قدرة (السوفت وير) المتمثلة في قوة التكنولوجيا الحديثة لتحل بديلاً عن الطاقة البشرية".

ويرجع المختص في الشأن الإسرائيلي تزايد الهروب من الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال لكثير من المعطيات يدخل في طياتها الإطار الديني، مؤكداً وجود تيار يهودي ديني أصولي يطلق على نفسه "كتيبة الناحال" يرفض الدخول في الجيش الصهيوني.

"لا ينبغي أن نفرح كثيراً بظاهرة الهروب من الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال"، بهذه العبارة أنهى أبو شومر حديثه مقدماً النصيحة للفلسطينيين والعرب بأن يجب علينا أن نعول على ظاهرة الضعف البشري في الجيش الصهيوني كثيراً.

حرب مزدوجة

ومضى المتابع للإعلام الصهيوني يقول :"هذه القضية تعني الاحتلال وجنوده بالدرجة الأولى أكثر مما يعنينا"، مستبعداً في ذات السياق شن الاحتلال حربه القادمة ضد قطاع غزة، وتوقع أن يستهدف الكيان من عدوانه المقبل لبنان ليبعث بذلك رسالة تهديد لكل من سوريا وإيران في إطار سعيه لشن حرب مزدوجة.

في حين توقع الشرقاوي قبل أن يختم حديثه لـ"الرسالة نت" أن الهزيمة الكبرى ستلحق بالجيش الصهيوني في أي معركة قادمة، وقال أن "أي قوة عسكرية أو مدنية يكون شعارها الظلم والفاشية تكون بوابة نهايتها قد اقتربت".

وتابع: "أي مقاومة أو قوة عربية وطنية تضرب الاحتلال الصهيوني ستتسبب في إضعاف الكيان والتسبب في إحداث تحويل لعقيدته العسكرية"، حسب تعبيره.

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الناطقة بالعبرية كشفت عن تقرير داخلي للجيش الصهيوني يؤكد أن 14,7% من جنود جيش الاحتلال يعانون من مشاكل نفسية، بعدَ إجراء مسح واسع النطاق لملفات الجنود.

وذكر التقرير أن نتائجَ البحث تمّ التوصل إليها بعدَ إجراء مسح ملفات طبية لقرابة 196 ألف جندي، وتبيّن أن نسبة المشاكل النفسية بين الجنود الرجال تصل إلى 14,7%، بينما هذه النسبة بينَ الجمهور العام في إسرائيل تصلُ إلى 4%.

ويتبيّن من التقرير أن 5,7% يعانون من نفسية انطوائية، بينما 4,7% يعانون من النرجسية، و2,7% يعانون من الإحباط والخوف، و1,3% من عدم الانسجام في المحيط العسكري.

SNIPER XX ابن مسجد سيد الشهداء حمزة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق