الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

اعذرينا فالنفس ليس بايدينا يا ام عامر


..~~... اعذرينا فالنفس ليس بايدينا يا ام عامر ...~~...
____________________________________


أسامة النابلسي


عندما بدأت الحديث ... حار فكري وتجولت طبقات عقلي عن عنوان الموضوع ..... وعن اي عار اتحدث.... عن زمن سجن فيه اصحاب الحقوق وفي الطلق يسير المحتلين ..... عن أسرى محررين في سجون العباسيين .... ومستوطنون يجولون في انحاء فلسطين...... عن امهات اثكلتها الدمع على فلذات كبدها وعائلات لا معيل لها في العراء ..... واخرون يعيشون في الجراند بارك .... وقبلات ومقابلات واجتماعات على اعلى المستويات من اجل القضاء على كل من يحاول أن يستنشق طعم الحرية والكرامة....


تطلعت على كل انحاء الضفة من نابلس الى الخليل الى طولكرم وقلقيلية والى كل زقة في ضفة العياش والهنود ولكن دمعت عيني وأعين من علم بقصة هذه الازقة فما تلبث أن يتفطر قلبك بقصة من قصص الالم والحزن المقيت الى أن تنتقل الى فجيعة اكبر وجرح اعظم .... ولكن ما جعلنا لا نتمالك انفسنا عندما علمنا أن صاحب كل الجروح العظام من ابناء الجلدة التي ماتت منذ سنوات عندها تحطمت كل مقومات الصمود على جسمي النحيل أن كل بطل هذه الحكايات الاجرامية هو ابن البلدة وابن الوطن عندها ايقنت أن كان هو فعل ماض وماض جداااااا


ولكن كانت فاجعتنا الكبرى ومصيبتنا العظمى عندما تطاول ابناء الوطن ( كانوا ) على الاخوات الطاهرات العفيفات وكان اخر افلامهم الاكشنية الاجرامية التي لم يستطع على ادئها حتى محتلينا منذ اكثر من ستين عاما


بماذا نستصرخ يا امة الاسلام يا امة القران غدت امهات المسلمين اسيرات عند ظلامينا عند اشباه رجال لا تقع في وجوهم شامة الرجال خلت من صدورهم حرمة النساء ولاخوات والامهات ومن هنا جئنا الى جرح نزف من اكثر من اثنان وعشرون يوما سنتحدث عنها الان


العنوان ضحية الموقف المربية تمام .... المكان سجن الجنيد نابلس ...... الزمان اكثر من اثنان وعشرون عام....... الاحداث .... اعذرينا يا امنا تمام ان نكتبها بالحبر وليس بدمائنا .....
نعم في كل عصر من عصور هذه الحياه تجد اختا او اما او ابنه تأتي لتذكر الرجال برجولتهم التي تنساوها وغابت عن خواطرهم ففي عصر فرعون خرجت اسيا زوجته وفي عصر النبي عليه السلام خرجت ام عمارة وام سلمة واسماء وعائشة ووغيرهن من النساء المؤمنات وكل الازمان كانت تخرج لنا احدى نساء الاسلام لتثبت لكل العالم ان المرأه لها الحق في ديننا وتمتلك كل حريتها بطريقتها وليس بطريقة الغرب التحررية من الاخلاق


جئنا اليوم لنتحدث عن عصبة نساء عن مجتمع نساء في أكمله يكمن في ام لكل من في قلبه ذرة شرف او نخوة " انها تمام احمد ابو السعود " امرأة حملت في جوفها عزيمة جبال وأمانة تخلى عنها الكثير من رجال الامة ورجال الضفة ممن باعوا كرامتهم من أجل فتات تذروه نسائم الحق يوما قريبا باذن الله .... ام عامر .... نحن نعلم ما يجول بخاطرك ...... نعم انه شعور الاستغراب والغربة حتى في بيتك .

عشتي ايام عصيبة منذ بدايتك على هذه البسيطة فقدتي زوجك الذي ترك لكي 5 ازهار رويتهم من ماء تربيتك الطاهرة حتى استطاعوا أن يروا النور الذي كنتي تحلمينه لهم والاحلام التي كنتي ترينها في نومك من أجل مستقبلهم ولكن ما علمت هذه الاحلام والخيلات أنها جاءت في المكان الخطأ لم تكوني تعلمين أن جرافات الاحقاد من بني صهيون وبني العباسيين سيقوضون كل ما علقتي عليه الامال والاحلام عندما اعتقلوا ابناءك وزجوهم في اقبيتهم وما علمتي يا امنا تمام أن آليات حقد ابناء الوطن ( كانوا) ستصادر حتى صاحبة الاحلام والامال فلك الله يا ام عامر ....


هم يحاولون ان يهزوا من عزيمتك لانك امرأة في تصورهم ككل النساء وما علموا أن انك قد تربيتي على يد مربية استطاعت أن تخرج الابطال ممن يزجون في معتقلات ابناء صهيون وسجون العباسيين أما علموا انك ترعرتي على يد حركة خرجت الاستشهادين والمطارديين ، فنحن عندنا العلم اليقين أنهم لن يستطيعوا سلب ارادتك وقوة عزيمتك حتى وان جاورا ابنك في زنزانتك وحتى وان غيب بكرك الى خارج البلاد من اجلهم .....فلك الله يا اسماء هذا الزمن .... فلك الحق كل الحق يا ام عامر ان تتوجي بتاج الفخار الذي لايستحقه في هذا الزمان غيرك ......


نهاية اقدم اعتذاري الشديد لاننا ما زلنا نتنفس وما زالت تنبض القلوب بعد فراقك الى عالم المجرمين الى كوكب اناس قد ماتت في قلوبهم كل ذرات الشرف .... واني اخجل من نفسي اني قد اسنفذت شيء وان كان قليلا عما يجول في قلبي عن ماساتك يا امنا ... يا ام عامر ولكن ايقني بأني سأجدد هذا المستنفذ عندما اعاود لأقرأ قصتك وارى صورة ابناءك المعتقلين


واخيراااااااا ...... اني اخجل بأن انهي مقالي هذا بقولي سادعوا لكي بالافراج القريب .... سامحنا يارب ليس تقليل من الدعاء ولكن تقليل بأنا لم نأخذ باساب الدعاء وصبرا يا ام عامر فان الحق الى ظهوروان الباطل الى زوال باذن الله المتعال........ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق