الاثنين، 22 نوفمبر 2010

هل ستقبل به..؟ إنه العار



هل ستقبل به..؟ إنه العار

د. عطا الله أبو السبح

يبدو أن عباس قد أصم أذنيه كي لا يسمع صوتاً يعارضه, ولذا فهو ماض لا يلوي على شيء, فهو الفهيم بمرامي السياسة وهو العليم ببواطنها، وأما غيره فلا يفقهون شيئاً ولا إلى ما اهتدى إليه يهتدون, خاصة وأن الرجل هو ثاني اثنين لا يزالان يتمتعان بامتيازات الـ VIP" " فيسرح في طول الكرة الأرضية ويمرح, ويجالس الكبار, ويشرح القضية, فيشدوا على يديه: إنك على صواب، وأما معارضوك ففي ضلال مبين, وهذا ما بدا واضحاً في خطابه الأخير, والذي – ولأول مرة – يعلن تحديه مرتين...

فأما الأولى, لكل الفلسطينيين؛ معارضين ومؤيدين أن يثبتوا عليه تنازلاً عن أي شيء منذ 1993، وأما الثانية فلكل إسرائيلي , فضلاً عن قيادته , أن يثبتوا عليه أنه قد أخل بأي التزام فرضته عليه الاتفاقيات التي أبرمها مع الاحتلال , وكأني به يعني خارطة الطريق وخاصة شقها الأمني الذي مزق المجتمع الفلسطيني في الضفة, وخرّب مؤسسات حماس , ولاحق قادتها وزجّ بهم في السجون, وألهب ظهور كوادرها بالسياط , وهشم جمجمة مجد البرغوثي، وفجر رأس محمد رداد، وسحق المجلس التشريعي, فعطل المؤسسة الوحيدة التي جاءت بإرادة فلسطينية خالصة...

ويغفل عباس أنه قد وقع في تناقض فظيع, إلا إذا لم يعتبر هذه الالتزامات تنازلاً, وهي في حقيقتها أبلغ من التنازل وأحط، حتى لتصل إلى السقوط الأمني والأخلاقي, فإذا لم تكن كرامة المواطن وحقه في مقاومة مغتصبي أرضه ووجوده ومقدساته هي الثابت الأهم والذي تدوسه خارطة الطريق ويسحقه ضباط التنسيق الأمني, فما الثابت إذن؟؟ بل ماذا يبقى من ثابت؟؟ ويقع في تناقض آخر إذ ينسى أن منظمته قد تنازلت فألغت ميثاقها -الذي يمثل دستورها- مرتين حسب ما جاء على لسانه, الذي عاهد عليه واضعوه الله وأقسموا القسم أن يحافظوا عليه، حتى كان شعار عرفات: العهد هو العهد والقسم هو القسم, ولم يعد للمنظمة من ميثاق ولا دستور ولا استراتيجية بل ولا هدف إلا التشبث بامتيازات الـ"VIP" وما تدره من مال وفير!!!

ويبكي عباس على المصالحة والتي لا تعني عنده إلا مع (إسرائيل)!! وأما مع حماس فإنها آثمة، فقد اقترفت الخطيئة العظمى والتي لا شفاعة فيها , ويزعم عباس أنه لم يتصرف حيالها بما ينبغي من قتال، وكأني به يستحي من أن يقاتلها في الوقت الذي يصر على السلام مع إسرائيل، فلن يغير موقفه ولو رفضته إسرائيل ألف مرة, وغيرت وبدلت وتنكرت لما توصلت معه من اتفاق في زمن أولمرت، خاصة وأن حماس صنيعة الموساد ( حسب عبد العزيز شاهين )..

والراحل عرفات الذي حرص الطاقم الإعلامي المحيط بعباس الذي كلف بإحياء ذكرى استشهاده السادسة، فأخذ يعرض صوراً وأفلاماً من ماضي الرجل ونضاله وصبره وحيائه وخجله ورقته مع الأطفال والنساء وشجاعته , فعرض من بين ما عرض حديثاً بالصوت والصورة والحركة يصرح فيه أن المنظمة بريئة من إعطاء ترخيص لحماس بالعمل ولكنه إسحق رابين؛ لذا - فيما أظن - فإن عباس لا يقاتلها رغم أنها (...) , في هذا الزخم الإعلامي والخطاب أمام الجموع (الفتحاوية) والهتافات بحياة الرئيس المفدى ينشغل نتنياهو في محادثات (ماراثونية) مع هيلاري, ليعلنا عقبها أنهما يعملان جاهدين إلى إعادة عباس للمفاوضات المباشرة, والتي مضى من عمرها المديد منذ أن ابتدئت في مدريد حوالي عشرين سنة أو سبع عشرة سنة منذ أوسلو, يعود نتنياهو ومعه حزمة من الضمانات الأمريكية:
أولاها: أن يجمد نتنياهو الاستيطان لتسعين يوماً عدا القدس، فليهودها كيف يشاء، فهي عاصمته الأبدية؛ استجابة لطلب عباس بالتجميد,
وثانيها: لن تعود أمريكا إلى مطالبته أبداً بالتجميد.. أبداً أبداً..
وثالثها: أن تمنح أمريكا عشرين طائرة لإسرائيل يبلغ ثمنها ثلاثة مليارات دولار؛ للحفاظ على توازنها الاستراتيجي
رابعها: أن تضمن سلامتها ضد أعدائها لأبد الآبدين,
خامسها: أن تستعمل حق الفيتو أمام كل المؤسسات الدولية ضد أي قرار يتعارض مع رؤية إسرائيل ومصالحها. ليبرز سؤال.. هل سيقبل عباس بالعودة إلى التفاوض لأن نتنياهو قبل أن يعرض هذه المطالب على حكومته ؟؟ ثم ماذا بقي من أحلام الإعلان الأحادي عن دولته ؟؟ أقول: بقي له العار إذا عاد, وإذا بقي على نهجه هذا الذي يفخر به ويتحدى أنه لم يتنازل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق