الاثنين، 22 نوفمبر 2010

مجرم من يجرم المقاومة

مجرم من يجرم المقاومة............بقلم مصطفي الصواف
___________________________________________

في ظل تصاعد وتيرة التهديدات الإسرائيلية بالعدوان على قطاع غزة، ووسط الغارات الجوية المتواصلة وعمليات الاغتيال تخرج علينا أصوات لا تعرف معنى للكرامة ولا معنى للدفاع عن الوطن، ولا تؤمن إلا بالانبطاح تحت الأقدام واستمراء المذلة والمهانة، ترى أن المقاومة ضد الاحتلال خطأ يجب أن لا يتكرر، وانه من الخطأ استخدام المقاومة ضد المحتل، وعلى الشعب الفلسطيني أن يبحث عن مقاومة مختلفة غير المقاومة المسلحة.

يجب أن نحدد المفاهيم والمحددات ونعرف من العدو، وهذا يستوجب طرح السؤال من جديد هل (إسرائيل) عدو غاصب ومحتل للأرض يجب مقاومته وطرده؟، أم أن إسرائيل صديقة وجارة وشقيقة، وأن خلافنا معها هو خلاف على جزئيات ولا يجوز مقاومتها؛ ولكن علينا محاورتها والتعبير عن رفضنا لما تقوم به عبر التظاهرات السلمية ورفع أغصان الزيتون والجلوس على طاولات لقرع الكؤوس وتبادل الغانيات ثم يتم طرح الخلافات حتى نتمكن من حلها؛ لأنها لا تحتاج أكثر من جلسة تحت الأضواء الحمراء الخافتة.

يا هؤلاء، يا من تجرموا المقاومة وتعتبرونها خطأ، هل قرأتم التاريخ؟، وهل تعرفتم على الطريق الذي انتهجه كل من احتلت أرضه؟، وكيف تم طرد المحتل منها؟، ألم تكن المقاومة هي طريق هذه الشعوب نحو التحرر والانعتاق من عبودية المحتل؟

إسرائيل عدو، والعدو بحاجة إلى مقاومة، لذلك المقاومة ضرورة من ضروريات المرحلة، والمشاركة بها واجبة على كل قادر، وتجريمها جريمة يرتكبها من يجرمها، وطالما أن هناك محتل فالمقاومة هي الطريق الأساس لطرد هذا المحتل، وقد يأت إلى جانبها أدوات مساعدة، مفاوضات أو مقاومة سلمية أو مقاومة إعلامية، ولكن تبقى المقاومة هي المنطلق وهي الأداة الأمثل في التعامل مع العدو، لأنه من الصعب تصور مفاوضات لوحدها دون مقاومة؛ ولكن قد تكون المقاومة وحدها في التعامل مع العدو.

التفاوض يا قوم جربتموه على مدى سنوات طوال، ماذا جر علينا سوى مزيد من الويلات، ومزيد من الاستيطان، ومزيد من الإرهاب الإسرائيلي، وما هذا التغول والاعتداء على شعبنا المتواصل من قبل المستوطنين في الضفة ما هو إلا نتيجة غياب المقاومة الملاحقة امنيا من قبل أجهزة أمنية فلسطينية كان من المفترض أن تحمي الشعب الفلسطيني وتصد المحتل لا أن تتعاون معه كما يجري الآن.

دون المقاومة سنخسر ما تبقى وسيُهجر من تبقى، وستنتهي القضية وتصفى، هل هذا ما يسعى إليه من يجرم المقاومة؟، أسألوا يا من تجرمون المقاومة أصحاب الخبرة من المقاومين في العالم، أو أصحاب السياسة والفكر، أو واضعو القوانين والمواثيق، هل المقاومة مشروعة في مواجهة المحتل أم أنها مُجرمة؟، هل الضعف أو واختلال الموازين والظلم يسقط المقاومة كوسيلة للتحرير؟، دون تردد ستكون الإجابة المقاومة هي الوسيلة للتعامل مع المحتل في كل زمان ومكان.

يا أيتها المقاومة لا تعيري اهتمام للأصوات النشاز وواصلي استعداداتك للدفاع عن الأرض والإنسان، بكل أنواع القوة الممكنة، فالعدو لن يتركنا وإن تركنا المقاومة، سارعي أيتها المقاومة في إعادة النشاط المقاوم إلى عهده، واسقي المحتل من كأس الموت الذي يسقينا منه، واسقي من نفس الكأس من يجرم المقاومة، لان صمتنا وسكوتنا لن يوقف إرهاب عدونا لأنها لا يريدنا صامتين بل يريدنا ميتين لا وجود لنا، وهذا لن يتحقق للمحتل إلا إذا تركنا المقاومة وتخلينا عنها.
علينا ألا نيأس، وان نحمل الأمل بين أحلامنا .. "ما بيضيع حق وراه مطالب".
علينا ألا نيأس، وان نحمل الأمل بين أحلامنا .. "ما بيضيع حق وراه مطالب".
*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق