علاقات عُمان والإمارات سوف تشهد توترا متزايدا خلال الفترة القادمة بعد كشف شبكة تجسس إماراتية
تحدثت التقارير الخليجية الصادرة مساء الأمس وصباح اليوم بكثافة ملحوظة عن إعلان السلطات الرسمية العُمانية عن اكتشاف وتفكيك شبكة تجسس إماراتية ناشطة داخل سلطنة عُمان: فما هي حقيقة التجسس الإماراتي في سلطنة عُمان؟ وما هي مصداقية المزاعم القائلة بوجود حرب سرية خليجية-خليجية يتورط فيها الجميع؟
المسرح الخليجي: توصيف المعلومات الجارية
تقول التقارير والمعلومات بأن علاقات سلطنة عمان-دولة الإمارات سوف تشهد المزيد من التوتر خلال الفترة القادمة وذلك بسبب إعلان السلطات في العاصمة العُمانية مسقط عن الآتي:
- اكتشاف أجهزة أمن سلطنة عُمان وجود شبكة تجسس إماراتية.
- تم اعتقال عناصر شبكة التجسس الإماراتية وبعد اكتمال التحقيقات سوف يتم تقديمهم للمحاكمة.
- أكدت التحريات الأولية انخراط فعاليات شبكة التجسس الإماراتية في عمليات وأنشطة ضارة بأمن وسيادة سلطنة عُمان.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن السلطات الإماراتية قد سارعت على الفور لجهة نفي وجود مثل هذه الشبكة، إضافة إلى أن الأجهزة الأمنية الإماراتية ظلت وما زالت أكثر حرصاً على احترام وسيادة وأمن الدول الخليجية الشقيقة المجاورة لها: السعودية، سلطنة عُمان، قطر، البحرين والكويت.
تجاوز عدد التقارير الصحفية التي سعت لرصد موضوع شبكة التجسس الإماراتية داخل سلطنة عمان أكثر من مائة تقرير، وما هو لافت للنظر أن جميع هذه التقارير ركزت على سردية واحدة مزدوجة تتضمن من جهة مزاعم سلطنة عمان، ومن الجهة المقابلة نفي الإمارات لهذه المزاعم. هذا، وبرغم قدرة الأطراف الخليجية المتزايدة لجهة احتواء خلافاتها، فإن مجرد قيام سلطنة عمان بالإعلان عن اكتشاف وتفكيك شبكة التجسس الإماراتية هو أمر يحمل في حد ذاته أكثر من مؤشر وأكثر من دلالة، خاصة وأن السلطات العمانية قد تحدثت عن نواياها إزاء القيام بتقديم عناصر الشبكة للمحاكمة!
الجوار الإقليمي الإماراتي-العماني: ماذا يحمل؟
تقع دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان في الجزء الجنوبي من الخليج العربي، وتنطوي الخصائص الجيوسياسية العامة على الكثير من عوامل الانسجام والتطابق وذلك لجهة الآتي:
- التطابق الاقتصادي، بحيث تعتمد كلاهما على النفط والتجارة.
- التطابق الاجتماعي، بحيث تمثل الكيانات السكانية مجاميعاً قبلية عشائرية متماثلة وتشكل كل واحدة منها امتداداً للأخرى.
- التطابق الثقافي، بحيث تجد في كلا البلدين نفس نمط الثقافة الخليجية القائمة على وحدة المزاج والتاريخ والتراث الفولكلوري الشعبي.
- التطابق السياسي، بحيث تتشابه مكونات الدولة الكلية والجزئية ونظامها السياسي الذي يقوم على مبدأ تركيز السلطات في بدء الحاكم والعائلة الحاكمة.
اكتشاف شبكة التجسس الإماراتية في سلطنة عمان هو أمر يطرح العديد من التساؤلات والشكوك والتي من أبرزها: هل أدى الوجود الأمريكي المكثف في منطقة الخليج إلى تضارب مصالح الأطراف الخليجية بما جعل هذه الأطراف تسعى إلى استهداف بعضها البعض!؟
الصراع الخليجي-الخليجي: الحرب بالوسائل الأخرى
تحدثت الأصوات الخليجية كثيراً عن علاقات التعاون والسلام بين الأطراف الخليجية على النحو الذي خلق انطباعاً عاماً بأن حقب صراعات قبائل وعشائر الجزيرة العربية قد ولت إلى غير رجعة، وذلك طالما أن دول الخليج الستة قد دخلت مرحلة "مجلس التعاون الخليجي"، ولكن برغم ذلك، فإن الحقيقة الماثلة تؤكد دائماً على صحة الرهان القائل: تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وبكلمات أخرى، فقد جاءت سفن البحرية الأمريكية إلى الخليج حاملة معها ما لا يشتهي الخليج وأهله.
تقول التسريبات والتوقعات، بأن واشنطن ومن ورائها إسرائيل تخططان لطول البقاء في منطقة الخليج وذلك عن طريق تعزيز السيطرة الحديدية على بلدانه الستة وذلك عن طريق:
- نشر شبكات القواعد والمنشآت العسكرية الأمريكية.
- نشر شبكات القواعد والمنشآت المخابراتية الأمريكية.
إضافة لذلك، فقد سعت أيادي محور واشنطن-تل أبيب الخفية لجهة القيام بتسميم العلاقات الخليجية-الخليجية عن طريق إنفاذ الأنشطة السرية الآتية:
- تنفيذ المزيد من العمليات السرية التي تستهدف تحقيق المزيد من عمليات التغلغل والاختراق الأمريكي-الإسرائيلي في منطقة الخليج.
- إعداد وتدريب أجهزة المخابرات الخليجية وجعلها تقوم بنشر شبكاتها السرية في بلدان الخليج وغيره.
- القيام بإدارة عمليات توجيه وإعادة توجيه أنشطة شبكات المخابرات الخليجية بحيث تستهدف بعضها البعض وتراقب بعضها البعض.
أما الفوائد التي يمكن أن يحصل عليها محور واشنطن-تل أبيب في بلدان الخليج العربي فهي كثيرة ومتعددة منها ما يلي:
- استهداف الشبكات المخابراتية الخليجية لبعضها البعض سوف يتيح لمحور واشنطن-تل أبيب الحصول على المزيد من المعلومات الجديدة عن الخليج إضافة إلى القيام بعمليات تقاطع المعلومات.
- استهداف الشبكات المخابراتية الخليجية لبعضها البعض سوف يتيح لمحور واشنطن-تل أبيب إضعاف الثقة بين الأجهزة الخليجية ودفعها باتجاه تبنى روح التنافس العدائي.
- استهداف الشبكات المخابراتية الخليجية لبعضها البعض سوف يتيح لمحور واشنطن-تل أبيب بث المزيد من السموم في علاقات النخب الخليجية مما يجعل هذه النخب أكثر نفوراً وكراهية لجهة التعامل والتعاون بمصداقية مع بعضها البعض.
موقع الجمل الإخباري
تحدثت التقارير الخليجية الصادرة مساء الأمس وصباح اليوم بكثافة ملحوظة عن إعلان السلطات الرسمية العُمانية عن اكتشاف وتفكيك شبكة تجسس إماراتية ناشطة داخل سلطنة عُمان: فما هي حقيقة التجسس الإماراتي في سلطنة عُمان؟ وما هي مصداقية المزاعم القائلة بوجود حرب سرية خليجية-خليجية يتورط فيها الجميع؟
المسرح الخليجي: توصيف المعلومات الجارية
تقول التقارير والمعلومات بأن علاقات سلطنة عمان-دولة الإمارات سوف تشهد المزيد من التوتر خلال الفترة القادمة وذلك بسبب إعلان السلطات في العاصمة العُمانية مسقط عن الآتي:
- اكتشاف أجهزة أمن سلطنة عُمان وجود شبكة تجسس إماراتية.
- تم اعتقال عناصر شبكة التجسس الإماراتية وبعد اكتمال التحقيقات سوف يتم تقديمهم للمحاكمة.
- أكدت التحريات الأولية انخراط فعاليات شبكة التجسس الإماراتية في عمليات وأنشطة ضارة بأمن وسيادة سلطنة عُمان.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن السلطات الإماراتية قد سارعت على الفور لجهة نفي وجود مثل هذه الشبكة، إضافة إلى أن الأجهزة الأمنية الإماراتية ظلت وما زالت أكثر حرصاً على احترام وسيادة وأمن الدول الخليجية الشقيقة المجاورة لها: السعودية، سلطنة عُمان، قطر، البحرين والكويت.
تجاوز عدد التقارير الصحفية التي سعت لرصد موضوع شبكة التجسس الإماراتية داخل سلطنة عمان أكثر من مائة تقرير، وما هو لافت للنظر أن جميع هذه التقارير ركزت على سردية واحدة مزدوجة تتضمن من جهة مزاعم سلطنة عمان، ومن الجهة المقابلة نفي الإمارات لهذه المزاعم. هذا، وبرغم قدرة الأطراف الخليجية المتزايدة لجهة احتواء خلافاتها، فإن مجرد قيام سلطنة عمان بالإعلان عن اكتشاف وتفكيك شبكة التجسس الإماراتية هو أمر يحمل في حد ذاته أكثر من مؤشر وأكثر من دلالة، خاصة وأن السلطات العمانية قد تحدثت عن نواياها إزاء القيام بتقديم عناصر الشبكة للمحاكمة!
الجوار الإقليمي الإماراتي-العماني: ماذا يحمل؟
تقع دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان في الجزء الجنوبي من الخليج العربي، وتنطوي الخصائص الجيوسياسية العامة على الكثير من عوامل الانسجام والتطابق وذلك لجهة الآتي:
- التطابق الاقتصادي، بحيث تعتمد كلاهما على النفط والتجارة.
- التطابق الاجتماعي، بحيث تمثل الكيانات السكانية مجاميعاً قبلية عشائرية متماثلة وتشكل كل واحدة منها امتداداً للأخرى.
- التطابق الثقافي، بحيث تجد في كلا البلدين نفس نمط الثقافة الخليجية القائمة على وحدة المزاج والتاريخ والتراث الفولكلوري الشعبي.
- التطابق السياسي، بحيث تتشابه مكونات الدولة الكلية والجزئية ونظامها السياسي الذي يقوم على مبدأ تركيز السلطات في بدء الحاكم والعائلة الحاكمة.
اكتشاف شبكة التجسس الإماراتية في سلطنة عمان هو أمر يطرح العديد من التساؤلات والشكوك والتي من أبرزها: هل أدى الوجود الأمريكي المكثف في منطقة الخليج إلى تضارب مصالح الأطراف الخليجية بما جعل هذه الأطراف تسعى إلى استهداف بعضها البعض!؟
الصراع الخليجي-الخليجي: الحرب بالوسائل الأخرى
تحدثت الأصوات الخليجية كثيراً عن علاقات التعاون والسلام بين الأطراف الخليجية على النحو الذي خلق انطباعاً عاماً بأن حقب صراعات قبائل وعشائر الجزيرة العربية قد ولت إلى غير رجعة، وذلك طالما أن دول الخليج الستة قد دخلت مرحلة "مجلس التعاون الخليجي"، ولكن برغم ذلك، فإن الحقيقة الماثلة تؤكد دائماً على صحة الرهان القائل: تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وبكلمات أخرى، فقد جاءت سفن البحرية الأمريكية إلى الخليج حاملة معها ما لا يشتهي الخليج وأهله.
تقول التسريبات والتوقعات، بأن واشنطن ومن ورائها إسرائيل تخططان لطول البقاء في منطقة الخليج وذلك عن طريق تعزيز السيطرة الحديدية على بلدانه الستة وذلك عن طريق:
- نشر شبكات القواعد والمنشآت العسكرية الأمريكية.
- نشر شبكات القواعد والمنشآت المخابراتية الأمريكية.
إضافة لذلك، فقد سعت أيادي محور واشنطن-تل أبيب الخفية لجهة القيام بتسميم العلاقات الخليجية-الخليجية عن طريق إنفاذ الأنشطة السرية الآتية:
- تنفيذ المزيد من العمليات السرية التي تستهدف تحقيق المزيد من عمليات التغلغل والاختراق الأمريكي-الإسرائيلي في منطقة الخليج.
- إعداد وتدريب أجهزة المخابرات الخليجية وجعلها تقوم بنشر شبكاتها السرية في بلدان الخليج وغيره.
- القيام بإدارة عمليات توجيه وإعادة توجيه أنشطة شبكات المخابرات الخليجية بحيث تستهدف بعضها البعض وتراقب بعضها البعض.
أما الفوائد التي يمكن أن يحصل عليها محور واشنطن-تل أبيب في بلدان الخليج العربي فهي كثيرة ومتعددة منها ما يلي:
- استهداف الشبكات المخابراتية الخليجية لبعضها البعض سوف يتيح لمحور واشنطن-تل أبيب الحصول على المزيد من المعلومات الجديدة عن الخليج إضافة إلى القيام بعمليات تقاطع المعلومات.
- استهداف الشبكات المخابراتية الخليجية لبعضها البعض سوف يتيح لمحور واشنطن-تل أبيب إضعاف الثقة بين الأجهزة الخليجية ودفعها باتجاه تبنى روح التنافس العدائي.
- استهداف الشبكات المخابراتية الخليجية لبعضها البعض سوف يتيح لمحور واشنطن-تل أبيب بث المزيد من السموم في علاقات النخب الخليجية مما يجعل هذه النخب أكثر نفوراً وكراهية لجهة التعامل والتعاون بمصداقية مع بعضها البعض.
موقع الجمل الإخباري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق